تاريخ التوحيد والوثنية
تاريخ التوحيد والوثنية
=============
مصر القديمة
عالم الدراسات الإنسانية والمتخصص في التاريخ المصري السير والس بدج، ينقل
لنا في كتابه الشهير (كتاب الموتى) عبارات مدونة في بعض أوراق البردى
الأثرية:
( ترنيمة للإله راع رئيس الآلهة، يا سيد السماوات، يا سيد الحقيقة، يا صانع
الإنسان، يا خالق الأنعام، راع، كلماته حقيقة، حاكم العالم، قوة الشجاعة،
أوجد الكون كما أوجد نفسه، أشكاله أكثر من أي آلهة أخرى، المجد لك يا صانع
الآلهة، يا من مددت السماوات وأسَّسْت الأرض، أنت سيد الخلود وموجد الأبدية
وخالق النور) Wallis Budge, The Book of the Dead, from the Papyrus of
Ani .
وفي نقوش أخرى نقرأ: (إنه يسمع تضرعات المنكوب، إنه الرحمة لقلب المنادي،
إنه اللطيف بالمنكوب، إنه سيد العلم، الحكمة كلامه، إنه مُخرج الزرع الأخضر
لتحيى الأنعام، وهو ركيزة الحياة التي يَحيى بها الإنسان، إنه خالق
الأسماك التي تعيش في البحار، والطيور التي في السماء، إنه واهب الحياة لما
في البيضة، فلتحيى يا خالق كل شيء، أنت الواحد، في قوتك تجلت جوانبك) .
يقول بدج: إن الاطلاع على النصوص السابقة لا يدع مجالاً للشك في أن قدماء
المصريين كان عندهم تصور صافٍ عن الله، وأنهم ميزوا بين الله كإله مطلق،
وبين الآلة الأخرى الصغيرة، ثم يقتبس مرة أخرى: (إننا نملك إله واحدًا
مخلوق بذاته، موجود بذاته، ومطلق القوة، الذي خلق العالَم) .
ثم يستعرض بدج تاريخ المصريين القدماء، ويشرح كيف أن عدد الآلة أخذ
بالازدياد مع تقدم الزمان، وهذا دليل غير مباشر على أن الدين الأصلي الذي
كان عليه المصريون القدماء هو التوحيد، وأن الشرك وتعدد الآلهة حدث متأخر.
وأخيرًا، ينقل بدج موافقة من سبقه من علماء التاريخ المصري القديم له أمثال
كامبوليون فيجياك Champollion-Figeac، دي روجيه de Rouge، بيريه بروجش
Pierret Brugsch، ويخلص في النهاية إلى النتيجة: أن سكان النيل القدماء
آمنوا بإله واحد عظيم أزلي . ويؤكد أن رموز الإله الواحد تحولت مع مرور
الزمن إلى آلهة أخرى، وأن هذا هو أصل الوثنية، وأن فكرة الإله الواحد بقيت
آثارها واضحة رغم ما اعتراها من تشويه.
وممن نقل آراء دي روجيه العالم رينوف، حيث قال:
(من المقرر به أن الجزء الجليل من دين المصريين القدماء ليس المتأخر الذي
تعرض للتشويه، إن الدين الحقيقي لهم هو القديم، إن ما نقله عنهم الإغريق
والمسيحيون هو الجزء المتأخر المُحرَّف)P. Renouf, Lectures on The Origin
and Growth of Religion as illustrated by The Religion of Ancient Egypt,
1897, page 90 .
ثم ننتقل إلى عالم الآثار المصرية السير فلندرز بيتريه، يقول في كتابه
(تاريخ مصر القديمة): (في الأديان القديمة توجد مراتب مختلفة للآلهة،
فمثلاً في الهندوسية الحديثة توجد أطنان من الآلهة وأنصاف الآلهة، وهي
تزداد بشكل مستمر حتى صاروا الآن بالملايين، بينما في بعض الشعوب الأخرى لا
توجد عندهم عبادة الآلهة، وإنما توجهوا نحو الآرواحية، حيث كانوا يعتقدون
بوجود أرواح مستقلة كالشياطين، إلا أن طبيعة هذه الأرواح وصفاتها تختلف
تمامًا عن صفات الإله العظيم، فلو كان الإيمان بإله واحد تطورًا عن الإيمان
بالأرواح وعبادتها لوجدنا أن الأخيرة تسبق الأولى، والواقع يكذب
ذلك)Flinders Petrie, The Religion of Ancient Egypt, 1908 .
ثم يتابع: (عندما نتتبع تاريخ الوثنية، نجد أن الوثنية هي خليط من التوحيد،
فالثالوث المصري القديم المتمثل في أوزيرس وإيزيس وحورس، كانوا في الأصل
آحادًا منفصلة، إيزيس هي الإله الأنثى، وحورس هو الإله الأزلي).
ويقول أيضًا: (لقد كان في كل مدينة إله واحد، ثم أضافوا له آلهة أخرى مع
مرور الزمن، وهذا واضح في المدن البابلية التي كان لكل منها إله أعلى، ومع
توحد مدنهم في دولة واحدة جعلوا الآلهة مجموعات).
ومن علماء التاريخ المصري القديم أيضًا، العالم جورج رولينسون، يقول في
كتابه هيرودس: (يمكن وضع عدد غير نهائي من ممثلي الإله حسب مهامِّهِم
ومراتبهم، وفي مصر القديمة، تحول كل ممثل للإله الأعلى إلى إله، فمع
إدراكهم في البداية لحقيقة هذه الرموز، إلا أن مشاعرهم تجاهها تغيرت مع
مرور الزمن حتى حوَّلوها إلى آلهة معبودة)George Rawlinson, Herodotus,
appendix to book 11, page 250 .
ما بين النهرين
العالم آرثر كوستانس ، صاحب "سلسلة وثائق المدخل"، يقول في الصفحة الثالثة
من كتابه: (مع اكتشافنا لألواح أثرية أقدم، ومع تقدم كفاءتنا في فك الرموز،
تغيرت فكرتنا عن الوثنية القديمة الفظة، واستبدلنا بها تصورًا آخر هو
الترتيب الهرمي للأرواح والتي يحتل قمتها كائن مطلق) Arthur C. Custance,
The Doorway Papers Series, page 3.
وفي الوثيقة الرابعة والثلاثين، ينقض كوستانس فرضية التطوريين، ويبيِّن
أنها مبنية على اعتقاد مُسبق بأن الإنسان يرقى بتفكيره مع مرور الزمن،
بينما هذا مخالف للحقائق المُكتَشفة، وأن ما حدث حقيقة هو تدهور وليس تطور
.The Doorway Papers Series, Paper 34
وينقل كوستانس كلام عالم آخر وهو ستيفن لانجدن، يقول في كتابه الميثولوجيا
السامِيَّة: (في رأيي إن تاريخ الحضارة الإنسانية القديمة تزامن مع تدهور
التوحيد إلى الوثنية والاعتقاد بالأرواح والأشباح، إن هذا يشكل انحطاطًا
للإنسان بمعنى الكلمة) Stephen Langdon, Semitic Mythology, 1931.
ويقول في كتابه (الاسكتلندي): (إن تتبع النقوش القديمة في الحضارة
السومرية، والتي تعتبر الحضارة الأقوى في التاريخ البشري القديم، والتي
تعطينا فكرة قوية عن الوعي الديني للإنسان القديم، يثبت وجود التوحيد أصلاً
عندهم، فإن أقدم النقوش والآثار التي بين أيدينا تشير بقوة إلى اعتناقهم
توحيدًا "بدائيًا"، وأن ادعاء نشوء الدين اليهودي من أصل طوطمي هو ادعاء
كاذب)Stephen Langdon, The Scotsman 1936 .
ويؤكد كوستانس نظريته هذه بما كشفته حفريات تل الأسمر جنوب بغداد في بداية
القرن الماضي، حيث يذكر كلام هنري فرانكفروت في تقريره الأولي الثالث عن
الحفريات قوله:
(إن الحفريات التي قمنا بها فاجأتنا بمعلومات جديدة تهم دارسي الأديان
البابلية، وهذه المعلومات ساعدتنا في تكوين صورة متكاملة عن الدين في ذلك
الوقت، إن دراستنا لمعبد مُكتَشَف وبيوت المتعبدين هناك، وتحليلنا لرموز
على أجسام اسطوانية يشير كل منها إلى إله معين، كشفت صورة متماسكة لإله
واحد معبود عندهم يحتل مركزًا جوهريًا، إذ يبدو أنه في ذلك الوقت لم تنفصل
صفات الإله وقدراته على شكل آلهة مستقلة كما هو الحال في المرحلة المتأخرة
من هيكل الآلهة السومرية والأكادية) Henry Frankfort, the Third
Preliminary Report on Tell Asmar excavations.
ثم يقتبس كوستانس كلامًا لعالم آخر هو ماكس مولر صاحب كتاب محاضرات في علم اللغة، يقول مولر:
(الأسطورة، آفة العالم القديم، ليست إلا مرضًا لغويًا، فالأسطورة في الأصل
كلمة تعني شخصًا أو رمزًا، لكنها حُرِّفت عن معناها الأصلي لتأخذ طابعًا
أعمق. إن معظم الآلهة الوثنية لدى الإغريق والرومان والهنود والوثنيين ليست
إلا أسماءً أدبية، لكنها تحولت تدريجيًا إلى رموز إلهية لم يقصدها
مخترعوها الأصليون.
فإيوس Eos قبل أن تصير آلهة، كان معناها الفجر، وفاتم Fatum كانت تعني كلام
جوبيتر Jupiter الذي لا يتغير، ومنها جاءت كلمة فيت Fate بمعنى القَدَر
الحتمي الذي يسري على الكل، حتى جوبيتر نفسه، وزيوس Zeus كانت أصلاً السماء
الصافية، وهذا هو معناها في كثير من القصص حتى التي تتحدث عنه كإله، أما
لونا Luna فلا يشك أحد أن معناها القمر، مُشتقة من لوسير Lucere بمعنى
الإشعاع، ومثلها هيكات Hecate أنثى هيكاتوس Hekatos، كانت اسمًا للقمر،
وهيكاتوس اسمًا للشمس، وبايرا Pyrrha الإله الأم عند الإغريق، معناها الأرض
الحمراء.
إن هذا المرض اللغوي لا يزال موجودًا حتى في زماننا، وإن كان تأثيره أقل
بكثير مما سبق)Max Muller, Lectures on the Science of Language, 1875 .
ثم يعلق كوستانس على فرضية عبادة الأسلاف، فيقول إن أول من وضع هذه الفرضية
هو هيربرت سبنسر Herbert Spencer، وهو أول من وضع تفسيرًا تطوريًا لنشوء
الأديان، ففرضيته تقوم على تقديس الناس لأسلافهم وعبادتهم، ثم أخذ مراتب
هرمية لهم، والذين يصلون لقمة الهرم يصيرون آلهة.
وينقل لنا ردودًا لشميت، العالم الأكبر في هذا المجال، على فرضية سبنسر هذه، فيقول:
(لقد أثبت شميت في كتابه (أصل الدين ونموه) خطأ فرضية سبنسر هذه، لأن
الواقع يكذبها تمامًا، فدراسة شميت أثبتت أن العالَم القديم كانت له صورة
نقية عن الإله الواحد، وأنه مع تقدم الحضارات زادت فكرة الإله تعقيدًا حيث
نُسبت له الزوجة أولاً ثم تعددت الآلهة.
"برعايته، وعن طريقه، قد خُلِق أول زوج جاءت منه قبيلتنا" هذا هو الاعتقاد
السائد في قبائل وسط أفريقيا وجنوب شرق أستراليا، والسكان الأصليون في شمال
كاليفورنيا، والألجونكنز البدائيون والكاريوكا والآيمو، إن فرضية سبنسر
خاطئة تمامًا لأن عبادة الأسلاف غير متأصلة في هذه القبائل أبدًا، بينما
التوحيد هو العقيدة الواضحة لهؤلاء، وإنَّ استقراءنا للتاريخ البشري يُظهر
أن ظاهرة عبادة الأسلاف جاءت متأخرة وأنها ليست قديمة) Wilhelm Schmidt,
The Origin And Growth of Religion: Facts and Theories, the English
Edition, 1930.
ومن علماء التاريخ الإنساني العالم فريدريك ديليتش، يقول في كتابه بابل والكتاب المقدس:
( بالإحالة إلى اللوح الذي درسه بينتشز T.G. Pinches، تدور كل الآلهة
البابلية العليا حول إله واحد هو ماردوك Marduk، فالإله ماردوك سُمِّي
بنيميب Nimib بمعنى القوي، ونيرجال Nergal بمعنى سيد المعركة، وبيل Bel
بمعنى السيد الأعلى، ونيبو Nebo بمعنى سيد الأنبياء، وسين Sin بمعنى منير
الليل، وشماش Shamash بمعنى العادل، وآدو Addu بمعنى إله المطر، لذا فإن
ماردوك هو نفسه نيميب ونيرجل وغيره، وهذه هي في الأصل أسماؤه الأخرى وصفاته
وأفعاله)Friedrich Delitzsch, Babel and Bible, Williams and Norgate,
London, 1903, pp 144 .
الصـيـن
وفي الصين القديمة، يقول البروفيسور رون ويليامز في كتابه التوحيد عند
الصينيين القدماء أن الحضارة الصينية القديمة مرت بمراحل ثلاث، في المرحلة
الأولى كان الاعتقاد بالتوحيد سائدًا، وفي المرحلة الثانية طغت المادية على
التوحيد، وفي المرحلة الثالثة المتأخرة سادت المادية بشكل تام.
ثم يقدم رون ويليامز أدلة على ذلك، فباستقراء الكتابات الصينية القديمة
نلاحظ ترميزهم للسماء برمز يتكون من جذرين: الأول يعني (الشخص)، والثاني
يعني (فوق)، وبالتالي فإن رمز السماء عند الصينيين يعني أصلاً (الشخص
العلوي)، أما رمز الإمبراطور فهو يعني ابن السماء، وهذا يوضح أصل تقديس
الصينيين لحكامهم.
ثم يعرِّج ويليامز على موضوع حرق الأغصان كطقس ديني عند الصينيين اليوم
تعبدًا للسماء، ويشير إلى أن أصل هذا الطقس يعود للحاكم شان Shun عام 2255
ق.م. حيث أمر بحرق الأخشاب كقربان لإله السماء، ويدلل على ذلك من خلال
النقوش القديمة، حيث أن الرمز بعد تحليله إلى جذوره فإنه يعني (الواحد
الأعلى الذي نحرق الخشب من أجله)Ron Williams, Early Chinese Monotheism,
Toronto, 1938 .
وممن كتب أيضًا عن ديانات الصين القديمة، إدوارد شيفر، يقول في كتابه الصين القديمة:
(إن أقدم وأعظم الآلهة كان إله السماء، لقد كان تاين Ti'en، ملك السماء،
أعظم وأذكى وأرهب من أي ملك أرضي، لكنه تجرد فيما بعد من شخصيته وصار يُرمز
له بالطاقة المسيرة للكون)Edward Schafer, Ancient China, in The Great
Ages of Man, New York, 1967, page 58 .
ونذكر أيضًا أعمال جون روس في دراسته للدين الصيني العتيق، وتحليله لاسم
إلههم Shang- Ti، والذي يعني (الحاكم الأعلى) John Ross, The Original
Religion of China, the United Free Church of Scotland, New York.
ولا ننسى اكتشاف "عظام الكاهن" Oracle Bones، حيث عُثر على أكثر من عشرين
ألف قطعة عظمية في منطقة آن يات An-Yat في هونان الشمالية، وهي تعود لعصور
قديمة حيث كانت سلالة شانج الحاكمة Shang، وقد حُفرت على هذه العظام أسئلة
من المَلِك، وتقابلها الإجابة من الكاهن، وقد احتوت اسم الإله شان تاي
السابق ذكره، ولا يوجد ذكر لأي إله آخر.
الهـنـد
يشير إدوارد مكاردي في كتابه (الكون بين سفر التكوين والوثنية) إلى إن كتاب
الريغفيدا الأول في صفحة 164، يذكر بكل صراحة أن الآلهة ما كانت إلا
تجليات لكائن إلهي واحد، فيقول:
(لقد دُعيَ إندرا، وميثرا، وفارونا، وآجني، وهم واحد)Edward McCrady,
Genesis and Pagan Cosmogonies, Trans. Vict. Instit. 1940, page 55 .
وهذا ما أكده ماكس مولر أيضًا حيث قال:
(إن التوحيد سابق لتعدد الآلهة في كتب الفيدا، وحتى في ترنيمات الآلهة
الكثيرة لابد أن تلاحظ تميُّز إله أكبر يُطِلُّ برأسه من ركام العبارات
الوثنية) Max Muller, History of Sanskrit Literature, quoted by Samuel
Zwemer, Ref 1, page 87.
وعلى الرغم من أن مولر لا يعتقد بأن الديانة الأصلية عند الهنود كانت
توحيدًا خالصًا، إلا أنه لا يعتقد أن التعدد هو الأصل، بل إنه متأخر.
ونحن إذا زرنا أحد المواقع الرسمية للديانة الهندوسية على شبكة الإنترنت، نرى أن فكرتهم عن الله هي كالتالي:
• إنَّ الحقيقة واحدة، والحكماء يصفونها بطرق مختلفة، فالإله واحد، لكن يُدرك بطرق مختلفة.
• إن الحقيقة العليا (البراهما) لها جانب فائق (غير شخصي)، وجانب ملازم (شخصي).
• إن الجانب الملازم للبراهما ليس له رموز.
• إن الجانب الفائق للبراهما هو الله الخالق القيوم الحافظ للكون.
• الآلهة الهندوسية تمثل مدركات حسية مختلفة للإله الواحد.
• الهندوسية تؤمن بتوحيد متعدد الآلهة، فهي ليست شركًا محضًا.
http://www.hindunet.org/quickintro/hindudharma/hindu_god_concept.htm
هذا كلام الهندوس أنفسهم، وما النظريات الإلحادية إلا افتراء وكذب على غيرهم، وبُعْدٌ عن الدقة والصواب، وضرب في عالم الشطحات.
وهذا كلام كاتب هندوسي يشرح ديانته:
(قد يتساءل أحدكم: كيف تقولون أيها الهندوس بإله واحد، وعندكم من الآلهة ما
لا يُمكن معرفة عددهم وحفظ أسمائهم؟ أليس عندكم فيناياكا وموروجا وهانومان
ومارياما وكالي وفيشنو وسيفا وبارفاتي وساراسفاتي ولاكشمي وداتتريا وراما
وكريشنا و و و...؟ أليس لكل منهم معبد خاص؟ تتوجهون في يوم لهذا المعبد وفي
يوم آخر لمعبد آخر؟ إنه من الحيرة أن تجد رابطًا بين هذه الآلهة الكثيرة.
في الحقيقة إن كل إله من هذه الآلهة ليس إله مستقلاً ومنفصلاً بحد ذاته، إن
كل إله منهم يعبر عن صفة من صفات الله الأعظم، فهناك إله للقوة، وإله
للنبل، وإله للرحمة، وإله للكرم، وغيره الكثير، فالهنود القدماء كانوا
تجسيديين بطبعهم لا تظهر لهم هذه الصفات مجتمعة في شخص واحد، لقد عمدوا إلى
فصلها على شكل آلهة مختلفة حتى يتمكنوا من استشعار معاني الصفات، فإذا
أراد أحدهم تخيُّل قوة الله، ذهب إلى إله معين واستشعر عظمة هذا الإله،
بينما إذا أحس بالضعف والحزن ذهب إلى إله آخر واستشعر الرحمة والعطف،
وهكذا.
فما هذه الآلهة إلا صورًا لإله واحد، ولو أردنا أن نشبه الحال فلنتخيل
القطن، كلنا يعرف القطن، وكلنا نعرف شكله الأبيض وملمسه الناعم، لكنك
تستخدمه في الملابس لتحصل على الدفء، وتستخدمه في الوسادة لتحصل على
الراحة، وتستخدمه في المنشفة لتجفف جسدك، إن فكرة الإله الواحد في صور
مختلفة لا تختلف عن مفهومك للقطن واستخداماتك المختلفة له.
إن الرافضين لهذه الحقيقة قلة من الهندوس، وهم في رفضهم هذا يسيئون شر
إساءة للهندوسية، فهم يرفضونها بسبب تعصب لمعبدهم وإلههم، أو لجهلهم بحقيقة
دينهم.
إن الإله براهما إله واحد فقط، يمكنك أن تسميه الله كما في الإسلام، أو
الرب كما في المسيحية، أو يهوه كما في اليهودية، إنه إله واحد) .
Sri Swami Chidananda, http://www.sivanandadlshq.org/discourse/may2002.htm
أوروبــا
أما الإغريق، فالقصة تعيد نفسها، يقول آكسل بيرسن في كتابه المعتقدات الدينية لدى الإغريق الأوائل:
(من إلهين رئيسين اثنين، الإله الأم والابن، تطورت آلهة كثيرة أخرى أقل
أهمية، شكَّلت عناصر مهمة في الأساطير الإغريقية، وفي اعتقادي إن ما ساعد
على تعدد الآلهة كثرة الأسماء المُستخدمة في التضرع لإله واحد)Axel W.
Persson, The Religious Beliefs of Prehistoric Greece, 1942, page 142 .
ويتحدث العالم روزينزويج عن ألواح إجوفاين Iguvine التي تعود للعصور
الأترورية القديمة ، فيقول إن الصفات المُضافة للآلهة انفصلت عنها فيما بعد
وشكَّلت آلهة مستقلة Rosenzweig, Book review, Amer, Jour, Archaeol,
1939, page 170-171.
ولا ننسى الدراسة التي قام بها هسلوب، وهي من أعمق الدراسات حول الديانات
في الحضارتين اليونانية والرومانية، والتي تُثبت أن الوثنية الجامحة التي
اعترت تلك الحضارتين ما هي إلا تدهور في علاقة الإنسان بالإله وليست تطورًا
كما يدعي أصحاب التطورِA. Hislop, The Two Babylons, 1903 .
أفريقيـا
يقول صاموئيل زويمر في كتابه (أصل الدين.. تطور أم إلهام): (إن قبائل
الأقزام الأفريقية، والهنود الحمر الأصليين، والقبائل الأسترالية الأرومية،
لا تشترك جميعًا في إيمانهم بقوة عليا فحسب، وإنما يشتركون في صفات هذا
الإله أيضًا) Samuel Zwemer, The Origin of Religion: by evolution or by
revelation, 1935, page 189.
وعن قبائل الزولو الأفريقية، يخبرنا كانون تيتكوم في كتابه التوحيد القديم،
أن هذه القبائل لا تملك أصنامًا، وأنها كثيرًا ما تتحدث عن الإله، وأن
فكرتها عنه هو أنه في منتهى القوة، وأنه أول الموجودات Canon Titcombe,
Prehistoric Monotheism, 1873, page 145.
كما ينقل لنا أقوالاً قديمة عن قبائل مدغشقر تصور صفات الإله العليا بطريقة
طريفة، مثل قولهم: لا تقم اعتبارًا لوادي الأسرار، لأن الله فوق رؤوسنا
(كناية عن علمه المطلق)، وقولهم: إن الإرادة البشرية مخلوقة من الله لأن
الحكم لله وحده (كناية عن القدرة المطلقة)، وقولهم: من الأفضل أن تُذنب
أمام الناس وألَّا تُذنب أمام الله (كناية عن إيمانهم بعدله) .
حضارة المايا
حضارة المايا في أمريكا حضارة عريقة، كان لها نتاجها الفلسفي والديني
العميق، فمن أهم معتقداتهم الإيمان بدورات الحياة وتعدد الآلهة، ورغم وجود
التعدد إلا أنَّ الآلهة عندهم ليست شخصيات منفصلة كما هو الحال في آلهة
الإغريق، وإنما هي آلهة متداخلة ومرتبطة مع بعضها البعض، وتتجلَّى سوية في
أكثر من شكل، والآلهة عندهم خاضعة لدورات الطبيعة، فمعظم الآلهة تنتهي
بانتهاء الدورة، والقليل يبقى ثابتًا لا يتأثر.
وعلى الرغم من هذه المعتقدات "المُشوَّهة"، إلا أن المايا كانوا يؤمنون
بآلهة عليا، فأهم الآلهة هو إتزامنا Itzamná، فهو الإله الخالق،
وهو إله النار وإله المعبد، ويؤمنون بأنه من عَلَّمهم الكتابة والعلوم،
وهو على قمة الهرم الإلهي.
كما أن الآلهة المتعددة عندهم لم تكن غير رموز رياضية بحتة لوصف الظواهر
الطبيعية، فقد كان لدى المايا تقاويم متعددة لدورات الأيام، فبعض الدورات
كانت 260 يوم، وبعضها 365، وكل إله عندهم كان تعبيرًا حرفيًا للأثر الناتج
عن جمع الأرقام من هذه التقاويم (موسوعة الويكيبيديا Maya Civilization ).
كما نرى فإن المايا كانوا يؤمنون بإله مركزي أعظم تتمحور حوله الحياة،
وتعدد الآلهة عندهم لا يختلف كثيرًا في نشوئه عن نظائره في الحضارات
الأخرى، حيث تبتدئ المشكلة برموز بحتة لا تلبث أن تتحول إلى آلهة.
الخلاصة: إن الاطلاع على هذه الدراسة المُختصرة وعلى آراء علماء الإنسانيات
والتاريخ، وعلى ما طرأ خلال القرن الماضي من اكتشافات، كفيل بنقض نظريات
التطور ورميها في مزبلة التاريخ، فالأديان المتعددة لم تكن إلا دينًا
واحدًا قائمًا على التوحيد الخالص، ولم تختلف إلا لمَّا تدخَّل الإنسان
وأفسد فيها، وهذه الحقيقة الواقعية هي التي أخبر عنها القرآن الكريم، يقول
تعالى: (كَانَ النَّاسُ أُمَّةً وَاحِدَةً فَبَعَثَ اللَّهُ النَّبِيِّينَ
مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَأَنْزَلَ مَعَهُمُ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ
لِيَحْكُمَ بَيْنَ النَّاسِ فِيمَا اخْتَلَفُوا فِيهِ) ، يقول الزمخشري في
تفسيره للآية: (كان الناس أمة واحدة: أي متفقين على دين الإسلام، فبعثت
الله النبيين: أي فاختلفوا، فبعث الله النبيين، وإنما حذف "فاختلفوا"
لدلالة قوله "ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه" عليه)، فهذه الرؤية
القرآنية متفقة تمام الاتفاق مع الحقائق التاريخية، وقد بيَّن الله في
كتابه العزيز أن من أسباب هذا الاختلاف ضعف فهم الناس وإدراكهم للحقيقة مع
مرور الزمان: (أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آَمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ
قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا
كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ
فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِنْهُمْ فَاسِقُونَ) ، فطول الزمان يهيئ
النفس البشرية للوقوع في النسيان ويُسَهِّل تسرب المعتقدات الفاسدة، فلم
يقبل العرب فكرة الإله الواحد، ولم يستوعبوا اجتماع صفات الإله سوية في
كينونة واحدة: (أَجَعَلَ الْآَلِهَةَ إِلَهًا وَاحِدًا إِنَّ هَذَا
لَشَيْءٌ عُجَابٌ) ، وهذا رغم إقرارهم وعلمهم بأن الله هو الإله الخالق
الأعظم: (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ
لَيَقُولُنَّ اللهُ) ، (وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَهُمْ
لَيَقُولُنَّ اللَّهُ فَأَنَّى يُؤْفَكُونَ) .
وأخيرًا، أنقل للقارئ تقريرًا لمجلة معهد الأنثروبولوجيا الملكي:
(من المستحيل الإبقاء على التفسير التطوري للأديان على المستويين الفكري
والعملي بناءً على نظريات تايلور وفرازير وقانون المراحل الثلاث لكومت، فقد
فشلت تخمينات سبنسر في تبنِّيه للفكرة الأوهيميرية وتطبيقها على الأديان،
وقد خابت نظريات فرازير في افتراض تطور التوحيد من الوثنية والأرواحية، فلا
يمكن توفيقهما مع صورة الإله الأعلى المتكررة عند القبائل البدائية
المتعددة)E. O. James, Religion and Reality, Journal of Royal
Anthropological Institute, 1950
مجهود رائع ..... جزاك الله كل خير وزادك علم
ردحذفالإسلام هو أقدم ديانة على وجه الأرض ،الإسلام هو دين الفطرة و كل مولود يولد على الفطرة ، ديانة اليهودية والمسيحية والصابئة )أهل الكتاب(والبهائية والقاديانية و أيزيدية و دروز)موحدون( و الهندوسية و البوذية والسيخية و زرادشتية و البابية و المجوسية و المانوية ولدوا من رحم الإسلام )الحنيفية(، ﻓـ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺩﻳﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺟﻤﻴﻌﺎً، ﺍﻟﺬﻱ ﺭﺿﻴﻪ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻠﺒﺸﺮ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﻨﺬ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺁﺩﻡ ﺇﻟﻰ ﻣﺤﻤﺪ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺼﻼﺓ ﻭﺍﻟﺴﻼﻡ .
ردحذفﻭﻫﻮ ﺑﻤﻔﻬﻮﻣﻪ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﻳﻌﻨﻲ: ﺍﻻﻧﻘﻴﺎﺩ ﻷﺣﻜﺎﻡ ﺍﻟﻠﻪ ، ﺑﺎﺗﺒﺎﻉ ﺃﻭﺍﻣﺮﻩ ﻭﺍﺟﺘﻨﺎﺏ ﻧﻮﺍﻫﻴﻪ ، ﺃﻱ ﺍﺧﻼﺹ ﺍﻟﻌﺒﺎﺩﺓ ﻟﻠﻪ ، ﻭﻛﻞ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ ﺩﻋﻮﺍ ﺇﻟﻰ ﺫﻟﻚ . ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻻ ﻳﻔﻘﻬﻮﻥ ﻣﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﻛﻠﻤﺔ ﺍﻹﺳﻼﻡ ؟!
ﻟﻮ ﺃﻥ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﻋﻤﻮﻣﺎً ﻓﻬﻤﻮ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻤﺎ ﺗﻌﻨﻲ ﻛﻠﻤﺔ "ﺍﻹﺳﻼﻡ" ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻤﻘﺘﻮﻧﻪ ﻭﻳﺮﻓﻀﻮﻧﻪ ، ﻟﻜﺎﻥ ﻟﻬﻢ ﻣﻮﻗﻒ ﺁﺧﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻏﻴﺮ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻮﻗﻒ ﺍﻟﺒﻐﻴﺾ ﺍﻟﻌﺪﺍﺋﻲ ..!
ﺇﻥ "ﺍﻹﺳﻼﻡ" ﻓﻲ _ﻟﻐﺔ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ_ ﻟﻴﺲ ﺍﺳﻤﺎً ﻟﺪﻳﻦ ﺧﺎﺹ!!..
ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺇﺳﻢ ﻟﻠﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﻫﺘﻒ ﺑﻪ ﻛﻞ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ، ﻭﺍﻧﺘﺴﺐ ﺇﻟﻴﻪ ﻛﻞ ﺍﺗﺒﺎﻉ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ:
- ﻫﻜﺬﺍ ﻧﺮﻯ ﻧﻮﺣﺎً ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻘﻮﻣﻪ: ( ﻭﺃﻣﺮﺕ ﺃﻥ ﺃﻛﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ) ﺳﻮﺭﺓ ﻳﻮﻧﺲ
- ﻭﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻮﺻﻲ ﺑﻨﻴﻪ ﻓﻴﻘﻮﻝ: ( ﻓﻼ ﺗﻤﻮﺗﻦ ﺇﻻ ﻭﺃﻧﺘﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ
- ﻭﺃﺑﻨﺎﺀ ﻳﻌﻘﻮﺏ ﻋﻠﻴﻬﻢ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﺠﻴﺒﻮﻥ ﺃﺑﺎﻫﻢ: (ﻗﺎﻟﻮﺍ ﻧﻌﺒﺪ ﺇﻟﻬﻚ ﻭﺇﻟﻪ ﺁﺑﺎﺋﻚ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻭﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﻭﺇﺳﺤﺎﻕ ﺇﻟﻬﺎً ﻭﺍﺣﺪﺍً ﻭﻧﺤﻦ ﻟﻪ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ
- ﻭﻣﻮﺳﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﻳﻘﻮﻝ ﻟﻘﻮﻣﻪ: ( ﻳﺎ ﻗﻮﻡ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﺁﻣﻨﺘﻢ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻓﻌﻠﻴﻪ ﺗﻮﻛﻠﻮﺍ ﺇﻥ ﻛﻨﺘﻢ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ) ﺳﻮﺭﺓ ﻳﻮﻧﺲ
- ﻭﺍﻟﺤﻮﺍﺭﻳﻮﻥ ﻳﻘﻮﻟﻮﻥ ﻟﻠﻤﺴﻴﺢ ﻋﻴﺴﻰ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ : (ﺁﻣﻨﺎ ﺑﺎﻟﻠﻪ ﻭﺍﺷﻬﺪ ﺑﺄﻧﺎ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ) ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ
تعريف الإسـلام
ﺑﻞ ﺇﻥ ﻓﺮﻳﻘﺎً ﻣﻦ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﻜﺘﺎﺏ ﺣﻴﻦ ﺳﻤﻌﻮﺍ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: ( ﻗﺎﻟﻮﺍ ﺁﻣﻨﺎ ﺑﻪ ﺇﻧﻪ ﺍﻟﺤﻖ ﻣﻦ ﺭﺑﻨﺎ ﺇﻧﺎ ﻛﻨﺎ ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻪ ﻣﺴﻠﻤﻴﻦ ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﻘﺼﺺ
تعريف الإسـلام
ﻭﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻦ ﺍﺑﺮﺍﻫﻴﻢ: ( ﻣَﺎ ﻛَﺎﻥَ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢُ ﻳَﻬُﻮﺩِﻳًّﺎ ﻭَﻟَﺎ ﻧَﺼْﺮَﺍﻧِﻴًّﺎ ﻭَﻟَﻜِﻦْ ﻛَﺎﻥَ ﺣَﻨِﻴﻔًﺎ ﻣُﺴْﻠِﻤًﺎ ) ﺳﻮﺭﺓ ﺁﻝ ﻋﻤﺮﺍﻥ
ﺛﻢ ﻧﺮﻯ ﺃﻥ _ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ_ ﻳﺠﻤﻊ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻘﻀﺎﻳﺎ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﻗﻀﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ , ﻳﻮﺟﻬﻬﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﻡ ﻣﺤﻤﺪ تعريف الإسـلام
, ﻭﻳﺒﻴﻦ ﻟﻬﻢ ﻓﻴﻬﺎ ﺃﻧﻪ ﻟﻢ ﻳﺸﺮﻉ ﻟﻬﻢ ﺩﻳﻨﺎً ﺟﺪﻳﺪﺍً ، ﻭﺇﻧﻤﺎ ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﻣﻦ ﻗﺒﻠﻬﻢ , ﻗﺎﻝ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰَّ: ( ﺷَﺮَﻉَ ﻟَﻜُﻢْ ﻣِﻦَ ﺍﻟﺪِّﻳﻦِ ﻣَﺎ ﻭَﺻَّﻰ ﺑِﻪِ ﻧُﻮﺣًﺎ ﻭَﺍﻟَّﺬِﻱ ﺃَﻭْﺣَﻴْﻨَﺎ ﺇِﻟَﻴْﻚَ ﻭَﻣَﺎ ﻭَﺻَّﻴْﻨَﺎ ﺑِﻪِ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻭَﻣُﻮﺳَﻰ ﻭَﻋِﻴﺴَﻰ ﺃَﻥْ ﺃَﻗِﻴﻤُﻮﺍ ﺍﻟﺪِّﻳﻦَ ﻭَﻟَﺎ ﺗَﺘَﻔَﺮَّﻗُﻮﺍ ﻓِﻴﻪِ .....) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻮﺭى
ﻣﺎ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻙ ﺍﻟﺬﻱ ﺍﺳﻤﻪ "ﺍﻹﺳﻼﻡ"، ﻭﺍﻟﺬﻱ ﻫﻮ ﺩﻳﻦ ﻛﻞ ﺍﻻﻧﺒﻴﺎﺀ؟
تعريف الإسـلام
ﺇﻥ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻘﺮﺃ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ ﻳﻌﺮﻑ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ، ﺇﻧﻪ ﻫﻮ ﺍﻟﺘﻮﺟﻪ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻠﻪ ﺭﺏ ﺍﻟﻌﺎﻟﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺧﻀﻮﻉ ﺧﺎﻟﺺ ﻻ ﻳﺜﻮﺑﻪ ﺷﺮﻙ ، ﻭﻓﻲ ﺇﻳﻤﺎﻥ ﻭﺍﺛﻖ ﻣﻄﻤﺌﻦ ﺑﻜﻞ ﻣﺎ ﺟﺎﺀ ﻣﻦ ﻋﻨﺪﻩ ﻋﻠﻰ ﺃﻱ ﻟﺴﺎﻥ ﻭﻓﻲ ﺃﻱ ﺯﻣﺎﻥ ﺃﻭ ﻣﻜﺎﻥ ﺩﻭﻥ ﺗﻤﺮﺩ ﻋﻠﻰ ﺣﻜﻤﻪ ، ﻭﺩﻭﻥ ﺗﻤﻴﻴﺰ ﺷﺨﺼﻲ ﺃﻭ ﻃﺎﺋﻔﻲ ، ﺃﻭ ﻋﻨﺼﺮﻱ ﺑﻴﻦ ﻛﺘﺎﺏ ﻭﻛﺘﺎﺏ ﻣﻦ ﻛﺘﺒﻪ ، ﺃﻭ ﺑﻴﻦ ﺭﺳﻮﻝ ﻭﺭﺳﻮﻝ ﻣﻦ ﺭﺳﻠﻪ..
ﻫﻜﺬﺍ ﻳﻘﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﺁﻥ: (ﻭَﻣَﺎ ﺃُﻣِﺮُﻭﺍ ﺇِﻟَّﺎ ﻟِﻴَﻌْﺒُﺪُﻭﺍ ﺍﻟﻠَّﻪَ ﻣُﺨْﻠِﺼِﻴﻦَ ﻟَﻪُ ﺍﻟﺪِّﻳﻦَ ﺣُﻨَﻔَﺎﺀَ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻴﻨﺔ
ﻭﻳﻘﻮﻝ: (ﻗُﻮﻟُﻮﺍ ﺁﻣَﻨَّﺎ ﺑِﺎﻟﻠَّﻪِ ﻭَﻣَﺎ ﺃُﻧْﺰِﻝَ ﺇِﻟَﻴْﻨَﺎ ﻭَﻣَﺎ ﺃُﻧْﺰِﻝَ ﺇِﻟَﻰ ﺇِﺑْﺮَﺍﻫِﻴﻢَ ﻭَﺇِﺳْﻤَﺎﻋِﻴﻞَ ﻭَﺇِﺳْﺤَﺎﻕَ ﻭَﻳَﻌْﻘُﻮﺏَ ﻭَﺍﻟْﺄَﺳْﺒَﺎﻁِ ﻭَﻣَﺎ ﺃُﻭﺗِﻲَ ﻣُﻮﺳَﻰ ﻭَﻋِﻴﺴَﻰ ﻭَﻣَﺎ ﺃُﻭﺗِﻲَ ﺍﻟﻨَّﺒِﻴُّﻮﻥَ ﻣِﻦْ ﺭَﺑِّﻬِﻢْ ﻟَﺎ ﻧُﻔَﺮِّﻕُ ﺑَﻴْﻦَ ﺃَﺣَﺪٍ ﻣِﻨْﻬُﻢْ ﻭَﻧَﺤْﻦُ ﻟَﻪُ ﻣُﺴْﻠِﻤُﻮﻥَ) ﺳﻮﺭﺓ ﺍﻟﺒﻘﺮﺓ
الإسلام هو الدين الحنيف دين جميع أنبياء والمرسلين ،الإسلام إستسلام لله طوعا وﻷوامره ولمشيئته و الإسلام يشمل عبادة لله واحد لا شريك له و الصلاة والزكاة و جميع الأعمال الصالحة التي تعبر عن خضوع التام ﻹرادة لله ، ولا الإسلام بدون الإيمان ولا الإيمان بدون الإسلام ، الإيمان القويم و المستقيم هو الإيمان ب لله وملائكنه و رسله و كتبه و اليوم الآخر و القضاء و القدر ،وهذا الإيمان جميع الأنبياء ،الإسلام هو حصول على السلام من خلال خضوع التام لإرادة لله .
مجههود كبير جزاكم الله خير الجزاء و الاخ عبدالله المستسلم احسنت في توضيح كلمة الاسلام
ردحذفٲحسنتم وبارك الله فيكم .
ردحذفٲفدتم