الأربعاء، 24 أكتوبر 2012

السبب الكافى علة الوجود الولى وحتميتها

السبب الكافى
علة الوجود الولى وحتميتها

اشهر من استدل على وجود الله بدليل السبب الكافي او العلة الكافية هو الفيلسوف العقلاني لايبنز.
يقول لايبنز في كتابه “no fact can be real or existing and no proposition can be true unless there is a sufficient reason”

(Kolak 170)

"لا يمكن لاي حقيقة ان تكون صحيحة او موجودة ولا يمكن لاي افتراض معين ان يكون صحيحا سوى اذا كان هناك سبب كافي "

"... we can find no true or existent fact, no true assertion, without there being a sufficient reason why it is thus and not otherwise, although most of the time these reasons cannot be known to us.

"(The Monadology" (1714

"لا يمكننا ان نصل الى اية حقيقة صحيحة او افتراض صحيح بدون ان يكون هناك سبب كافي يفسر لماذا هي على هذا النحو وليس غيره بالرغم ان هذه الاسباب تكون غير معروفة بالنسبة لنا في غالب الاحيان."


فكل حقيقية ممكنة في الوجود لا بد ان يكون لها سبب كافي يفسر لماذا كانت على هذه الحالة دون غيرها.

وهذا يقودنا الى السؤال :لماذا هناك شيء بدلا من لا شيء ؟


إن النتائج التي تبرهن عنها التجربة تتفسر بأن للنتائج أسباباً. و الحال إن هذه الأسبباب هي ذاتها تحتاج إلى تفسير، أي تحتاج إلى سبب خاصٍ بها. هذا الرجوع بالسبب إلى سبب لا بد أن له حد يقف عنده ، و إلا يصبح العالم من دون تفسير. فإذا كان العالم مدركاً بالعقل، فإنه يجب أن يكون بالإمكان العودة به إلى سبب أول، سبب ليس له هو ذاته سبب. و هذا ما ندعوه الله.

كل موجودX ,اذا كان X موجودا,فحتما هناك علة كافية تفسر لماذا X موجود .

بعبارة اخرى كل حدث Y اذا حدث Yفحتما هناك سبب كافي يفسر لماذا حدث Y.


صياغة الدليل :

1.كل شيء موجود له تفسيرلوجوده سواء في ضرورته الطبيعية او سبب خارجي.

2.اذا كان للكون تفسير فلا بد ان يكون الله

3.الكون موجود

4.الكون له تفسير لوجوده.

5.التفسير الصحيح لوجود الكون هو الله .


المقدمتين 1 و 3 تقودان الى النتيجة 4 .4و2يقودان الى النتيجة 5.


المقدمة 1 هي تعبير عن قانون السبب الكافي والذي مفاده ان كل شيء موجود لا بد ان يكون له سبب كافي يفسر وجوده على هذا الحال دون غير سواء كان هذا السبب نابع من ضرورته الطبيعية او سبب خارجي يتوقف عليه وجوده ,على سبيل المثال يمكنك تصور عدم وجود الكون دون الوقوع في تناقض منطقي فلا يوجد ضرورة منطقية تثبت ان الكون حتما لا بد ان يكون موجودا ,مثال اخر هو القوانين الفيزيائية التي تحكم الكون فلا يحكم العقل باستحالة عدم وجود قوانين اخرى غير التي تحكم الكون وهذا غير دليل على ان القوانين الكونية غير حتمية الوجود ومادامت كذلك فحتما هناك سبب خارجي يفسر وجود الكون.


النتيجة2.نتيجة واضحة وتعني ان الكون موجود ولكنه ممكن الوجود وجوده غير حتمي فيلزم من هذا ان هناك سبب خارجي يفسر وجود الكون هو سبب كل الاسباب التي تحدث في الكون حتى وان كان الكون ازليا!

لماذا ؟هنا اقتبس قول الاستاذ عبد الواحد

"الفكرة بكل بساطة تبدأ بالتسليم للملحد بما يقول (أي تسلسل غير عاقل، قديم وتلقائي وجبري ..)

ثم تسأليه عن العامل الذي يفرض توقيت حدث معين (1) في الكون؟

سيجيب: السبب يرجع لتوقيت مجموع العلل (2) التي سبقت (1).

ومن فرض توقيت (2)؟ سيجيب : توقيت مجموع العلل (3) التي سبقت (2).... إلخ..

لنعود بالأسباب الى ما لا نهاية في هذا التسلسل دون أن نصل الى عامل يبرر ذلك التوقيت.

وهذا يعني عدم وجود أي سبب ذاتي في الكون يفرض حتما توقيت حاضرنا.

وهذا دليل كاف أن العالم الجبري القديم يستحيل أن يكون قائما بذات.. لأنه لا توجد في الجبر نتائج غير حتمية."


وغياب الحتمية في سلسلة لا متناهية من الممكنات دليل على وجود ارادة حرة ازلية هي سبب التوقيت الغير حتمي لحلقات التسلسل اللانهائي!!ودليل على موجود ازلي مخالف للحوادث لانك مهما رجعت الى الوراء فانك لن تجد اي علة في السلسلة الازلية من الممكنات التي يمكن ان تفسر لك لماذا هي على هذا النحو وليس غيره !!!.

فكيف يخرج الملحد من هذا المازق ؟!!!

ازلية الكون التي يتشدق بها تقود الى حتمية وجود ازلي !!!!

يقول لايبنز :"Hence it is evident that even by supposing the world to be eternal, the recourse to an "ultimate cause of the universe beyond this world, that is, to God, cannot be avoided.

("On the Ultimate Origination of the Universe" 1697)

"حتى مع افتراض ازلية الكون فالسبب النهائي للكون الذي هو الله لا يمكن ان تجنبه"


المقدمة3.مقدمة بديهية لا ينكرها الا من يشك في البديهيات العقلية وهذا مجنون لا نقاش معه.

قوة الدليل :


هذا الدليل لا يتطرق الى قضية حدوث الكون بل يمكن للملحد ان يدعي ما يشاء ويقول ان الكون ازلي غير مسبوق بعدم وان هناك سلسلة لا متناهية من الممكنات ومع كل هذا فسيجد نفسه مضطرا ان يقبل بوجود موجود خارج عن السلسة الغير المتناهية من الاحداث الممكنة والذي لولاه لما وجدت ولا بد ان يكون هذا الموجود ازلي وجوده مستمد من ذاته وكل شيء متوقف عليه لان الكون ممكن الوجود يقبل الوجود والعدم ليس وجوده ضروري ولا حتمي بل يمكن تصور عدمه لانه على سبيل المثال لا الحصر لا توجد أي علة تامة في الكون تفرض توقيت أحداثه.


يقول لايبنز:

"However far you turn back...you will never discover in any or all of these states the full reason why there is a world rather than nothing, nor why it is such as it is."

"On the Ultimate Origination of the Universe" (1697):

"مهما عدت بالاحداث الى الماضي فانك لن تكتشف في اي من الاحداث السبب الكافي الذي يفسر لماذا هناك شيء بدلا من لاشيء ولماذا

 

Let us suppose the book of the elements of geometry to have been eternal, one copy always to have been written down from an earlier one; it is evident that, even though a reason can be given for the present book of a past one, nevertheless out of any number of books taken in order going backwards we shall never come upon a full reason... why there are books at all, and why they were written in this manner.'

On the Ultimate Origination of Things .G. W. Leibniz

لنفترض ان كتاب العناصر الهندسية موجود منذ الازل وكل نسخة من هذا الكتاب تم كتابتها من النسخة السابقة فمن الواضح جدا انه بالرغم اننا نستطيع ان نفسر الكتاب الحالي الذي هو نسخة للكتاب القديم فلن نحصل على تفسير كامل ...فالسؤال يبقى مطروح لماذا هناك اصلا كتب ؟ولماذا تم كتابتها على هذه الطريقة ؟

فنفس المثال يمكن تطبيقه على الكون فبعد ان تقول ان الحدث 1 حدث نتيجة 2 وهكذا الى ما لا نهاية .......في النهاية لن تخصل على تفسير كامل للكون وتواجه السؤال :لماذا هناك شيء بدلا من لا شيء ؟ ولماذا الكون منظم على هذه الطريقة حيث ان المادة لا تخالف القوانين الكونية لماذا لا تخضع لقوانين اخرى ممكنة عقلا ؟

وهنا يؤمن لايبنز بحتمية وجود ازلي فيقول

'''The reasons of the world then lie in something extra-mundane, different from the chain of states, or series of things, whose aggregate constitute the world... something which is of absolute or metaphysical necessity, for which no reason can be given.''

On the Ultimate Origination of Things .G. W. Leibniz

الترجمة بتصرف

فلا بد ان يكون سبب الكون سبب خارجي اي خارج عن السلسلة الازلية للمكنات العقلية ولا بد ان يكون مختلفا عنها وجوده حتمي ولا يحتاج الى تفسير.


 أدله شبيهه

( إن كل متحرك لا بد له من مُحرِك، وهذا المُحِرك لا يمكن أن يحتاج إلى محرك آخر يستمد حركته من غيـره، وإلا لتسلسل الأمر إلى غير نهاية؛ فلا بد من أن ينتهي الأمر إلى محرك أولي أزلي يُحرِّك ولا يتحرك، أو يفعل في غيره ولا ينفعل بغيره، وإلا لَمَا كان أولًا،  وما وجدت الحركة

وذلك المحرك الأول هو الاله ).

(إن لكل متغير لابد له مُغير يؤثر فيه ولا يتأثر
ولازال التغير قائما الي ان تصل الي مغير اولي يؤثر ولا يتأثر في اصل الحركه في الكون وهذا المغير هو الاله
و منه تُستمد القوي تغيرها
الا لما وجدت صفة التغيير و التغير في الكون)

(إن كل شكل مُشَكَّل لابد له من مُشَكِل و هذا المُشَكِّل يُشَكِل ولا يَتَشَكَّل و لازال التَشَكُّل و المُشَكِل قائمان الي أن تصل الي مُشَكِل أولي ازلي  يُشَكِل و لا يَتَََشَََكَّل و هذا هو الاله او العله الاولي

الا لما تواجد

التَشكيل والاشكال في الكون )
إن كل شكل مُشَكَل ( بضم الميم وفتح الشين وفتح الكاف مع الشدة ) لابد له من مُشَكِل ( بضم الميم مع فتح الشين وكسر الكاف مع الشدة ) و هذا المُشَكِل ( بضم الميم مع فتح الشين وكسر الكاف مع الشدة) يُشَكِل ( بضم الياء وفتح الشين كسر الكاف مع الشدة )ولا يَتَشَكَل ( بفتح الياء وفتح التاء وفتح الشين وفتح الكاف مع الشدة ) و لازال التَشَكُل ( بفتح التاء مع الشدة وفتح الشين وضم الكاف مع الشدة ) و المُشَكِل ( بضم الميم وفتح الشين وكسر الكاف مع الشدة ) قائما الي ان تصل الي مُشَكِل ( بضم الميم وفتح الشين وكسر الكاف مع الشدة ) اولي ازلي يُشَكَل ( بضم الياء وفتح الشين وفتح الكاف ) و لا يَتَََشَََكل ( بفتح الياء والشين والكاف ) و هذا هو الاله او العله الاولي

الا لما تواجد التَشَكيل والاشكال في الكون )

(ان كل ناقص مفتقر و كل مفتقر محتاج

و لازال الاحتياج قائما الي ان تصل الي عله اولي لا تحتاج غير مفتقره الا لما وجدت القائم بذاته الذي سيقيم الذوات)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق