الجمعة، 14 ديسمبر 2012

هدم نظرية التطور في عشرين سؤالا الجزء الاول

هدم نظرية التطور في عشرين سؤالا

...مقدمة

1-لماذا لا تعتبر نظرية التطور نظرية صحيحة من الناحية العلمية؟

2-كيف يثبت انهيار نظرية التطور حقيقة الخلق؟

3-إلى أي مدى تمتد آثار الإنسان؟ ولماذا لا تدعم هذه الآثار نظرية التطور؟

4-لماذا لا تعد نظرية التطور "الأساس لعلم الأحياء"؟

5-لماذا لا يعد وجود أجناس مختلفة دليلا على نظرية التطور؟

6-لماذا يعد الادعاء بوجود تشابه بين جينوم البشر وجينوم القردة بنسبة 99 في المائة وبأن

هذا يؤكد نظرية التطور ادعاءً خاطئا؟

7-لماذا يعد الادعاء بأن الديناصورات تطورت إلى طيور خرافة غير علمية؟

8-إلى أي تزييف علمي تستند خرافة أن "للأجنة البشرية خياشيم"؟

9-لماذا يعد وصف الاستنساخ بأنه "دليل على التطور" ضربا من الخداع؟

10-هل يمكن أن تكون الحياة قد أتت من الفضاء الخارجي؟

11-لماذا لا تدعم حقيقة أن عمر الأرض أربعة ملايين سنة نظرية التطور؟

12-لماذا لا تعد ضروس العقل دليلا على التطور؟

13-كيف تقوض التراكيب المعقدة الموجودة في أقدم الكائنات نظرية التطور؟

14-لماذا يُصوَّر رفض نظرية التطور وكأنه نبذ للتطور والتقدم؟

15-ما هو الخطأ في الاعتقاد بأن من الممكن أن يكون الله قد خلق الكائنات الحية بواسطة التطور؟

16-ما هو الخطأ في الاعتقاد بأن التطور يمكن أن يتأكد في المستقبل؟

17-لماذا لا يعد تحول الشكل دليلا على التطور؟

18-لماذا يستحيل تفسير جزيء (د ن أ) بواسطة المصادفة؟

19-لماذا لا تعتبر المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية مثالا على التطور؟

20-ما هو نوع العلاقة بين الخلق والعلم؟

لماذا لا تعتبر نظرية التطور نظرية صحيحة من الناحية العلمية؟

تؤكد نظرية التطور أن الحياة على الأرض وليدة المصادفة، وأنها نشأت من تلقاء

نفسها نتيجة ظروف طبيعية. ولكن هذه النظرية ليست قانونا علميا ولا حقيقة مثبَتة،

إذ تكمن تحت هذه الواجهة العلمية الكاذبة وجهة نظر عالمية مادية يحاول الداروينيون

فرضها على المجتمع. وتستند أسس هذه النظرية، التي دحضها العلم في كل فرع من

فروعه، إلى إيحاءات ووسائل دعائية تقوم على الخداع، والكذب، والتناقض، والغش،

والحيل البارعة.

لم يكن يُعرف شيء في زمن داروين عن التركيب المعقد للخلية.

تم تقديم نظرية التطور بوصفها فرضية تخيلية في سياق الفهم العلمي البدائي الذي

ساد القرن التاسع عشر، وحتى يومنا هذا لم يدعم هذه النظرية أي اكتشاف أو تجربة

علمية. بل على العكس، فإن كل الوسائل التي استخدمت لتأكيد النظرية أثبتت شيئا

واحدا ألا وهو: بطلان النظرية.

ومع ذلك، يعتقد كثير من الناس حتى الآن أن النظرية حقيقة مثبتة مثل قوة

الجاذبية أو قانون الطفو. وذلك، كما ذكرنا في البداية، يعود إلى أن طبيعة نظرية

التطور تختلف اختلافا كبيرا في جوهرها عما هو مفترض في العادة، لذلك يجهل

بعض الناس الأسس الفاسدة التي تقوم عليها هذه النظرية، وكيف أن العلم يدحضها

في كل مناسبة، وكيف أن أنصار التطور يحاولون إبقاءها على قيد الحياة رغم دخولها

في طور الاحتضار. ولا يجد أنصار التطور أي أدلة سوى فرضيات غير مؤكدة،

وملاحظات مريبة وغير واقعية، ورسوم خيالية، ووسائل إيحاء نفسي، وأكاذيب

لا حصر لها، وأساليب احتيال بارعة.

واليوم، أثبتت فروع علمية مثل علم الحفريات، والوراثة، والكيمياء الحيوية،

والأحياء الجزيئية استحالة أن تكون الحياة قد نشأت بالمصادفة أو أن تكون قد ظهرت

من تلقاء نفسها نتيجة ظروف طبيعية. وهناك اتفاق سائد في الأوساط العلمية على أن

الخلية الحية تشكل أعقد تركيب واجهته البشرية حتى الآن. وقد كشف العلم الحديث

أن التعقيد الموجود في تركيب خلية حية واحدة وفي ترابط نظمها يفوق ذلك الموجود

في أي مدينة كبرى. ولا يمكن أن يعمل هذا التركيب المعقد إلا إذا نشأت كل أجزائه

المتفرقة في وقت واحد وفي حالة عمل على أكمل وجه، وإلا فسيكون هذا التركيب

بلا جدوى وسينهار بمرور الوقت ويختفي. ولا يمكننا أن نتوقع ظهور أجزاء هذا

التركيب بمحض المصادفةعلى مدى ملايين السنين كما تدعي نظرية التطور.

ولهذا السبب، يتضح بجلاء من خلال التصميم المعقد لخلية واحدة فحسب أن

الله سبحانه وتعالى خلق الحياة (لمزيد من التفاصيل، انظر كتاب هارون يحيى

بعنوان "الإعجاز في الخلية






أمثلة على التراكيب المعقدة في الخلايا: على اليمين، الريبوسوم، حيث يتم اصطناع

البروتين في الخلية. على اليسار، "النيوكليوسوم" “nucleosome” الذي يحوي

وحدات (د ن أ) في الصبغيات (الكروموسومات). وتحتوي الخلية على الكثير من

التراكيب والنظم شديدة التعقيد كتلك الموضحة أعلاه، بل إنها تحتوي أيضا على تراكيب

ونظم أخرى أكثر تعقيدا. ولا شك في أن إدراك أن المصادفة لا يمكن أن تكون مسؤولة

عن ظهور هذه التراكيب المعقدة، التي اكتُشفت مع تقدم التكنولوجيا، قد وضع أنصار

التطور في مأزق لا يستطيعون الخروج منه أبدا.



ومع ذلك، لا يريد أولئك المدافعون عن الفلسفة المادية قبول حقيقة الخلق


لأسباب أيديولوجية متنوعة. ذلك أن ظهور وانتشار مجتمعات تعيش في ظل هذا


المبدأ الخلقي الجميل الذي يستمده الإنسان من الدين الحق عن طريق أوامر الله


ونواهيه لا يخدم مصالح هؤلاء الماديين. فوجود جماهير مجردة من أي قيم


روحية أو أخلاقية يتلاءم أكثر مع أغراض هؤلاء الناس، لأنهم يتمكنون بذلك


من التلاعب بتلك الجماهير من أجل تحقيق مصالحهم الدنيوية. ولهذا السبب،


يحاول هؤلاء الناس فرض نظرية التطور، وإبقاءها على قيد الحياة مهما كان


الثمن، لأنها تروج لكذبة مفادها أن البشر لم يُخلقوا بل نشأوا بمحض المصادفة


وتطوروا عن الحيوانات. وعلى الرغم من كل الأدلة العلمية الواضحة التي


تقوض أسس نظرية التطور وتؤكد حقيقة الخلق، فإن أنصار التطور يتجردون


من كل أسباب المنطق ويدافعون عن هذا الهراء كلما سنحت لهم الفرصة.


لقد برهنت التجارب العلمية في الواقع استحالة أن تكون أول خلية حية،


أو حتى جزيء واحد من ملايين جزيئات البروتين في تلك الخلية، قد نشأت


بالمصادفة. ولم يثبت ذلك من خلال التجارب والملاحظات فحسب، بل أيضا


من خلال حسابات الاحتمالية الرياضية. وبعبارة أخرى، تنهار نظرية التطور


عند الخطوة الأولى ألا وهي: تفسير نشوء أول خلية حية.


ويستحيل أن تكون الخلية، أصغر وحدة للحياة، قد ظهرت مصادفة في

الظروف البدائية غير الخاضعة لأي ضوابط في الأيام الأولى لتكوين الأرض،


كما يريدنا أنصار التطور أن نصدق، ولا تقتصر الاستحالة على هذا الفرض


فحسب، ذلك أن تصنيع هذه الخلية غير ممكن حتى في أكثر معامل القرن العشرين


تقدما. إن الأحماض الأمينية، التي تمثل وحدات بناء البروتينات المكوِنة للخلية


الحية، تعجز عن تكوين الجزيئات العضوية organelles في الخلية مثل


الفتيلات الخيطية mitochondria ، أو الريبوسومات ribosomes ،


أو أغشية الخلايا cell membranes ، أو شبكة الخلية الباطنية


endoplasmic reticulum ، ناهيك عن تكوين خلية كاملة.


ولهذا السبب، يظل الادعاء بأن التطور قد أوجد أول خلية حية بمحض


المصادفة نتاجا لوهم قائم كليا على الخيال.


وتشكل الخلية الحية، التي ما زالت تحوي كثيرا من الأسرار غير المفسَّرة،


إحدى أكبر العقبات التي تواجه نظرية التطور.

").




وهناك مأزق آخر كبير من وجهة نظر التطور ألا وهو جزيء (د ن أ) الموجود في

نواة الخلية الحية، وهو عبارة عن نظام تشفير يتكون من 3.5 بليون وحدة تتضمن كل

تفاصيل الحياة. وفي أواخر الأربعينيات وبداية الخمسينيات، تم اكتشاف جزيء

(د ن أ) لأول مرة عند دراسة البلّورات بالأشعة السينية، وهو عبارة عن جزيء

ضخم يتسم بقدر عال من التميز من ناحيتي التخطيط والتصميم. ولسنوات عديدة،

آمن فرانسيس كريك Francis Crick ، الحائز على جائزة نوبل، بنظرية

التطور الجزيئي، ولكن حتى هو اضطُّر في النهاية للاعتراف لنفسه بأن مثل هذا

الجزيء المعقد لا يمكن أن يكون قد نشأ تلقائيا بمحض المصادفةنتيجة عملية تطورية:

"لا يسع الإنسان الصادق، المزوَّد بكل المعرفة المتاحة لدينا الآن، إلا أن يعلن أنه،

من بعض النواحي، يبدو أصل الحياة في الوقت الحاضر أقرب ما يكون إلى المعجزة". 1





فرانسيس كريك



وقد اضطر الأستاذ التركي نصير التطور، علي دِميرسوي Ali Demirsoy ،

إلى تقديم الاعتراف التالي حول هذا الموضوع:

"في الواقع، إن احتمال تكوُّن بروتين وحمض نووي (د ن أ – ر ن أ) احتمال أبعد

من أن يخضع للتقييم. وعلاوة على ذلك، فإن فرصة نشوء سلسلةٍ بروتينيةٍ معينةٍ

ضئيلةٌ للغاية بحيث يمكن اعتبارها فرصة فلكية". 2

ويسلم هومر جاكوبسون Homer Jacobson ، أستاذ كرسي في

الكيمياء، باستحالة تكوُّن الحياة بمحض المصادفة:

"إن التعليمات اللازمة لإعادة إنتاج التصميمات، والطاقة، واستخلاص أجزاء

من البيئة الحالية، وتسلسل النمو، وقيام آلية الاستجابة للتأثير

effector mechanism بتحويل الأوامر إلى نمو – كل هذا كان لا بد

أن يوجد في آن واحد في تلك اللحظة (عند بدء الحياة). وقد بدا أن توافق هذه

الأحداث مصادفة غير محتملة على الإطلاق".3




منذ أن باتت نظرية داروين تسيطر على العلوم وحتى وقتنا الحاضر، اعتبر علم
الحفريات تلك النظرية دعامته الأساسية. وعلى الرغم من ذلك، فقد أثمرت أعمال
الكشف عن الآثار في أنحاء كثيرة من العالم عن نتائج تتعارض مع النظرية بدلا من
أن تدعمها. إذ تبين الحفريات أن مختلف مجموعات الأحياء قد نشأت فجأة وكل سماتها سليمة –
وبعبارة أخرى أنها خُلقت.




يمثل سجل الحفريات هزيمة أخرى ساحقة لنظرية التطور. ذلك أنه من بين

كل الحفريات التي اكتشفت على مدار السنين، لا يوجد أي أثر لأي أشكال وسيطة

لا بد من توافرها لو كانت الكائنات الحية قد تطورت من طور إلى آخر من أنواع

بسيطة إلى كائنات أكثر تعقيدا، كما تدعي نظرية التطور. ولو كانت هذه الكائنات

قد وُجدت في الحقيقة، لكانت هناك الملايين، بل البلايين، منها. والأهم من ذلك،

كان يجب أن تكون بقايا هذه الكائنات موجودة في سجل الحفريات. ولو كانت هذه

الأشكال الوسيطة قد وجدت حقا، لكانت أعدادها أكبر بكثير من أعداد أنواع الحيوانات

التي نعرفها اليوم، ولَما خَلا مكان في العالم من بقاياها الحفرية. ويبحث أنصار

التطور عن هذه الأشكال الوسيطة في كل البحوث المحمومة التي أجريت على

الحفريات منذ القرن التاسع عشر. ومع ذلك، لم يجدوا أي أثر لهذه الأشكال الوسيطة،

على الرغم من سعيهم الحثيث لإيجادها طوال المائة والخمسين سنة الماضية.

وباختصار، يبين سجل الحفريات أن أنواع الأحياء ظهرت فجأة وبكامل تكوينها،

ولم تتطور من أشكال بدائية إلى أشكال متقدمة كما تدعي نظرية التطور.



نمل أبيض عمره خمسة وعشرون مليون سنة محفوظ في كهرمان. لا يمكن تمييزه
عن النمل الأبيض الذي يعيش في وقتنا الحاضر




وباختصار، يبين سجل الحفريات أن أنواع الأحياء ظهرت فجأة وبكامل تكوينها،

ولم تتطور من أشكال بدائية إلى أشكال متقدمة كما تدعي نظرية التطور.


لقد حاول أنصار التطور جاهدين أن يجدوا أدلة تدعم نظريتهم المزعومة،

ولكنهم في الواقع أثبتوا بأيديهم استحالة حدوث أي عملية تطورية.

وختاما، يكشف العلم الحديث عن الحقيقة التالية غير القابلة للجدل:


لم تنشأ الكائنات الحية نتيجة مصادفة عمياء،


2

كيف يثبت انهيار نظرية التطور حقيقة الخلق؟

عندما نتساءل عن كيفية نشأة الحياة على الأرض، نحصل على إجابتين مختلفتين:

الأولى هي أن الكائنات الحية نشأت من خلال التطور. ووفقا لنظرية التطور،

التي تتبنى هذا الادعاء، فقد بدأت الحياة مع أول خلية تكونت هي ذاتها بمحض

المصادفةأو وفقا لقوانين طبيعية افتراضية قائمة على "التنظيم الذاتي". ومرة أخرى،

نتيجة للمصادفة والقوانين الطبيعية، نمت هذه الخلية الحية وتطورت، وعن طريق

اتخاذها أشكالا مختلفة نشأ على الأرض ملايين الأنواع من الأحياء.

أما الإجابة الثانية فهي "الخلق". فقد جاءت كل الكائنات الحية إلى حيز

الوجود بعد أن خلقها خالق مبدع. وعندما خُلقت لأول مرة الحياة وملايين الأشكال

التي تتخذها، والتي لا يمكن أن تكون قد ظهرت بمحض المصادفة، كان لها نفس

التصميم الكامل المتميز الخالي من العيوب الذي يميزها اليوم. وهناك برهان

واضح على ذلك يتجسد في حقيقة أنه حتى أبسط أشكال الحياة تتضمن هذه التراكيب

والنظم المعقدة التي لا يمكن أبدا أن تكون قد جاءت وليدة المصادفة والظروف الطبيعية.

وبعيدا عن هذين البديلين، لا يوجد اليوم ادعاء أو فرضية ثالثة فيما يتصل

بكيفية نشأة الحياة. ووفقا لقواعد المنطق، إذا ثبت خطأ إحدى إجابتين محتملتين بديلتين

لسؤال ما، فلا بد أن تكون الإجابة الأخرى هي الإجابة الصحيحة. ويطلق على هذه

القاعدة، التي تعتبر إحدى القواعد الأساسية في علم المنطق، اسم الاستدلال التخييري

disjunctive inference (modus tollendo ponens) .

وبعبارة أخرى، إذا ثبت أن أنواع الأحياء على الأرض لم تتطور بمحض

المصادفة، كما تدعي نظرية التطور، فإن ذلك يعد دليلا واضحا على أنها تشكلت

على يدي خالق. ويتفق العلماء الداعمون لنظرية التطور على عدم وجود بديل ثالث.

وقد صدر عن أحد هؤلاء العلماء، دوجلاس فوتويما Douglas Futuyma ،

التصريح التالي:

"إما أن تكون الكائنات الحية قد ظهرت على الأرض كاملة التطور وإما ألا تكون.

وإذا لم تكن قد ظهرت كاملة التطور، فلابد أنها تطورت من خلال إحدى عمليات

التحوير عن أنواع كانت موجودة من قبل. وإذا كانت قد ظهرت كاملة التطور،

فلا بد أنها قد خُلقت بالفعل بواسطة قوة عاقلة غير محدودة القدرة."4

ويجيب سجل الحفريات على فوتويما نصير التطور، إذ بيّن علم الحفريات

أن كل مجموعات الأحياء ظهرت على الأرض في أزمنة مختلفة، وعلى نحو مفاجئ،

وفي شكل كامل.

وجدير بالذكر أن كل الاكتشافات الناتجة عن الدراسات وعمليات الكشف عن الحفريات

التي أجريت على مدار المائة عام الماضية تقريبا بيّنت، خلافا لتوقعات أنصار التطور،

أن الكائنات الحية ظهرت فجأة وفي شكل كامل وخال من العيوب.

وبعبارة أخرى،

فإن هذه الكائنات قد "خُلقت". فالبكتيريا، والحيوانات وحيدة الخلية، والديدان

، والرخويات، والكائنات البحرية الأخرى اللافقارية، والمفصليات، والأسماك

، والبرمائيات، والزواحف، والطيور، والثدييات ظهرت كلها فجأة بأعضائها

وأجهزتها المعقدة. ولا توجد أي حفريات تبين أيا من الأشكال "الانتقالية"

المزعومة التي تربط بينها. وينطوي علم الحفريات على نفس المغزى شأنه

في ذلك شأن فروع العلم الأخرى: لم تتطور الكائنات الحية بل خُلقت.

ونتيجة لذلك، بينما كان أنصار التطور يحاولون إثبات نظريتهم غير الواقعية،

قدموا بأيديهم الدليل على الخلق.

وقد اعترف روبرت كارول Robert Carroll ، الخبير في حفريات

الفقاريات وأحد أنصار التطور المتعصبين، بأن الأمل الدارويني لم يتحقق من خلال

الاكتشافات الحفرية:

"على الرغم من انقضاء مائة عام على الجهود الحثيثة التي بذلت لجمع الحفريات

وعلى وفاة داروين، فسنجد أن سجل الحفريات لم يقدم حتى الآن الصورة التي

توقعها داروين للروابط الانتقالية المتنوعة التي لا حصر لها". 5


الانفجار الكمبري كفيل بهدم نظرية التطور

يقسِّم علماء الأحياء عالم الأحياء إلى مجموعات أساسية مثل النباتات، والحيوانات،

والفطريات، إلخ. وتنقسم هذه المجموعات بدورها إلى "شعب" phyla” “ مختلفة.

وعند تصنيف هذه الشعب، يجب أن يؤخذ في الاعتبار حقيقة أن كل شعبة من هذه

الشعب تتميز بتركيب جسماني يختلف اختلافا كاملا عما سواه. فعلى سبيل المثال،

تعتبر شعبة المفصليات Arthropoda (التي تتضمن الحشرات، والعناكب،

وكائنات أخرى ذات أرجل مفصلية)، شعبة قائمة بذاتها، وتتسم كل الحيوانات

المندرجة تحتها بنفس التركيب الجسماني الأساسي. وتتضمن شعبة الحبليات

Chordata كائنات لها حبل ظهري، أو حسب التسمية الشائعة، عمود فقري.

وجدير بالذكر أن كل الحيوانات الكبيرة مثل الأسماك، والطيور، والزواحف،

والثدييات التي نألفها في حياتنا اليومية تندرج تحت شعبة فرعية من الحبليات

تعرف باسم الفقاريات.

إن الشكل الموضح أعلاه مأخوذ من كتاب الحياة The Book of Life ،

المنشورفي سنة 2001 والذي حرره الراحل ستيفن جاي جولد، أحد أبرز أنصار التطور في العالم.

ويوضح الشكل في أي عصرنشأت كل مجموعة من مجموعات الحيوانات

المختلفة. وعلى اليسار، توجد قائمة بمختلف العصور الجيولوجية، بدءا من 2500

مليون سنة مضت. وتبين الأعمدة الملونة الشعب الحيوانية الرئيسية. (تشير ألوان

الأعمدة إلى العصور المختلفة).

وعندما ندرس هذا الشكل التوضيحي، تتضح لنا معجزة الانفجار الكمبري. إذ لا

توجد سوى شعبة واحدة فقط قبل العصر الكمبري (اللواسع the Cnidaria

، التي تتضمن قنديل البحر والمرجان). ومع ذلك، فقد نشأت في العصر الكمبري

فجأة 13 شعبة مختلفة كليا.

وهذه الصورة تناقض نظرية التطور، لأن النظرية تؤكد أن شعب الأحياء تزايدت

على مراحل، مثل أغصان الشجرة.

ويحاول أنصار التطور الذين رسموا هذا الشكل أن يُموهوا على هذه الفجوة بالحديث عن "روابط نظرية".

ويمكننا أن نرى خطوطا باهتة أسفل الشكل تربط بين الصناديق

الملونة (وبعبارة أخرى، الشعب الأصلية التي عُثر على بقايا حفرياتها). وهذه روابط

خيالية تقتضيها نظرية التطور، ولكن دون أن يُعثر لها على دليل قط.

ولو كانت نظرية التطور صحيحة، وكانت هذه الروابط حقيقية وليست خيالية، لاكتُشفت حفريات المجموعات الانتقالية.

وبالرغم من كل البحوث الحفرية التي أجريت على مدار المائة والخمسين سنة الماضية، فإن حقيقة أن هذه الروابط

ما زالت مجرد حلم تبين أن

نظرية التطور ليست سوى وهم.

وتوجد نحو 35 شعبة مختلفة من الحيوانات، منها شعبة الرخوياتMollusca

التي تتضمن كائنات رخوة مثل القواقع والأخطبوطات، أو شعبة الخيطياتNematoda

التي تتضمن ديدانًا متناهية الصغر. وأهم خاصية في هذه الشعب، كما ذكرنا آنفا،

هي اختلاف سماتها الجسمانية اختلافا كاملا عما سواها. إذ تتميز الفئات المندرجة

تحت الشعبة الواحدة بتشابه التصميم الجسماني الأساسي، ولكن الشعب تختلف

اختلافا تاما فيما بينها.

إذن، كيف حدثت هذه الاختلافات؟

دعونا أولا نتناول الفرضية الداروينية. كما نعلم، فإن الداروينية تفترض أن

الحياة قد نشأت عن سلف واحد مشترك، واتخذت كل أشكالها المتنوعة من خلال

سلسلة من التغييرات الطفيفة. وفي هذه الحالة، لا بد أن تكون الحياة قد نشأت أولا

في أشكال متشابهة وبسيطة للغاية. ووفقا لنفس النظرية، لا بد أن تكون الاختلافات

بين الكائنات الحية والتعقيدات المتزايدة فيها قد حدثت بالتوازي مع مرور الوقت.

أشواك مثيرة:

الهالوسيجينيا Hallucigenia : أحد الكائنات التي ظهرت فجأة

في العصر الكمبري. وتتميز هذه الحفرية وكثير من حفريات العصر الكمبري الأخرى

بأشواك قاسية حادة تحميها من الهجوم. والشيء الذي يعجز أنصار التطور عن تفسيره

هو كيف يمكن أن يكون لهذه الكائنات مثل هذا النظام الدفاعي الفعال في حين لم تكن

هناك حيوانات مفترسة حولها.

ولا شك في أن عدم وجود حيوانات مفترسة يجعل تفسير هذه الأشواك بواسطة

الانتقاء الطبيعي أمرا مستحيلا.


ووفقا للداروينية، ينبغي أن تكون الحياة مثل الشجرة، لها جذر مشترك يتفرع لاحقا

إلى غصون مختلفة. ويتم التأكيد على هذه الفرضية باستمرار في المصادر الداروينية،

حيث يكثر استخدام مبدأ "شجرة الحياة". ووفقا لمبدأ الشجرة هذا، لا بد أولا أن تنشأ

شعبة ما، ثم تظهر شعبة أخرى ببطء مع حدوث تغييرات دقيقة على مدار فترات زمنية

طويلة جدا.





ظهرت الكثير من اللافقاريات المعقدة كنجم البحر وقنديل البحر فجأة قبل نحو 500

مليون سنة دون أن يوجد قبلها السلف التطوري المزعوم. وبعبارة أخرى، لقد خُلقت.

وهي لا تختلف عن مثيلاتها التي تعيش اليوم.




هذا ما تدعيه نظرية التطور. ولكن هل هذه هي الكيفية التي سارت بها الأحداث حقا؟

قطعا لا. بل على العكس تماما، كانت الحيوانات شديدة الاختلاف والتعقيد منذ اللحظة

الأولى لنشأتها. فقد ظهرت كل شعب الحيوانات المعروفة اليوم في نفس الوقت،

في منتصف الحقبة الجيولوجية المعروفة باسم العصر الكمبري. والعصر الكمبري

عبارة عن حقبة جيولوجية يُقدر أنها استمرت لنحو 65 مليون سنة، أي ما بين نحو

570 إلى 505 مليون سنة ماضية. ولكن الظهور المفاجئ لمجموعات الحيوانات

الرئيسية قد استغرق فترة زمنية قصيرة من العصر الكمبري، وتعرف هذه الفترة غالبا

باسم "الانفجار الكمبري". وقد ذكر ستيفان سي. مِيِر Stephen C. Meyer ،

وبي. إيه. نِلسون P. A. Nelson ، وبول شين Paul Chien ، في مقالة

تستند إلى دراسة مفصلة للأدبيات في هذا المجال بتاريخ 2001، ذكروا أن "الانفجار

الكمبري حدث خلال فترة زمنية قصيرة للغاية من الزمن الجيولوجي، لم تدم لأكثر

من 5 ملايين سنة". 6




وقبل ذلك، لم يكن هناك أي أثر في سجل الحفريات لأي شيء باستثناء الكائنات

وحيدة الخلية وبضع كائنات بدائية للغاية من متعددات الخلايا. ونشأت كل الشعب

الحيوانية في أكمل شكل وعلى نحو فجائي خلال فترة زمنية قصيرة للغاية تعرف

بالانفجار الكمبري. (خمسة ملايين سنة فترة قصيرة للغاية من الناحية الجيولوجية!).





كانت ثلاثيات الفصوص المتحجرة الموضحة أعلاه من بين أحد اللافقاريات المعقدة

التي ظهرت فجأة في العصر الكمبري قبل نحو 550 مليون سنة. وهناك سمة أخرى

في ثلاثيات الفصوص تشكل ورطة بالنسبة إلى أنصار التطور، ألا وهي بنية عيونها

المركبة. إذ يوجد في أعين ثلاثيات الفصوص المتقدمة للغاية نظام متعدد العدسات.

وهذا النظام مشابه تماما للنظام الموجود اليوم في كائنات كثيرة مثل العناكب، والنحل،

والذباب. إن الظهور المفاجئ لبنية العين المعقدة هذه في كائن عاش قبل 500 مليون

سنة يكفي في حد ذاته لإيداع نظريات أنصار التطور المستندة إلى المصادفة في سلة

المهملات.



وترجع الحفريات المكتشفة في الصخور الكمبرية لكائنات شديدة التنوع مثل القواقع،

وثلاثيات الفصوص، والإسفنجيات، وقناديل البحر، ونجوم البحر، والمحار، إلخ.

وتتميز معظم الكائنات الموجودة في تلك الطبقة بأجهزة معقدة وتراكيب متقدمة،

مثل الأعين، والخياشيم، وأجهزة دوران الدم، تماما مثل تلك الموجودة في النماذج

العصرية. وتتميز هذه التراكيب في ذات الوقت بقدر عال من التقدم والاختلاف.


وفي هذا الصدد، قدم ريتشارد موناسترسكي Richard Monastersky ،

الكاتب في جريدة ساينس نيوز Science News journal ، التصريح التالي

حول الانفجار الكمبري، الذي يشكل مأزقا خطيرا بالنسبة لنظرية التطور:


"قبل نصف بليون سنة... ظهرت فجأة أشكال الحيوانات شديدة التعقيد التي نراها اليوم.

وترمز تلك اللحظة، في بداية العصر الكمبري للأرض، أي قبل نحو 550 مليون سنة،

إلى الانفجار التطوري الذي ملأ البحار بأولى الكائنات المعقدة في العالم".7

أما فيليب جونسون Phillip Johnson ، الأستاذ بجامعة كاليفورنيا في بيركلي وأحد

أبرز منتقدي الداروينية في العالم، فقد وصف التناقض بين هذه الحقيقة الحفرية وبين

الداروينية:

"تتنبأ النظرية الداروينية "بمخروط من التنوع المتزايد" عند تشكل أول كائن حي،

أو أول نوع حيواني، تنوَّع بالتدريج وباستمرار ليكوِّن المستويات العليا من الترتيب

التصنيفي. ولكن سجل الحفريات الحيواني أقرب إلى المخروط المقلوب رأسا على

عقب، مع وجود الشعب في البداية وتناقصها بعد ذلك".8

وكشف فيليب جونسون، على عكس ما يشاع عن الظهور المرحلي للشعب،

أن كل الشعب ظهرت في واقع الأمر فجأة، بل لقد انقرض البعض منها في فترات

لاحقة. ومن ثم، فإن النشوء المفاجئ لكائنات حية شديدة الاختلاف وهي في أكمل

شكل يعني الخلق، كما قبِل بذلك أيضا فوتويما نصير التطور. ومثلما رأينا، فإن كل

الاكتشافات العلمية المتاحة تدحض ادعاءات نظرية التطور وتكشف حقيقة الخلق.





الأستاذ فيليب جونسون



3


إلى أي مدى تمتد آثار الإنسان؟ ولماذا لا تدعم هذه الآثار نظرية التطور؟



يجب أن نتحول إلى سجل الحفريات كي نعثر على إجابة للسؤال التالي: متى ظهر

الإنسان على الأرض؟ ذلك أن هذا السجل يبين أن ظهور الإنسان يمتد إلى ملايين

السنين الماضية. وتتكون هذه الاكتشافات من هياكل عظمية، وجماجم، وبقايا أناس

عاشوا في مختلف الأزمنة. ويتمثل أحد أقدم آثار الإنسان في "آثار الأقدام" التي

عثرت عليها عالمة الحفريات الشهيرة ماري ليكي Mary Leakey في سنة

1977 بمنطقة ليتولي Laetoli في تنزانيا.


وأثارت هذه البقايا ضجة كبيرة في دنيا العلوم. فقد أشارت البحوث إلى أن تلك

الآثار كانت موجودة في طبقة عمرها 3.6 مليون سنة. وكتب راسل تاتل Russle

Tuttle ، الذي شاهد آثار الأقدام، ما يلي:

"من الممكن أن يكون هومو سابيانس صغير حافي القدمين قد خلَّف هذه الآثار ...

وعند دراسة كل السمات التشكلية القابلة للتمييز، لا يمكن التمييز بين أقدام الأفراد

الذين خلفوا تلك الآثار وبين أقدام البشر العصريين".9

وكشفت الدراسات المحايدة التي أجريت على آثار الأقدام عن أصحابها

الحقيقيين. وفي الواقع، تألفـت آثار الأقدام هذه من 20 أثرا متحجرا لإنسان عصري

في العاشرة من عمره و27 أثرا لإنسان يصغره عمرا. وأيد هذه النتيجة مشاهير علماء

الأنثروبولوجيا القديمة من أمثال دون جونسون Don Johnson وتيم وايت Tim

White ، اللذين فحصا الآثار التي اكتشفتها ماري ليكي. وكشف وايت عن أفكاره قائلا:


"لا يوجد أدنى شك ... في أن هذه الآثار تشبه آثار أقدام الإنسان العصري .

فإذا تُرك أحد هذه الآثار اليوم على رمال أحد شواطئ كاليفورنيا، وسئل طفل في

الرابعة من عمره عن ماهيتها، سيجيب على الفور أن شخصا ما مشى هناك.

ولن يستطيع هذا الطفل، ولا أنت كذلك، التمييز بينها وبين مئات الآثار الأخرى

المطبوعة على رمال الشاطئ. ".10





آثار أقدام بشرية عمرها 3.6 مليون سنة عُثر عليها في ليتولي بتنزانيا.





بقايا كوخ حجري عمره 1.7 مليون سنة.



أثارت آثار الأقدام هذه جدلا مهما في أوساط أنصار التطور. ذلك أنهم إذا قبلوا أن

هذه الآثار هي آثار أقدام آدمية فسيعني ذلك أن التطور الخيالي الذي صاغوه في

أذهانهم من القرد إلى الإنسان لم يعد من الممكن الاعتداد به بعد الآن. ومع ذلك،

بدأ المنطق التطوري الدوغماتي يبرز من جديد في تلك المرحلة. ومرة أخرى،

تخلى معظم العلماء المناصرين للتطور عن العلم من أجل أهوائهم، وادعوا أن آثار

الأقدام التي عثر عليها في ليتولي تخص كائنا شبيها بالقرد. وكتب راسل تاتل،


أحد أنصار التطور الذين دافعوا عن هذا الادعاء، قائلا:


"خلاصة الأمر هي أن آثار الأقدام البالغة من العمر 3.5 مليون سنة والتي عثر

عليها في الموقع G بمنطقة ليتولي تشبه آثار الأقدام المعتادة لإنسان عصري لا ينتعل

حذاء. ولا توحي أي من سماتها أن هومينيدات (بشريات) ليتولي كانت حيوانات

ثنائية القدمين أقل قدرة منا. ولو لم يكن معروفا أن آثار الأقدام التي اكتشفت في

الموقع G قديمة جدا، لاستنتجنا على الفور أن فردا من أفراد جنسنا الهومو قد خلفها

وراءه... وعلى أي حال، يجب أن نصرف النظر عن الافتراض غير الدقيق بأن آثار

أقدام ليتولي قد خلفها فرد من نوع لوسي ، أي أسترالوبيثيكوس عفارنسز

Australopithecus afarensis *"" .11

ومن بين أقدم المخلفات الإنسانية بقايا كهف حجري عثر عليه لويس ليكي

Louis Leakey في ممر ألدوفاي Olduvai Gorge في السبعينيات.

وقد عثر على بقايا الكوخ في طبقة عمرها 1.7 مليون سنة. ومن المعروف أن

مثل هذا النوع من البنيان، الذي ما زالت هناك نماذج شبيهة له تستخدم في إفريقيا

حتى يومنا هذا، لا يمكن أن يبنيه غير الهومو سابيانس (الإنسان الحكيم) Homo

Sapiens ، وبعبارة أخرى الإنسان العصري. وتتمثل أهمية هذه البقايا في أنها

تكشف أن الإنسان عاش في نفس الوقت الذي عاشت فيه أشباه القردة المزعومة

التي يصورها أنصار التطور على أنها أسلافه.




في عددها الصادر في كانون الأول/ ديسمبر 1997، وضعت مجلة ديسكفر،

أحد أشهر مجلات أنصار التطور، على غلافها صورة لوجه إنسان عمره 800.000 سنة، وإلى جانبه

عنوان مأخوذ من تصريح أنصار التطور المعبر عن دهشتهم: "هل هذا وجه ماضينا؟"

- طفل التوركانا



وكان لفك الإنسان العصري البالغ من العمر 2.3 مليون سنة، الذي عثر عليه في

منطقة هدار Hadar بإثيوبيا، أهمية كبيرة لأنه بيّن أن الإنسان العصري وُجد على

الأرض قبل فترة أطول مما توقعه أنصار التطور.12

وتتمثل إحدى أقدم وأكمل الحفريات البشرية في الحفرية KNM-WT 1500 ،

المعروفة أيضا باسم الهيكل العظمي "لطفل توركانا" “Turkana Child” .

وقد وصف نصير التطور دونالد يوهانسون Donald Johanson الحفرية

البالغ عمرها 1.6 مليون سنة بالعبارات التالية:

"كان طويلا ونحيفا، ويشبه في شكله الجسماني ونسب أوصاله الأفارقة الحاليين الذي

يعيشون عند خط الاستواء. وعلى الرغم من صغر سنه، فإن أوصاله تضاهي في

مقاييسها تقريبا متوسط مقاييس الذكور البيض البالغين في أمريكا الشمالية".13

وقد تأكد أن الحفرية خاصة بصبي في الثانية عشرة من عمره، كان سيبلغ

طوله 1.83 متر في مرحلة المراهقة. وقال عالم الأنثروبولوجيا القديمة الأمريكي

آلان ووكر Alan Walker إنه يشك في أن "بمقدور عالم الحفريات العادي أن

يفرق بين الهيكل العظمي الأحفوري وبين الهيكل العظمي لإنسان عصري".

وكتب ووكر فيما يتعلق بالجمجمة أنه ضحك عندما رآها لأنها "تشبه كثيرا جمجمة

الإنسان النياندرثالي".14


ومن الحفريات البشرية التي حظيت بأكبر قدر من الاهتمام تلك التي عثر عليها في أسبانيا

في سنة 1995. وقد تم اكتشاف الحفرية موضع النقاش في كهف يدعى جران دولينا

Gran Dolina في منطقة أتابويركا Atapuerca بأسبانيا على يد ثلاثة علماء أسبان

من جامعة مدريد متخصصين في الأنثروبولوجيا القديمة. وكشفت الحفرية عن وجه صبي

في الحادية عشرة من عمره كان يبدو مثل الإنسان العصري تماما، على الرغم من مرور

800.000 سنة على وفاته.

وقد هزت هذه الحفرية أيضا ما كان مقتنعا به خوان لويس أرساجا فريراس Juan Luis

Arsuaga Ferreras نفسه، الذي قاد عمليات الكشف في جران دولينا.

وقال فريراس:

"لقد توقعنا أن نجد شيئا كبيرا، شيئا ضخما، شيئا منتفخا... كما تعلم، شيئا بدائيا.

لقد توقعنا أن يكون غلام عمره 800.000 سنة مشابها لطفل توركانا.

ولكن ما عثرنا عليه كان وجها عصريا تماما... بالنسبة لي كان الأمر مثيرا للغاية...

إن العثور على شيءٍ كهذا غيرِ متوقع على الإطلاق لهُوَ من الأشياء التي تهز كيانك.

فعدم العثور على حفريات أمر غير متوقع، تماما مثل العثور عليها، ولكن لا بأس.

إلا أن أروع ما في الأمر هو أن تجد شيئا في الماضي كنت تعتقد أنه ينتمي إلى الحاضر.

إن الأمر أشبه بالعثور على شيء مثل... مثل جهاز تسجيل في كهف جران دولينا.

سيكون ذلك مدهشا للغاية، لأننا لا نتوقع العثور على أشرطة كاسيت وأجهزة تسجيل

في العصر البلستوسيني الأدنى. وينطبق ذات الشيء على اكتشاف وجه عصري عمره

800.000 سنة. لقد اندهشنا جدا عندما رأينا هذا الوجه".15

وكما رأينا، فإن الاكتشافات الحفرية تدحض ادعاء "تطور الإنسان".

ولكن بعض وسائل الإعلام تقدم هذا الادعاء كأنه حقيقة مثبتة، في حين أن كل ما هو

موجود في الواقع ليس سوى نظريات زائفة.

وفي الواقع، يقبل علماء التطور هذه الحقيقة، ويعترفون بأن ادعاء "تطور الإنسان"

يفتقر إلى الدليل العلمي.

فمثلا، حينما يقولون "نحن ظهرنا فجأة في سجل الحفريات" يعترف أنصار

التطور من علمـاء الحفريات من أمثال سي. إيه فيلي C. A. Villie ، و إي. بي.

سولومان E. P. Solomon ، وبي. دبليو. دافيس P. W. Davis بأن الإنسان

نشأ فجأة، وبعبارة أخرى بدون سلف تطوري.16

وقد اضطر مارك كولارد Mark Collard وبرنارد وود Bernard

Wood ، عالما الأنثروبولوجيا ونصيرا التطور، إلى الاعتراف في مقالة كتباها في

سنة 2000 بأن "فرضيات تاريخ تطور السلالات الحالية حول تطور الإنسان لا يمكن

الاعتداد بها".

التغير الكامل والمفاجئ في موقف أنصار التطور من النياندرثاليين

صورة للنياندرثاليين (1975) – Geheimnisse der Urzeit

, Deutsche Ubersetzung, 1975

صورة للنياندرثاليين (2000)– ناشونال جيوجرافيك، تموز/ يوليو 2000

منذ بداية القرن العشرين، وأنصار التطور يصورون النياندرثاليين Neanderthals ،

وهم جنس بشري زائل، في صورة كائنات شبيهة بالقردة. ولعقود عديدة، استخدم أنصار

التطور الصورة الموضحة أعلاه في دعايتهم للنياندرثاليين. ومع ذلك، بدأت هذه الخرافة

في الانهيار منذ الثمانينيات. فقد أوضحت كل من الدراسات الحفرية وآثار ثقافة

النياندرثاليين أن هؤلاء الناس لم يكونوا أشباه قردة. فمثلا، أثبتت هذه الإبرة البالغ

عمرها 26.000 سنة أن النياندرثاليين بشر متحضرون كانت لديهم القدرة على

الخياطة. ونتيجة لذلك، اضطرت منشورات أنصار التطور مثل مجلة ناشونال

جيوجرافيك إلى أن تبدأ في تصويرهم كبشر متحضرين، كما هو موضح في الصورة

أدناه.

وجدير بالذكر أن كل اكتشاف حفري جديد يضع أنصار التطور في مأزق أسوأ من سابقيه،

حتى عندما تطالعنا بعض الصحف التافهة بعناوين مثل "اكتشاف الحلقة المفقودة".

وكان آخر مثال على ذلك هو الجمجمة الحفرية التي اكتشفت في سنة 2001 وأطلق

عليها اسم كينيانثروباس بلاتيوبس Kenyanthropus platyops .

وقد أدلى عالم الحفريات ونصير التطور دانيال إي. ليبرمان Daniel E.

Lieberman ، من قسم الأنثروبولوجيا بجامعة هارفارد، بالتصريح التالي حول

الكينيانثروباس بلاتيوبس في مقالة نشرها في المجلة العلمية الرائدة ناتشر Nature :

"إن التاريخ التطوري للبشر معقد وغير محسوم. ويبدو الآن أنه على أعتاب الدخول

في مزيد من الفوضى بسبب اكتشاف نوع وجنس آخرين، يرجع تاريخهما إلى 3.5

مليون سنة ماضية... وتثير طبيعة الكينيانثروباس بلاتيوبس تساؤلات كثيرة حول

تطور البشر عموما وسلوك هذا النوع خصوصا. لماذا، على سبيل المثال، يجمع

هذا النوع بشكل غير اعتيادي بين أسنان الوجنة الصغيرة والوجه المفلطح الكبير

الذي يوجد فيه قوس عظام الوجنة في الناحية الأمامية؟ فكل أنواع الهومينين

(hominin species) الأخرى المعروفة التي تتميز بأوجه كبيرة وعظام

وجنة في مواضع مشابهة لديها أسنان كبيرة.

أنا أظن أن الدور الرئيسي للكينيانثروباس بلاتيوبس خلال السنوات القليلة القادمة

هو أن يكون بمثابة هادم اللذات، لأنه يؤكد على الفوضى التي تواجه البحث في العلاقات

التطورية بين أنواع الهومينين".18


على الرغم من مضي 150 سنة من البحوث الدعائية التي أجراها أنصار التطور حول

أصل الإنسان، فقد بينت الحفريات المكتشَفة أن البشر الأوائل ظهروا على الأرض فجأة،

بدون "سلف شبيه بالقرد".

وتوضح الفرضيات الثلاثة المختلفة الواردة في هذه الصفحة ثلاثة سيناريوهات مختلفة

ومتناقضة وضعها أنصار التطور (ستيفن جاي جولد، كتاب الحياة، 2001).

وإذا أمعنا النظر، نستطيع أن نرى أن هناك علامة استفهام أمام الهومو إيركتَس،

المقدَّم بوصفه أول جنس بشري على الأرض. والسبب في ذلك هو عدم وجود كائن

"شبيه بالقرد" يستطيع أنصار التطور إظهاره بوصفه "سلف الإنسان".

إن الأنواع المعروضة في الصور، التي لا يوجد أي شيء يربطها بالإنسان،

هي في الواقع أنواع منقرضة من القردة.

وكما نرى، فإن أصل الإنسان سر غامض بالنسبة إلى أنصار التطور،

لأن ذلك الأصل ليس تطورا على الإطلاق، وإنما هو خلْق.


ويجب ألا ننسى هنا أحدث دليل ساهم في تحطيم ادعاء نظرية التطور بشأن أصل الإنسان

ألا وهو، الحفرية الجديدة المسماة ساحلنثروباس تشادينسيز Sahelanthropus


tchadensis التي اكتشفت في التشاد بوسط إفريقيا في صيف 2002.





مثال آخر يبين فساد الأسطورة التي تتحدث عن الإنسان البدائي: قصبة مصنوعة من سن
الفيل يرجع عمرها إلى حوالي 32 ألف سنة. (National Geographic ، يوليو 200)



وأثارت هذه الحفرية عاصفة في عالم الداروينية. وقد اعترفت مجلة ناتشر ذات الشهرة

العالمية في مقالها الذي أعلنت فيه خبر الاكتشاف أن "الجمجمة المكتشفة حديثا يمكن أن

تقضي على أفكارنا الحالية بشأن تطور الإنسان".19

كما قال دانيال ليبرمان من جامعة هارفارد: "سيكون لهذا (الاكتشاف) أثر قنبلة

نووية صغيرة".20

ويرجع السبب في ذلك إلى أنه على الرغم من أن الحفرية موضع النقاش عمرها

7 ملايين سنة، فإن لها بنية "تشبه بنية الإنسان" (وفقا للمعايير التي استخدمها أنصار

التطور حتى الآن) أكثر من بنية قردة الأوسترالوبثيكوس Australopithecus التي

يبلغ عمرها 5 ملايين سنة والتي يُزعم أنها "أقدم سلف للبشرية". ويبين ذلك أن الروابط

التطورية التي تم تحديدها بين أنواع القردة المنقرضة بناء على المعيار غير الموضوعي

والمتحيز للغاية المتصل "بالتشابه مع البشر" إنما هي روابط خيالية تماما.

وأكد هذا الرأي جون وايتفيلد John Whitefield ، في مقالته

المعنونة "اكتشاف أقدم عضو في العائلة البشرية" Oldest Member of Human

Family Found” “ المنشور في مجلة ناتشر بتاريخ 11 تموز/ يوليو 2002،

حيث استشهد ببرنارد وود، عالم الأنثروبولوجيا ونصير التطور من جامعة جورج

واشنطن بولاية واشنطن:

" يقول برنارد وود: "عندما التحقت بكلية الطب في سنة 1963، كان التطور البشري

أشبه بالسلم". وقد تدرجت درجات السلم من القرد إلى الإنسان من خلال تطور الأشكال

الوسيطة، التي كان شَبَه القردة في كل منها يقل شيئا فشيئا عن سابقه. والآن، أصبح التطور

البشري أشبه بالأجمة. فقد أصبح لدينا معرض من حفريات الهومينيد ... وما زال الجدل

دائرا حول علاقة كل منها بالآخر وحول أيها، إن وجد، هو سلف البشر". 21

ولا بد أن نشير هنا إلى تعليقات هنري جي Henry Gee ، كبير محرري

مجلة ناتشر وعالم الأنثروبولوجيا القديمة الشهير، حول حفرية القرد المكتشفة حديثا لأنها

جديرة بالذكر. فقد كتب جي في مقالته المنشورة في صحيفة الجارديان Guardian

عن الجدل الدائر حول الحفرية قائلا:

"مهما كانت النتيجة، تُبين الجمجمة، بشكل حاسم، أن الفكرة القديمة المتصلة "بالحلقة

المفقودة" ما هي إلا هراء... ولا بد أن يكون جليا جدا الآن أن لب فكرة الحلقة المفقودة،

الذي طالما كان موضع شك، لا يمكن التمسك به مطلقا بعد الآن ".22

وكما رأينا، يثمر العدد المتزايد من الاكتشافات عن نتائج مخالفة لنظرية التطور،

وليست في صالحها. ولو كانت هذه العملية التطورية قد حدثت في الماضي، فمن المفترض

أن نجد لها آثارا كثيرة، كما يفترض أن يقدم كل اكتشاف جديد مزيدا من الدعم للنظرية.

وفي الواقع، ادعى داروين في كتاب أصل الأنواع Origin of Species أن العلم

سوف يتطور في هذا الاتجاه بالذات. وفي رأيه أن المشكلة الوحيدة التي تواجه نظريته

في سجل الحفريات هي نقص الاكتشافات الحفرية. وظل يأمل في أن تكشف البحوث

المستقبلية عن حفريات لا حصر لها تدعم نظريته. ومع ذلك، أثبتت الاكتشافات العلمية

اللاحقة فعليا أن أحلام داروين ليس لها أي أساس.



أهمية البقايا الإنسانية

لا شك في أن الاكتشافات المتصلة بالإنسان، التي رأينا بضعة أمثلة منها هنا، تُظهر حقائق مهمة للغاية؛ لا سيما

أنها أثبتت مرة أخرى أن ادعاء أنصار التطور بأن سلف الإنسان كان كائنا شبيها بالقرد إنما هو من محض الخيال.

ولهذا السبب، يستحيل أن تكون أنواع القردة هذه هي سلف الإنسان.

وخلاصة القول، يبين لنا سجل الحفريات أن الإنسان قد جاء إلى حيز الوجود قبل ملايين السنين بنفس الشكل

الذي هو عليه الآن، وأنه واصل رحلته إلى الحاضر بدون أي نوع من أنواع النمو التطوري. وإذا كان أنصار التطور

يدعون أنهم علماء وأشخاص صادقون بحق، فيجب عليهم في هذه المرحلة أن يلقوا بتطورهم الخيالي من القرد إلى

الإنسان داخل سلة المهملات. وتبين حقيقة تمسكهم بشجرة العائلة المزيفة تلك أن التطور ليس نظرية يدافعون عنها

باسم العلم، بل هو عقيدة يكافحون لإبقائها على قيد الحياة على الرغم من الحقائق العلمية.


5


لماذا لا يعد وجود أجناس مختلفة دليلا على نظرية التطور؟



يحاول بعض أنصار التطور أن يتخذوا من وجود أجناس مختلفة دليلا على صحة نظرية

التطور. وفي الواقع، كثيرا ما يصدر هذا الادعاء عن أنصار التطور الهواة الذين

لا يملكون قدرا كافيا من المعرفة عن النظرية التي يدافعون عنها.

وتقوم الفرضية التي يقترحها أولئك المدافعون عن هذا الادعاء على السؤال

التالي: "إذا كانت الحياة قد بدأت، حسبما تقول المصادر الإلهية، برجل واحد وامرأة واحدة،

فكيف نشأت مختلف الأجناس؟" وبعبارة أخرى، "إذا كان طول قامة آدم وحواء، ولونهما،

وسماتهما الأخرى هي سمات شخصين فقط، فكيف نشأت أجناس ذات سمات مختلفة تماما؟"


في الواقع، فإن المشكلة الكامنة وراء كل هذه الأسئلة أو الاعتراضات هي نقص

المعرفة بقوانين الوراثة، أو تجاهلها. ولفهم السبب وراء الاختلافات الموجودة بين الأجناس

في عالمنا اليوم، لا بد أن نأخذ فكرة عن موضوع "التغاير" variation” “،

الذي تربطه صلة وثيقة بهذه المسألة.

التغاير هو مصطلح يستخدم في علم الوراثة للإشارة إلى حدث وراثي يتسبب في اختلاف

الصفات التي يحملها الأفراد أو المجموعات المنتمية لنوع أو جنس معين من فرد إلى آخر.

ويعود مصدر هذا التغاير إلى المعلومات الوراثية الخاصة بأفراد ذلك النوع.

ونتيجة التزاوج بين أفراد النوع، تتجمع تلك المعلومات الوراثية في الأجيال التالية

بمختلف التوليفات. إذ يحدث تبادل للمادة الوراثية بين صبغيات chromosomes

الأم والأب. وهكذا، تختلط الجينات ببعضها البعض وينتج عن ذلك تنوع واسع في

السمات الفردية.


وترجع مختلف السمات الجسمانية بين الأجناس البشرية إلى تغايرات داخل الجنس

البشري. وفي الأساس، يحمل كل الناس على كوكب الأرض نفس المعلومات الوراثية،

ولكن لبعضهم عيون مائلة، ولبعضهم شعر أحمر، ولبعضهم أنف طويل، ولبعضهم قامة

قصيرة، ويتوقف كل ذلك على إمكانية تغاير هذه المعلومات الوراثية.

ولفهم إمكانية التغاير، دعونا نتخيل مجتمعا يغلب فيه الأفراد السمر ذوو العيون

البنية على الأفراد الشقر ذوي العيون الزرقاء. ونتيجة لاختلاط أفراد الجماعتين

والتزاوج فيما بينهم، سوف تظهر بمرور الوقت أجيال جديدة سمراء ولكن عيونها زرقاء.

وبعبارة أخرى، سوف تتجمع الصفات الجسمانية لكلتا المجموعتين في أجيال لاحقة وسينتج

عنها أفراد بأشكال جديدة. وعندما يتخيل المرء اختلاط صفات جسمانية أخرى بنفس

الطريقة، سيتضح أن تنوعا كبيرا سينشأ عن ذلك.

والنقطة المهمة التي ينبغي أن نفهمها هنا هي كالتالي: هناك جينان genes يحكمان

كل سمة جسمانية. وقد يسود أحدهما على الآخر، أو قد يؤثران كلاهما على مجريات

الأمور بشكل متساو. فعلى سبيل المثال، هناك جينان يحددان لون عيون الشخص؛ أحدهما

من الأم والآخر من الأب. وأيا كان الجين السائد، فسوف يتحدد لون عيون الشخص

بواسطة هذا الجين. وبشكل عام، تسود الألوان الداكنة على الألوان الفاتحة.

وبهذه الطريقة، إذا كان لدى الشخص جينات للعيون البنية والعيون الخضراء،

ستكون عيناه بنيتين لأن جين العيون البنية هو السائد. ومع ذلك، يمكن أن يُورَّث اللون

الأخضر المتنحي عبر الأجيال ويظهر في وقت لاحق. وبعبارة أخرى، يمكن أن ينجب

والدان عيونهما بنية طفلا أخضر العينين، لأن جين اللون الأخضر متـنحٍّ في كلا الوالدين.


وينطبق هذا القانون على كل السمات الجسمانية الأخرى والجينات التي تحكمها.

إذ إن مئات، بل آلاف السمات الجسمانية، مثل الأذنين، والأنف، وشكل الفم، وطول القامة،

وبنية العظام، وبنية العضو وشكله وصفاته، كلها يتم التحكم فيها بنفس الطريقة.

ونتيجة لذلك، يمكن أن تُورَّث كل المعلومات اللامحدودة الموجودة في التركيب الوراثي

إلى الأجيال اللاحقة دون أن تظهر للعيان. واستطاع آدم، أول إنسان، وحواء أن ينقلا

المعلومات الغنية الموجودة في تركيبهما الجيني إلى الأجيال اللاحقة على الرغم من أن

جزءا فقط من هذه المعلومات قد انعكس في هيئتها الجسمانية. وقد أدت العزلة الجغرافية

التي حدثت على مدار التاريخ البشري إلى خلق جو تجمعت فيه مختلف السمات الجسمانية

في مجموعات متنوعة. وعلى مدار فترة زمنية طويلة، أدى ذلك إلى ظهور مجموعات

مختلفة تتميز بتنوع في تركيبها العظمي، ولون بشرتها، وطول قامتها، وحجم جمجمتها.

وأدى ذلك بدوره في النهاية إلى ظهور أجناس مختلفة.

ومع ذلك، هناك شيء واحد، بالطبع، لم تغيره هذه الفترة الزمنية الطويلة:

مهما كان طول قامتها، ولون بشرتها، وحجم جمجمتها، فكل الأجناس جزء من النوع

البشري.



*نسبة إلى مدينة عفار في إثيوبيا. المترجم.
أو كما يطلق عليها "البشرينات". المترجم.

أو كما يطلق عليها "البشريات". المترجم.



1. Francis Crick, Life Itself: Its Origin and Nature, New York, Simon & Schuster, 1981, p. 88
2. Ali Demirsoy, Kalitim ve Evrim (Inheritance and Evolution), Meteksan Publishing Co., Ankara, 1984, p. 39
3. Homer Jacobson, "Information, Reproduction and the Origin of Life," American Scientist, January 1955, p. 121.
4. Douglas J. Futuyma, Science on Trial, Pantheon Books, New York, 1983, p. 197.
5. Robert L. Carroll, Patterns and Processes of Vertebrate Evolution, Cambridge University Press, 1997, p. 25. (emphasis added)
6. Stephen C. Meyer, P. A. Nelson, and Paul Chien, The Cambrian Explosion: Biology's Big Bang, 2001, p. 2. (This piece has been updated and gone to print as part of an anthology by Michigan State University Press. For details, please visit http://www.darwinanddesign.com/excerpts.php).
7. Richard Monastersky, "Mysteries of the Orient," Discover, April 1993, p. 40. (emphasis added)
8. Phillip E. Johnson, "Darwinism's Rules of Reasoning," in Darwinism: Science or Philosophy by Buell Hearn, Foundation for Thought and Ethics, 1994, p. 12. (emphasis added)
9. Ian Anderson, "Who made the Laetoli footprints?" New Scientist, vol. 98, 12 May 1983, p. 373.
10. D. Johanson & M. A. Edey, Lucy: The Beginnings of Humankind, New York: Simon & Schuster, 1981, p. 250
11. R. H. Tuttle, Natural History, March 1990, pp. 61-64
12. D. Johanson, Blake Edgar, From Lucy to Language, p.169
13. D. Johanson, Blake Edgar, From Lucy to Language, p.173
14. Boyce Rensberger, Washington Post, 19 October 1984, p. A11.
15. "Is This The Face of Our Past," Discover, December 1997, pp. 97-100
16. Villee, Solomon and Davis, Biology, Saunders College Publishing,1985, p. 1053
17. Hominoid Evolution and Climatic Change in Europe, Volume 2, Edited by Louis de Bonis, George D. Koufos, Peter Andrews, Cambridge University Press 2001, chapter 6, (emphasis added)
18. Daniel E. Lieberman, "Another face in our family tree," Nature, March 22, 2001, (emphasis added)
19. John Whitfield, "Oldest member of human family found," Nature, 11 July 2002
20. D.L. Parsell, "Skull Fossil From Chad Forces Rethinking of Human Origins," National Geographic News, July 10, 2002
21. John Whitfield, "Oldest member of human family found," Nature, 11 July 2002
22. The Guardian, 11 July 2002
23. Arda Denkel, Cumhuriyet Bilim Teknik Eki (Science and Technology Supplement of the Turkish daily Cumhuriyet), February 27, 1999
24. G. W. Harper, "Alternatives to Evolution," School Science Review, vol. 61, September 1979, p. 26

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق