الخميس، 4 أكتوبر 2012

العمد غير المرئية في العلوم الكونية:و مسك السموات و صدق القرأن؟؟؟؟


العمد غير المرئية في العلوم الكونية:(1)

تشير الدراسات الكونية إلي وجود قوى مستترة, في اللبنات الأولية للمادة، وفي كل من الذرات والجزيئات، وفي كافة أجرام السماء, تحكم بناء الكون، وتمسك بأطرافه إلى أن يشاء الله تعالى، فيدمره، ويعيد خلق غيره من جديد.

ومن القوى التي تعرف عليها العلماء في كل من الأرض والسماء أربع صور, يعتقد بأنها أوجه متعددة لقوة عظمى واحدة، تسري في مختلف جنبات الكون؛ لتربطه برباط
وث
يق
، وإلا لانفرط عقده، وهذه القوى هي:


(1) القوة النووية الشديدة . (2) القوة النووية الضعيفة . (3) القوة الكهربائية المغناطيسية( الكهرومغناطيسية). (4) قوة الجاذبية .

هذه القوى الأربع هي الدعائم الخفية، التي يقوم عليها بناء السماوات والأرض, وقد أدركها العلماء من خلال آثارها الظاهرة والخفية في كل أشياء الكون المدركة.

وتعتبر قوة الجاذبية على المدى القصير أضعف القوى المعروفة لنا, وتساوي:(10- 39 ) من القوة النووية الشديدة, ولكن على المدى الطويل تصبح القوة العظمى في الكون, نظرًا لطبيعتها التراكمية، فتمسك بكافة أجرام السماء, وبمختلف تجمعاتها. ولولا هذا الرباط الحاكم، الذي أودعه الله تعالى في الأرض، وفي أجرام السماء ما كانت الأرض، ولا كانت السماء. ولو زال هذا الرباط، لانفرط عقد الكون، وانهارت مكوناته.

ولا يزال أهل العلم يبحثون عن موجات الجاذبية المنتشرة في أرجاء الكون كله, منطلقة بسرعة الضوء دون أن ترى. ويفترض وجود هذه القوة على هيئة جسيمات خاصة في داخل الذرة لم تكتشف بعد، يطلق عليها اسم الجسيم الجاذب، أو( الجرافيتون ( Graviton

منذ العقدين الأولين من القرن العشرين تنادى العلماء بوجود موجات للجاذبية من الإشعاع التجاذبي، تسري في كافة أجزاء الكون؛ وذلك على أساس أنه بتحرك جسيمات مشحونة بالكهرباء، مثل الإليكترونات والبروتونات الموجودة في ذرات العناصر والمركبات، فإن هذه الجسيمات تكون مصحوبة في حركتها بإشعاعات من الموجات الكهرومغناطيسية.

وجود قوى مستترة, في اللبنات الأولية للمادة، وفي كل من الذرات والجزيئات، وفي كافة أجرام السماء, تحكم بناء الكون، وتمسك بأطرافه إلى أن يشاء الله تعالى، فيدمره، ويعيد خلق غيره من جديد

وقياسًا على ذلك فإن الجسيمات غير المشحونة ( مثل النيوترونات) تكون مصحوبة في حركتها بموجات الجاذبية, ويعكف علماء الفيزياء اليوم على محاولة قياس تلك الأمواج, والبحث عن حاملها من جسيمات أولية في بناء المادة، يحتمل وجوده في داخل ذرات العناصر والمركبات, واقترحوا له اسم: الجاذب. أو الجرافيتون. وتوقعوا أنه يتحرك بسرعة الضوء, وانطلاقا من ذلك تصوروا أن موجات الجاذبية تسبح في الكون؛ لتربط كافة أجزائه برباط وثيق من نواة الذرة إلى المجرة العظمى، وتجمعاتها إلى كل الكون, وأن هذه الموجات التجاذبية هي من السنن الأولى، التي أودعها الله تعالى مادة الكون وكل المكان والزمان!!

وهنا تجب التفرقة بين قوة الجاذبية(TheGravitationalForce)، وموجات الجاذبية(TheGravitationalWaves).

فبينما الأولى تمثل قوة الجذب للمادة الداخلة في تركيب جسم ما، حين تتبادل الجذب مع جسم آخر, فإن الثانية هي أثر لقوة الجاذبية. وقد أشارت نظرية النسبية العامة إلى موجات الجاذبية الكونية على أنها رابط بين المكان والزمان على هيئة موجات، تؤثر في حقول الجاذبية في الكون، كما تؤثر على الأجرام السماوية، التي تقابلها. وقد بذلت محاولات كثيرة لاستكشاف موجات الجاذبية القادمة إلينا من خارج مجموعتنا الشمسية، ولكنها لم تكلل بعد بالنجاح.

والجاذبية وموجاتها، التي قامت بها السماوات والأرض منذ بدء خلقهما, ستكون سببًا في هدم هذا البناء عندما يأذن الله تعالى بتوقف عملية توسع الكون، فتبدأ الجاذبية وموجاتها في العمل علي انكماش الكون، وإعادة جمع كافة مكوناته على هيئة جرم واحد، شبيه بالجرم الابتدائي، الذي بدأ به خلق الكون. وسبحان القائل:

﴿ يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْداً عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ ﴾ (الأنبياء:104).

خامسًا- نظرية الخيوط العظمى وتماسك الكون(2)

في محاولة لجمع القوى الأربع المعروفة في الكون ( القوة النووية الشديدة والقوى النووية الضعيفة, والقوة الكهرومغناطيسية, وقوة الجاذبية ) في صورة واحدة للقوة اقترح علماء الفيزياء ما يعرف باسم نظرية الخيوط العظمى(TheTheoryOfSuperstrings)، والتي تفترض أن الوحدات البانية للبنات الأولية للمادة من مثل ( الكواركات والفوتونات, والإليكترونات وغيرها ) تتكون من خيوط طولية في حدود (10- 35 ) من المتر, تلتف حول ذواتها، على هيئة الزنبرك المتناهي في ضآلة الحجم, فتبدو كما لو كانت نقاطًا، أو جسيمات, وهي ليست كذلك. وتفيد النظرية في التغلب على الصعوبات، التي تواجهها الدراسات النظرية في التعامل مع مثل تلك الأبعاد شديدة التضاؤل، حيث تتضح الحاجة إلى فيزياء كمية غير موجودة حاليًا, ويمكن تمثيل حركة الجسيمات في هذه الحالة بموجات تتحرك بطول الخيط . كذلك يمكن تمثيل انشطار تلك الجسيمات واندماجها مع بعضها البعض بانقسام تلك الخيوط والتحامها.

وتقترح النظرية وجود مادة خفية (ShadowMatter)، يمكنها أن تتعامل مع المادة العادية عبر الجاذبية؛ لتجعل من كل شيء في الكون ( من نواة الذرة إلى المجرة العظمى، وتجمعاتها المختلفة إلي كل السماء ) بناء شديد الإحكام, قويّ الترابط . وقد تكون هذه المادة الخفية هي ما يسمَّى باسم المادة الداكنة (DarkMatter)، والتي يمكن أن تعوض الكتل الناقصة في حسابات الجزء المدرك من الكون, وقد تكون من القوى الرابطة له. وتفسر النظرية جميع العلاقات المعروفة بين اللبنات الأولية للمادة, وبين كافة القوى المعروفة في الجزء المدرك من الكون. وتفترض النظرية أن اللبنات الأولية للمادة ما هي إلا طرق مختلفة لتذبذب تلك الخيوط العظمى في كون ذي أحد عشر بعدًا.

ومن ثم، إذا كانت النظرية النسبية قد تحدثت عن كون منحن, منحنية فيه الأبعاد المكانية الثلاثة ( الطول, العرض, والارتفاع ) في بعد رابع هو الزمن, فإن نظرية الخيوط العظمى تتعامل مع كون ذي أحد عشر بعدًا، منها سبعة أبعاد مطوية على هيئة لفائف الخيوط العظمى، التي لم يتمكن العلماء بعد من إدراكها.

وسبحان القائل:﴿ اللّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ﴾(الرعد:2). والله قد أنزل هذه الحقيقة الكونية على خاتم أنبيائه ورسله صلى الله عليه وسلم من قبل أربعة عشر قرنًا, ولا يمكن لعاقل أن ينسبها إلى مصدر غير الله الخالق .


إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ﴾ (فاطـر‏:41)



رى العلماء وفق نظرية الإنفجار العظيم Big Bang أن الكون فى بداية الأمر كان عبارة عن حالة متكدسة جدا من الضغط والحرارة أو الطاقة محصورة فى منطقة ضئيلة للغاية أو لحد يفوق التصور تسمى أحادية singularity .
.

ثم أخذت هذه فى التمدد وفى ظرف كسر ضئيل من الثانية من بداية الإنفجار تكون ما يعرف ببلازما الكواركات Quarks والجلونات Gluons وعندما بردت حرارة الكون نسبيا لدرجة تسمح بتكون البروتونات والإلكترونات تألفت هذه من الكواركات و الجلونات على الترتيب

ومن جملة السيناريوهات المحتملة لمصير الكون ، وقد تقدم أن ما يرجح أحدها هو هل كثافة الكون تتعدى الكثافة الحرجة أم لا ومن ثم هل قوى الجاذبية ستتغلب على قوى التمدد أو لا ، هو ما يعرف بالانسحاق العظيم Big Crunch حيث يعود الكون إلى سيرته الأولى أى أحادية singularity .

وعلى كل فلولا ما يحول دون ميل الكون الذاتى للإنهيار الثقالى Gravitational Collapse أو لأن ينهار تحت تأثير وزنه لكان مصير الكون هو الانسحاق العظيم إلى أحادية ثقالية Gravitational Singularity أو أحادية الثقب الأسود Black Hole Singularity وهى ذات كثافة لا نهائية infinite density وحجمها يعادل صفر .

وربما هذا ما عبر عنه القرآن الكريم بقوله :

﴿إِنَّ اللَّهَ يُمْسِكُ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضَ أَن تَزُولا وَلَئِن زَالَتَا إِنْ أَمْسَكَهُمَا مِنْ أَحَدٍ مِنْ بَعْدِهِ إِنَّهُ كَانَ حَلِيماً غَفُوراً ﴾ (فاطـر‏:41)

و تصور العلماء للكون لو انهار تحت تأثير وزنه يليق بلفظ الزوال فليس هو مجرد انهيار بل عودة الكون المادى الى حالة عالية من الصغط والحرارة محصورة فى حيز متناهى فى الصغر

فالكويكبات -asteroids- مثلاً الآتية من بعيد..

يمكن أن يتقاطع مسار إحداها مع مسار الأرض فيسقط ويبيد الحياة!

أما سقوط السماء كلها فهو عَمَلياً الانهيار العظيم big crunch ..


ولو إفترضتَ جدلاً حدوث ذلك الانهيار اليوم ..
فتسرى مادة الكون كلها تسقط عليك.
وسترى نفس المشهد حتى لو كنت في كوكب آخر.
لأن الكل سيسقط على الكل .. الى أن يعود الكون الى حالة الرتق

وهذا الأمر قدر الله له زمنه
{يَوْمَ نَطْوِي السَّمَاءَ كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ}
والى أن يحث ذلك.. فالله يمسك السماء أن تنهار ذلك الانهيار العظيم!

والقوى التى تعمل على انهيار البنيان على الأرض ، أى الجاذبية ، هى نفسها التى تعمل على انهيار بنيان السماء لولا القوى التى تلغى أثرها . وقوى الجاذبية فى الكون تعتمد على كثافة وضعط المادة فى الكون ، بينما القوى التى تلغى أثرها ، والتى من الممكن أن تكون هى العمد المقصود فى الآية ، هى القصور الذاتى أو العزم Momentum الناتج من قوة الإنفجار التى تدفع الكون للتمدد فضلا عن ما يسمى بالطاقة المظلمة Dark Energy وهى نمط من المادة ذو ضغط سالب Negative Pressure والتى يعتقد أنها تؤدى إلى تسارع التمدد الكونى .
ولدى علماء الفلك نموذجان لمصير الكون الأول وهو الانسحاق العظيم Big Crunch والآخر التمدد اللانهائى .
والمحك بين الاحتمالين هو هل كثافة المادة فى الكون تتجاوز ما يسمى بالكثافة الحرجة Critical Density أم لا .
فإذا تجاوزت كثافة المادة فى الكون هذه الكثافة الحرجة فهذا يعنى أن قوى الجذب سوف تتغلب على قوى التمدد مما يؤدى إلى انهيار collapse الكون على نفسه الى النقطة التى بدأ منها التمدد وهو ما يسمى Big Crunch وإذا كانت كثافة المادة فى الكون أقل من الكثافة الحرجة فهذا يعنى أن قوى التمدد ستتغلب وبالتالى يظل الكون يتمدد إلى الأبد .


وبهذه القوى ونحوها فإن الله تعالى يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه كما فى الآية : وَيُمْسِكُ السَّمَاءَ أَنْ تَقَعَ عَلَى الْأَرْضِ إِلَّا بِإِذْنِهِ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَءُوفٌ رَحِيمٌ . ( الحج )
مثلما يمسك الطير فى جو السماء كما فى الآية : ألم يرو إلى الطير مسخرات فى جو السماء ما يمسكهن إلا الله .
فهو يمسك الطير بقوة رد فعل الهواء على جسد الطائر كما هو معلوم من قانون نيوتن الثالث : لكل فعل رد فعل مساو فى المقدار ومضاد فى الاتجاه
فعندما يؤثر الطائر بقوة على الهواء نتيجة رفرفة الأجنحة فإن الهواء يؤثر عليه بقوة مساوية فى المقدار ومضادة فى الاتجاه وبالتالى يرتفع الطائر ويحلق . أى أن الله يمسكها بواسطة ، تماما مثلما أن الله يسوق السحاب بقوة الرياح .


المصادر :
http://map.gsfc.nasa.gov/universe/uni_fate.html


هناك 3 تعليقات: