هل تعلمون أن الكبد يعمل كمعمل عملاق ؟
لا
يستطيع أحد أن يدعى أن وجود معمل مجهز كامل ذي تكنولوجيا عالية المستوى ما
هو إلا نظام عفوي فطري، ولكن المثير للسخرية أن أنصار الداروينية يّدعون
بأن المعمل المتكامل الذي يوجد داخل الكبد خلق من نفسه ويدافعون عن ذلك
الهراء بغير دليل إذ أن الداروينية دين باطل وسحر مبين يسيطر على العقول .
تحدُث
في الخلية الكبدية الواحدة ما يقرب من خمسمائة تفاعل كيمياوي مختلف، وإلى
الآن من الصعب تقليد كثير من هذه العمليات التي تتم بأسلوب رفيع المستوى في
خلال واحد من ألف من الثانية.
الخلايا داخل الكبد تحول كل الغذاء
الذي نتناوله إلى جلوكوز حسب احتياج الخلايا إلى الطاقة، وتخزن السكر الذي
لا يستهلك في صورة دهون تحت الجلد فتتحول الدهون والبروتينيات إلى سكر
عندما يتعرض الجسم إلى نقص في السكر.
الخلاصة أن الكبد يحول الغذاء
الذي نتناوله بشهية إلى مواد حسب احتياجات جسدنا ويخزن الباقي. لذا فان
بلايين الخلايا الموجودة في الكبد تعمل بنفس الوعي والعلم دون الوقوع في
أخطاء منذ بداية الخليقة إلى يومنا هذا .
الخلايا التي تنتحر كي لا تصيب الجسم بأي ضرر!!
هناك بعض الخلايا في جسم الإنسان انتفت الحاجة إليها أو تكون مريضة أو مصابة، فهذه الخلايا تتلف نفسها بنفسها. ومعظم الخلايا تقوم بتوليد البروتينات الكافية لقتلها، ولكن هذه البروتينات لاتكون مؤثرة طالما كانت الخلية مفيدة للجسم وتمارس وظيفتها بشكل إيجابي. إلا أن هذه البروتينات القاتلة أو بعبارة أخرى آلة الموت داخل الخلية تبدأ في العمل فقط عندما تصبح الخلية مريضة أو في حالة إبدائها سلوكا غريبا أو في حال كون وجود الخلية يعرض جسم الكائن الحي إلى خطر أكيد.
و من الأهمية بمكان أن تقرر الخلية الانتحار في الوقت المناسب تماما، وإلا فإن بدء البروتينات القاتلة في التاثير سيسبب موت الخلية السليمة حتما، وهذا يعني استمرار موت الخلايا السليمة في الجسم و بالتالي هلاك الكائن الحي.
و كذلك استمرار الخلايا المصابة و المريضة في الحياة يؤدي إلى أضرار تستفحل باستمرار وتقود في النهاية إلى الموت. وبالنسبة إلى الخلية التي تقرر الانتحار وتسمح لبروتيناتها القاتلة في العمل فإنها تبدأ أولا في الانكماش كي تعزل نفسها عن الوسط الموجودة فيه، ومن ثم تظهر فقاعات على سطح الخلية حتى تبدو وكأنها تغلي. و بعدها تبدأ النواة ثم سائر أجزاء الخلية في الانقسام إلى أجزاء متعددة. وتتلف الفضلات الناتجة عن الانتحار في الحال بواسطة الخلايا السليمة الأخرى و الموجودة في منطقة الخلية المنتحرة، والغريب هنا أن الخلايا المنتحرة والميتة لا تتلف كلها بل يتم الإبقاء على بعضها لأن في ذلك فائدة لجسم الكائن الحي. وعلى سبيل المثال عدسة العين والجلد والأظافر، فهذه التراكيب تتألف من أنسجة ميتة و لكن وجودها مهم لجسم الكائن الحي لذلك لا يتم إتلافها. و المثير هنا هو كيفية اتخاذ الخلايا السليمة لقرارات مهمة للغاية من ناحية تمييز الخلايا الميتة الواجب إتلافها من الخلايا الميتة التي لا تزال ذات فائدة .
ما الذي جعل الخلية السليمة تستطيع أن تميز بهذا الشكل العجيب؟ من الذي أوحى للخلية السليمة بأن ثمة خلية قد تلفت وأصبحت تشكل خطرا على الجسم؟ ومن خلال ما تقدم من عرض يتضح لنا أن الخلايا الحية مبرمجة على أداء وظائفها الحياتية على أحسن صورة و هو ما يسمح باستمرار حياة الكائن الحي . و لكن من صاحب هذا البرنامج الخارق؟ إن دعاة نظرية التطور لابد وأن أصابهم العمى المزمن لأنهم لم يكفوا عن التأكيد بأن الصدفة العمياء هي التي أودعت هذا البرنامج الخارق في الخلايا. ولكن الذي لا شك فيه أن الله تعالى بقدرته التي لا مثيل لها و بعلمه الذي لا حد له يتجلّى بكل وضوح عند النظر في مخلوقاته.
الأجهزة الموجودة في الكبد للقضاء على البكتريا الضارة
هناك أنواع كثيرة من البكتريا غير المرئية التي تدخل أجسامنا إما عن طريق الأغذية التي نتناولها أو الهواء الذي نستنشقه أو عن طريق أشياء كثيرة، وهناك أيضاً بعض البكتريا الضارة التي يتحتم انتزاع التأثير الضار فيها حتى لا تقوم بإتلاف نظام العملداخل الجسم لذا فقد خلق الله نوعا من الخلايا في أجسامنا التي دعمت بذاكرة قوية، هذه الخلايا وظيفتها الوحيدة هي الدفاع عن الجسم ومن ضمن هذه الخلايا الدفاعية التي توجد في الكبد والتي تعتبر محطة استراتيجية في نظام الدورة الدموية هذه الخلايا التي تسمى خلايا كبفر (KUPPFER ) تنتزع التأثير الضار وتهضم البكتريا التي تأتى إلى الكبد عن طريق الدم في خلال اقل من10,0 ثانية، كيف تميز وكيف تزيل بعض البكتريا الضارة للجسم من النافعة وكيف تزيل بعض البكتريا الضارة للجسم من غير أن تتضرر البكتريا المتبقية.
إن الخلايا تقوم بكل هذا دون أن تتلقى دروسا لوظائفها في الجسم أو معرفة المميزات التي تمتلكها .
إن خلايا كوبفر التي وضعت خصيصاً في الكبد لتقضي على البكتريا التي تصلها من الأمعاء بسرعة فائقة.
هناك نقطة يجب أن نقف عندها ألا وهي المكان الذي توجد فيه خلايا كوبفر (KUPPFER ) في الكبد من غير أن تشغل مكانا آخر أو يتدخل أي شئ في وضعه لها، وطبعاً يظهر لنا مرة أخرى أحد أدلة الخالق المبدع جل شأنه في دقة خلق أجسامنا، فلو كانت هذه الخلايا في عضو آخر في الجسد بدلاً من الكبد لما كان لها نفس التأثير القوي لتنقية الدم من البكتريا الضارة لينتقل عبر الدورة الدموية ليسير في الجسم بعد تنقيته في الكبد . لذا فإن عدد البكتريا التي تصل أو تنجح في الوصول داخل الدورة الدموية العامة لا تتعدى 1% واحد في المائة.
فما هي هذه الصدفة العمياء التي تستطيع أن تضع خلايا كوبفر في الكبد رغم وجود أعضاء أخرى في الجسم. الحقيقة أنه ليست هذه الخلايا هي التي تختار الأماكن المناسبة لها وتتخذها مقرا لها، فمن غير المعقول أن يكون للخلية وعياً يجعلها تختار مكانا متميزاً لها وتتخذه مقراً لها داخل جسد ما.
إن عدد الخلايا داخل جسم الإنسان يتعدى مائة بليون خلية تقريباً، وهذا التخطيط المبدع لابد له من عقل مبتكر وعلم لا قصور فيه .
ولا شك أن الله سبحانه وتعالى هو صاحب العلم العالم بكل شيء، الذي خلقنا من عدم بتصميم مبدع، فالله سبحانه وتعالى يعلم كل دقائق أجسامنا على أكمل وجه. إن الخلية التي تقرر الانتحار تبدأ بإعطاء الإشارة إلى بروتين الموت لبدء فاعلية العمل، وتبدأ في التقوقع أولاً، وتجرد نفسها ممن حولها، وتظهر صورتها كأنها بركان يغلي، وفي النهاية تتجزأ النواة ثم تنقسم الخلية وتتحول إلى أقسام مستقلة بذاتها والبقايا الميتة في الخلية تنفصل عن الخلايا المجاورة لتنعدم فورا،. والغريب أنه ليست كل الخلايا الميتة تنظف من طرف خلايا أخرى. هناك بعض الخلايا تترك عمدا لأن وظيفتها لم تنته بعد، أي ما يزال الجسم يحتاجها والمثال على ذلك (عدسة العين - الجلد - الأظافر) تتكون من خلايا ميتة يحتاجها الجسم.
فالموضوعات المهمة التي يجب التفكير فيها أو أخذها في الاعتبار هو أن الخلايا تأخذ القرارات الخاصة باعدام الخلايا والإبقاء على البعض الآخر وانصياع كل الخلايا لهذه الأوامر بتنسيق وتناغم تام .
ترى من الذي يخلق غريزة اتخاذ وتنفيذ القرار داخل الخلية ومن صنفها ومن قرر أنها في حال من الأحوال تضر الكائن الحي التي هي في داخله، وما هي القوة الخفية التي أعطت هذا الكائن المتناهي في الصغر القدرة لمنع هذا الضرر. فكما ذكرنا فان جميع الخلايا مبرمجة لاستمرار حياة الكائن الحي على أعلى كفاءة ومستوى ممكن.
إذن من صاحب هذه القدرة
وهذه التقنية رفيعة المستوى؟ من مصمم هذا البرنامج الدقيق؟ إن أصحاب وأنصار
النظرية الداروينية يحاولون إثبات أن صاحب هذا البرنامج الخارق هو الصدفة
العمياء. سبحان الله عالم كل شيء فإن علمه اللامتناهي وبديع خلقه يظهران في
جميع تفاصيل حياتنا لمن يدقق النظر والتفكير .
لا حاجة لكم بمراقبة عملية التنفس لأنّ ثمة خلايا وظيفتها القيام بهذه العملية بدلا عنكم !!
لو كانت عملية التنفس تقع تحت ملاحظتنا لكان من الممكن أن نموت بسهولة، كأثناء تعرضنا إلى النسيان أو إبحارنا في النوم العميق أو اندماجنا في العمل أو في أي شئ آخر .
إن عملية التنفس التي يكون لها الفضل الأول في إبقاء الكائن على قيد الحياة تنظّم من المركز التنفسي الذيهو في حجم حبة العدس و يوجد في منطقة معينة في الدّماغ وتتكون الخلايا العصبية فيه من ثلاث مجموعات :
المجموعة الأولى : هي الخلايا التي تأمر باستنشاق الهواء إلى داخلنا وبذلك تتم عملية تنفس الهواء الذي نحتاجه .
المجموعة الثانية : هي الخلايا التي تتحكم في سرعة التنفس ومسيرتها، وعندما تبدأ خلايا المجموعة الثانية في العمل ترسل إشارات ليتوقف العمل في خلايا المجموعة الأولى وبذلك يتم القيام بعملية الرقابة على تعبئة الهواء في الرئة مما يزيد من سرعة عملية الشهيق .
أما خلايا المجموعة الثالثة : وهى خلايا خاملة وغير نشطة بعض الشيء أثناء عملية التنفس العادية لكنها تتدخل في العملية عندما نحتاج إلى نسب عالية من الهواء داخل الجسم وترسل الإشارات إلى عضلات البطن لكي تشترك في عملية التنفس.
لكن هل هذا يكفي كي نبقى على قيد الحياة ؟
إن عملية التنفس تُرَاقَبُ كيميائيا كما أن الهدف من عملية الشهيق هو أن يكون الأكسيجن (2O) وثاني أكسيد الكربون (2CO) بنسب معينة في الدم. إن التغيرات التي تحدث في هذه النسب المطلوبة تحرك مجموعة من الخلايا في مركز التنفس لكي تقوم بضبط هذه النسب غير المطلوبة إلى المستوى المطلوب وبمعايير دقيقة جداً .
ليس هناك لكمية الأوكسجين (2O) الداخلة في الدم على مركز التنفس تأثير مباشر لكن كيف تصل إلى مركز التنفس معلومات عن كمية الأوكسجين (2O) المتغيرة التي تصل إلى الدم، أي أن هناك مجموعة أخرى من الخلايا تتدخل في العملية لإظهار الوعي الجبار، وهذه الخلايا عبارة عن أجهزة استقبال حساسة جداً توجد في بعض الأوعية الدموية الكبيرة مثل الوريد خارج الدّماغ.
ترسل الإشارات إلى المركز التنفسي عند دخول الأوكسجين في الدم بنسبة معينة وبذلك يتم تنظيم عملية الاستنشاق و القيام بالتغييرات اللازمة .
كيف تعرف مجموعة من الخلايا اللاشعورية كمية الأوكسجين التي تحتاجها للبقاء على قيد الحياة؟ وكيف تقوم هذه الخلايا بهذا النظام الآلي المبهر منذ بداية الخليقة حتى آخر إنسان سوف يكون حياً على وجه الأرض؟ هذا النظام المبدع الذي لم يكشفه العلم إلا منذ عشرين عاماً فقط .
إن هذا النظام حساس جداً لدرجة أنه لا يخطأ أبداً طوال رحلة الحياة مع العلم أننا نتحرك بحرية، نجلس ونجري وننام وتقوم بنقل الأوكسجين اللازم الذي تحتاجه الخلايا التي يزيد عددها على مائة بليون في أجسامنا تقريبا في كل لحظة، ويقوم في التو بطرد البقايا الضارة مثل (2CO) ثاني أكسيد الكربون وأيون الهيدروجين (2H) في لمح البصر .
إن أنصار النظرية الداروينية يصرّون على الاعتقاد الأعمى الذي مفاده وهو أن هذا الكمال المبهر وجد نتيجة الصدف العمياء، رغم معرفتهم بهذه الحقائق إلا أنهم متمسكون بالمادية، وسبحان الخالق العظيم !
الخلايا تستطيع أن تقوم بأعمال لا نستطيع نحن القيام بها !
لو
تصورنا أن هناك أنواعا من غبار المعادن تقع أمام أعيننا وطلب منا تحديد
أنواع هذه المواد وتشخيصها هل حقاً بإمكاننا تمييز هذه المواد ؟ إذا لم
تكونوا من الدارسين والباحثين في هذا المجال فلن تستطيعوا أبداً تمييز هذه
المواد أو تشخيصها، فهل يعقل أن الإنسان الواعي المدرك لا يستطيع أن يقوم
بهذا العمل في حين أنه بكل سهولة ويسر تقوم كل خلية من الخلايا التي يصل
عددها في الجسم مائة بليون تقريباً بهذا العمل دون صعوبة أو تفكير أو
تخاذل، فهذه الكفاءة ليست موجودة في أجسامكم وخلاياكم أنتم فقط وإنما هي
موجودة في خلايا أجساد مليارات البشر الذين عاشوا ويعيشون حالياً على وجه
الأرض، جميع هؤلاء البشر تمتلك خلاياهم هذه الكفاءة العالية.
أي
خلية في الجسم لديها القدرة على تمييز الحديد الذي يحتاجه الجسم ويدخل إليه
بسهولة وكذلك الفسفور والصوديوم والبوتاسيوم والكالسيوم ومواد أخرى غيرها
تستطيع الخلية تمييزها في كل وقت وتقوم بتجميعها كي تأخذ ما يحتاجه الجسم
منها وتخزن ما يزيد عن حاجة الجسم في الوقت المناسب وتطرد الزيادة التي لا
يحتاجها خارج الخلية
لا
يستطيع غالبية الناس التمييز بين المعادن،إلا أن جسم الإنسان يستطيع تمييز
المعادن والعناصر الأخرى مثل الأوكسيجين و الصوديوم و البوتاسيوم و يفصل
بينها و يمتص ما يفيده منها.
. نقف هنا قليلاً. إن الخلية تتكون من
النيترونات والبروتونات والنواة وهى لا يزيد حجمها عن001,0 مليمتر وهى لا
تمتلك أعينا أو أذانا أو أيد أو مخا ولا تمتلك الوعي أيضا، فهي خلية لذرة
عمياء لا وعى لها مع ذلك تدير هذه الأعمال المعقدة جداً في مساحة لا
متناهية من الصغر. سبحان الله هو صاحب القدرة والعلم الذي لا نهاية له
سبحانه عما يصفون.
إن حياتكم تستمر بالتقسيم الواعي الذي تقوم به الخلايا للأعمال !
البروتينات
الرابطة لفيتامين ب.12 إن فيتامين ب 12 يستخدم في نخاع العظام ورغم ذلك
تقوم بامتصاصه المعدة والأمعاء الرفيعة وتوصله إلى النخاع الموجود في
العظام.
إن فيتامين ب12 من الفيتامينات المهمة جدا لاستمرار الحياة فهو
عنصر أساسي من تلك التي تدخل في تكوين وإنتاج الدم، وعند نقصه الشديد قد
يؤدي هذا إلى الموت المؤكد للإنسان ولكن هذا الفيتامين لا يكون فعالا
بمفرده في الجسم ، لهذا يقوم الغشاء المخاطي الداخلي للمعدة بإفراز مادة
خاصة تساعد على امتصاص هذه المادة أو الفيتامين المهم المسمى (ب12) الذي
يستخدم لإنتاج الدم .
هناك خلايا مجهزة لامتصاص فيتامين ب12 توجد في قسم خاص داخل الأمعاء الدقيقة وهنا نتوقف للحظات ونتدبر الأمر .
إن
الدم يتكون في نخاع العظام البعيد عن المعدة بعد الكثير من العمليات
المعقدة. فكيف يمكن للفيتامين الذي يحتاجه نخاع العظام أن يعتمد على مادة
تفرزها خلايا المعدة ؟. وكيف يحدث هذا التنسيق المذهل بين نخاع العظام و
بطانة المعدة في انتاج المادة المساعدة على تفعيل دور B12 لكي تكون مزودة
بالمعرفة الكاملة وأن تكون على دراية كاملة بالتفاصيل التي تتم لإنتاج الدم
في أماكن بعيدة عنها وأيضا يجب أن تكون على دراية بمعرفة مدى أهمية هذا
الإنتاج للجسم.
الخلاصة : هناك أنظمة داخل الجسم تقوم بوظائفها في
أماكن قاتمة ومبهمة حينما نعرفها يزداد عجبنا ودهشتنا، وليس هذا فقط بل
هناك عمليات أخرى تتم بين الخلايا في غاية الوعي والدقة .
ولا شك أن
هذا الوعي الخارق للعادة والفاعلية المذهلة لا يمكن لإرادة الخلايا وحدها
تحقيقها. إنّ الذي خلق فيتامين (ب) وخلق الخلايا و ألهمها هو الله عزوجل.
هل خطر ببالكم أن العلميات التي تتم داخل الخلايا تقتضي وجود العقل؟
يوجد في الغذاء المهضوم الذي ينتقل من المعدة إلى الأمعاء أحماض قوية، هذه الأحماض تشكل خطراً جسيماً على الأمعاء وخاصة الإثني عشر وذلك لأنها غير مزودة بغشاء عازل مثل المعدة . كيف لا تتأذى الأمعاء من هذه الأحماض؟ هنا تأتي الأحداث المحيرة التي تقع داخل أجسامنا . للإجابة على هذا السؤال قمنا بالبحث عن العمليات التي تتم أثناء الهضم فوجدنا أن الأحماض التي تأتي من المعدة وتصل إلى الأمعاء ( منطقة الإثني عشر) عندما تصل كميتها إلى ما يشكل خطراً على الأمعاء تفرز الإثنا عشر في الحال هرمونات تسمى (سيكوتين)، وهذا الهرمون يوجد في جدار الأمعاء (الإثني عشر) على هيئة هرمون خاص يسمى (Prosecretin) بروسيكرتين الذي يتحول إلى هذه المادة المسماة (سيكوتين) وهى مادة
كيميائية تقوم بالتأثير على حموضة الغذاء المهضوم . إن هرمون السكرين يصل إلى البنكرياس عن طريق الدم ويحفز البنكرياس على إفراز أنزيمات لتواجه الخطورة التي تعرض لها الإثني عشر وباقي الأعضاء ومن خلال هرمون السكرين يرسل جزيئات البيكربونات إلى الموقع المقصود وهذه الجزيئات تقوم بنزع تأثير الحامض الضار وبذلك
تحمى الإثني عشر والأمعاء . وما نراه أن البنكرياس يفهم الرسالة الموجهة إليه لإفراز البيكربونات ونرى المعدلات المنظمة التي تتحرك بها البنكرياس كما نرى كل هذه العمليات المعجزة .
إن الأمعاء الدقيقة تقام عليها الحراسة الشديدة لحمايتها من خطورة الحامض الذي يأتي من المعدة بمشاركة منظمة للاتصالات بين الخلايا.
ومما هو جدير بالذكر أن استعمال بعض الأفعال مثل (يعرف - يفهم) التي استخدمناها للتعبير عن الأدوار التي تقوم بها الخلايا إنما كان لمجرد بيان الفاعلية والإيجابية التي تتم بها هذه الأدوار في الجسم .
وكما يعرف كل ذي عقل أن الإرادة التي تمتلكها الخلية واتخاذ القرارات والمعرفة والدراية لما يحدث في الأعضاء الأخرى ومعدلات الإنتاج، من الطبيعي عدم إمكان قبول أن الخلايا هي الخالقة لكل هذه الصفات، إن خالق الخلايا بمميزاتها هو الله عزوجل .
هل تلاحظون عند تناولكم السكر وجود مصنع عملاق في أجسامكم لتنظيم نسبة السكر في الدم؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق