الأحد، 23 سبتمبر 2012

هل تم فعلا تصنيع خلية حية؟

نشرت الصحف العالمية خبرًا صحافيًّا بالدرجة الأولى، يشد الانتباه ويحقق المراد من جذب القراء، وتلقف الخبرَ حملةُ الحطب عندنا، ففرحوا به وطاروا به ولما يريشوا، وأعملوا أقلامهم في ترجمته، وأهواءهم في استغلاله، يحسبون أنّ البشر قد خلقوا خليّة حية، ومن ثمّ يزعمون أنّ المتدينين في ورطة، بل قد ادعى أسفلهم عقلًا – إن كان – أنّ الإلحادَ قادم!

وتعود هذه الأخبار إلى حدثٍ واحد، وهو نجاحُ فريقٍ من الباحثين في استنساخ المادة الوراثية لنوعٍ من البكتريا، ونقل هذه المادة الوراثية إلى خليةٍ أخرى حيةٍ تنتمي لبكتريا أخرى، وقد تكاثرت الخلية المستقبِلة للمادة الوراثية، وانتقلت المادة الوراثية المزروعة إلى الأجيال التالية، وكانت الأجيال التالية قادرةً على التكاثر!

هذا هو الحدث بشحمِه ولحمه، وقشره ولبِّه، ولُحمته وسداه، تلقفته الصحف العالمية فطبقّت عليه مهنة الصحافة، فلجأت إلى العناوين المثيرة التي تأخذ بعقل المستهلك، فتجذبه لمعرفة حقيقة الخبر، لكن هناك قومًا لا عقل لهم يكتفون بالعناوين، وبالعناوين يظنون أنهم قد ملكوا الحقيقة مطلقةً وكاملة، فتعالوا نتناول هذا الحدث، وهذه الأخبار، ونشير إلى التحريفات، ونذكر الحقائق، فنبدد الشبهات!

حقيقة الحدث(1)!

ليس بجديد أن يتم عزل أجزاء من الحمض النووي، ثم يتم نسخ هذه الأجزاء وزرعها في البكتريا، حيث يتم ترجمة هذه الجينات إلى بروتينات، هذه البروتينات قد تكون إنزيمات أو هرمونات أو غير ذلك من المواد، هذه المواد بدورها قد تكون مفيدةً في التداوي أو الزراعة أو الصناعة أو غير ذلك من المجالات.

وهناك فتحٌ في مجال الهندسة الوراثية، يسمى بالعلاج الجيني Gene therapy، حيث يتم استعمال الجينات في علاج السرطانات والأمراض المزمنة والمستعصية، مثلًا: يتم زرع جينات تؤدي إلى "انتحار" الخلية السرطانية، أو يتم زرع جينات تُكسب الخلية السليمة مناعةً ضد العلاج الكيماوي والإشعاعي فلا تتأثر بالإشعاع أو الدواء المستعمل ضد الخلية السرطانية، وغير ذلك من أمورٍ آخذةٍ في التطور!

ولذلك فالحدث المقصود بالنشر(2) ليس بدعًا من كلّ وجه، بل هو نتاجُ تطورٍ مستمرٍّ في مجال الهندسة الوراثية ودراسة الجينات، ولا يُؤخذ بهذا الحدث إلا الجهلةُ الذين لا يعرفون شيئًا عن العلم التجريبي، فتكون أول معرفتهم بهذا المجال هي هذا الحدث، أو عنوان الخبر عن هذا الحدث إن شئت الدقة، فلا تستوعب عقولهم هذه "الجرعة الزائدة" من المعرفة، أو المعرفة المشوَّهة إن شئت الدقة، فيتكلمون - كأنما أصابهم مسّ – عن خلق البشر لخليةٍ حية!

وما قام به معهد J. Craig Venter بكاليفورنيا هو استخدام التقنيات المعتمدة على إنزيمات الهندسة الوراثية والحاسوب لنسخ المادة الوراثية لبكتريا M. mycoides على عدة أجزاء، وبعد ذلك قاموا بتجميع هذه الأجزاء عن طريق زرعها في خلية للخميرة، وبعد ذلك قاموا بنقل هذه المادة الوراثية إلى بكترياM. capricolum ، وهذه الخلية المستقبِلة هي خليةٌ حيةٌ فيها المادة الوراثية الخاصة بها، إلا أن المادة الوراثية الخاصة بالخلية المستقبِلة قد تم معالجتها بحذف الجينات المسؤولة عن الإنزيمات المحددة res genes، هذه الإنزيمات restriction enzymes هي التي تساعد الخلية على التمييز بين الحمض النووي الخاص بها وذلك الذي لا ينتمي لها، وحذف أو معالجة هذه الجينات أو الإنزيمات المحددة – بدوره – ليس جديدًا في الهندسة الوراثية!

هذه المادة الوراثية المزروعة بدأت تترجَم إلى البروتينات التي تمثلها جيناتها، وعند انقسام الخلية انتقل الحمض النووي المزروع إلى الجيل الجديد، بينما لم ينتقل الحمض النووي الأصلي، وربما يعود ذلك إلى فقدانه، أو إلى وجود الإنزيمات المحددة في الحمض النووي المزروع، والذي اعتبر الحمض النووي الأصلي جسمًا غريبًا، فلم يتم نسخه.

وقيام المادة الوراثية المزروعة بطرح المادة الوراثية الأصلية جانبًا، نرى مثله في عملية زرع نخاع العظم، في حالة زرع النخاع في عدم وجود الاحتياطات اللازمة، يقوم النخاع المزروع بإنتاج خلايا مناعيةٍ تعتبر خلايا الجسم البشري المستقبل جسمًا غريبًا Graft versus host rejection ، وتقوم بمهاجمتها حتى ينتهي الأمر بوفاة المستقبل!

وكذلك فإنّ قيام المادة المزروعة بالتكاثر في الخلية المستقبلة ليس بجديد، ومن له أدنى اطلاع على الهندسة الوراثية يعرف بشيء اسمه البلازميد plasmid، يمكن نقله وانتقاله بين البكتريا، وقادر على التكاثر في الخلية التي يُنقل إليها!

الذي أريد قوله إن الذين يعرفون حقيقة ما تم، ويعرفون ما يتم في الهندسة الوراثية وفي غيرها من العلوم، لا يتعجبون من ذلك، ولذلك يعلق بن دافيز Ben Davis – من جامعة أوكسفورد- على هذا بقوله: (يمكنك أخذ هذا الجينوم الصناعي، وتضع فيه جيناتٍ جديدةً تمثل وظائف معلومة، ولكن هذا لا يختلف في شيء عن البيولوجيا الجزيئية في الوقت الراهن)(3).

ولا يفوتني كذلك أن أنبه هنا إلى الكائنات التي وقع عليها الاختيار، وهي بكتريا M. mycoides و بكترياMycoplasma capricolum، فإن هذا الجنس الميكوبلازما Mycoplasma يمتاز بصغر حجمه، وغياب الجدار الخلوي، والقدرة على التكاثر في المعمل، وصغر حجم الجينوم الخاص بها!

فأين في هذا الذي سبق ما يصح أن يسمى خلقًا؟؟ أهو تكوينُ نسخةٍ لحمضٍ نوويٍّ على عدة مراحل؟؟ أم هو نقلها إلى خليةٍ أخرى؟؟ أم هو قدرة المادة الوراثية المنقولة على التكاثر؟؟ أم هو فقد المادة الوراثية الأصلية للخلية المستقبلة؟؟ أم أي شيءٍ هو؟!!

الحدث وصناعة الخبر!

(يختلف الداعية أو رجل الدعوة عن رجل الدعاية، في أن الأول يعمل من أجل المبادئ و القيم التي يدعو إليها لصالح المجتمع كله، أما الثاني فيهدف إلى تحقيق أغراضه الخاصة أو أغراض من يمثله، كما أن الداعية يعتمد في دعوته على الصدق و المنطق و الحقائق ... أما الدعاية فقد تلجأ للكذب و التضليل و المبالغة و مخاطبة الغرائز )(4).

هكذا تخاطب الدعاية ضعفاء العقول، مستعملةً في ذلك الكذب والتضليل والمبالغة ومخاطبة الغرائز، فعندهم أنّ الخبر ليس أنّ كلبًا عضّ إنسانًا، بل الخبر أن إنسانًا عضّ كلبًا، ولذلك فهذا الحدث الذي وقفتَ على تفاصيله السابقة، عندما يتم نشره فليس من المعقول أن يتم نشره تحت عنوان (نقل جينوم كامل منسوخ إلى خلية جديدة!)، هذا العنوان لن يجذب أحدًا إلا فئةً قليلةً من المهتمين، أما لو وضعت عنوانًا (العلماء خلقوا خلية حية!)، فلك أن تتوقع أثر هذا العنوان في جذب الانتباه!

هذا هو الذي يدرسه ويتعلمه الإعلاميون في دراستهم، فهم يتربون على أن (الدعاية – بما يُعرف عنها – مبالِغَة و لا تعتمد على الحقائق – إلا بشكل ضئيل يخدم أهدافها – لن يكون في صالحها مخاطبة العقل أو المنطق، فمنذ البداية يوطد الدعاة أنفسهم للاتجاه للعواطف و الميول محاولين الضغط على المشاعر والعواطف لوضع الفرد أو المجتمع في حالة اختلال توازن عند تلقي الهجمات الدعائية، والتي ينتقل الفرد أو المجموع على إثرها إلى سلوكٍ معينٍ أو فعلٍ معين، هو الهدف الأساسي من هذه الهجمة، و بذلك يكون أسلوب الضغط العاطفي هو أهم أساليب الدعاية)(5)، وعلى ذلك فأترك للقارئ الحكم على الذين يبنون ثقافتهم على أخبار الجرائد!

وحيث إننا أمام أركان الإعلام في العالم، فلا تستغرب أن تضع Times online عنوانًا (العلماء يخلقون حياة اصطناعية في المعمل!)(6)، أو أمام عنوان Abcnews (العلماء يخلقون الخلية الأولى المنظمة بواسطة الجينوم المصنع!)(7) ، أو عنوان BBCnews (الحياة الصناعية .. إنجاز يعلنه العلماء!)(8) ، ويتساءل بعض المترجمين في جهلٍ واضحٍ بحقيقة ما حدث، فيقول (هل دخلنا مرحلة اصطناع الحياة ؟)!!.

أذكر جيدًا ذلك الذي تعدى على مقام النبي صلى الله عليه وسلم، وزعم أنه يرى في سيرته صلى الله عليه وسلم ملايين الهفوات، فتحديته للمناظرة في منتدى التوحيد على أن يستطيع ذكر هفوةٍ واحدة، وسوف أجعل منه أضحوكةً للجميع من خلال الهفوة التي يذكرها، والشاهد أنه تكلم عن أن العلماء في كاليفورنيا قد تمكنوا من "خلق" أول جنينٍ بشريٍّ مستنسخ، كترجمةٍ حرفيةٍ لخبرٍ واردٍ في إحدى الصحف الأجنبية(9)، وقد ناقشته في ذلك الزعم، حتى اضطر إلى الكذب والتدليس، ثم انقطع بعد أن جعل من نفسه أضحوكةً للجميع، نسأل اللهَ تعالى الثبات على الحق حتى نلقاه!

تحريفات الخبر!

بعد أن رأينا الحدث ووقفنا على حقيقة ما تم، ونظرنا في الأخبار وكيف صنعت، في محاولةٍ – مقبولةٍ عندهم - لجذب الانتباه، ننظر الآن إلى التحريفات التي تبرع بها بعضٌ من هؤلاء وغيرهم، في محاولةٍ – مقبولةٍ عندهم – لتحقيق مآربَ لهم، لا يعلم مداها إلا الله تعالى!

ففي سياق البهرجة اللفظية وزخرف القول، نجدهم يشبهون ما حدث بشخصية فرانكنشتاين، الشخصية الروائية الخيالية، التي أعادت الحياة للموتى، وكأنّ الجينوم المزروع قد أعاد الحياة لخليةٍ ميتة، وقد ظهرت ضجةٌ مماثلةٌ منذ فترة على ما أسموه "أغذية فرانكنشتاين"، يقصدون الأغذية المعالجة وراثيًّا، وهذه الزخرفة والتهويل ليس بجديدٍ على الإعلام، ولك أن تتصور أثر هذه العناوين في قارئٍ ساذجٍ جاهلٍ يمتاز بالشعور بالدونية والظنِّ بعصمة كل ما كتب بالإنجليزية كحال الملاحدة العرب؟!

ومن ذلك الزعم بأن ما فعله الباحثون هو (تركيب خريطة جينية مصطنعة واستخدموها مع خلية بكتيرية مفرغة لتخليق خلية نشطة)(10) ، فمن الذي زعم أن الخلية المضيفة كانت مفرغة؟! وما المقصود بكونها مفرغة!؟

ومن ذلك وضعهم صورة لمزرعةٍ أو خليةٍ بكتيرية، يريدون أخذ عين القارئ، وكأنّ التفريق بين نوعي البكتريا المذكورة في الخبر يكون بالعين المجردة، والحقيقة أن الفارق بين بكتريا M. mycoides و بكتريا Mycoplasma capricolum، وهما النوعان المستعملان في هذا الحدث، ليس بذلك الفارق الكبير، بل إن التفريق بينهم بالطرق التقليدية عسيرٌ ومكلفٌ ومعقد، لما هناك من تشابهٍ شديدٍ بين النوعين، بل إن الكثير من الطرق الحديثة لا تستطيع التفريق بينهما بسهولة(12)، ولذلك فلا أملك إلا الضحك على هؤلاء المساكين، الذين ينشرون صورةً وكأنهم يقولون: انظروا الخلية الجديدة مختلفة عن الخلية القديمة! يا لها من سطحية!

وتضع مجلة science عنوانًا مضللًا (الجينوم الصناعي يأتي بحياة جديدة للبكتريا)(11)، فيفهم السذج أنّ الجينوم قد وُضع في خلية ميتة أصلًا أو منزوعة الجينوم، وهذا التصور لا يقوم في عقل عالم أبدًا، فإن الخلية الميتة سرعان ما تتفكك، وتتحلل مكوناتها وتصير إلى زوال!

الحقيقة واضحة .. ومازال التحدي قائمًا!

قال تعالى (يَا أَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ)(13)، وقال صلى الله عليه وسلم: (قال الله عز وجل: ومن أظلم ممن ذهب يخلق كخلقي؟! فليخلقوا ذرة! أو ليخلقوا حبة أو شعيرة!)(14)، والخلق الذي تحدى الله به البشر جميعًا هو ابتداع الشيء على مثال لم يُسبق إليه(15)، فهل ما فعله هؤلاء من جنس الخلق في شيء؟!

يقول فينتر Venter (نحن نسمي هذا صنعًا لأن الخلية مأخوذة من كروموسوم مصنع من مواد كيميائية تم تصنيعها عن طريق معطيات الحاسوب!)(16) ، ونحن لا نسمي هذا خلقًا لأن المواد الكيمائية والكروموسوم المنسوخ وإنزيمات النسخ والخلية المستقبلة، والخصائص الموضوعة في الكروموسوم، وقدرة الكروموسوم على التكاثر، وقدرة الخلية على الانقسام، كل هذه الصفات لم ينشئها أي من هؤلاء العلماء، بل هي موجودة سلفًا، خلقها الله تعالى في هذا العالم، ووضعها في هذه الكائنات الدقيقة!

إن هؤلاء الباحثين الذين يحاول بعض من لا خلاق له أن يلصق بهم صفة الخلق، لا يعرفون أسباب ما حدث في بعض هذه التجربة، (بعض أجزاء العملية مازال غامضًا بالنسبة للعلماء!)(17)، ويقول دانيال جيبسون (نستطيع الآن البدء في تصنيع خلية بها الحد الأدنى من الجينات المطلوبة للحياة لنفهم عمل الخلية بطريقة أفضل)(18)، ويقول عن التجربة التي تمت (لا نعرف بالضبط ما حدث أثناء عملية نقل الجينوم)(19)، فكيف يزعم أحد أن العلماء عرفوا من - خلال هذه التجربة - سر وطبيعة الحياة!؟

وربما وقفت كتلةٌ من الجهل تمثلّت في تجاليد إنسان، لتزعم أن الإيجاد من عدم مستحيل عقلًا، وهو لو بذل نفسه في سبيل إثبات هذه الاستحالة لما استطاع، وإنما المسألة تعود إلى عجزه عن تصور هذا الخلق من عدم، وهذا التصور خارج محل النزاع أصلًا، فنحن إذ نقول إن الخلق من عدم ثابتٌ بالعقل، متحققٌ بقدرة الله تعالى، فنحن نقر بقصور العقل البشري عن تصور كيفية هذا الخلق من عدم تفصيلًا!

واستطرادًا أقول إنه قد ورد في الموقع الرسمي لهذا المعهد أنّ البداية لم ينتج عنها أية خلية حية، ومن ثمّ حاول الباحثون تصويب هذا الخطأ، وتبين أن الخطأ في موضع واحد في أحد الجينات (a single base pair deletion in an essential gene)، قد يؤدي إلى فشل العملية(20)، فأين عقول الذين يرون اجتماع جهود الباحثين وأوقاتهم والأموال والمعامل والتجارب، يرون كل هذا يبذل فلا يصح لهم نقل جينوم إلى خلية حية أصلًا، لمجرد وجود خطأ في موضع واحد، أين عقولهم وهم يزعمون أن مكونات الخلية الأولى قد وجدت صدفة؟!

الخلاصة أن القضية واضحةٌ ولا لبس فيها، البشر لن يستطيعوا خلق ذبابةٍ ولا حبةٍ ولا ذرةٍ، والخلق المذكور هو الإيجاد من عدم، على غير مثالٍ سابق، وإنما على مثالٍ أبدعه الخالق، ولا يوجد – ولن يوجد - شيء يمكن التشكيك به في هذا التحدي، وسيظل البشر عاجزون العجز كله عن هذا الخلق، ولن يخرج المخالف في ذلك عن محاولات التضليل والتهويل، التي لا تثبت أمام النقد والتمحيص!

الهوامش:

(1) انظر الخبر في الموقع الرسمي للمعهد:

http://www.jcvi.org/cms/press/press-...te-researcher/

(2) هذا إن صح الخبر، فكم من خبرٍ ذاع وانتشر في الأوساط العلمية ثم تبين أنه كذبٌ لا حقيقةَ وراءه، والغرض منه جمع التمويلات والتبرعات، وربما اقتصر الأمر على طلب الشهرة!

(3) http://www.timesonline.co.uk/tol/new...cle7132299.ece

(4) العلاقات العامة و التغير الاجتماعي و الثقافي: 45.

(5) الإقناع و نشر الأفكار المستحدثة: 293.

(6) http://www.timesonline.co.uk/tol/new...cle7132299.ece

(7) http://abcnews.go.com/Technology/sci...ry?id=10692639

تأمل الاضطراب في هذا العنوان، فلو كانت الخلية نفسها مصطنعة، فما معنى أن يخص الجينوم بالذكر فيجعله مصطنعًا!

(8) http://news.bbc.co.uk/2/hi/science_a...t/10132762.stm

(9) رابط الحوار: http://www.eltwhed.com/vb/showthread.php?t=11601

(10) الجزيرة

(11) http://www.sciencemag.org/cgi/content/full/328/5981/958

(12) ورقة علمية بعنوان:

PREVALENCE OF MYCOPLASMA CAPRICOLUM SUBSPECIES CAPRICOLUM AND MYCOPLASMA PUTREFACIENS IN GOATS IN PISHIN DISTRICT OF BALOCHISTAN

(13) الحج : 73.

(14) متفق عليه.

(15) لسان العرب: مادة خلق.

(16) http://abcnews.go.com/Technology/sci...ry?id=10692639

(17) http://www.washingtonpost.com/wp-dyn...2003336_2.html

(18) http://www.jcvi.org/cms/press/press-...te-researcher/

(19) http://www.washingtonpost.com/wp-dyn...2003336_2.html

(20) http://www.jcvi.org/cms/press/press-...te-researcher



في تصريح تاريخي في علم البيولوجيا والاحياء سمعنا في ماي المنصرم 2010 ، من الدكتور (كريج فينتر) وفريقه خبر خلق اول خلية حية في التاريخ صناعيا ،بواسطة الانسان ، والمستمع للخبر للوهلة الاولى يظن ان معجزة بالفعل قد وقعت وانه تم فعلا خلق حياة جديدة ، ولكن كل هذا كان بسبب الضوضاء الاعلامية لا اكثر ، فعند تدقيقنا في الامر ، نجد ان كل ماقام الدكتور فيجنر هو اقتباس جينوم من بكتيرية بدائية تسمى (مايكوبلازما مايكويدس) وهي بكترية بدائية تصيب المعز ، وقد قام بعزل جينومها وزرعه في خلية اخرى مستقبلة بحيث يصبح للجينوم المزروع السيطرة والتحكم في الخلية المستقبلة .

وهذا العمل الذي قام به لو ابحرنا قليلا في الماضي لوجدنا ان (إيكارد ويمر) الباحث في جامعة ستوني بروك قد ركب صناعيا سنة 2002 الاطلس الوراثي لشلل الاطفال وحينما قام بحقنه لفئران تجارب ، ماتت الفئران ، والاختلاف بين تجربة (ايكارد ويمر) و(الدكتور فيجنر) هو في عدد اجزاء الجينوم فقط فالاول كان يحتوي على 7500 جزء والثاني يضاعفه بمئة مرة ، اذا فكما نرى فلا يوجد أي جديد في المسالة ، فالامر قد حدث سابقا .

فلو ان الدكتور كريج قام بتصميم جينوم انطلاقا من مواد خام ، وقام بتصفيفها وترتيبها وظهرت فيها الحياة بعد اتصالها بالماء ، فهذا هو ما يمكننا ان نصفه بخلق خلية ، اما اخد جينوم جاهز في الطبيعة وزرعه في خلية جاهزة ، فهذا لا يشبه الا زرع الاعضاء ، وعقب هذا الحدث بدائت الانتقادات الموجهة من الاوساط العلمي تتوالى على ماقام به الدكتور كريج وتبين حقيقة ما جرى :

يقول (جيم كولينز) الباحث في الهندسة البيولوجية في جامعة بوسطن « إن ما يقلقني هو أن بعض الناس سيتوصلون إلى استنتاجات بأنهم خلقوا شكلا جديدا من أشكال الحياة». وأضاف « إلا أن ماخلقوه ليس سوى جسم حي يحتوي على جينوم طبيعي تم تركيبه صناعيا. وهذا لا يعتبر خلقا للحياة من العدم، أو خلقا لشكل جديد من أشكال الحياة»


يقول( بول نيرس) عالم الأحياء البريطانى الفائز بجائزة نوبل " عمل فنتر إنجاز كبير..ولكنه ليس خلقا لحياة صناعية..خلق حياة صناعية يتطلب تصنيع خلية كاملة من مواد كيمائية"
http://www.stockwatch.in/experts-don-t- ... aims-26292

ويقول( أندى الينجتون) - عالم احياء تصنيعية بجامعة تكساس "البكتيريا ليس فيها روح..ولم تتغير أى من وظائفها فى هيئتها الصناعية"
http://www.gizmodo.com.au/2010/05/immac ... etic-cell/

ويقول( بى جى راو) - رئيس معهد مومباى للأبحاث الأساسية " هذه التجربة يمكن مضاهاتها بزرع الأعضاء ولكنها لا تضاهى خلق خلية..الخلية الجديدة ببساطة تحمل مادة وراثية صناعية، ولكن كل مكوناتها الأخرى نشأت من الخلية الأصلية الطبيعية .."
http://www.dnaindia.com/scitech/report_ ... ts_1386109

وتقول( كريستينا أجاباكيس) - عالمة أحياء " ما يفرق بين حقيبة من المادة الوراثية وخلية حية متكاثرة ما يزال غير واضح وغير قابل للصنع"
http://www.theatlanticwire.com/opinions ... -Cell-3706

ويقول( ديباك بنتال) - عالم تقنيات الأحياء ونائب رئيس جامعة نيودلهى "فى حالتنا هذه..الخلية الأصلية ينظر لها على أنها مجرد هيكل يحتوى على المادة الوراثية المصنعة ولكن الخلية الأصلية فى الحقيقة أعقد بكثير من كونها مجرد هيكل"
http://lite.epaper.timesofindia.com/mob ... blabel=TOI

ويقول( ديفيد بالتيمور) - عالم وراثة بمعهد كاليفورينا للتكنولوجيا " أعتقد أن كريج فنتر بالغ فى أهمية إنجازه..إنه لم يخلق حياة..فقط قلدها ونسخها"
http://www.christian.org.uk/news/scient ... m-of-life/

وهذا ما قاله (الدكتور كريج) فينتر نفسه بعد الكم الهائل الذي وجه له من الانتقادات "لقد خلقنا أول خلية صناعية..قطعا نحن لم نخلق حياة من العدم لأننا استخدمنا خلية طبيعية لتشغيل المادة الوراثية الصناعية "
http://www.gizmodo.com.au/2010/05/immac ... etic-cell/

اذا فكما راينا فالامر قد ضخم اعلاميا لا اكثر ، وهذا قد قاد الدكتور كريج الى الاعتراف انه لم يخلق أي حياة بنفسه في اخر المطاف ، ولكن هذا التضخيم للخبر هو يكون في صالح بعض المجموعات ذات المذهب المادي التي تجعل من مثل هاته الاخبار طبول وابواقا لتطبل لماديتها الجدلية لا اكثر
خلاضة
ما حدث، هو أن هؤلاء العلماء أخذوا نظام التشغيل الإلهي DNA من إحدى أنواع البكتريا الصغيرة، ووضعوه على الحاسوب، وصنفوا الجينات الموجودة عليه، ثم تلاعبوا بترتيب بعضها لإنتاج شفرة وراثة مختلفة بعض الشيء، ونقلوا هذه الشفرة إلى بكتريا حية بعد تفريغ نواتها من الحمض النووي الأصلي الخاص

بها.. وبعد تجارب ومحاولات مضنية بدأت هذه البكتريا في التكاثر لإنتاج هذا الكائن الذي غيروا جزءا من تركيبه الوراثي.
هذه العملية تؤكد عدة أمور:
1- لا دور لأي صدفة أو عشوائية هنا.. لقد بدأت التجربة بحمض نووي معروف، قام بدراسته وتحليله علماء أفنوا عمرهم في قراءة خريطة الجينوم تحت قيادة رائد الخرائط الجينية البشرية كريغ فنتر، واستخدموا الحاسوب في عملهم، للوصول إلى ترتيب منطقي للجينات في نطاق فهمهم.. هذا يؤكد أن أي تغيير في الحمض النووي يجب أن يكون وراءه عقل واعٍ وتقنية متقدمة وسنوات من البحث، وتجريب طويل مدروس للتعلم من الأخطاء وتلافيها.. كل هذا لا يمكن أن يتوافر لأي صدفة عمياء!
2- لم ينتج الإنسان خلية حية، لكنه نجح في إنتاج أول صبغ (كروموزوم) شبه صناعي، واستخدم الخلايا الحية في ترجمة شفرته للحصول على نوع شبه جديد.. هذا يؤكد لنا من جديد أن الحياة لا تنشأ إلا من الحياة، فالإنسان ما زال عاجزا حتى اليوم عن صناعة بروتين واحد ميت بدون الاستعانة بالخلية الحية.
3- يصف فنتر ما حدث، بأننا حصلنا على كائن حي جديد والده الكمبيوتر.. في الحقيقة هناك تساؤلات كثيرة عن السمات المميزة لهذا الكائن الذي حصلوا عليه، والتي تجعله يختلف عن 9 مليون نوع من المخلوقات التي يقدر وجودها على ظهر الأرض.. هل الاختلاف محدود عن النوع الأصلي الذي تم التلاعب به، مما يجعل النوع الناتج مجرد فرع منه كما يحدث في التغيرات الوراثية؟.. هل النوع الجديد يشبه أيا من الأنواع المعروفة الموجودة؟.. أم أن هذا النوع جديد فعلا ومميز؟.. وما هي قدراته الجديدة؟. هل هو ضار بالنبات أو الحيوان أو الإنسان؟.. هل سيلتهم اللحم أو البلاستيك أو الحديد؟.. هذه مخاوف مرعبة تركها لنا كتاب الخيال العلمي كتحذير في رواياتهم عبر نصف القرن الماضي، وللأسف يبدو أن أحدا لا يستمع إلى هذه التحذيرات.. إن محاولات فنتر ومن معه لإنتاج الأمصال أو الوقود الحيوي بهذه الطريقة قد تنتج الفيروس الذي يقضي على البشرية أو يدمر الحضارة، لأن فهمنا لخريطة الجينوم ما زال ناقصا ومحدودا حتى اليوم!
4- كما أكدنا في أول هذا الموضوع: الإنسان يتعلم من خطة الخلق التي أبدعها الله سبحانه وتعالى في مخلوقاته وبرمجها على أنظمة تشغيلها الوراثية.. إن أول مهندس وراثي موجود على ظهر الأرض منذ مليارات السنين، هو الفيروس، الذي يحقن مادته الوراثية في الخلايا التي يصيبها ليجعلها تعيد إنتاجه، فهذه هي الوسيلة الوحيدة التي يتكاثر بها.. ولقد اقتبس الإنسان هذه التقنية في عملية الاستنساخ، واقتبسها اليوم مرة أخرى لهندسة صبغيات وراثية وحقنها في البكتريا لجعلها تنتج كائنات أخرى.. يمكننا أن نقول اليوم بفخر: إن علم الإنسان تطور أخيرا إلى أن نجح في تقليد الفيروسات J.. وكما قلت سابقا: إن كل علماء الأرض أعجز من أن يكتبوا الشفرة الوراثية التي تحرك جناح بعوضة، وكل ما يعملون في نطاقه إلى الآن، هو التلاعب بشفرات موجودة فعلا ولمخلوقات حية مجهرية.. بالمناسبة: لا أحب تسمية البكتريا بالمخلوقات البدائية، فهي لا تقل إبداعا عن المخلوقات الأخرى.. بل إن الإنسان في مسرته التقنية يبدأ بالأضخم (كالحواسيب العملاقة) ثم يطوره إلى أن يصير أصغر (كالحواسيب الكفية المحمولة، وإرهاصات تقنية النانو).. في الحقيقة، وجود خلية واحدة تقوم بكل العمليات الحيوية التي تقوم بها باقي المخلوقات التي تتركب من تريليونات الخلايا، وتستطيع أن تحافظ على بقاء سلالتها إلى اليوم، هو إبداع يثير الذهول.. لكن أدعياء نظرية التطور الداروينية يجب أن يحقروا من شأن هذه المخلوقات البديعة، لكي يوهمونا بخرافتهم عن التطور المزعوم!
http://www.youtube.com/watch?v=PCSm-5IRwqk

هناك 6 تعليقات:

  1. دائما يتمسك الملحد بالخرافات ليلمع صورته ... كالغريق يتمسك بقشة

    ردحذف

  2. رد مدمغ ورائع جزاك الله خير حبيبي

    ردحذف
  3. احسنت النشر واجدت الصواب

    ردحذف
  4. والله كلامك غاية في الروعة
    جزاك الله خيراً كثيراً
    ان الله تعالى سمى نفسه الخالق لأنه وحده الخالق فعلاً

    ردحذف
  5. الله خالق كل شئ وهو على كل شئٍ قدير❤❤

    ردحذف