الخميس، 28 فبراير 2013

أساطير الداروينية المنهارة و التعريف الصحيح للعلم

لو أجرينا استطلاعا للرأي وشارك فيه المدافعون عن نظرية التطور في يومنا الحاضر  من الصحفيين و الكُتَّاب و المفكرين و رجال العلم والأكاديميين و سألناهم جميعاً  ما الدافع الذي يجعلكم تعتقدون في صحة نظرية التطور و ما هي الدلائل على صحة هذه النظرية ؟ لكانت إجابات أغلبهم عبارة عن أساطيرخاطئة تبعد كل واحدة منها كل البعد عن العلم وسوف نعدد فيما يلي أكثر هذه الأساطير شُهرةً و أسباب بعدها عن الحقيقة

1) يزعم مؤيدو التطور أن التجارب التي قام بها رجال العلم قد أظهرت أن الحياة يمكنها أن تخلق نفسها بنفسها عن طريق بعض التفاعلات الكيميائية  بيد أنه لا يوجد حتى تجربة واحدة تظهر صحة ما يذهبون إليه علاوة على ذلك فقد ظهر أنه ليس من الممكن أن يحدث هذا حتى على المستوى النظري

2) يزعمون أن الحفريات تدل على حدوث وتيرة تطور على الأرض إلا أنه و على العكس من ذلك تماما فقد أظهرت الحفريات تاريخ الطبيعة بشكل مخالف تماما لآراء نظرية التطور و بينت أنها خُلقت جميعاً في لحظة واحدة

3) هم يظنون أن حفرية الطائر الأولى الشهيرة حفرية الطائر الأولي المجنح الأركيوبتركس  طائر بدائي منقرض شبيه بالزواحف تعتبر دليلا يثبت الزعم القائل بأن الزواحف قد تطورت إلى طيور إلا أنه فهم من هذه الحفرية أنها لطائر هوائي حقيقي كما أنه لم يوجد أي من الزواحف يمكن أن يُشار إليها على أنها جد لهذا الكائن الحي و بتوضيح هذه الحقيقة لم يبق ثمة دليل واحد يمكن أن يدعم رأي أنصار نظرية التطور القائل بأن الطيور تطورت تدريجيا من الزواحف

4) يزعمون أن الحفريات المعروف أنها من سلاسل الخيول تشير إلى أن الحصان في وقتنا الحالي قد تطور من ثدييات ذات أبعاد أكثر صغراً بيد أن موضوع سلاسل الخيول لم يسفر عن شيء سوى الفشل التام حتى أن بعض الكائنات التي  أشاروا إليها باعتبارها جدا أو سلفا للحصان كانت أكبر سناً و شيخوخة من الأجداد في الحقيقة أي أنه لا يمكن أن يكون انتقالا كما ادعى أنصار نظرية التطور فيما بينهم وبذلك يُلقى زعم كلاسيكي آخر لأنصار نظرية التطور في سلة المهملات

5) يزعمون أن  فراشات الثورة الصناعية الشهيرة في انجلترا تشكل دليلاً على التطور عن طريق الاصطفاء أو الانتخاب الطبيعي غير أنه اتضح بما لا يدع مجالا لأي شك أن التغير الذي حدث في ألوان الفراشات في أثناء الثورة الصناعية لا يمكن أن يكون تطوراً تم بواسطة الاصطفاء أو الاختيار الطبيعي فألوان تلك الفراشات لم تتغير وكل ما حدث أن أعداد الفراشات البيضاء التي كانت موجودة قد تناقصت بفعل الظروف البيئية المحيطة و في مقابل ذلك تزايدت الفراشات ذات الألوان الداكنة لذلك بطلت هذه الفكرة التي كان يحتج بها أنصار نظرية التطور بوصفها أحد أدلتهم المزعومة بعد أن اتضح زيف هذه الحكاية من الناحية العلمية

6) يزعمون وجود  آثار و بقايا لحفرية خاصة بالرجل القرد و التي تشير إلى أن الإنسان و القرود قد انحدروا من جد واحد مشترك بيد أن كل الادعاءات المتعلقة بهذا الموضوع  لا تستند إلى أي دليل غير الحكم المسبق حتى أن أنصار التطور اضطروا إلى القول أنه لا يوجد دليل في موضوع تطور الإنسان و نسوق في هذا الإطار مثالا و هو ما قاله ريتشارد ليكاي Richard Leakey و هو أحد علماء الباليوأنثروبولوجيا علم يبحث في أصول الإنسان القديم    

( يتحدث ديفيد بيبام باستياء قائلا لو أنكم جئتم برجل علم ذكي ماهر من  فرع مختلف من فروع العلم و أطلعتموه على ما لدينا من دلائل غير كافية فإنه سيقول لكم و بكل تأكيد انسوا هذا الموضوع  فليس لديكم دعامة أو سند كاف للاستمرار فيه و مما لا شك فيه أنه لا ديفيد و لا غيره ممن يبحثون في موضوع جد الانسان سوف ينصاع ويأخذ بهذه النصيحة غير أننا ندرك جميعاً و بشكل تام كم هو خطير أن تستخرج نتيجة استناداً إلى دلائل غير كافية إلى هذا الحد) 2

أما ديفيد بيبام و هو من علماء الباليوأنثروبولوجيا المناصرين لفكرة التطور و الذي ذكره ليكاي في حديثه فقد أدلى باعترافه التالي في هذا الموضوع :  

 

( لم يشمل مجال ترددي هذا الكتاب فحسب ( كتاب ريتشارد ليكاي الذي يحمل اسم الأصول) بل شمل أيضاً كل المجالات المتعلقة بعلم الباليوأنثروبولوجيا أيضاً و تحجم الكتب المنشورة عن الخوض في ذلك لدرجة ان الذين يبحثون في موضوع تطور الإنسان طوال الأجيال التي أنا منها أيضاً يتخبطون في الظلمات فما لدينا من معلومات غير كافية و لا يمكن أن نثق فيها إلى ما لا نهاية ) 3

و يتضح أن الحفريات التي يقولون إنها تعود إلى الجد المزعوم للإنسان إنما تعود إما إلى نوع من القرود التي انقرضت أو إلى عرق أو نسل إنساني مختلف نتيجة لذلك لم يتمكن أنصار نظرية التطور من إيجاد دليل واحد يؤكدون به ادعاءاتهم الخاصة بتطور الإنسان والقرد من جد واحد مشترك

.

.

7)    يزعمون أن الكائنات الحية بما فيها الانسان قد مرت بنفس مراحل التطور وهي أجنة في رحم أمهاتها  حتى أن الجنين البشري يكون له خياشيم و يفقدها بعد فترة ! لقد ظهر و بالأدلة أن هذا الزعم لم يكن له أي أصل و أنه استند فقط إلى تزييف كبير للعلم ولقد قام العالم هيجل و هو صاحب هذا الزعم بعمل تغييرات مقصودة و متعمدة في رسم الأجنة و عمل جاهداً على إظهار وجود تشابه فيما بين بعضها البعض أي أن الكائنات الحية تمر بمراحل متعددة أثناء وجودها في أرحام أمهاتها مما يعد دليلا على التطور! و يجمع أنصار نظرية التطور أنفسهم على أن هذا الزعم ليس إلا تزييفا بعيدا كل البعد عن العلم

8)    يزعمون ان الأعضاء التي لا تستخدم أي لا يكون لها وظيفة تضمرمع الوقت سواء أكان ذلك عند الإنسان أو لدى الكائنات الحية الأخرى حتى إنهم يزعمون أن جزءا كبيرا من الحامض النووي DNA ليس له وظيفة لذا فهو على حد قولهم خُرْدة ! بيد أن كل هذه الادعاءات تمخضت عن الجهل بالعلم في هذه الفترة فكلما مر الزمن تقدم العلم و قد أثبت العلم أن الأعضاء و كل الجينات لها وظائفها التي تقوم بها و تشير هذه الحقيقة إلى أن الكائنات الحية لم يكن لها أعضاء ضمرت بسبب عدم استخدامها خلال وتيرة التطور و أنها خُلقت بكامل أعضائها و بنائها دون أن يكون هناك نقص أو خلل و لن يوجد ثمة أثر للمصادفات

9)    يزعمون أن هناك دليل تطور قوي بحدوث تغير و تنوع داخل النوع الواحد للكائن الحي على سبيل المثال البناء المختلف لمناقير عصافير الدوري الحَسُّون الموجودة في جزر جالاباجوس غير أنه من المعلوم أن هذا لن يكون دليلا على التطور فالتغيرات التي تتم على المستوى الدقيق كما هو الحال بالنسبة للاختلافات الموجودة في بنى المناقير لا يمكن أن توجد معلومة إحيائية جديدة أي لن تخلق أعضاء جديدة و لهذا السبب لا يمكن أن تضمن حدوث التطور و نتيجة لذلك يُسلِّم الداروينيون الجدد أيضاً بأن حدوث بعض التغيرات والتنوعات داخل النوع الواحد لا يمكن أن تكون سببا في حدوث التطور المزعوم

10)    هم يزعمون أنه من الممكن تخليق أنواع جديدة من الكائنات الحية مع الطفرات الإحيائية التي تحدث في التجارب التي أُجريت على ذباب الفاكهة غير أن هذه التجارب التي أجريت على ذباب الفاكهة لم تسفر إلا عن ذباب مشلول غير مكتمل الأعضاء و لم يُلحظ حدوث أية طفرة احيائية مفيدة  إن عدم القدرة على استنباط أنواع جديدة في الطفرات الاحيائية التي تمت تحت إشراف رجال العلم المتخصصين من أصحاب العقل و العلم ليس دليلا على التطور وليس تطوراً و لهذا السبب فليس من الممكن الإشارة إلى الطفرات الاحيائية على اعتبار أنها تمثل دليلا على التطور

و في مواجهة سؤال  لماذا تؤيدون نظرية التطور ؟  فسوف نجد أن معرفة عدد كبير من المشاركين في استطلاع الرأي لم تكن سوى معرفة سطحية و سيجيبون بعدد قليل من الأدلة المزعومة التي استعرضناها  فقد أقنعتهم الأساطير التي قرأوها لمرة واحدة يوما ما في ركن من جريدة أو مجلة أو استمعوا اليها من مدرسي الثانوي أو رأوها في المصادر الخاصة بفكرة التطور وبالتالي لم يجدوا ضرورة لاستيضاح الأمر أكثر أو للسؤال بشكل أكبر غير أن الحقيقة هي أن كل دليل من الأدلة التي ساقوها لا تتعدى كونها أدلة فاسدة

و هذا ليس مجرد زعم أو ادعاء فهو عين الحقيقة فقد استطاع العلماء الذين ينتقدون نظرية التطور إثبات هذه الحقائق بالقرائن المادية ويقول عالم الاحياء الامريكي جونسان ويلز Jonathan Wells 4 و هو أحد الأسماء المهمة التي تنتقد الداروينية أن  أساطير التطور كلها تعتمد على معتقدات باطلة ويعرفها جونسان على أنها  أيقونات التطور والأيقونة هي اسم احتل مكانا في بعض الأديان أما المعتقدات الباطلة فهي تطلق على الرموز التي تُذَكِّر بالإنتساب فالأيقونات التي استخدمها المرتبطون بنظرية التطور 5 كلها كانت عبارة عن أساطير لا أصل لأي منها حتى يحافظوا على استمرار معتقداتهم مثل الأشكال التي يروجونها والتي لا تتعدى كونها تزييفا للعلم  مثل رسم الإنسان القرد  أو الخياشيم الموجودة في الجنين البشري  بالإضافة إلى الأشكال التي عرضناها في السابق



ويحصي جونسان ويلز في كتابه الذي يحمل عنوان أيقونات التطور هل هي علم أم أسطورة ؟ لماذا معظم ما تعلمناه عن التطور كان خطئاً ؟ يحصي عشرة من أيقونات التطور متوازية مع الأساطير التي أحصيناها هنا ويتحدث بالتفصيل عن أسباب فساد هذه الأساطير وعدم صحتها

اليوم كل تلك الأساطير إنهارت واحدة تلوى الأخرى و لا يوجد  لدى أنصار نظرية التطور أي دليل جديد يمكن أن يعرضوه بديلا عن هذه الأساطير ولهذا نقول أن الداروينية في الزمن القديم كانت بالنسبة لبعض الناس نظرية مقنعة في مستوى علمي غير كاف ساد القرن التاسع عشرفذلك القناع الذي بدت عليه في تلك الأيام قد أُسقط تماماً في القرن الواحد و العشرين

لا تعارض على الإطلاق بين الدين و العلم

سوف نفنِّد هنا الدافع الذي يربط الكثير من مؤيدي فكرة التطور بهذه النظرية وهذا الدافع هو القالب المزيف الذي يطلق عليه اسم الصدام بين الدين و العلم حيث يزعم المدافعون عن هذا القالب أن نظرية التطور قد أصبحت حقيقة لها ما يؤيدها من القرائن و الأدلة العلمية التي يسلم بها رجال العلم بقناعة مشتركة و هم يزعمون أن حقيقة الخلق هي ضرورة للاعتقاد فقط وهي تختلف عن العلم

غير أن هذه الادعاءات بعيدة كل البعد عن الحقيقة و كمثال على ذلك يمكن أن نعرض المناقشة التي تمت في موضوع ضرورة تدريس نظرية التطور في المدارس في الولايات المتحدة الأمريكية فعلى الرغم من أن هذه المناقشة قد تمت على مستوى علمي تماماً إلا أنه وُجد من يحاول أن يظهره بشكل عدم التوافق بين الكنيسة و رجال العلم و في تركيا أيضا عندما نتأمل في الأخبار التي تتناقلها وسائل الاعلام في هذا الموضوع أو عندما ننظر إلى المقالات الخاصة بهذا الموضوع و التي يكتبها الكُتَّاب في الجرائد نرى أنهم جميعاً قد استخدموا نفس القالب السطحي و هذا القالب خاطىء تماماً للأسباب التالية

في البداية يتم الدفاع عن الخلق بالأدلة العلمية

إن نقاش الخلق - التطور الدائر في العالم اليوم لم يكن بين الكنيسة و رجال العلم  و إنما هو يجري بين رجال العلم الذين يرون عدم صلاحية نظرية التطور و رجال العلم الذين يصرون على تأييد النظرية نفسها وإن كل الدلائل العلمية الموجودة تقف ضد التطور و بفضل هذه الدلائل و القرائن تعرضت نظرية التطور للسقوط في الولايات المتحدة الامريكية اعتبارا من النصف الثانى من التسعينات بل واتخذت عدد من الولايات هناك مثل تكساس و جورجيا و أوهايو القرار  بضرورة تدريس هذه القرائن التي تشير إلى عدم  صلاحية تدريس نظرية التطور في مدارسها

ويوجد في الولايات المتحدة الأمريكية معارضة قوية إلى  حد ما لنظرية التطور و جميع أعضاء هذه الحركة من رجال العلم الذين لهم رصيد مهني في أكبر جامعات الولايات المتحدة الأمريكية حتى إن البروفيسور كينيون  وهو كان واحدا من أشهر المدافعين عن نظرية التطور بأطروحته التي قدمها في السبعينات فيما يتعلق بأصل الحياة و التطور الكيميائي  تحول هو أيضا إلى واحد من ممثلي الحركة المضادة لنظرية التطور و تحدث عن أن أصل الحياة لا يمكن أن يفسر بالتطور و إنما بالخلق


2- Robert D. Martin, Primatların Orijini ve Evrim, Princetown Üniversitesi Yayınları, 1990, s.82

3- David Pilbeam, American Scientist, Sayı 66, Mayıs-Haziran, 1978, s.379

4- Jonathan Wells, California Berkeley Üniversitesi'nde biyoloji lisansı ve moleküler biyoloji doktorası yapmış bir bilim adamıdır. Ayrıca Yale Üniversitesi'nde de ikinci doktorasını yapmıştır. Halen Seattle'daki Discovery Institute'da çalışmalarını sürdürmektedir.

5- Evrimin bir din olarak tanımlanması bazı okuyuculara garip gelebilir, ama son derece yerindedir. Din, bir insanın inandığı ve hayata bakışını belirleyen temel prensipleri ifade    eder. İnsana materyalist bir bakış veren ve bilime değil inanca dayanan evrim teorisi de bir dindir. Bu teoriyi din olarak tanımlayanlar arasında Julian Huxley veya Pierre Teilhard de Chardin gibi bazı evrimcilerin de yer aldığını belirtmek gerekir

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق