المدونة منشأة خصيصاً للرد علي شبهات الملاحدةو اللادينين و الربوبيين
و النصاري و اليهود غيرهم من الطاعنين في الاسلام وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
نقد المادية الماركسية بالاعتماد على الفلسفة الإلهية
بسم الله الرحمن الرحيم
نقد نظرية أسبقية المادة على الفكر
تقوم
نظرية أسبقية المادة على الفكر على أن المادة تسبق الفكر وأن الوعي والفكر
من منتجات المادة وأحد تطورات المادة في صيغتها الراقية
1- يقول أرسطو
إن مَن ينكر الميتافيزيقيا يتفلسف ميتافيزيقيا .. فمِن أين للماركسيين
بهذه النظرية الميتافيزيقية والتي تقول بأسبقية المادة على الفكر .. أو بأن
الوعي من إنتاج المادة ؟
2- ومسألة أسبقية المادة على الفكر أو انتاج
المادة للوعي هي مسألة سفسطية فلسفية قديمة وكان يطرحها الشُكاك والملاحدة
وكان الفلاسفة يجيبون ويقولون أنه لو كان الوعي فعلا من صور المادة فهذا
يعني أن الوعي متساوي عند البشر جميعا فأي صورة من صورة المادة لها قياسات
محددة وثابتة ..... طبعا كما تلاحظ هذا سؤال فلسفي وأيضا إجابة فلسفية
3-
اثبت العلم أن الفكر والوعي كلاهما لا مادي وهذه حقيقة علمية محسومة
فالوعي ليس موجات .. ليس فوتونات .. ليست جسيمات يمكن أن تصدر عن المادة
4-
نظرية أسبقية المادة على الفكر تُناقض قانون الديناميكا الحرارية الثاني
فهذا القانون يقول أن الكون يتجه نحو البرودة نحو الموت الحراري وأن المادة
من المجرة إلى الذرة ينطبق عليها هذا القانون وهو قانون وليس نظرية ويقول
القانون أننا مثلا لو وضعنا كوب ماء ساخن في غرفة باردة فإن الحرارة تنتقل
من الكوب إلى الغرفة وأن الكون كله يتجه هذا الإتجاه حيث أن الحرارة تنتقل
مع الوقت من الأجسام الساخنة إلى الأجسام الباردة وأنه في لحظة ما ستتساوى
حرارة جميع الأجسام في الكون وعندها سيموت الكون حراريا والكون يتجه طبقا
للقانون إلى التبسيط إلى البرودة إلى التفكك إلى الموت الحراري وهذا
القانون بالمناسبة يقضي على الداروينية فالعلم يقول أن الكون يتجه نحو
التفكك البرودة التبسيط بينما يقول الإلحاد أن الكون يتجه نحو التطور نحو
الارتقاء وهذا خطأ علمي قاتل
تقول الماركسية أن المادة تتطور إلى الوعي
إلى الفكر ... المادة ترتقي ...بينما يقول العلم أن المادة تتجه نحو
التبسيط نحو الفتكك نحو الإختزال .......... فالعلم في جانب بينما
الماركسية والإلحاد في جانب آخر تماما
فالوعي والفكر يستحيل أن يكونا من تطور المادة ومن منتوجاتها وإلا لصارت المادة عكس القانون
أزمة الوعي في المادية
الفيزيائي الملحد Leonard Mlodinow يقر بعدم وجود تفسير فيزيائي أو تعريف للوعي يمكن للعلماء التعامل معه
اذا
نظرنا الوعي الذي في الانسان :) هل هو عمليات بيوكميائيه ؟؟؟ ام شحنة
كهربائيه ؟؟؟ او مادة صرف ؟؟؟ فأنت امام تناقض صارخ فعقلك او وعيك ليس تباعاً
لقوانين العقل و المنطق و الفلسفه بل
تبعاً لقوانين بيوكميكس او شفرات كهربائيا فيزيائية في نشاط الدماغ العليا فكيف بنيت الحادك عليهم -_-
كيف لي أن أثق بعقلي إذا نشأ من المادة How can i trust my mind if it's emerged from matter
يظن الملحد أن القول بثبات الطاقة يخدمه وهذا أبعد ما يكون عن الحقيقة. في موضوع آخر اعتبر ذلك دليلا على أزلية الكون.. وما هو في
حقيقة إلا دليل على عدم تمييزه بين (ثبات كمية طاقة الكون) وبين (عدم ثبات
نسبة الطاقة العاملة في الكون). لذلك أدعوه أن يقرأ هذا المقال ENTROPY: HOW "USEFUL ENERGY" IS DISAPPEARING
عن الاختفاء التدريجي للطاقة الفاعلة في الكون بسبب ظاهرة الأنتروبي.
ولا أظن أن هناك ملحد يجادل في حقيقة مُجمع عليها .. وإلا فليأتي باقتباس
لأي فيزيائي ينفي حقيقة اختفاء الطاقة المؤثرة في الكون مع مرور الزمن.
النتيجة: لو كان الكون أزلي لتوقفت الأحداث منذ الأزل بسبب تحول الطاقه إلى غير فاعلة. منذ الأزل.
أما الذي يقول بنظرية مرور الكون بدورات لانهائية من (إنفجارات وانهيارات)
فهو ملزم بكل أركان تلك النظرية ولا يحق له ان يختار منها الجزء الذي يحلو
له. وبالتالي عليه أن يقبل بازدياد نسبة الطاقة الغير فاعلة عند إنتقال
الكون من دورة إلى أخرى. ولمن يطلب الدليل, هذه صورة لصفحة الكتاب عن موضوع
تحت عنوان: Entropy in an Oscillating Universe
إذاً (الكون المتأرجح) لا يحل المشكلة ولا يمثل نظام دوري "أزلي" كما يأمل
الملحد. لأنه لو كان الكون يعرف هذا التأرجح منذ الأزل لاختفت الطاقة
الفاعلة منذ الأزل أيضاً. سبب آخر هو ازدياد حجم الكون عند كل دورة جديدة,
وبالعودة بالأحداث إلى الخلف يصبح (أقصى تمدد للكون) عند كل دورة اصغر
فأصغر إلى أن نصل إلى كثافة لا تقبل أي انهيار, أي حالة (“the initial
singularity”) التي أدت إلى الانفجار الأول الغير مسبوق بأي انهيار.
What about the oscillating Universe? If
the Universe recollapses, then there is another singularity at the time
of the Big Crunch. A singularity means that the laws of physics break
down, so we have no way to predict whether the Big Crunch will connect
to another cycle of expansion. Even if the density were high enough to
cause a recollapse, there would be no guarantee that the Universe would
oscillate. But the current evidence is strongly against any recollapse,
which would rule out the oscillating Universe. See PBS or Ask an
Astronomer about this. الخطوط العريضة لهذا الاقتباس: ----------------------------- ماذا عن الكون المتأرجح؟ الجواب: لا يوجد دليل لاستنتاج أن الانهيار العظيم تليه حلقة أخرى من التمدد. حتى وإن كانت الكثافة عالية بما يكفي لحدوث الانهيار فلا يوجد أي ضمان على تأرجح الكون. لكن الأدلة الحالية هي ضد وبقوة أي انهيار. الشيء الذي يزيح أية فكرة عن كون متأرجح.
The
final entropy of the Universe as it approaches the Big Crunch
singularity would be larger than the initial entropy of the Universe
because of the heat added by nuclear fusion in stars, so a recollapse
does not involve a decrease in entropy وهذا يعني أنه لو كان هذا التأرجح أزليا لأصبحت الحرارة لا نهائية والفوضى مطلقة منذ الأزل! و الكون يتجة نحو موت حراري
We
discuss three candidate scenarios which seem to allow the possibility
that the universe could have existed forever with no initial
singularity: eternal infation, cyclic evolution, and the emergent
universe. The first two of these scenarios are geodesically incomplete
to the past, and thus cannot describe a universe without a beginning.
The third, although it is stable with respect to classical perturbations, can collapse quantum mechanically, and therefore cannot have an eternal past
نحن نناقش ثلاثة سيناريوهات مرشحة الذي تسمح أن يبدو هناك إمكانية أن
الكون يمكن أن يكون موجودا إلى الأبد مع عدم وجود نظرية الأنفجار العظيم في
اللحظات الأولي: كالتضخم الأبدي والتطور الدوري ونشوء الكون.
أول
أثنين من هذه السيناريوهات هي نظرية الجيوديسيكلي الغير مكتملة بالماضي
وبالتالي لا يمكن وصف الكون بلا بداية والسيناريو الثالث فعلى الرغم من
أنها مستقرة فيما يتعلق بالأضطرابات الكلاسيكية فيمكن أن تنهار نظرية الكم
ميكانيكيا وبالتالي لا يمكن أن يكون لها ماضي أبدي.
البداية المطلقة للكون حقيقة لا مفر منها للملاحدة حتي سيناريوهات هوكينج و
بنروز لا تفي بالغرض في شرح بداية الكون من البيج بانج هذا بحث ل Audrey Mithani Alexander Vilenkin ينفي الدورات الازلية للاكوان و التكهنات و التخمينات المادية الالحادية التي لا يمكن ان تنشئ حتي كوننا الحالي بهذه الطريقة
وحتى لو أهملنا كل ما سبق تبقى مشكلة الملحد الكبرى متمثلة في عدم تفكيره
في النتيجة المباشرة لما يكرره حول (ثبات مجموع الطاقة في الكون). لمعرفة
ما هي تلك النتيجة المباشرة وكيف تهدم الإلحاد -دون الحاجة إلى النظريات السابقة - أبدأ
لم ينكر أحد أن الفيزياء تخبرنا أن كمية الطاقة في الكون ثابتة. لكن الطاقة نوعان:
energy = exergy + anergy حيث:
1- energy مجموع الطاقة في الكون والتي لا تتغير كقيمة كلية.
2- Exergy = usefull enery الطاقة الفاعلة في الكون (يستفاد منها)
3- Anergy = unusable part مجموع الطاقة المعطلة, الغير فاعلة , أو سمها ما تشاء ....
فرجاء فرق بين الـ( energy ) وبين الـ( exergy هذا الأخير هو مصدر الأحداث في الكون)
رسم بياني يلخص الموضوع ويوضح
العلاقة بين (القانون الثاني للثيرموديناميك ) وبين (الاختفاء التدريجي
للطاقة الفاعلة في الكون)
لو كانت طاقة الكون أزلية لاستنفد الكون قدرته على الفعل منذ الأزل بعد أن
يتحول كل Exergy الى Anergy وهذه نتيجة يكذبها الواقع اليوم. إذاً من
يدعي انه يحترم قوانين الثيرموديناميكا وخصوصا القانون الثاني عليه أن يخجل
من نفسه ولا يحاول مرة أخرى إنكار حدوث الطاقة في الوجود.
نقد المادية الماركسية بالاعتماد على الفلسفة الإلهية ،،،
نعم يا إخوتي إنها المادة ، فعند الماركسيين الذين يؤمنون بأن المادة هي
الأصل وهي الفاعل، أمست قوانين اللاهوت تنطبق على المادة... فالمادة أزلية،
متعالية عن الزمن وما الزمن إلا نتيجة لتفاعلاتها،،، هذا بحد ذاته سقوط في
الميتافيزيقة،، فالمترفع عن الزمن غير مادي لزوما!
العلم يوما
بعد يوم يثبت أمورا لا يدركها العقل البشري المصمم للعمل في الأبعاد
الثلاثة، الطول والعرض والارتفاع ،،، اثبت العلم وجود البعد الرابع ، ألا
وهو الزمن ،، النظرة الحديثة تقول أنه بعد مادي موجود، وهو لصيق بالمادة
وجزء من وجودها.
ما هو أثر النظرة المادية للزمن؟؟؟ إن أثر
النظرة المادية للزمن تجعل الملحد يدخل في الدور،، حيث إن الملحد يلزمه
افتراض أن ظروف التفاعل قد وجِـِدت قبل المادة ،، فأدت إلى تفاعل المادة،،
وظروف التفاعل تحتاج لمن يوفرها، ولهذا فهناك مادة وفرت ظروف للتفاعل حتى
تتفاعل المادة،، وهذا دواليك.... ولهذا فقد يهرب الملحد إلى جعل المادة ذات
تفاعلات ذاتية، أي أن حركتها وتفاعلها صفة لصيقة ذاتية بها ،، أقصد، أنها
لا تحتاج لظروف كي تتفاعل،، بل هي تتفاعل وتنتج ظروفا هكذا ، خبط عشواء...
حتى ان هناك بحث جديد يقول بأن هناك ساعة صممت لتبقى حتى بعد موت الكون
موتا باردا ،، نعم، حيث لا يتم توليد اي انتروبي،، وبالتالي فإن هذه الساعة
مصممة كي تتحرك بالحد الأدنى من الطاقة -المستوى الصفري- ولا تولد أي
انتروبي،، إذن فإن تولد الانتروبي يحتاج مؤثر خارجي لتحريك التفاعل، او
لتجمع الشروط الملائمة،، وهذا لا يحدث إلا كما أسلفنا بوجود مؤثر سابق،
كالمادة .. وهكذا فإن كل مادة ستحتاج لمادة كي تحركها ،، إنه دخول في الدور
اللانهائي وانهيار المنطق السليم.
صاحب الفكره فريد هويل واثنين من زملاائه تخلوا عنها، لا اعرف لماذا يوجد اشخاص الان لا يزالون يتكلمون عهناـ غريب. http://www.youtube.com/watch?feature=player_embedded&v=nqNA--5skiI النقطة الأخيرة -التفاعل الذاتي- هي ما يعوّل الملحد عليه،، ولهذا كانت
هناك اعتراضات مسجلة ضد هذه النظرة ، استطاعت المادية أن تجيب عليها ولكن
ولله الحمد ليس للأبد،،
الاعتراض الأول: الوعي لا يمكن ان تنتجه
المادة ،،، فكان جواب المادي ، الوعي ليس إلا صفة للمادة شديدة التنظيم ،،،
وطبعا الملحد لم يوضح ما هي المادة شديدة التنظيم،، بل لم يعرف ما هو
النظام حتى نفهم،،، فمجرد إلصاق صفة النظام لا يعني ان الأمر منظم فعلا،،
وإن اعترضنا وقلنا حياة، فالجواب نفسه: الحياة ليست إلا صفة لتفاعلات
المادة، وليست شيئا موجودا.. فالمادة تتفاعل وتتحول من حالة لأخرى ،
والحياة ليست إلا احد جوانبها...
ولكن أبت العلوم إلا أن تفند صفة
ذاتية التفاعلات للمادة ،، فهذا الكون وبالدليل المادي، يسير بخطى ثابتة
إلى موت حراري تتوقف فيه التفاعلات ،، فتنتهي حركة المادة ،، وتجمد ..
وفي مجال أضيق، لو غادرت الحياة جسما ما ،، فمن المفترض ان تفاعلات المادة
قادرة على اعادته ، فإن اجاب الملحد بأن المادة تتفاعل باتجاه واحد، أي
التفاعلات غير قابلة للانعكاس، إذن فصفة التفاعل الذاتي هي صفة طارئة على
المادة وليست من ذاتها ،،
ماذا أقصد بالصفة الطارئة؟؟؟ يعني مثلا
الحياة لدى الإنسان، فهي تسكنه ثم تتركه، أي إن صفة الحياة للإنسان ليست
صفة ذاتية، بل صفة مضافة عليه... والمادة كذلك، فالتفاعلات مجرد صفة مضافة
عليها وبالتالي فهي مفتقرة أصلا لأي قدرة على التفاعل الذاتي دون قادر حكيم
يزرع فيها تلك التفاعلات..
وبهذه الكلمات البسيطة لا أظن أن
الملحد قادر على الرد دون الدخول بكلمة ان التفاعلات عشوائية وأن المادة
ستبقى واننا مجرد نتيجة لتفاعلاتها،، طبعا، غياب الغائية يشرع كون المادة
تتفاعل عشوائيا وغياب أدنى قيمة للظاهرة الإنسانية!
لكل
شخص يؤمن بأن المادة تتفاعل عشوائيا وولدت حياة ، وأنها قادرة على انتاج
كل شيء،، أقول ان الكون يسير إلى موت بارد محتم بخطى ثابتة ،، وقد تم اعطاء
نوبل بهذا الموضوع لمكتشفي هذه الفكرة!!
The 1998 announcement had implications for nothing less than the ultimate
fate of the universe. Instead of being slowed by gravity toward a
steady state — or overcome by gravity in a reversal of the Big Bang
known as the Big Crunch — accelerating expansion meant that universe
would expand forever toward a cold, dark death.
كثر اللغط حول الموضوع واحتجاج الملاحدة به حول طاقة الفراغ او العدم الفزيائي
قراءة شيّقة
يقول لورانس كراوس، الفيزيائي الملحد الشهير وصاحب الكتاب الشهير حول نشوء الكون من العدم
A Universe from Nothing: Why There is Something Rather than Nothing
في مقالة في جريدة The Wall Street Journal
It appears that the dominant energy in
our universe doesn't reside in normal matter, or even mysterious dark
matter. Rather, it is located in a much more mysterious form of energy
in empty space. Figuring out why empty space has energy is perhaps the
biggest mystery in physics and cosmology today.
يبدو أن الطاقة المهيمنة في
كوننا لا توجد في المادة العادية، ولا حتى في المادة المظلمة الغامضة. بل
توجد في شكل أكثر غموضاً في الفضاء الفارغ. إن فهم لماذا يحتوي الفراغ على
طاقة ربما أكبر لغز في الفيزياء وعلم الكون في يومنا هذا.
The existence of this energy, called
dark energy, has another consequence: It changes the picture so that
knowing the geometry of the universe is no longer enough to determine
its future. While this may be a disappointment, the existence of dark
energy and a flat universe has profound implications for those of us who
suspected the universe might arise from nothing.
إن وجود هذه الطاقة، المسماة
بالطاقة المظلمة، لديه تبعة أخرى: وجودها يغير الصورة بحيث أن معرفة "هندسة
الكون" ليس كافياً لتحديد مستقبله. بينما قد يكون هذا احباطاً، وجود
الطاقة المظلمة والكون المسطح لديه مشاكلة عميقة لنا نحن من نشك بأن الكون
قد نشأ من عدم.
Why? Because if you add up the total
energy of a flat universe, the result is precisely zero. How can this
be? When you include the effects of gravity, energy comes in two forms.
Mass corresponds to positive energy, but the gravitational attraction
between massive objects can correspond to negative energy. If the
positive energy and the negative gravitational energy of the universe
cancel out, we end up in a flat universe.
لماذا؟ لأنك إن قمت بجمع
الطاقة الكلية لكون مسطح، فإن القيمة هي صفر بالضبط. كيف يمكن أن يكون هذا؟
عندما تقوم بإدخال تأثيرات الجاذبية، تأتي الطاقة بشكلين: مادة، وهي تشكل
الطاقة الموجبة، ولكن التجاذب بين الاجسام يمكن أن يشكل الطاقة السالبة،
فإن كانت الطاقة الموجبة تقوم بإلغاء الطاقة السالبة – عند جمعهما – فإننا
سننتهي مع كون مسطح.
لن نخوض في تعريف العدم وما
هو العدم، فهذا منهج فلسفي مطروح ومعروف، لأن العدم الفيزيائي يختلف عن
العدم الفلسفي الذي هو العدم المطلق في أقصى حالاته. ولكننا سنمد رقبتنا
لكلام كراوس، وننظر له بعين الناقد والباحث بصدق ونأخذ من كلامه أعلاه هذه
النقطة المهمة:
مجموع طاقة الكون = صفر، في حالة الكون المسطح
لنتكلم
بدايةً عن مفهوم الكون المسطح. الكون المسطح لا يعني مثلاً أنه مثل ورقة أو
مثل قطعة نقد أو مثل الأشياء التي نتخيلها في حياتنا اليومية، بل نقصد
بكلمة أن الكون مسطح بأن الخطوط المتوازية فيه لا تتقاطع، مثل الشعاع،
وبالتالي فإن رسمت خطاً فإن هذا الخط سيمتد إلى الما لا نهاية ولن يقطعه خط
آخر موازي له مطلقاً. وبالتالي فإن الكون مسطح مثل سطح الورقة، وليس مثل
الورقة بالتأكيد.
وحتى نتخيل هذا الأمر، انظروا إلى صورة المثلث المعتادة في الفضاء التقليدي (يسمى الفضاء الإقليدي نسبة للعالم اليوناني اقليدِس):
والمعلوم
سلفاً أن مجموع زوايا المثلث دائماً 180 درجة، وهذا الكلام صحيح في حالة
واحدة، عندما نرسم المثلث على أي سطح "مسطح" بشكل كامل. متى يتغير هذا
الكلام؟ عندما يتغير السطح المرسوم عليه المثلث، فإن كان محدباً مثل الكرة
فإن مجموع الزوايا أكبر من 180، وإن كان مقعراً فإن مجموع الزوايا أقل من
180 كما هو ظاهر في الصورة التالية:
ربما تقولون ما الذي
ادخلنا فيه صاحب المقال وكاتبه؟ ما الذي يحاول أن يقوله؟ جوابي: فصبر جميل
يا أخوتي، لأن فهم النقطة السابقة ضروري حتى ننطلق لما بعدها، فما بعدها
مبني على تخيل فكرة المثلث.
الآن أدعوكم لتذكر كلام كراوس حول
كلمة "الكون مسطح"، والسؤال الذي يجب أن نجيب عليه: كيف عرفنا أن الكون
مسطح؟ الموضوع بصراحة اجابته معقدة وبعيدة عن غايتنا، ولكن هناك مشروع WMAP ومشروع BOOMERanG وفيهما استدلينا على قياسات تخص تسطح الكون وبعض القيم التي تتحكم به. الصورة الأولى تظهر مشروع WMAP والصورة الثانية تظهر مشروع BOOMERanG.
WMAP
BOOMERanG
الآن لنربط مفهومي
المثلث وشكل الكون معاً عن طريق مفهوم جديد ألا وهو "كثافة الكون"، فكثافة
الكون تؤثر في شكله، فكثافة الكون إن كانت أكبر من "واحد" فإنها ستؤدي إلى
تشكيل الكون على شكل كرة، وإن كانت أصغر من واحد فإنها ستؤدي إلى تشكيل
الكون على شكل سرج حصان، وإن كانت مساوية لواحد فإنها ستؤدي لجعل الكون
مسطحاً 100% مثل سطح الورقة.
يُرمز لكثافة الكون بالرمز الإغريقي Omega وحسبما رأيت في المصادر فإنها تكتب على عدة اشكال تشترك بالحرف الإغريقي كما هو ظاهر في الصورة التالية:
والصورة التالية توضح كيف تؤثر كثافة الكون على شكل الكون:
اذاً على قيمة Omega أن تكون واحد صحيح حتى نثبت صحة نظرية كراوس على الأقل وأن الكون فعلاً نشأ من اللاشيء. ماذا تقول البحوث التجريبية ونتائج مسح WMAP حول هذا الأمر؟ هل القيمة واحد صحيح فعلاً أم هذه القيمة هي وسيطة فقط؟ هذه الصورة مأخوذة من البحث المرفق في هذا الرابط:
ومع تغيير الفرضيات تتغير القيمة من داخل نفس البحث:
ويبدو أن قيمة الثابت Omega على ما يبدو أكبر من واحد مما يجعل الكون ماذا؟ كرة؟ أو انها اقل من واحد مما يجعله مثل سرج الحصان؟
أمام الملاحدة الكثير لتفسير هذه
القيم، ولهذا فإن تسطح الكون يعتبر تسطح محلي وليس تسطح كلي كما يحاولون
ايهام الناس، ونضيف أيضاً إلى أن العلماء وحتى يخرجوا من هذا الاحراج
العلمي افترضوا أن كثافة الكون يجب أن تكون (1) صحيح عند بداية الكون حتى
لا يحتاج لمسبب وسموها بـ Flatness Problem حسبما هو منقول من الرابط
التالي:
وحتى تتأكد افتح الرابط السابق
وافهم لماذا سموها بمشكلة، ببساطة لا يوجد سبب لتكون كثافة الكون بهذه
الدقة حتى ينشأ، يبدو أن الأمر حسب الماديين "صدفة".
اذاً أين يضعنا هذا أو أين يضع العالم كراوس؟
هذا الأمر يضع عالمنا الجميل في موقف
محرج جداً، لأنه التزم بضرورة أن تكون الكثافة الكلية للكون بهذه القيمة
حتى ينشأ النظام، أي أن فرضيته أتت من ناحية الضرورة لا أكثر، ولا يوجد
دليل سوى الضرورة، ولهذا فهي أقرب للميتافيزيقيا منها للعلم.
فمن الرابط السابق أنقل:
There
is no known reason for the density of the Universe to be so close to
the critical density, and this appears to be an unacceptably strange
coincidence in the view of most astronomers. Hence the flatness
‘problem’.
بالإضافة الى افتراض تسطح الكون الذي
على ما يبدو أنه كروي وليس مسطحاً حسب آخر القياسات. بالاضافة إلى النظرية
الجديدة بأن الكون قد لا يكون مسطحاً أبداً، وللعلم هذه النظرية تنتظر
التأكيد خلال عام:
Universe may be curved, not flat
Anomalies in relic radiation could contradict the evidence for a level cosmos.
روعة
ردحذفهذا خلق الله.
ردحذفhttp://alraziuni.edu.ye
ردحذف