المدونة منشأة خصيصاً للرد علي شبهات الملاحدةو اللادينين و الربوبيين
و النصاري و اليهود غيرهم من الطاعنين في الاسلام وَاللَّهُ غَالِبٌ عَلَى أَمْرِهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ
حتى المادة التى يجعلها الملاحدة اله لهم لا يؤمنون بغيره ولا يعترفون الا
بالمدركات المادية ها هم ينقلبون على الههم المادة والادراك الحسى
ما
إن يظهر الإنسان إلى الوجود حتى يصبح عرضة لتعاليم المجتمع الثابتة،
وجزءاً من هذه التعاليم· وقد يكون أولها هو أن كل مانراه بأعيننا ونلمسه
بأيدينا حقيقة· هذا المفهوم يتم تبنيه دون أي نقاش لشيوعه المطلق في
المجتمع · إلا أن شيئاً من التفكر وبتجرد من أي تعاليم سابقة، سيجعلنا
نواجه حقيقة مدهشة : . يقول ألبير كامو بأنك تستطيع إدراك وحساب
الأحداث من خلال العلم، ولكنك لا تستطيع إدراك الكون. فهذه الشجرة، يمكنك
أن تشعر بقسوتها، وهذا الماء يمكنك تذوقه. وذلك الهواء يشعرك بالبرودة،
ولابد أن تدرك كل هذا (1). . إن جميع المعلومات الموجودة لدينا حول
حقيقة العالم الذي نعيش فيه تنتقل إلينا عبر الحواس الخمس. والعالم الذي
نعرفه يتألف مما تراه عيوننا، وتشعر به أيدينا، ونشمه بأنوفنا، ونتذوقه
بألسنتنا، ونسمعه بآذاننا. إننا لا نفكر أبداً في أن العالم "الخارجي" يمكن
أن يكون شيئاً مختلفاً عما تقدمه لنا حواسنا باعتبار أننا نعتمد فقط على
هذه الحواس منذ ولادتنا.
النماذج الآتية من شكل ما تتحول إلى إشارات كهربائية وتؤثر على الدماغ.
عندما نرى فإننا في الواقع نرى تأثيرات هذه الإشارات الكهربائية على الدماغ
وتشير
الأبحاث الحديثة في مجالات علمية عديدة مختلفة إلى حقيقة مختلفة تماماً
تشكل شكاً خطيراً بخصوص حواسنا والعالم الذي ندركه بواسطتها.إن ما ندركه
"كعالم خارجي" هو فقط نتيجة تحفيز العقل بواسطة الإشارات الكهربائية التي
ترسلها إليه الأعضاء الحسية، وذلك حسب النتائج العلمية. فالتدرج المتعدد
للألوان الذي تدركه بواسطة حس النظر، وشعور القساوة أو الليونة الذي ينتقل
إليك بواسطة اللمس، والتذوق الذي تمارسه بلسانك، وإشارات الصوت المختلفة
والأصوات التي تسمعها بأذنك، وأنواع الروائح التي تشمها، وعملك، وبيتك، وكل
ما تملكه، وأسطر هذا المقالة، وأكثر من ذلك أمك وأباك وأسرتك والعالم كله
الذي كنت تراه دوماً وتعرفه واعتدت عليه خلال حياتك، كل ذلك يتألف بصورة
خالصة وبسيطة من إشارات كهربائية ترسلها أعضاء الحس لديك إلى الدماغ. ورغم
أن هذا يبدو صعباً عند أول تحليل لكنه حقيقة علمية. أما وجهات نظر الفلاسفة
المشهورين مثل برتراند راسل و ل. ويتجنسشتاين بهذا الخصوص فهي كالتالي: . "مثلاً،
هل حبة الليمون موجودة أم لا، وكيف وجدت. فهذا أمر لا يمكن السؤال أو
التحري عنه. فحبة الليمون تتألف فقط من طعم نشعر به بلساننا، ورائحة نشمها
بأنفنا ولون وشكل نحس به بالعين، هذه المظاهر هي التي يمكن فحصها وتقييمها.
فالعلم لا يستطيع أبداً معرفة العالم المادي (2)". . ويفسر فريدريك
فيستر الناحية التي توصل إليها العلم بخصوص هذا الموضوع كما يلي حيث يقول
:"إن عبارات بعض العلماء التي تقول بأن الإنسان هو صورة، وكل ما يقوم به هو
مؤقت ومضلل، والكون عبارة عن ظل قد أثبتها العلم اليوم (3)". . ومن أجل توضيح هذا الموضوع بشكل جيد لننظر أولا في حواسنا التي تمدنا بالمعلومات عن العالم الخارجي.
كيف تعمل حواسنا؟ . قليل
من الناس يفكرون في كيفية حدوث عملية الرؤية. كل واحد يجيب على السؤال
"كيف نرى؟" بالقول "بعيوننا بالتأكيد". وعلى أية حال، عندما ننظر بالتفسير
التقني لعملية الرؤية، فإن الأمر لا يبدو كذلك. إن عملية الرؤية تتحقق
بالتدريج. تنتقل الحزم الضوئية (الفوتون) من الموضع إلى العين، وتمر من
خلال العدسة الموجودة في العين الأمامية حيث تنكسر وتسقط مقلوبة على
الشبكية في الجزء الخلفي من العين. . وهنا يتحول الضوء المرتطم إلى
إشارات كهربائية تنتقل بواسطة النترونات إلى بقعة صغيرة تدعى مركز الرؤية
في الجزء الخلفي من الدماغ. وعملية الرؤية تتم فعلياً في هذه البقعة
الصغيرة في الجزء الخلفي من الدماغ الشديد السواد و المعزول كلياً عن الضوء
و الآن لنعد النظر في هذه العملية التي تبدو عادية وغير جديرة بالملاحظة.
الأشعة
الآتية من شيء حسي تنقلب رأساً على عقب فوق الشبكية كما يظهر في الصورة
أعلاه. تتحول الصورة هنا إلى إشارات كهربائية وتنتقل إلى مركز الرؤية في
الجزء الخلفي من الدماغ. يشغل مركز الرؤية مكاناً صغيراً. وبما أن الدماغ
معزول عن الضوء، فمن المستحيل أن يصل الضوء إلى مركز الرؤية. وهذا يعني
أننا نرى عالماً واسعاً من الضوء والعمق في نقطة صغيرة معزولة عن الضوء.
وحتى عندما نشعر بضوء النار وحرارتها فإن داخل دماغنا شديد السواد ولا
تتغير درجة حرارته أبداً
إن كل الصور
التي نراها في حياتنا تتشكل في مركز الرؤية الذي يبلغ حجم حبة البندق،
والذي يشكل سنتمترات مكعبة قليلة من حجم الدماغ. إن هذا المقال الذي تقرؤه
الآن وشاشة حاسبك والمناظر الطبيعية اللامحدودة التي تراها عندما تحدق في
الأفق والبحر الأملس، ومجموعة الناس المشاركين في مسابقة الجري توجد في هذا
المجال الصغير. وهناك ناحية أخرى يجب أن نتذكرها وهي، كما ذكرنا سابقاً،
أن الدماغ معزول عن الضوء وداخله معتم تماماً. ولا يوجد أي اتصال بين
الدماغ والضوء نفسه. . والمكان المسمى مركز الرؤية هو مكان شديد
السواد بحيث لا يصله الضوء إطلاقاً، وهو معتم لدرجة أنك لم تر مثله من قبل.
ومع ذلك فإنك ترى عالماً متعدد الألوان في هذا الظلام الدامس. إن الطبيعة
المتعددة الألوان، والمناظر الطبيعية المتوهجة، وجميع درجات اللون، اللون
الأخضر وألوان الفاكهة، وأشكال الأزهار، وإشراقة الشمس، وجميع الناس في
شارع مزدحم والسيارات تتحرك سريعاً مع حركة المرور، ومئات الثياب في مجمع
تجاري وكل الأشياء الأخرى هي عبارة عن صور تشكلت في هذه البقعة المظلمة و حتى تشكل الألوان في البقعة المظلمة لم يكتشف بعد ويعلق كلاوس بودزنسكي بما يلي: . "لا
تستطيع الصبغيات الإجابة عن السؤال الخاص: كيف تتلقى الشبكية العاملة في
العين الضوء وكذلك الألوان وانتقال هذه المعلومات إلى الدماغ من خلال أعصاب
البصر، وما هو نوع الردود الفيزيائية ـ والفيزيولوجية التي تتشكل في
الدماغ (5)" . . يمكننا شرح هذه الحالة المثيرة بإعطاء مثال. لنفترض
أن أمامنا شمعة تشتعل. نستطيع الجلوس مقابل الشمعة ونراقبها مطولاً. وفي
جميع الأحوال فإن دماغنا خلال هذه الفترة ليس على اتصال مباشر مع ضوء
الشمعة الأصلي. ورغم شعورنا بحرارة وضوء الشمعة فإن داخل دماغنا مظلم
تماماً ودرجة حرارته لا تتغير إطلاقاً. إننا نراقب عالماً ملوناً ومشرقاً
داخل دماغنا المظلم. . والشيء نفسه ينطبق على ضوء الشمس. إن انبهار
عينيك بضوء الشمس أو شعورك بحرارتها وهي تحرق جلدك لا يغير الحقيقة بأن ذلك
هو عبارة عن مجرد إدراك وأن مركز الرؤية في الدماغ هو مظلم تماماً. . ويقدم ر. ل غريغوري التوضيح التالي بخصوص معجزات النظر ـ وهو ما نعتبره شيئاً مسلماً به: . "إن
موضوع النظر مألوف جداً بالنسبة لنا بحيث نحتاج إلى قفزة خيال صغيرة حتى
ندرك أن هناك مشكلات يجب حلها. ولكن فكر في هذا الأمر. إن لدينا صوراً
مقلوبة في عيوننا، ونرى أشياء صلبة منفصلة في الفضاء المحيط. ومن خلال
الأشكال الزائفة الموجودة على الشبكية نستطيع إدراك الأشياء الموجودة في
العالم. وهذا ليس بأقل من معجزة (6)". هذه الحالة تنطبق على جميع حواسنا. الصوت واللمس والذوق والشم، فكلها تدرك على شكل إشارات كهربائية في الدماغ. . وتعمل
حاسة السمع بالطريقة نفسها التي تعمل بها حاسة النظر. تلتقط الأذن
الخارجية الأصوات بواسطة الصيوان الذي ينقلها إلى الأذن الوسطى. وتقوم
الأذن الوسطى بنقل وتكثيف ترددات الصوت إلى الأذن الداخلية التي تقوم
بنقلها إلى الدماغ. وكما هو الحال بالنسبة للعين فإن عملية السمع تتم
أخيراً في مركز السمع بالدماغ. . وما هو صحيح بالنسبة للعين هو صحيح
أيضاً بالنسبة للأذن، أي أن الدماغ معزول عن الصوت كما هو معزول عن الضوء.
ولهذا ومهما كان مقدار الضجيج في الخارج، فإن داخل الدماغ ساكن تماماً. ومع
ذلك فإن الدماغ يتلقى أدق الأصوات. إن هذه العملية دقيقة للغاية بحيث
تستطيع أذن الشخص السليم سماع كل شيء بدون أية أصوات تشويش أو تدخل.
وبواسطة دماغك، المعزول عن الصوت، وحيث الصمت المطبق، تستطيع الاستماع إلى
سيمفونيات فرقة الأوركسترا، وسماع جميع الأصوات في مكان مزدحم، وتلقي كل
الأصوات ضمن مجال تردد واسع، من صوت حفيف الورقة إلى أزيز طائرة الجت. ومع
ذلك إذا تم قياس مستوى الصوت في دماغك بواسطة جهاز حساس في تلك اللحظة
فيمكنك ملاحظة صمت مطبق يسود بداخله. . إن إدراكنا للروائح يعمل
بالطريقة نفسها. فالجزيئات الطيارة من أشياء كالفانيليا أو الوردة تصل إلى
المستقبلات الموجودة في الأشعار الدقيقة داخل جدار الأنف وتتفاعل معها.
ينتقل هذا التفاعل إلى الدماغ على شكل إشارات كهربائية ويتم إدراكه على شكل
رائحة. إن كان ما نشمه، سواء أكان رائحة طيبة أم كريهة، هو عبارة عن إدراك
الدماغ لتفاعل الجزئيات الطيارة بعد تحولها إلى إشارات كهربائية. فأنت
تدرك رائحة العطر والزهرة والطعام الذي تحبه والبحر والروائح الأخرى التي
تحبها أو تكرهها، بواسطة دماغك. أما الجزييات نفسها فإنها لا تصل إلى
الدماغ أبداً. وكما هو الحال بالنسبة للصوت والنظر، فإن ما يصل إلى الدماغ
هو مجرد مجموعة من الإشارات الكهربائية. وبكلمة أخرى، فإن كل الروائح التي
تفترض ـ منذ ولادتك ـ بأنها تعود إلى أشياء خارجية، ليست إلا إشارات
كهربائية تمارسها من خلال أعضاء الحس. . ويقول بركلي أيضاً: "في البداية كان الاعتقاد بأن الألوان والروائح الخ.. "موجودة فعلاً" ولكن وجهات النظر هذه أهملت فيما بعد، وأصبحت معروفة على أنها موجودة فقط بالاعتماد على أحاسيسنا (7)" . . بصورة
مشابهة هناك أربعة أنواع مختلفة من المستقبلات الكيميائية في الجزء
الأمامي من لسان الإنسان. وهذه المستقبلات مرتبطة بأربعة أنواع للمذاق:
المالح والحلو والحامض والمر. تقوم مستقبلات الذوق لدينا بتحويل الإدراك
إلى إشارات كهربائية من خلال سلسلة من العمليات الكيميائية وتنقلها إلى
الدماغ. ويتم إدراك هذه الإشارات على شكل طعم بواسطة الدماغ. إن الطعم الذي
تشعر به عندما تأكل قطعة من الشوكولاته أو الفاكهة التي تحبها هو ترجمة
للإشارات الكهربائية للدماغ. فأنت لا تستطيع الوصول إلى شيء مادي في العالم
الخارجي، فلا تستطيع أن ترى أو تشم أو تتذوق الشوكولاته نفسها، فمثلاً إذا
قطعت أعصاب الذوق الواصلة إلى الدماغ فإن طعم الأشياء التي تأكلها لن يصل
إلى الدماغ وستفقد حاسة الذوق تماماً. . وهذه النقطة توصل إلى حقيقة أخرى: لا
يمكننا التأكد مطلقاً بأن ما نشعر به عندما نتذوق طعاماً وما يشعر به شخص
آخر عندما يتذوق الطعام نفسه ، وما ندركه عندما نسمع صوتاً وما يدركه شخص
آخر عندما يسمع الصوت نفسه هو الشعور والإدراك نفسه. ويقول لينكولن بارنيت
بأن أحداً لا يعرف فيما إذا كان الشخص الآخر يدرك اللون الأحمر أو يسمع
النوطة C بالطريقة نفسها التي يدرك ويسمع بها هو (. . إننا
نعلم فقط بقدر ارتباط أعضائنا الحسية بنا. ومن المستحيل بالنسبة لنا
الوصول إلى الحقيقة الفيزيائية المحيطة بنا مباشرة. ومرى أخرى فإن العقل هو
الذي يفهمها. ولا نستطيع أبداً الوصول إلى الأصل. ولهذا حتى عندما نتحدث
عن شيء واحد فإن عقول الآخرين يمكن أن تدرك شيئاً آخر. والسبب في ذلك هو أن
ما يتم إدراكه يعتمد على المتلقي. . والمنطق نفسه ينطبق على حاسة
اللمس. فعندما نلمس شيئاً حسياً، فإن جميع المعلومات التي تساعدنا على
تمييز العالم الخارجي والأشياء الموجودة فيه، تنتقل إلى الدماغ بواسطة
أعصاب الحس الموجودة على الجلد. إن شعور اللمس يتشكل في دماغنا. وخلافاً
للاعتقاد السائد، فإن المكان الذي ندرك فيه إحساس اللمس غير موجود في رؤوس
أصابعنا أو على جلدنا، ولكنه موجود في مركز إدراك اللمس بالدماغ. وبما أن
الدماغ هو الذي يقوم بتفسير التنبيهات الكهربائية الآتية له من الأشياء
الحسية فإننا نستطيع تمييز هذه الأشياء بصورة مختلفة، فمثلاً يمكن أن تكون
هذه الأشياء قاسية أو طرية، ساخنة أو باردة. فنحن نستمد كل هذه التفصيلات
التي تساعدنا في تمييز شيء ما من هذه المنبهات. ويعلق الفيلسوف الشهير
برتراند راسل حول هذه الموضوع بما يلي: . "أما بالنسبة لحاسة اللمس
فعندما نضغط على الطاولة بأصابعنا فإن ذلك هو تشويش كهربائي على
الإلكترونات والبروتونات الموجودة في رؤوس الأصابع نتجت، حسب الفيزياء
الحديثة، عن تقارب الإلكترونات والبروتونات الموجودة في الطاولة. وإذا تم
التشويش نفسه في رؤوس أصابعنا بأية طريقة أخرى فيجب أن يكون لدينا الإحساس
رغم عدم وجود الطاولة (9)" . . إن إمكانية تعريف العالم الخارجي
بصورة كاملة من خلال الحواس هي حقيقة علمية. ويعلق جورج بركلي في كتابه
"بحث حول مبادئ المعرفة الإنسانية" ما يلي: . "أستطيع بواسطة النظر
الحصول على الأفكار ا لمتعلقة بالضوء والألوان بدرجاتها المختلفة
واختلافاتها. وأستطيع بواسطة اللمس إدراك ما هو قاسٍ وطري وحار وبارد
ومقاوم.. وتزودني حاسة الشم بالروائح وحاسة الذوق بالطعم، والسمع بنقل
الأصوات.. وبما أن العديد منها تترافق مع بعضها البعض فيمكن جمعها باسم
واحد وبالتالي اعتبارها شيئاً واحداً. وهكذا فمثلاً إن لوناً من الألوان
وطعماً ورائحة وشكلاً وتماسكاً يلاحظ أنها تتماشى مع بعضها البعض تعتبر
شيئاً واحداً له اسم تفاحة. ومجموعات الأفكار الأخرى تتألف من الحجر،
الشجرة، الكتاب وما شابه ذلك من الأشياء الحسية (10)". . ولهذا عند
معالجة المعلومات في مراكز الرؤية والصوت والرائحة والطعم و اللمس، فإن
دماغنا لا يواجه، خلال حياتنا، أصل المادة الموجودة في الخارج ولكنه يواجه
الصورة التي تتشكل داخل دماغنا. في هذه المرحلة سنخدع بسبب افتراضنا أن هذه
الصور هي أمثلة على المادة الحقيقية الخارجية. . العالم الخارجي الذي يتكون داخل أدمغتنا . من
خلال الحقائق الفيزيائية التي جرى وصفها حتى الآن يمكننا استنتاج ما يلي:
كل ما نراه ونلمسه ونسمعه وندركه هو "مادة"، والعالم أو الكون ليس سوى
إشارات كهربائية تتشكل في دماغنا. ولهذا فإن الشخص الذي يشرب عصير البرتقال
فهو لا يواجه الشراب الفعلي، ولكنه يواجه إدراك الشراب في الدماغ. والشيء
الذي يراه الناظر "كمشروب" يتألف فعلياً من انطباعات كهربائية للون ا
لبرتقال وطعمه الحلو والسائل يجعله يشعر بعصير البرتقال في دماغه. ولا
تختلف الحالة عندما تأكل الشوكولاته، فإن المعلومات الكهربائية الخاصة بشكل
الشوكولاته وطعمها ورائحتها وقسوتها يتم إدراكها في العقل. فإذا تم فصل
أعصاب النظر الواصلة للدماغ فجأة فإن صورة الشوكولاته ستختفي فجأة. إن فصل
العصب الواصل من جهاز الحس في الأنف إلى الدماغ سيخرب حاسة الشم تماماً. . وببساطة،
الشجرة التي تراها والأشياء التي تشمها والشوكولاته التي تتذوقها وعصير
البرتقال الذي تشربه ليست إلا ترجمة الدماغ للإشارات الكهربائية. . هناك
نقطة أخرى يجب النظر فيها، والتي يمكن أن تكون مضللة، وهي الإحساس
بالمسافة. فمثلاً المسافة بينك وبين جهاز الحاسوب ليست إلا الشعور بالمكان
الذي يتشكل في دماغك. والأشياء المادية التي تبدو بعيدة من وجهة نظر
الإنسان تُوجد أيضاً في الدماغ فقط.
إن
كل ما نراه في حياتنا يتشكل في جزء من دماغنا يسمى "مركز البصر" الذي يقع
في الجزء الخلفي من الدماغ، و يشغل بضع سنتمترات مكعبة، وتقع صورة الغرفة
الصغيرة والمنظر الطبيعي اللامحدود الذي تراه عندما تحدق في الأفق ضمن هذا
المجال الصغير ولهذا فإننا لا نرى الأشياء بحجمها الفعلي الموجودة فيه
وإنما بالقياس الذي يدركه دماغنا. فمثلاً
إذا كان شخص ما يراقب النجوم في السماء التي يفترض بأنها بعيدة عنه ملايين
السنين الضوئية. ومع ذلك فإن "ما يراه" في الواقع هي النجوم بداخله في
مركز البصر لديه. وخلال قيامك برحلة، إذا نظرت إلى المدينة من الطائرة فإنك
تظن أنها تبعد عنك عدة كيلو مترات. والواقع أن طول المدينة وعرضها هما في
عقلك، بما في ذلك كل الناس الذين يقطنونها. . وتبرهن المعلومات العلمية اليوم أن الصورة التي ندركها تتشكل في دماغنا. ولايزال
هناك شيء مضلل آخر ولكنه عامل مهمّ جداً. عندما تقرأ هذه السطور، فأنت في
الحقيقة، لست داخل الغرفة التي تفترض نفسك بداخلها، بل على العكس، فإن
الغرفة هي التي بداخلك. وإن رؤيتك لجسمك تجعلك تفكر أنك في داخلها. وعلى أي
حال لابد أن تتذكر أن جسمك، أيضاً، هو صورة تشكلت داخل دماغك. ويبين
برتراند راسل ما يلي بخصوص هذا الموضوع: . "ما نستطيع قوله، على أساس
الفيزياء نفسها، هو أننا حتى اليوم ندعو جسمنا على أنه تركيب علمي متقن لا
يماثل أية حقيقة فيزيائية (12)". . والحقيقة واضحة جداً إذا استطعنا
أن نشعر بالعالم الخارجي من خلال أعضائنا الحسية فقط، فلن يكون أمامنا سبب
ثابت لكي نعتبر جسمنا منفصلاً عن العالم الخارجي، أي التسليم بأن جسمنا له
وجود منفصل. . إن جسمنا يبرز لنا بواسطة المنبهات (موجات) التي تصل
إلى الدماغ. وهذه الموجات، مثل غيرها، تتحول إلى إحساسات أو شعور في
الدماغ. وعلى سبيل المثال فإن إحساس اللمس الذي يحدث عندما نلمس جسمنا
بيدنا، والشعور بالوزن الذي تسببه قوة الجاذبية، وشعور الرؤية الذي تسببه
أشعة الضوء المنعكسة من أجسامنا، ...الخ، كل ذلك يحسب على أنه "مجموعة من
المشاعر" في الدماغ تجعلنا "نشعر" بجسمنا. وكما يتبين من هذه الحقائق
العلمية، خلال حياتنا، فإننا لسنا معرضين لجسمنا الأصلي وإنما للموجات التي
تصل عقلنا بخصوص جسمنا. وهذه الموجات تعرَّف بواسطة إدراكنا على أنها
"جسمنا". والشيء نفسه ينطبق على كل مفاهيمك الأخرى. فمثلاً عندما تفكر
في أنك تسمع صوت التلفاز في الغرفة المجاورة، فإنك تقوم باختبار الصوت داخل
دماغك فعلياً ولا تستطيع إثبات أن الغرفة موجودة إلى جانب غرفتك، ولا أنه
صوت آتٍ من جهاز التلفاز في تلك الغرفة. إن كلاً من الصوت الذي تظن أنه آت
من على بعد أمتار وحديث شخص يجلس بجوارك، يتم إدراكهما في مركز السمع
بالدماغ الذي يبلغ عد سنتمترات مكعبة فقط. وبعيداً عن مركز الإدراك هذا
فإنه لا يوجد أي مفهوم مثل يمين، أو يسار أو أمام أو خلف. وهذا يعني أن
الصوت لا يأتي إليك من اليمين أو اليسار أو من الهواء لأن الأصوات الآتية
ليس لها اتجاه. . والروائح التي تشمها تشبه ذلك أيضاً، فهي لا تصلك
من مسافة بعيدة. إنك تفترض أن التأثير النهائي الذي يتشكل في مركز الشم
لديك هو لروائح أشياء مادية في العالم الخارجي. وعلى أي حال، فكما تكون
صورة الوردة في مركز ا لرؤية لديك، وكذلك رائحة الوردة تكون في مركز الشم،
وليس هناك وردة أو رائحة لها علاقة بذلك في العالم الخارجي.
. والحقائق نفسها تنطبق على الحرارة أيضاً. ويوضح أحد الفلاسفة الأوائل في عصره وهو جورج بركلي من خلال المثال التالي أن الإحساس مثلاً بالبرودة و الحرارة، لا يمكن الحكم على وجوده من دون العقل: "لنفترض
أن إحدى يديك ساخنة والأخرى باردة، ووضَعْتَ كليهما مرة واحدة في وعاء من
الماء متوسط الحرارة، ألن يكون الماء بارداً بالنسبة ليد وساخناً بالنسبة
للأخرى؟ (13) ". . إن بركلي على حق في تحليله. ولو كانت الحرارة والبرودة موجودتين في المادة نفسها فإن كلتا اليدين ستشعران بالشيء نفسه.
إن
نتائج الفيزياء الحديثة تظهر أن الكون هو عبارة عن مجموعة إدراكات. ويظهر
السؤال التالي على غلاف المجلة العلمية الأمريكية المعروفة New Scientist
التي عالجت هذا الموضوع في عددها الصادر بتاريخ 30 كانون الثاني 1999: "ما وراء الحقيقة"، هل الكون عبارة عن حفلة مرح لمعلومات أولية وأن المادة ليست إلا سرابا.
إن
العالم الخارجي الذي ندركه ليس إلا مجموعة من الإشارات الكهربائية التي
تصل إلى دماغنا. ويقوم الدماغ، خلال الحياة، بمعالجة وتفسير هذه الإشارات،
ونعيش دون التمييز بأننا أخطأنا في افتراض أن هذه الإشارات هي النسخ
الأساسية للأشياء الموجودة في "العالم الخارجي". لقد خدعنا لأننا لا نستطيع
الوصول إلى الأشياء نفسها بواسطة حواسنا. هذه النقطة مهمة جداً. . وأكثر
من ذلك فإن دماغنا يفسر ويعيد المعاني إلى إشارات نفترض بأنها "العالم
الخارجي". فمثلاً إذا تأملنا حاسة السمع نجد أن دماغنا بتحويل موجات السمع
في "العالم الخارجي" إلى إيقاع. أي أن الموسيقى هي أيضاً إدراك خلقه
الدماغ. وبالطريقة نفسها، عندما نرى الألوان فإن ما يصل إلى عيوننا هو ليس
إلا مجموعة من الإشارات الكهربائية ذات الأمواج بأطوال مختلفة. ومرة أخرى
يقوم الدماغ بتحويل هذه الإشارات إلى ألوان. فليس هناك ألوان في "العالم
الخارجي". فلا الليمونة صفراء ولا السماء زرقاء ولا الأشجار خضراء. إنها
كما هي عليه لأننا ندركها بهذا الشكل. ويعتمد العالم الخارجي بصورة تامة
على الشخص المدرك. . إن عمى الألوان هو دليل هام هنا، وحتى أقل
العيوب في شبكية العين تسبب عمى الألوان. فبعض الناس يدركون اللون الأزرق
على أنه أخضر، والبعض يدركون اللون الأحمر على أنه أزرق. في هذه المرحلة
ليس من المهم فيما إذا كان الشيء المنظور ملوناً أم لا. وحسب ما يقوله
المفكر الشهير بركلي: . "إذا كانت الأشياء نفسها حمراء وساخنة
بالنسبة للبعض ومخالفة لذلك بالنسبة للآخرين، فإن هذا يعني أننا تحت تأثير
الفهم الخاطئ، وأن الأشياء موجودة في دماغنا (14)". . وفي النهاية
فإن السبب الذي يجعلنا نرى الأشياء ملونة هو ليس لأنها ملونة أو لأن لها
وجوداً ماديا مستقلاً خارج ذواتنا، ولو وُجدت الألوان خارج ذاتنا فإن النقص
المسمى عمى الألوان لن يوجد. وحقيقة الأمر هو أن جميع الصفات التي ننسبها
للأشياء هي في داخلنا وليست في "العالم الخارجي".
"العالم الخارجي" المتكون اصطناعيا
ن
العالم الوحيد الذي نعرفه هو العالم الموجود في عقلنا، الذي صُمم وسُجل
وصار حياً هناك، وباختصار العالم الذي تشكل في عقلنا. وهذا هو العالم
الوحيد الذي يمكننا التأكد منه.
نتيجة
للتحفيز الصناعي، فإن العالم الفيزيائي هو عالم حقيقي وواقعي كالعالم
الأصلي الذي يمكن أن يتشكل في عقلنا بدون وجود العالم الفيزيائي. ونتيجة
للتحفيز المصطنع فإن الفرد يمكنه التخيل بأنه يطير بطائرة بينما هو جالس في
منزله.
لا يمكننا الإثبات مطلقاً بأن
الأشياء المدركة في دماغنا لها ارتباطات مادية. فهذه المدركات يمكن فهمها
على أنها آتية من مصدر "صناعي". ويمكننا رؤية ذلك بالمثال التالي: . أولاً
لنتصور أننا أخذنا دماغك من جسمك وتركناه يعمل حياً بصورة صناعية في مكعب
زجاجي. نضع إلى جانبه حاسباً يمكن أن يصدر جميع أنواع الإشارات الكهربائية.
وبعدها نقوم بصنع وتسجيل كل الإشارات الكهربائية الخاصة بالمعلومات
المتعلقة بالمحيط بصورة صناعية، كالصورة والصوت والرائحة والقساوة والنعومة
والطعم وصورة الجسم. إن هذه التجربة في دماغك، الذي أخذناه من جسمك ستنفذ
على قمة جبل مهجور. وأخيراً نربط الحاسب بالدماغ بواسطة أقطاب تعمل
كالأعصاب وتقوم بإرسال المعلومات التي سجلت سابقاً إلى دماغك الموجود
حالياً في مكان مرتفع فوق الغيوم. . عندما يدرك دماغك (الذي يمثلك)
هذه الإشارات فإنه سيرى ويمارس المحيط المطابق له. مثلاً لنفترض أن كل
التفاصيل التي تأتي إلى العقل حول مباراة لكرة القدم في الملعب قد تمت أو
سجلت بطريقة يمكن إدراكها من خلال الأعضاء الحسية. ستشعر من خلال عقلك
الموجود على قمة جبل مع جهاز التسجيل المربوط به، وكأنك تعيش في هذا المحيط
الذي تواجد بصورة صناعية. ستظن أنك موجود في المباراة، وستقوم بالهتاف
وستغضب أحياناً وتسر في أحيان أخرى. وأكثر من ذلك ستصطدم بالناس بسبب
الازدحام وبالتالي ستشعر بوجودهم أيضاً. . وأكثر الأمور إثارة هي أن
كل شيء سيكون حياً بحيث أنك لن تشك في وجود هذا المحيط أو في وجود جسمك.
أو إذا أرسلنا إلى عقلك الروابط الكهربائية للحواس كالنظر والسمع واللمس
التي تدركها وأنت تجلس إلى الطاولة فإن دماغك سيفكر في نفسه، سيرى نفسه رجل
أعمال يجلس إلى مكتبه. وسيستمر هذا العالم الخيالي طالما أن التنبيه ما
يزال يأتي من الحاسب. وسيكون من المستحيل أن تفهم بأنك مؤلف من العقل فقط.
وذلك لأن ما نحتاجه لتشكيل عالم داخل دماغك ليس وجود عالم حقيقي بل
المنبهات. ومن الممكن تماماً أن تأتي هذه المنبهات من مصدر صناعي. كجهاز
التسجيل أو أي مصدر آخر. والتجارب التي تمت بهذا الخصوص تؤكد هذه الحقيقة. . لقد
استطاع الدكتور وايت، في الولايات المتحدة الأمريكية من مستشفى كليفلاند،
مع زملائه وجميع الخبراء في مجال الإلكترون، القيام بعمل بطولي وذلك
بالإبقاء على ما يشبه الإنسان Cyborg»» حياً. إن الشيء الذي قام به الدكتور
وايت ونجح فيه هو عزل دماغ قرد عن الجمجمة وقام بتغذيته بالأوكسجين والدم.
واستطاع الدماغ، الذي كان موصولاً مع آلة قلب ورئتين صناعيتين، البقاء
حياً لمدة خمس ساعات. وهذا الجهاز، المسمى الدماغ الإلكتروني Electro
Encephalogram، الذي تم وصل الدماغ به، والمعروف باسم سجلات E.E.G استطاع
جعل الأصوات المحيطة تسمع بواسطة الدماغ وكان لها رد فعل تجاهها (15). . وكما
رأينا، فإن من الممكن تماماً إدراك العالم الخارجي بواسطة تنبيه اصطناعي
خارجي. والرموز التي تدركها بحواسك الخمس كافية لذلك. ولا يبقى شيء آخر من
العالم الخارجي سوى هذه الرموز. . ومن السهل جداً بالفعل بالنسبة
إلينا أن نُخدع بتصديق الأشياء التي ندركها على أنها حقيقية بدون أية روابط
مادية. وكثيراً ما نعاني من هذا الشعور في أحلامنا، حيث نعاني من أحداث
ونرى أشخاصاً وأشياء ومشاهد تبدو حقيقية تماماً. والحال فإنها كلها، بدون
استثناء، مجرد إدراك حسي. ولا يوجد فرق أساسي بين عالم الحلم والحقيقة،
فكلاهما يختبران في الدماغ.
من هو الشخص المدرك؟
كما
بينا حتى الآن، فليس هناك من شك بأن العالم الذي نفكر فيه ونعيش فيه ونعرف
أنه "عالم خارجي" ندركه في دماغنا. من ناحية أخرى يبرز هنا سؤال ذو أهمية.
هل الإرادة التي تتلقى كل هذه الإدراكات هي الدماغ نفسه؟ . عندما
نحلل الدماغ نرى أنه يتألف من جزيئات الليبيدات والبروتين، والتي هي موجودة
أيضاً في أعضاء حية أخرى. وكما هو معروف تماماً فإن جوهر هذه البروتينات
هي في الحقيقة الذرات. وهذا يعني أنه ضمن قطعة اللحم التي نسميها "الدماغ"
لا يوجد شيء ليرى الصور، أو يشكل الوعي أو لخلق، أي ما نسميه "الأنا». . ويشير ر.ل. غريغوري إلى خطأ الناس بخصوص إدراك الصور في الدماغ: "هناك
ميل يجب تلافيه، وهو القول بأن العينين تحدثان صوراً في الدماغ. إن الصورة
في الدماغ توحي بالحاجة إلى نوع من العين الداخلية لكي تراها، ولكن هذا
يحتاج إلى عين أخرى لكي ترى صورتها.. وهكذا يكون هناك ارتداد لا ينتهي من
العيون والصور. وهو أمر لا يقبله العقل (16)". . هذه هي النقطة التي
تضع الناس الذين يؤمنون بالمادة على أنها وحدها الشيء الحقيقي في مأزق:
إلى أي جزء تتبع "العين الداخلية" التي ترى وتفسر ما تراه ثم تستجيب؟ . لقد ركز كارل بريبرام أيضاً على هذا السؤال المهم، حول من هو المدرك في عالم العلم والفلسفة: . "لقد
بحث الفلاسفة منذ زمن الإغريق حول وجود "روح" في الآلة ووجود "إنسان صغير
داخل الإنسان الصغير" وهكذا. إذن فأين "الأنا" ذلك الكيان الذي يستخدم
عقله؟ ومن يقوم بالمعرفة الحقيقية؟ أو كما قال القديس الإيطالي فرانسيس:
"إن ما نبحث عنه هو ما يبدولنا (17)". . والآن فكر فيما يلي: إن
الكتاب الذي بين يديك، والغرفة التي أنت فيها، وباختصار جميع الصور التي
أمامك تكون مرئية داخل دماغك. هل الذرات هي التي ترى هذه الصور؟ الذرات
العمياء والصماء واللاواعية؟ كيف يمكن للذرات اللاحيّة واللاواعية أن تعي
أو أن ترى؟ ولماذا تكون بعض الذرات لديها هذه الخاصة بينما الذرات الأخرى
لا تتوفر فيها؟ هل عمليات التفكير والإدراك والتذكر، والسعادة و الحزن وكل
الأشياء الأخرى تتألف من ردات فعل كهربائية وكيمائية بين الذرات؟ كلا،
فالدماغ لا يمكن أن يكون الإرادة التي تقوم بإنجاز كل ذلك. . لقد
أشرنا في مواضع سابقة إلى أن جسمنا مشمول في مجموعة الإدراكات الحسية التي
نسميها "العالم الخارجي". ولهذا، وبما أن دماغنا هو جزء من جسمنا فهو أيضاً
جزء من مجموعة الإدراكات الحسية هذه. وبما أن الدماغ نفسه هو إدراك حسي،
لذلك لا يمكن أن يكون الإرادة التي تتلقى الإدراكات الأخرى. . ويركز
برتراند راسل في كتابه "أبجدية النسبية" حول هذا الموضوع قائلاً: "وبالطبع
إذا كان تفسير المادة بصورة عامة على أنها مجموعة من الأحداث، فإن ذلك يجب
أن ينطبق أيضاً على العين والعصب البصري والدماغ (18)" .
ما هو الإدراك؟ شحنة كهربائية؟ أم شفرة ؟ أم قوة طرد مركزية؟ أم تصادم بين الجزيئات ...؟ وما رأي الفيزيائي الملحد Leonard Mlodinow الذي شارك stephen hawking في آخر كتاب لهما!
هو يقر بعدم وجود أي تفسير فيزيائي للوعي، وأنه لم يجد له أي تعريف يمكن للعلماء التعامل معه!
سام هاريس ملحد لا يوجد تفسير للوعي
ريتشارد دوكينز لا يوجد تفسير معروف للوعي المراجع :
1. Orhan Hançerlioglu, Düsünce Tarihi (History of Idea), Remzi Kitabevi, Istanbul: 1987, p.432 2. Orhan Hançerlioglu, Düsünce Tarihi (History of Idea), Remzi Kitabevi, Istanbul: 1987, p.447 3. Frederick Vester, Denken, Lernen, Vergessen, vga, 1978, p. 6 4. George Politzer, Principes Fondamentaux de Philosophie, Editions Sociales, Paris, 1954, pp. 38-39-44 5. Bilim ve Teknik Magazine (Science and Technology), No. 227, p. 6-7 6. R.L.Gregory, Eye and Brain: The Psychology of Seeing, Oxford University Press Inc. New York, 1990, p.9 7.
George Berkeley, A Treatise Concerning the Principles of Human
Knowledge", 1710, Works of George Berkeley, vol. I, ed. A. Fraser,
Oxford, 1871 8. Lincoln Barnett, The Universe and Dr. Einstein, William Sloane Associate, New York, 1948, p. 20 9. Bertrand Russell, ABCof Relativity, George Allen and Unwin, London, 1964, pp. 161-162 10.
George Berkeley, A Treatise Concerning the Principles of Human
Knowledge", 1710, Works of George Berkeley, vol. I, ed. A. Fraser,
Oxford, 1871 p. 35-36 11. Ali Demirsoy, Kalitim ve Evrim (Inheritance and Evolution), p.4 12. Bertrand Russell, What is the Soul?, Works of George Berkeley, vol. I, ed. A. Fraser, Oxford, 1871 13.
Bertrand Russell, Three Dialogues Between Hylas and Philonous, Works of
George Berkeley, vol. I, ed. A. Fraser, Oxford, 1871 14. George Politzer, Principes Fondamentaux de Philosophie, Editions Sociales, Paris, 1954, p. 40 15. Bilim ve Teknik Magazine (Science and Technology), No:111, p.2 16. R.L.Gregory, Eye and Brain: The Psychology of Seeing, Oxford University Press Inc. New York, 1990, p.9 17. Ken Wilber, Holographic Paradigm and Other Paradoxes, p.20 18. Bertrand Russell, ABCof Relativity, George Allen and Unwin, London, 1964, pp. 161-162
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق