وكلّ شيئين أو مخلوقين اقترن أحدهما بالآخر هما زوجان أو ضدّان كالذّكر والأنثى، والزّوج كذلك هو الصّنف من كلّ شيء. فالمخلوقات كلّها أضداد وأصناف. نظام الزّوجيّة في الخلق يشمل أيضاً الجماد ابتداء بالدّقائق الأوليّة للمادّة، وانتهاءً بالمجرّات، والآية قالت: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ). يركّز البحث على بيان أشكال الأزواج الفيزيائيّة، بما يوضّح الإعجاز الفيزيائي في الآية الكريمة. وكلّ نوع من جسيمات المادّة له في مقابله جسيم مضادّ. وحسب النموذج القياسي لفيزياء الجسيمات البدائيّة، فإنّ الكون مخلوق من مجموعة أساسيّة من فيرميونات تقسم إلى ثلاثة عائلات.
Abstract
Every two things or two creatures having a joint relationship are pairs or opposite; like male and female. A pair is also a kind of something. Allah created in pairs all things. This pairing system starts from elementary particles to galaxies, and the Verse indicates: of every thing Allah has created pairs. This article presents some physical pairs; in order to expose this miraculous Verse. Each particle has an antiparticle. According to the standard model of elementary particle physics, the universe is made of a set of fundamental fermions existing in three families.
المقدِّمة
الزّوج في اللّغة خلاف الفرد ... قال أبو بكر: العرب لا يتكلّمون بالزّوج موحّداً مثل قولهم زوج حمام، ولكنّهم يثنونه فيقولون: عندي زوجان من الحمام، يعنون ذكراً وأنثى، وعندي زوجان من الخفاف يعنون اليمين والشمال، ويوقعون الزوجين على الجنسين المختلفين نحو الأسود والأبيض والحلو والحامض. قال ابن سيدة: ويدلّ على أنّ الزوجين في كلام العرب اثنان قول الله عز وجل: (وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى) [النجم 45] (ابن منظور 1993 ج 6 ص 107-109). قال الله تعالى –مخاطباً نوح عليه السّلام-: (فَاسْلُكْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ) [المؤمنون 27]. وكان الحسن يقول في قوله عزّ وجل: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الذّاريات 49]؛ قال: السّماء زوج، والأرض زوج، والشتاء زوج، والصيف زوج، والليل زوج، والنهار زوج (العمادي 1994 ج 8 ص 143).
والأصل في الزوج الصّنف والنوع من كلّ شيء. وكلّ شيئين مقترنين، شكلين كانا أو نقيضين، فهما زوجان؛ وكلّ واحد منهما زوج. وعن ابن سيدة: الرّجل زوج المرأة وبعلها، وهي زوجه وزوجته وامرأته ... وجمعُ الزّوج أزواج وزِوجَةٌ، قال الله تعالى: (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُلْ لِأَزْوَاجِكَ) [الأحزاب 28]. وقال الله تعالى: (وَزَوَّجْنَاهُمْ بِحُورٍ عِينٍ) [الدخان 54] أي قرناهم بهنّ، وقوله تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ) [الصافات 22] معناها: ونظراءهم وضرباءهم وقرناءهم وأمثالهم (ابن منظور 1993 ج 6 ص 107-109).
وتزاوج القوم وازدوجوا: تزوّج بعضهم بعضا ... وازدوج الكلام وتزاوج: أشبه بعضُه بعضاً في السّجع أو الوزن، أو كان لإحدى القضيّتين تعلّق بالأخرى. وزوّج الشيء بالشيء، وزوّجه إليه: قرنه ... وكذلك الزّوج المرأة، والزّوج المرء، قد تناسبا بعقد النكاح. وقوله تعالى: (أَوْ يُزَوِّجُهُمْ ذُكْرَانًا وَإِنَاثًا وَيَجْعَلُ مَنْ يَشَاءُ عَقِيمًا) [الشورى 50] قال الفراء: يجعل بعضهم بنين وبعضهم بنات، فذلك التّزويج. قال أبو منصور: أراد بالتّزويج التّصنيف؛ والزّوج: الصّنفُ. والذّكر صنف، والأنثى صنف ... والزّوج: الصّنف من كلّ شيء. وفي التنـزيل: (وَتَرَى الْأَرْضَ هَامِدَةً فَإِذَا أَنْـزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ وَأَنْبَتَتْ مِنْ كُلِّ زَوْجٍ) [الحج 5] قيل: من كلّ لون أو ضرب حسن من النبات (ابن منظور 1993 ج 6 ص 107-109).
وقوله تعالى: (وَآخَرُ مِنْ شَكْلِهِ أَزْوَاجٌ) [ص 58] قال: معناه ألوان وأنواع من العذاب، ووصفه بالأزواج، لأنّه عنى به الأنواع من العذاب والأصناف منه (ابن منظور 1993 ج 6 ص 107-109).
بعض أزواج اللغة
إسلام كفر، جنّة نار، آخرة دنيا، طهر نجاسة، بيع شراء، مدين دائن، زواج طلاق، إمساك تسريح، مقدّم مؤخّر، ذكر أنثى، غنى فقر، كرم بخل، شجاعة جبن، مرتفع منخفض، جبل وادي، طول قصر، ذكاء غباء، حسنة سيّئة، أجر وزر، بصيرة عمى، حلم غضب، إيثار أنانيّة، إصلاح إفساد، سهل حزن، علوّ سفول، بروز ضمور، مصقول خشن، فرح ترح، سعادة شقاوة، نظافة قذارة، جديد قديم، كثير قليل، كبير صغير، حضور غياب، جميل قبيح، ظاهر باطن، قدوم مغادرة، يغدو يروح، خماص بطان، ظِلّ حرور، مناصرة عداء، سلم حرب، نجاح فشل، فلاح خيبة، اجتهاد كسل، غطاء فراش، أظلّ أقلّ، وعي غفلة، يقين جهل.
ولكون هذا البحث عن الزّوجيّة أحببت أن لا يكون هذا البحث منفرداً؛ فوضعت اسم ابنة أخي عليه، والّتي كان لها دورٌ في مراجعة الصياغة اللّغويّة لفصلين أو ثلاثة من فصول هذا الكتاب.
المطلب الأوّل: الخلق أزواج
الآيات الّتي بيّنت أنّ الخلق أزواج هي:
- (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) [يس 36]
- (والَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا) [الزّخرف 12]
- (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ) [الذّاريات 49].
ويتكوّن هذا المطلب من فرعين اثنين:
الفرع الأوّل: بعض أصناف وأزواج الخلق التي أشار لها المفسّرون
أخرج ابن المنذر عن ابن جرير في تفسير قوله تعالى: (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا) [يس 36]: الأصناف كلّها. الملائكة زوج، والإنس زوج، والجنّ زوج، ومما تنبت الأرض زوج، وكل صنف من الطير زوج، ثم فسر فقال: (مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) [يس 36] الروح لا تعلمها الملائكة ولا خلق الله، ولم يطلع على الرّوح أحد (السيوطي م7، ص 55).
وأوضحَ حديثُ الرّوحِ أنّ روح المؤمن روحٌ طيّبة تخرج بأطيب رائحة، ويقابلها روح الكافر؛ إذ هي خبيثة تخرج ولها أنتن ريح جيفة. وقد بيّن القرآن أزواجَ النّفس:
(وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا * وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) [الشمس 7-10]. وَقَوْله تَعَالَى " وَنَفْس وَمَا سَوَّاهَا" أَيْ خَلَقَهَا سَوِيَّة مُسْتَقِيمَة عَلَى الْفِطْرَة الْقَوِيمَة كَمَا قَالَ تَعَالَى " فَأَقِمْ وَجْهَك لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَة اللَّه الَّتِي فَطَرَ النَّاس عَلَيْهَا لَا تَبْدِيل لِخَلْقِ اللَّه" ... وَفِي صَحِيح مُسْلِم مِنْ رِوَايَة عِيَاض بْن حَمَّاد الْمُجَاشِعِيّ عَنْ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ " يَقُول اللَّه عَزَّ وَجَلَّ إِنِّي خَلَقْت عِبَادِي حُنَفَاء فَجَاءَتْهُمْ الشَّيَاطِين فَاجْتَالَتْهُمْ عَنْ دِينهمْ "(ابن كثير). قَالَ اِبْن عَبَّاس " فَأَلْهَمَهَا فُجُورهَا وَتَقْوَاهَا " بَيَّنَ لَهَا الْخَيْر وَالشَّرّ وَكَذَا قَالَ مُجَاهِد وَقَتَادَة وَالضَّحَّاك وَالثَّوْرِيّ. وَقَالَ سَعِيد بْن جُبَيْر أَلْهَمَهَا الْخَيْر وَالشَّرّ (ابن كثير). (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا) قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى نَفْسه بِطَاعَةِ اللَّه كَمَا قَالَ قَتَادَة وَطَهَّرَهَا مِنْ الْأَخْلَاق الدَّنِيئَة وَالرَّذَائِل وَيُرْوَى نَحْوه عَنْ مُجَاهِد وَعِكْرِمَة وَسَعِيد بْن جُبَيْر، وَكَقَوْلِهِ تَعَالَى " قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى وَذَكَرَ اِسْم رَبّه فَصَلَّى " (ابن كثير) . (وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا) أَيْ أَخْمَلَهَا وَوَضَعَ مِنْهَا بِخِذْلَانِهِ إِيَّاهَا عَنْ الْهُدَى حَتَّى رَكِبَ الْمَعَاصِي وَتَرَكَ طَاعَة اللَّه عَزَّ وَجَلَّ وَقَدْ يَحْتَمِل أَنْ يَكُون الْمَعْنَى قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّى اللَّه نَفْسه وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّى اللَّه نَفْسه كَمَا قَالَ الْعَوْفِيّ وَعَلِيّ بْن أَبِي طَلْحَة عَنْ اِبْن عَبَّاس ... وَقَالَ الْإِمَام أَحْمَد حَدَّثَنَا عَفَّان حَدَّثَنَا عَبْد الْوَاحِد بْن زِيَاد حَدَّثَنَا عَاصِم الْأَحْوَل عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث عَنْ زَيْد بْن أَرْقَم قَالَ كَانَ رَسُول اللَّه يَقُول " اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ الْعَجْز وَالْكَسَل وَالْهَرَم وَالْجُبْن وَالْبُخْل وَعَذَاب الْقَبْر اللَّهُمَّ آتِ نَفْسِي تَقْوَاهَا وَزَكِّهَا أَنْتَ خَيْر مَنْ زَكَّاهَا أَنْتَ وَلِيّهَا وَمَوْلَاهَا اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذ بِك مِنْ قَلْب لَا يَخْشَع وَمِنْ نَفْس لَا تَشْبَع وَعِلْم لَا يَنْفَع وَدَعْوَة لَا يُسْتَجَاب لَهَا ". قَالَ زَيْد كَانَ رَسُول اللَّه صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يُعَلِّمُنَاهُنَّ وَنَحْنُ نُعَلِّمُكُمُوهُنّ رَوَاهُ مُسْلِم مِنْ حَدِيث أَبِي مُعَاوِيَة عَنْ عَاصِم الْأَحْوَل عَنْ عَبْد اللَّه بْن الْحَارِث وَأَبِي عُثْمَان النَّهْدِيّ عَنْ زَيْد بْن أَرْقَم بِهِ .
وأقسم سبحانه بالنّفس اللّوامة (وَلَا أُقْسِمُ بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَةِ) [القيامة 2]: عَنْ الْحَسَن أَنَّهُ قَالَ لَيْسَ أَحَد مِنْ أَهْل السَّمَوَات وَالْأَرَضِينَ إِلَّا يَلُوم نَفْسه يَوْم الْقِيَامَة وعَنْ سِمَاك أَنَّهُ سَأَلَ عِكْرِمَة عَنْ قَوْله صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (في الآية) "وَلَا أُقْسِم بِالنَّفْسِ اللَّوَّامَة" قَالَ يَلُوم عَلَى الْخَيْر وَالشَّرّ لَوْ فَعَلْت كَذَا وَكَذَا ... والْأَشْبَه بِظَاهِرِ التَّنْـزِيل أَنَّهَا الَّتِي تَلُوم صَاحِبهَا عَلَى الْخَيْر وَالشَّرّ وَتَنْدَم عَلَى مَا فَاتَ (ابن كثير).
حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ وَكِيعٍ حَدَّثَنَا عِيسَى بْنُ يُونُسَ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ ح و حَدَّثَنَا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ أَخْبَرَنَا عَمْرُو بْنُ عَوْنٍ أَخْبَرَنَا ابْنُ الْمُبَارَكِ عَنْ أَبِي بَكْرِ بْنِ أَبِي مَرْيَمَ عَنْ ضَمْرَةَ بْنِ حَبِيبٍ عَنْ شَدَّادِ بْنِ أَوْسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( الْكَيِّسُ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ وَعَمِلَ لِمَا بَعْدَ الْمَوْتِ وَالْعَاجِزُ مَنْ أَتْبَعَ نَفْسَهُ هَوَاهَا وَتَمَنَّى عَلَى اللَّهِ ). هَذَا حَدِيثٌ حَسَنٌ . وَمَعْنَى قَوْلِهِ مَنْ دَانَ نَفْسَهُ يَقُولُ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا قَبْلَ أَنْ يُحَاسَبَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيُرْوَى عَنْ عُمَرَ بْنِ الْخَطَّابِ قَالَ حَاسِبُوا أَنْفُسَكُمْ قَبْلَ أَنْ تُحَاسَبُوا وَتَزَيَّنُوا لِلْعَرْضِ الْأَكْبَرِ وَإِنَّمَا يَخِفُّ الْحِسَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ عَلَى مَنْ حَاسَبَ نَفْسَهُ فِي الدُّنْيَا وَيُرْوَى عَنْ مَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ قَالَ لَا يَكُونُ الْعَبْدُ تَقِيًّا حَتَّى يُحَاسِبَ نَفْسَهُ كَمَا يُحَاسِبُ شَرِيكَهُ مِنْ أَيْنَ مَطْعَمُهُ وَمَلْبَسُهُ (سنن الترمذي 2383).
(يَا أَيَّتُهَا النَّفْسُ الْمُطَمْئِنَة * ارْجِعِي إِلَى رَبِّكِ رَاضِيَةً مَرْضِيَّةً) [الفجر 27-28]. النَّفْسُ السَّاكِنَة الْمُوقِنَة أَيْقَنَتْ أَنَّ اللَّه رَبّهَا ، فَأَخْبَتَتْ لِذَلِكَ قَالَهُ مُجَاهِد وَغَيْره . وَقَالَ اِبْن عَبَّاس : أَيْ الْمُطْمَئِنَّة بِثَوَابِ اللَّه . وَعَنْهُ الْمُؤْمِنَة . وَقَالَ الْحَسَن : الْمُؤْمِنَة الْمُوقِنَة . وَعَنْ مُجَاهِد أَيْضًا : الرَّاضِيَة بِقَضَاءِ اللَّه ، الَّتِي عَلِمَتْ أَنَّ مَا أَخْطَأَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُصِيبَهَا ، وَأَنَّ مَا أَصَابَهَا لَمْ يَكُنْ لِيُخْطِئهَا . وَقَالَ مُقَاتِل : الْآمِنَة مِنْ عَذَاب اللَّه . رَاضِيَة أَيْ فِي نَفْسهَا مَرْضِيَّة أَيْ قَدْ رَضِيَتْ عَنْ اللَّه وَرَضِيَ عَنْهَا وَأَرْضَاهَا (ابن كثير). أَيْ اِرْجِعِي إِلَى أَمْره وَإِرَادَته " رَاضِيَة " بِالثَّوَابِ " مَرْضِيَّة " عِنْد اللَّه بِعَمَلِك ، أَيْ جَامِعَة بَيْن الْوَصْفَيْنِ وَهُمَا حَالَانِ وَيُقَال لَهَا فِي الْقِيَامَة (الجلالين). ذَلِكَ إِنَّمَا يُقَال لَهُمْ عِنْد رَدّ الْأَرْوَاح فِي الْأَجْسَاد يَوْم الْبَعْث (القرطبي، والطبري).
وهناك نفوس تسوّل لأصحابها المؤامرات: (وَجَاءُوا عَلَى قَمِيصِهِ بِدَمٍ كَذِبٍ قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنْفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ وَاللَّهُ الْمُسْتَعَانُ عَلَى مَا تَصِفُونَ) [يوسف 18]، ونفوس تأمر أصحابها بالسّوء: (وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ) [يوسف 53].
ومن أصناف الخلق الملائكة، ولهم مهام ووظائف مختلفة. جبريل –عليه السّلام- هو الملك الموكلُ بالوحي، وهناك ملائكةُ العذاب، والرّحمة، وملك النّار والجنّة، والملائكة الموكلة بتصريف الرّياح والسّحاب، والجبال، وملك الموت، والملائكة الّتي تنفخ الرّوح في الجنين، والحفظة، والكتبة، وهناك حملة العرش. وللملائكة أعداد مختلفة من الأجنحة (جَاعِلِ الْمَلَائِكَةِ رُسُلًا أُولِي أَجْنِحَةٍ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ يَزِيدُ فِي الْخَلْقِ مَا يَشَاءُ) [فاطر 1].
وقوله (والَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا) [الزّخرف 12] أي: والّذي خلق كلّ شيء فزوّجه (الطبري م 13 ج 25 ص 68). و (الْأَزْوَاجَ) الأجناس والأصناف (الزّمخشري م 3 ص 479، 322). أي أنواع وأصناف المخلوقات من كلّ شيء (أبو حيّان ج 9 ص 361، الرّازي م 14 ج 27 ص 198). وعن ابن عباس الأزواج الضروب والأنواع كالحلو والحامض والأبيض والأسود والذكر والأنثى. وعن الحسن: السّماء والأرض، والليل والنهار، والشمس والقمر، والبرّ والبحر، والموت والحياة، فعدّد أشياء، وقال: كلّ اثنين منها زوج (الزّمخشري م 4 ص 20، أبو حيّان ج 9 ص 560، العمادي 1994 ج 8 ص 143). قال مجاهد: إشارة إلى المتضادات والمتقابلات، كالليل والنهار، والشقاوة والسعادة، والهدى والضلال، والسّماء والأرض، والسواد والبياض، والصحة والمرض، والكفر والإيمان (الطبري م 13 ج 27 ص 12-13). إنَّ الله تبارك وتعالى، خلق لكلّ ما خلق من خلقه ثانياً له مخالفاً في معناه، فكلّ واحد منهما زوج للآخر، ولذلك قيل: خلقنا زوجين. فهو أدل على القدرة التي توجد الضّدين (أبو حيّان ج 9 ص 560). قال المنطقيّون المراد بالشيء الجنس وأقلّ ما يكون تحت الجنس نوعان فمن كلّ جنس أو زوج خلق نوعين: من الجوهر مثلا المادّي والمجرّد، ومن المادّي النامي والجامد، ومن النامي المدرك والنبات، ومن المدرك الناطق والصامت، وكلّ ذلك يدلّ على أنّه سبحانه وتعالى فردٌ لا كثرة فيه (الرّازي م 14 ج 28 ص 228، أبو حيّان ج 9 ص 560، العمادي 1994 ج 8 ص 143). وقال بعض المحقّقين كلّ ما سوى الله فهو زوج كالفوق والتحت واليمين واليسار والقدّام والخلف والماضي والمستقبل والصيف والشتاء والربيع والخريف (أبو حيّان ج 9 ص 361، الرّازي م 14 ج 27 ص 198، العمادي 1994 ج 8 ص 41). وكونها أزواجاً يدلّ على كونها محدثة مسبوقة بالعدم، فأمّا الحقّ سبحانه فهو فرد مطلقٌ منـزّه عن الضّدّ والنّدّ والمقابل والمعاضد والمعارض، هو الفرد الذي يقدر على خلق الشيء وخلافه، وابتداع زوجين من كلّ شيءٍ (أبو حيّان ج 9 ص 361، الرّازي م 14 ج 27 ص 198، أبو حيّان ج 9 ص 560، الزّمخشري م 4 ص 20، الطبري م 13 ج 27 ص 12-13).
الفرع الثاني: المخلوقات كلّها أزواج
(سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) [يس 36] هذه الآية من معجزات القرآن الكثيرة، إذ تتحدّث عن معنى يستحيل على أحد من البشر أن يتكلّم فيه ساعة نـزول هذا القرآن، مما يدل دلالة قطعيّة على أنَّ هذا القرآن من عند الله عز وجل (حوّى1989 م 8 ص 4650 ). والأزواج هي الشّيء ومقابله، كما في عالم المعاني كالصدق والكذب، والحقّ والباطل، والإيمان والكفر، والضلال والهدى (الرّازي م 14 ج 28 ص 228، الخطيب 1970 م 12 ص 931). وإنَّ المخلوقات كلَّها من أزواج، هي الذّكر والأنثى كما في عالم الأحياء من حيوان (أبو حيّان ج 9 ص 560)، وممّا تنبت الأرض من سائر الأصناف من نبات وزروع وثمار وأزاهير وغير ذلك على اختلاف أجناسها (الخطيب 1970 م 12 ص 931، ابن كثير 1994م 3 ص 753، حوّى 1989 م 9 ص 5126، الزّمخشري م 4 ص 20). وخلق الله الأحياء أزواجاً؛ النبات فيها كالإنسان. ومثل ذلك غيرهما (قطب 1996 م 5 ص2967 ). وقوله تعالى: (خَلَقَ الْأَزْوَاجَ) أي الأنواع المتشاكلة المتباينة في الأوصاف وفي الطعوم والأرايح والأشكال والهيئات والطبائع وغير ذلك من أمور لا يحصيها إلاّ الله تدلّ أعظم دلالة على كمال القدرة وعظيم الحكمة والاختيار في الإرادة، وأكّد بقوله: (كُلَّهَا) لإفادة التّعميم، ثمّ زاد الأمر تصريحاً بالبيان بقوله: (مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ) فدخل فيه الحيوان والجماد وكلّ نجم وشجر وغيره من كلّ ما يتولّد منها. (وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) أي ومما لم يطلعهم الله تعالى على خصوصياته لعدم قدرتهم على الإحاطة بها، ولما لم يتعلق بذلك شيء ملحٌّ من مصالحهم الدينية والدنيوية وإنما أطلعهم على ذلك بطريق الإجمال. ولو كان لهم به حاجةٌ ملحّة لأعلَمَ به كما أعلَمَ بأحوال الآخرةِ وغيرها مما لم نكن نعلمه (البقاعي 1995 ج 6 ص 261، الزمخشري م 3 ص 322، العمادي 1994 ج 7 ص 167). وإنَّ في الجنّة من النعيم ما لا عين رأت ولا أذن سمعت ولا خطر على قلب بشر. فأعلمنا سبحانه وتعالى بوجوده وإعدادِه ولم يعلمنا به ما هو (فَلَا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَا أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) [السجدة 17].
وفي عصرنا اتّضح معنى الزوجيّة بشكل أوسع حتى شمل الحيوان والنبات، والجماد والمجرّات، فما من ذرّة إلاّ وعنصر الزوجيّة فيها موجود، والآية قالت: (وَمِنْ كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ) [الذّاريات 49] فكان فيما اكتشفه الإنسان في هذا الموضوع معجزة من معجزات القرآن، ودليلاً على عظم الخالق وقدرته وسعة ملكه وسلطانه (حوّى1989 م 10 ص 5522، العمادي 1994 ج 7 ص 167).
وقوله: (مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) [يس 36] يُعدّدُ الأصناف لتأكيد العموم ... من غير تقييد. وقوله (وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) يُدخِل ما في أقطار السماوات وتخوم الأرضين وهذا دليل على أنه لم يذكر ذلك للتخصيص ... وإنما ذكر الأشياء لتأكيد معنى العموم. وفيه معنى لطيف وهو أنه تعالى إنما ذكر كون الكلّ مخلوقاً لينُـزّه الله عن الشريك (الرّازي م 13 ج 26 ص 70). وإنَّ الآية (سُبْحَانَ الَّذِي خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ وَمِنْ أَنْفُسِهِمْ وَمِمَّا لَا يَعْلَمُونَ) [يس 36] لتؤكّدُ وحدانية الخالق الّذي أوجد قاعدة التكوين مع اختلاف الأشكال والأحجام والأنواع والأجناس، والخصائص والسّمات ... ومن يدري فربّما كانت هذه قاعدة الكون كلّه حتى الجماد! (قطب 1996 م 5 ص2967). وكذلك هي القاعدة في عالم الذّرة وغيره ممّا يكتشفه الإنسان شيئاً فشيئاً (حوّى1989 م 9 ص 5126). وقد أصبح معلوماً أنّ الذّرة مؤلفة من زوجين مختلفين من الكهرب، سالب وموجب... كذلك شوهد ألوف من الثنائيات النّجميّة. تتألف من نجمين مرتبطين يشدّ بعضهما بعضاً، ويدوران ... كأنّما يوقعان على نغمة رتيبة (قطب 1996 م 5 ص2967).
إنّ من واجب المسلمين توظيف العلوم من أجل بيان عظمة وإعجاز هذا الكتاب. وأرى أنّ من واجبي كأستاذ في الفيزياء بيان الإعجاز الفيزيائي في القرآن الكريم. وقد منّ اللّه عليّ بنشر أربعة أبحاث في موضوعي الإعجاز والفيزياء الكونيّة في القرآن. يعرض هذا البحث أمثلة للأضداد والأصناف الفيزيائيّة، وذلك من أجل بيان وتوضيح أنَّ نظام الزّوجيّة في الخلق يشمل أيضاً الجماد ابتداء بالدّقائق الأوليّة للمادّة، وانتهاءً بالمجرّات، كما أنّه يشمل العمليات الفيزيائيّة والقوى. وبالتالي فإنّ هذا البحث أمثلة لأزواج فيزيائيّة توضّح إعجاز الآيات الّتي أكّدت أنّ الخلق أزواج. وأسأل اللّه تعالى أن يخدم هذا الجهد موضوع الإعجاز وأن يقيم الحجّة على غير المسلمين.
المطلب الثاني: بعض الأزواج في الكيمياء
فلزّ ولا فلزّ، عنصر نشط وعنصر خامل، عنصر مركّب، ذرّة وجزيء، حامض وقاعدة، أكسدة واختزال. وهناك تفاعلات طاردة للحرارة وأخرى ماصّة للحرارة. حالات المادّة: سائل صلب وغاز. المادّة قد تكون نقيّة أو مشوبة، المحلول قد يكون متجانسا أو غير متجانس. حامض اللاكتيك (Lactic acid) يوجد بزوجين اثنين: الزّوج S-Lactic ونظيره R-Lactic. وكلٌّ منهما هو صورة للآخر ولا يمكن مطابقتهما (nosuperimposable mirror images or enantiomers)؛ كما هي الحال في كفّي الإنسان؛ اليمين والشِّمال (Beyer et al. 1997).
هذا وإنّ جميع التفاعلات الكيميائيّة عبارة عن تزاوجات بين مواد كيميائيّة لتعطي مواداً كيميائيّة جديدة. فمثلاً
المطلب الثّالث: الأزواج في الفيزياء
ويتكوّن هذا المطلب من ستّة فروع:
الفرع الأوّل: بعض الأزواج الفيزيائيّة
نسبي كلاسيكي، كميّ نيوتوني، نظام كبير ماكروسكوبي وآخر ميكروسكوبي، نووي وذرّي وجزيئي، منتظم وغير منتظم، متجانس وغير متجانس، متماثل المناحي الاتجاهيّة وغير متماثل المناحي الاتّجاهيّة، قريب وبعيد، جافّ ورطب، تسارع وتباطؤ، توصيل على التوازي والتوالي، الموادّ موصلة عازلة وشبه موصلة، عمودي وموازي، ستاتيكي وديناميكي، قمّة وقاع، قوي وضعيف، مغلق ومفتوح، شفاف ومعتم، داخلي وخارجي، ليّن وهشّ. طوليّ ومستعرض، محافظ وغير محافظ. بعض العدسات البصريّة لامّ (محدّبة) وبعضها مفرّق (مقعّرة). والمرايا هي: مستوية ومقعّرة ومحدّبة. والضوء مستقطب (Polarized) وغير مستقطب. والاستقطاب أنواع: خطّي (Linearly polarized light)، ودائري (Circularly) ، وإهليجي (Elliptically).
الأمواج: جاذبيّة، كهرومغناطيسية، راديو ، سينيّة، جاما، فوق بنفسجي، بصريّة، تحت حمراء، صوتيّة.
فضاء السرعة (Velocity space) وفضاء الطّور ) (phase space(Reif 1965 p. 56, 267).
عمليات معزولة حراريّا (Adiabatic) وأخرى غير معزولة حراريّا (nonadiabatic) (Reif 1965 p. 159, Kittel 1969 p. 139 ).
عمليات مع ثبات درجة الحرارة ((Isothermal ، وأخرى مع تغيّرها (nonisothermal) (Reif 1965 p. 158, 307; Kittel 1969 p. 325).
هناك عمليات عكوسة معزولة حراريّا مع ثبات الاعتلاج (Isentropic) ، وأخرى بتغيّر الاعتلاج (nonisentropic) . (Salinger 1986; Reif 1965 p. 91- 93; Callen 1985)
الكميات الفيزيائيّة بعضها قياسي وبعضها متّجه وبعضها متشعّبة (Tensor) .
يمكن كتابة جميع المتجهات بدلالة متجهات الوحدة الأساسيّة (unit basis vectors) .
وكذلك الأمر في الإحداثيات الأسطوانيّة أو الكرويّة. إذن المتجهات هي تزاوجات أو اقترانات بدلالة متجهات الوحدة الأساسيّة (Serway 1990 p. 31). أبعاد الكميات الفيزيائيّة تكتب بدلالة الأبعاد الأساسيّة (Serway 1990 p. 8-9): الكتلة، الطول، الزّمن، والتيّار. إذن قياسات الكميّات الميكانيكيّة هي تزويج من القياسات الأساسيّة، فمثلا وحدة قياس التسارع هي وحدة طول مقسومة على مربّع وحدة الزّمن. وحدة القوّة هي وحدة كتلة مضروبة في وحدة طول مقسومة على مربّع وحدة الزّمن.
المكان- الزمان (الزمكان): الفضاء الّذي له أربعة أبعاد والّذي تكون نقاطه هي الأحداث (هوكنغ 2003، ص 190).
الحدث: نقطة في المكان- الزّمان تتعيّن بمكانها وزمانها؛ فالحدث هو تزويج زمكاني.
البعد المكاني: أي من أبعاد المكان- الزّمان الثلاثة الّتي هي شبه مكانيّة (هوكنغ 2003، ص 190).
البعد الزّماني: أي البعد الرّابع من أبعاد المكان- الزّمان، والّذي هو شبه زماني.
المفردة: نقطة في المكان- الزمان حيث يصبح انحناء المكان-الزمان لا متناهياً. ولها نوعان:
مفردة عارية: مفردة للمكان- الزمان غير محاطة بثقب أسود، ومرئيّة للملاحظ البعيد (هوكنغ 2003، ص 187).
مفردة الثقب الأسود: مفردة من المكان- الزمان (الزمكان) حيث لا يمكن لأيّ شيء، ولا حتى الضوء، أن يفلت منها، وذلك لأنّ الجاذبيّة عندها تكون بالغة القوّة (هوكنغ 2003، ص 105).
بعض الثقوب السوداء بدائيّة تخلّقت في الكون المبكّر، وبعضها نتيجة لمراحل تطوّر متأخّرة في دورة حياة نجوم ذات كتل كبيرة (Wald 1984).
الانفجار الكبير: المفردة التي بدأ بها الكون، منذ ما يقرب من خمسة عشر بليون عام (هوكنغ 2003، ص 181).
الانسحاق الكبير: الاسم الذي يطلق على أحد الاحتمالات الممكنة لنهاية الكون، حيث يتقلّص كلّ الفضاء والمادّة ليشكّلا مفردة (هوكنغ 2003، ص 181). وشاهده من القرآن (وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ)[ 67 الزمر]. تبيّن الآية الكريمة وكذلك العديد من الأحاديث أنّ حال الأرضين والسّموات يوم القيامة هو القبض والطّيُّ ( الرّازي، م 14 ، ص 17-18؛ الألوسي، 1994 ، ج 24، ص 39-42؛ البيضاوي، ج 5، ص 77؛ أبو حيان الأندلسي الغرناطي، 1992 ، ج 9 ص 220؛ العمادي، 1994 ، ج 7 ، ص 262-263 ؛ القرطبي، ج 15 ص 181؛ النيسابوري، 1996 ، م 6، ص 15؛ الزمخشري ، م 3 ص 409). وأنَّ حالة القبض هذه لا تحصل إلا يوم القيامة. أمّا حالهنّ في الدّنيا ففتق وبسط (الأرضون، العمري 2004؛ Fairal 1998, p 105)؛ بعد أن كانتا رتقاً عند بداية الخلق (أولم ير الّذين كفروا أنّ السّموات والأرض كانتا رتْقاً ففتقناهما) [الأنبياء 30].
إزاحة زرقاء: أن يقل طول موجات الإشعاع الّذي يبثّه أحد الأجرام وهو يتحرّك تجاه الرّاصد (هوكنغ 2003، ص 182).
إزاحة حمراء: أن يزداد طول موجات الإشعاع الّذي يبثّه أحد الأجرام وهو يتحرّك مبتعداً عن الرّاصد.
المادّة المظلمة: مادّة توجد في المجرّات والحشود العنقوديّة، كما يحتمل أن توجد بين الحشود، ولا يمكن ملاحظتها مباشرة؛ حيث أنّها غير مشعّة في الطيف البصري أو غيره، ولكن يمكن الكشف عنها بمجالها الجاذبي (شكل، شكل). تزيد نسبة المادة المظلمة أو الطاقة المظلمة عن تسعين في المائة من مادّة الكون (شكل).
المادّة اللامعة: مادّة تبعث إشعاعا يصلنا بعضه، مما ينبيء بوجودها. تقلُّ نسبة المادة اللامعة عن حوالي عشرة في المائة من مادّة الكون (شكل).
المادّة المظلمة (شكل): توجد على شكلين: مادّة مظلمة باردة، وأخرى مظلمة حارّة.
المادّة المظلمةالباردة: توجد على أشكال منها جسيمات ثقيلة تتبادل قوى ضعيفة (WIMPS) (Padmanabhan 1998 p. 114; Alcock et al. 1993; Roos 1994 p181-182; Coles 1996). ومنها كذلك نجوم ذات كثافة عالية وأحجام صغيرة .( MACHOS)
المادّة المظلمةالحارّة: يفترض وجودها على أشكال مختلفة من النيوترينو: وهي جسيمات بلا شحنة لا تتأثّر إلاّ بالقوة الضعيفة وأشكالها إلكترون- نيوترينو، ميون- نيوترينو، والثالث تاو-نيوترينو (Padmanabhan 1998 p. 26, p. 158; Roos 1994 p. 184- 187; Saunders et al. 1991; Davis et al. 1993).
الحتميّة العلميّة: القياس الدّقيق والآني لكلّ من الموقع والسرعة لجسيم، يمكننا من حساب سرعته وموقعه عند أي زمن لاحق (هوكنغ 2003 ص 190).
مبدأ عدم اليقين: يتعذّر القياس الدّقيق والآني لكلّ من الموقع والسرعة لجسيم كمّي (هوكنغ 2003 ص 191).
الانشطار النّووي (شكل): العمليّة الّتي تتفكّك بها نواة إلى نواتين أو أكثر مع انطلاق طاقة، وتكون النوى الناتجة أصغر كتلة من النواة المنشطرة (هوكنغ 2003 ص 188).
الاندماج النووي: العمليّة الّتي تصطدم بها نواتان وتنضمان لتكونا نواة أكبر وأثقل (هوكنغ 2003 ص 188). أنظر مثلا (جدول)، والذي يبيّن سلسلة التفاعلات الرئيسة لاندماج البروتونات في الشمس (http://www.sns.ias.edu/~jnb/Papers/Preprints/nuclearfusion.html).
امتصاص (الإشعاع): عند مرور الإشعاع عبر وسط مادّي، تذهب طاقته في نقل إلكترونات العناصر والجزيئات إلى مستويات أعلى في الطاقة.
إنبعاث (الإشعاع): يحدث عند انتقال إلكترونات العناصر أوالجزيئات إلى مستويات أقل في الطاقة.
نظائر عنصر: أنوية نفس العنصر تحوي عددا متساويا من البروتونات وأعدادا مختلفة من النيوترونات. فمثلا نواة الهيدروجين تحوي فقط بروتونا، أمّا نواة الديتيريوم فتحوي بروتونا ونيوترونا. أوضحت الدّراسات أنّ غالبيّة العناصر هي في الحقيقة مزيجٌ من نظيرين اثنين أو أكثر للعنصر. الكلور مثلاً له نظيران أحدهما عدده الكتلي 35، والآخر 37. يكون لهذين النّظيرين نفس الخصائص الكيميائيّة، إلاَّ أنّهما يختلفان في العدد الكتلي. يدخل هذان النظيران بنسب محدّدة لإعطاء الكلور الشّائع؛ والّذي عدده الكتلي 35.45 (King 1977) .
الفرع الثاني: أشكال المجرّات وأزواجها
تتواجد المجرّات على أشكال مختلفة:
- شكل حلزوني (Spiral): (شكل) ، وأصناف المجرّات الحلزونيّة هي: Sa, Sb, Sc .
NGC 4414 a typical spiral galaxy in the constellation Coma Berenices, is about 17,000 parsecs in diameter and approximately 20 million parsecs distant (http://en.wikipedia.org/wiki/Galaxy).
لها أذرع نجومها شابّة، وغاز يلفُّ نواة ذات نجوم قديمة في الغالب. وكتلها التقريبيّة هي من رتبة (10-1000) مليار كتلة شمسيّة .(Silk 2001 P. 39; Parker 1984, p. 397, 398)
- شكل حلزوني دفين (Barred-spiral galaxies) . وأشكال هذا الصّنف من المجرّات هي:
Sba, SBb, SBc (Parker 1984, p. 397) .
(http://www.absoluteastronomy.com/topics/Barred_spiral_galaxy)
- شكل قطع ناقص (Elliptical) : يمتاز هذا الصّنف من المجرّات بأن ليس لها أذرع، ولا يوجد غاز أو غبار، ونجومها قديمة ونسب عناصرها الثقيلة قليلة. وتتركّز النجوم في نواة المجرّة أو في مجاميع (10000- مليون نجم) متّحدة جاذبيّاً وتشكّل هالة حول المجرّة. وتعرف نجومها باسم .(Parker 1984, p. 398) (Population II stars) انظر الشكل التالي:
The giant elliptical galaxy ESO 325-G004 (http://en.wikipedia.org/wiki/Elliptical_galaxy).
- شكل غير منتظم .(Parker 1984, p. 396, 398) (Irregular) نجومها شابّة، ودرجة حرارتها مرتفعة، ونسب عناصرها الثقيلة كما هي في الشمس، وتتواجد بوفرة في أذرع المجرّة، وتعرف باسم .(Population I stars) وللمزيد ، أنظر (الشكل).
- راديوية (Radio) : تكون لامعة جدّا في نطاق أمواج الرّاديو (Parker 1984, p. 403; Silk 2001, p. 73- 75, 259- 267, 263- 265). أنظر الشكل التالي لمجرة راديويّة:
http://www.scied.science.doe.gov/scied/JUR_v7/pdfs/Host%20Galaxies.pdf
Hubble type of Messier Galaxies (HMG)
الفرع الثالث: أنواع النّجوم
يتّضح من مخطّط هيرتسبرغ – راسل (شكل) للعلاقة بين اللّون والقدر أنّه عندما يتقدّم العمر بالنّجم فإنّ تركيبه يتغيّر. وبالتالي يتغيّر كلٌّ من لمعانه ودرجة حرارته. وبعبارة مكافأة، عندما يتقدّم العمر بالنّجم، فإنّ موقعه يتغيّر في مخطّط هيرتسبرغ-راسل (Parker 1984, p. 265, 268, 281, 282).
التصنيف الطّيفي للنجوم: يبيّن جدول 1 ، والشكل التالي التصنيف الطّيفي للنجوم، ودرجات الحرارة والخصائص الطيفيّة لكلّ نوع. يمكن حاليّا تصنيف معظم النجوم باستخدام الحروف:
O, B, A, F, G, K and M.
تمتاز النجوم O بأنّها الأكبر درجة حرارة، ثمّ تتناقص درجة الحرارة عبر السلسلة، إلى أن تصل أقل درجة حرارة في نجوم الرتبة M .
جدول1: التصنيف الطّيفي للنجم, Parker 1984, p. 262- 264) (Spectral classification) http://hyperphysics.phy-astr.gsu.edu/Hbase/starlog/staspe.html )
Class
|
Temperature
|
الخصائص الطيفيّة |
|
O
|
30,000 - 60,000 K
|
خطوط الهيليوم
|
|
B
|
10,000 - 30,000 K
|
خطوط الهيدروجين والهيليوم
|
|
A
|
7,500 - 10,000 K
|
خطوط الهيدروجين ثمّ
الكالسيوم
|
White stars
|
F
|
6,000 - 7,500 K
|
خطوط الكالسيوم ثمّ
الهيدروجين
|
Yellow-white stars
|
G
|
5,000 - 6,000 K
|
خطوط الحديد والكالسيوم
|
Yellow stars
(like the Sun)
|
K
|
3,500 - 5,000K
|
ظهور حزم بسبب تشكّل
الجزيئات
|
Yellow-orange
stars
|
M
|
< 3,500 K
|
حزم جزيئيّة قويّة
|
Red stars
|
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق