الشبهة الثالثة والرابعة هى عقلية اكثر منها فيزيائية وهما الشبهتان الرئيسيتان فى كتاب ستيفن هوكينج التصميم العظيم

) الرد عليهما مع بعض الإضافات

الشبهة الثالثة (هى قولهم ان العالم الكمى ليس به مستحيل وأن تصرفات سكانه غيرت تصورنا عن الحقيقة والمستحيل فاصبح كل شيء ممكن )


الرد عليها بعون الله


فلننظر فى ميكانيكا الكم هل بها حدود تحدها ومستحيلات لا تتجاوزها ؟

الإجابة نعم وكل قانون كمى هو دليل على هذا وإلا لما كان قانون ولما كان هناك علم إسمه ميكانيكا الكم

وعلى سبيل المثال لا الحصر

هل يمكن أن تبقى حالة التراكب أثناء لحظة القياس أم أن هذا مستحيل ؟

الإجابة بل هذا مستحيل

ويجب أن تنهار الدالة wave collapse

ومنها

هل يمكن وضع أكثر من فرميون واحد فى الحالة الكومية نفسها أم أنه مستحيل طبقا لpauli exclusion principle

هذا مستحيل

هل يمكن قياس الطاقة بدقة فى زمن محدد بدقة أم أن هذا مستحيل

الإجابة هذا مستحيل ولا يمكن ان يكون مقدار عدم الدقة اقل من ثابت بلانك

وكذلك هل يمكن قياس الموقع والزخم لإكترون فى نفس الوقت بدقة الإجابة لا يمكن وهذا ليس ضعف فى قياسنا لكن هذا مستحيل فى طبيعة عالم الكم طبقا لقانون عدم الدقة لهيزنبيرج


إذا هناك مستحيلات طبقا لمكانيكا الكم

إذا هناك حدود لهذا العالم

إذا السببية قائمة هناك


فلو كان شيء من هذا الكون ليس له حدود تحده ولا خصائص تميزه يعجز عن تجاوزها ويتغير عنها كيف ما شاء و هو يقدر أن يفعل كل شيء ويتغير الى آى شيء بدون خصائص محددة فليس عنده مستحيل فهذا ينقض السببية وهذا ما يدعيه صاحب الشبهة للعالم الكمى لينقض به دليل السببية

فما ذكرته من مستحيلات طبقا لقوانين العالم الكمى لاثبات الحدود وقانون السببية ومستحيل واحد كافى لاثبات ذلك

حيث ان السببية تظهر من وجود حدود للشيء فى ذاته وصفاته وفى قدرته على الفعل وهى بذلك تكون قانون قهرى فوق كل المخلوقات ودليل على الواحد القهار

ونفهم أن الحدود والسببية( ووجود قدر للشيء لا يستطيع تعديه )علامة على العبودية من الآية الكريمة هذه وغيرها (( وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيرًا )

فالتقدير علامة على أن هذا الشيء مخلوق مقهور

واما دلالة هذا القهر على الواحد القهار فهو دليل عقلى علمناه من هذه الآيات التى سأذكرها الآن فدائما ما يقرن الله سبحانه وتعالى ذكر اسمه القهار باسمه الواحد

(يا صاحبي السجن اارباب متفرقون خير ام الله الواحد القهار )يوسف 39


(لمن الملك اليوم لله الواحد القهار)

{16} أَمْ جَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكَاءَ خَلَقُوا كَخَلْقِهِ فَتَشَابَهَ الْخَلْقُ عَلَيْهِمْ قُلِ اللَّهُ خَالِقُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ


( قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَٰهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ )


فقيام قوانين ثابتة فى الكون انتظم بسببها هذا الكون دليل على أن القهار واحد لا شريك له ولا تعقيب على حكمه ولا يخرج عن سلطانه شيء وكما قال تعالى

( لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إِلَّا اللَّهُ لَفَسَدَتَا فَسُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ عَمَّا يَصِفُونَ)


وعندما يستشهد صاحب الشبهة بغرابة خصائص الالكترون والطاقة التى داخل عالمنا واجسامنا على سقوط السببية نرد عليه بأن غرابة الخصائص لأشياء نتكون منها لا يعنى سقوط السببية انما عدم وجود خصائص هو الذى يسقط السببية وهذا لم يحدث ونضرب مثل على ذلك بغرابة الروح التى هى من مكوناتنا ولها خصائص أغرب من التشابك الكمى والوضع الفائق مثل وجود الروح فوق السموات أثناء نوم الانسان مع اتصالها بالجسد فى نفس اللحظة

قال تعالى (اللَّهُ يَتَوَفَّى الأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَتِي قَضَى عَلَيْهَا المَوْتَ وَيُرْسِلُ الأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُّسْمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) ومع هذا لم يعتبر احد أن هذا سقوط للسببية وقال كيف تكون الروح بهذه الخصائص الغريبة مع انها جزء منا؟

لماذا ؟

لأن الروح مقيدة بخصائصها هى فمهما كانت الخصائص غريبة لا تسقط السببية

وانما تسقط السببية فى حالة عدم وجود خصائص مقيدة للشيء فمدمنا لا نعلم حقيقة الشيء فلا يمكن أن ندعى أنه غير مقيد بخصائصه ومدمنا نعلم أن له سلوك معين لا يتجاوزه فلا يمكن أن ندعى أنه غير مقيد بخصائصه


ومن عجائب خصائص الجسيمات دون الذرية مثل الإكترون والفوتون التشابك الكمى وحالة التراكب أو الوضع الفائق وكل هذا لا إشكال فيه

فتفسير كوبن هاجن المعمول به فى ميكانيكا الكم يعتبر الاكترون شيء ليس جسم وليس موجة بل هو شيء آخر يوصف بالدالة الموجية فقط فقياس هذه الأشياء على خصائص الأجسام فقط او الأمواج فقط هو قياس فاسد ويبقى كل شيء محكوم بخصائصه هو