الصمام التاجي القلبي Mitral valve بين معجزة فزيائية رياضية و بيولوجية!

يقول الحق جل شأنه : وَفِي خَلْقِكُمْ وَمَا يَبُثُّ مِن دَابَّةٍ آيَاتٌ لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ

إستوقفتني جملة مبهرة لأستاذ الفزياء الحيوية حين قال " القلب ليس مثلنا هو ليس بحاجة لورقة و قلم و حاسبة لحساب الفرق بين الضغط بين غرفتين مختلفتي الحجم حتى يهيئ السرعة المناسبة للتقلص و تدفق السائل المراد توزيعه بينهما ! " ! le cœur sait tout ça et tout seul و نحن نحدق به و هالة من البلادة و اللامبالاة تُخيم على أغلبنا و كأننا عميان لا نقدر قيمة ما ندرس و مانسمع و الله المستعان ..

و هذا ما يتم حسابه و تحديده بشكل دقيق و معقد في كل المضخات الآلية البشرية الصنع ذات النشاط و الهدف الواحد و المستقر ! بينما القلب يستطيع ذلك بشكل عفوي و سريع و إستجابي لأي طارئ ...!

أحد مكونات القلب الصغيرة المهمة جدا "الصمام التاجي" Mitral valve الذي يضبط إتجاه التدفق + صبيبه + سرعته بإحكام و مبهر جدا جدا جدا !! ينفتح أثناء انبساط البطين الأيسر للسماح بتدفق الدم من الأذين الأيسر إلى البطين الأيسر... لأنه خلال هذه المرحلة من الدورة القلبية يكون الضغط في البطين الأيسر أقل من الضغط في الأذين الأيسر و بذلك يتدفق الدم تحت تأثير الفرق الضغطي....

فوق هناك صورة متحركة تظهر عملية الإنبساط و الإنسداد التي تبدو عادية لكنها في الحقيقة دقيقة جدا لأنها تتحكم في مسار الدم و سرعته الذي يجب أن يصل كل كل خلية في الجسد ! المذهل في الأمر هو ردة فعل ووظيفة هذا الصمام الصغير التي تظهر علم مسبق بقوانين فزياء السوائل "ميكانيكا الموائع" بدقة منقطعة النظير ...

و هذا ما يدرس في مادة Fluid mechanics بحسابات معقدة و قوانين محكمة :


و الله يا إخوتي لو تعلمون مدى دقة الحسابات و كثرة التفاصيل التي تتحكم في هذه الظاهرة لإنجاحها من قياس لزوجة السائل و معدل السرعة و فرق الأحجام بين الحجرات و قوة التقلص و سرعته و تصويبه للإتجاه الصحيح ...لسجدتم لله مباشرة الخلاق العليم!! رهبة من عظمته و قدرته و علمه !! يحار الإنسان كيف لقطعة لحم تقدر بسنتمرات أن تتقن بدقة مبهرة ما لم تستطع أية آلة أنتجتها خبرة قرون من تراكمات المعرفة البشرية !

إضافة لذلك هذا الصمام يقوم بالإنسداد للتحكم في الإتجاه الصحيح أيضاً و أي خلل قد يؤدي لعجز قلبي و مرض أشهره Mitral stenosis.

هنا الجزء الأبيض هو الصمام التاجي Mitral valve راقبوا عمله

الإنبساط لتيسير التدفق بسرعة و معدل و صبيب مضبوط

هنا الإنسداد لمنع الدم من الرجوع و حفظا للإتجاه الصحيح الأيسر من الأذين للبطين و تيسيرا دفعه بعد تقلص محكم للصمام !


هنا وجدت موضوعا مفصل للدكتور منصور أبوشريعة العبادي من جامعة العلوم والتكنولوجيا الأردنية :

يقول فيه بالحرف أن الصمامات أكبر معجزة و أقوى رد على عباد الصدف المادية العمياء !!

إن الذي ينظر إلى صور القلب فقط من جوانبه المختلفة يجد فيها لوحات فنية رائعة لا يمل الإنسان من النظر إليها. أما تركيب القلب من الداخل فإن فيه من عجائب التصميم ما لا يخطر على بال أذكى المشتغلين في تصميم المضخات الميكانيكية. إن مجرد وجود الصمامات في القلب تدحض فرية أنه قد تم تصنيعه بالصدفة فالمبدأ الذي يقوم عليه عمل الصمامات تحتاج لقوة عاقلة لكي تكتشفه وأن خطأ بسيطا في تركيب الصمام سيحول دون عمل القلب بالشكل المطلوب.

هنا موضوع مفصل علمي عن القلب للدكتور منصور أبوشريعة العبادي

http://quran-m.com/container.php?fun=artview&id=803


و أيضا أقولها الصمامات ذات هذه الوظيفة التي تستجيب للقوانين الفزيائية التي تحكم السوائل و ميكانيك التقلص مع ضبط فرق الضغط و إستغلاله بشكل واع لحساب رياضي لسرعة التدفق الصحيح ..إلخ يستحيل حتى أن يتخيله عاقل أنه نتاج قوة مادية عمياء غير عاقلة !! و من قال لا فليبدأ بأخذ دروس و أوليات " ميكانيكا الموائع " وحدها قبل دروس الفزيولوجيا... ليسجد رغما عنه لخالق هذا النظام المبهر ..

سَنُرِيهِمْ آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ شَهِيدٌ

بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيّنَاتٌ فِي صُدُورِ الّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ وَمَا يَجْحَدُ بِآيَاتِنَآ إِلاّ الظّالِمُونَ