الجمعة، 9 نوفمبر 2012

الوجود الالهي الجزء الخامس كيف تصل لله



الوجود الإلهي

 

المبحث الخامس: الحكمة والهدف من وراء خلق الإله الخالق لخلقه ومخلوقاته

 

السؤال المطروح:

 

                                      ١)  لماذا خلق الإله الخالق خلقه؟               

                                      ٢)  وماذا يمكن عقلياً ومنطقياً أن يطلب منهم وما هو واجبهم تجاهه؟         

 

 

البحث المنطقي للإجابة:      

 

١)  إن من صفات الإله الخالق الأحد أنه حكيم ورشيد بصورة مطلقة...فلا بد إذن ومنطقي وحتمي أنه خلق الخلق والمخلوقات والأكوان لحكمه عالية وعظيمة ولقد توصلنا في مبحث٣ بند ٨ وفي مبحث ٣ أ إلی أن من صفات الإله أيضاً أنه لا يمكن الإحاطة بعلمه أو بحكمته إلا عن طريق ما يعلمنا به هوه...ومن هذا نستنتج أنه لا يمكننا أبداً  أن نعرف الحكمة العظيمة من وراء الخلق والمخلوقات إلا عن طريق الخالق نفسه وما قد يطلعنا عليه ويبلغنا به هوه...ولا يمكن لعقلنا البشري مهما أوتی أن يحيط بهذه الحكمة العالية إلا من خلال الحكيم المطلق.  هذا إستنتاج عقلي منطقي مؤكد ومقبول.

 

٢)  أما إذا أعملنا العقل والمنطق في ما يمكن أن يطلب الإله الخالق العظيم الأوحد من خلقه...فيمكن أن نتصور أو نتوقع أن يطلب الإله من خلقه أشياء بديهية للعقل والمنطق...فمن المؤكد مثلا ً أن يطلب من خلقه ومخلوقاته الطاعة الكاملة المطلقة...والولاء المطلق...والتضحية المطلقة...والإستسلام المطلق...والتسليم المطلق...والمهابة والتبجيل والإحترام المطلق...والخوف المطلق...والحب المطلق...والوفاء المطلق...والأمانة المطلقة...وعدم الإفساد...والإحسان المطلق...وعدم الإيذاء والإصلاح المطلق...أي وبإختصار موجز العبادة المطلقة لأن العبادة بمعناها الواسع تشمل كل تلك المعاني والمسميات والتعريفات.  هذا هو ما يتوقعه أن يتصوره العقل والمنطق لما يمكن أن يطلبه الخالق من مخلوقاته وخلقه.

 

٣)  أما ما يلزم المخلوقات من واجبات تجاه خالقهم وربهم العظيم الواحد...فعقلياً ومنطقياً يمكن إستنتاج ذلك كما يلي:

 

أولا ً:  محاولة البحث عنه والتعرف عليه ومعرفته والتقرب منه وإنتظار إبلاغه عن نفسه وإظهره لحقيقه ووجوده

 

ثانياً:  طاعته طاعة مطلقة والولاء له مطلقاً وتنفيذ أوامره حرفياً

 

ثالثاً:  مهابته وإحترامه وتجيله

 

رابعاً:  الخوف منه وحبه والوفاء له والسعي للقائه

 

خامساً:  شكره وحمده شكراً مطلقاً وحمداً مطلقاً

 

سادساً:  الإيمان به وبصفاته وتنزيهه عن كل ما يقل عن مرتبته وشأنه كإله واحد عظيم

 

سابقاً:  الإستسلام والتسليم الكامل المطلق له

 

ثامناً:  العيش بسلام مع بقيه خلقه وعدم الإفساد أو الإيذاء أو الخروج عن قوانينه وقواعده

 

تاسعاً:  الإحسان والإصلاح للملكوت ومخلوقاته

 

عاشراً:  التضحية المطلقة في سبيله وسبيل تنفيذ ما يريد ويشأ ويطلب

 

أحد عشر:  تبليغ وجوده والحث علی طاعته وعلی تنفيذ أوامره

 

إثنی عشر:  القبول بمقدراته ومقاديره وقوانينه وأوامره وحكمه وأحكامه والرضا بها والخضوع لها أي بإختصار موجز عبادته عبادة مطلقة...والعبادة بمعناها الواسع الشامل من المخلوق للخالق العظيم تشمل كل هذه النقاط الأثنی عشرة.

 

كل هذا عقلي ومنطقي ولا يمكن لتفكير سليم أن يقبل بغيره أو يأقل منه...كواجب لمخلوق تجاه خالقه وموجده من عدم وراعيه والقائم علی أمره والمهيمن عليه.

 

 

 

ومن البنود السابقة ١ إلی ٣ نستطيع بعد التفكير والتدبر والتدقيق والتمحيص وبإستخدام العقل المجرد والفكر السليم والمنطق الإنساني...نستطيع أن نستنتج الحقيقة الثابتة التالية التي لا يرقی إليها شك ولا تحتمل التخمين أو الظن:

 

 

الإستنتاج الخامس: 

 

          لا بد أن للإله الخالق الأوحد هدف عظيم وحكمة عالية قيمة من وراء خلقه للخلق والمخلوقات ولكن لا يمكن لعقولنا أن تحيط بهذه الحكمة العليا أو ذلك الهدف العظيم إلا من خلال ما يبلغنا به الإله نفسه ويطلعنا عليه.  والعقل والمنطق السليم يستنتج أن يطلب الإله الخالق من مخلوقاته أن يعبدوه عبادة كاملة مطلقة بكل المعنی الشامل والواسع والعام للعبادة كما أوضحنا ، والعقل والمنطق السليم يستنتج أيضاً أنه يجب علی المخلوقات والخلق أن تبحث وتتحری عن خالقها وإلهها وأن تنتظر إعلانه وتبليغه عن نفسه وأن تطيعه وتعبده عبادة كاملة مطلقة بكل المعنی الشامل والواسع والعام والكامل للعبادة كما أوضحنا.  وهذه ضرورة ومنطقية عقلية محتمة وحقيقة واقعة ثابتة يستحيل إنكارها أو إثبات عكسها عقلياً ومنطقياً  وواقعياً.

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق