الأحد، 23 سبتمبر 2012

من كتاب الله يتجلى في عصر العلم(النتيجة الحتمية )

قال لورد كيفلي - وهو من علماء الطبيعة البارزين في العالم- هذه العبارة القيمة
(اذا فكرت تفكيراً عميقاً فإن العلوم سوف تضطرك إلى الاعتقاد في وجود الله )
ولا بد أن أعلن عن موافقتي كل الموافقة على هذه العبارة

إن ملاحظة هذا الكون ملاحظة تقوم على الخبرة والذكاء وتدبر ما نعرفه عنه من جميع النواحي سوف تقودنا إلى التسليم بوجود ثلاثة عوالم من الحقائق هي
العالم المادي (المادة )  - والعالم الفكري (العقل) - والعالم الروحي (الروح)ا
وان ما تقدمه الكيمياء في هذا الميدان لا بد أن يكون محدوداً لأنه قليل من كثير في هذا المجال والكيمياء بحكم اختصاصها بدراسة التركيب والتغيرات التي تطرأ على المادة بما في ذلك تحول المادة إلى طاقة وتحول الطاقة إلى مادة تعد من العلوم المادية التي ليس لها صلة بعالم الروحيات فكيف إذن يتسنى للكيمياء أن تقدم دليل مادي على وجود الله الذي خلق هذا الكون ؟
وكيف ينتظر منها أن تختبر الفرض الذي يدعي أن هذا الكون قد نشأ بمحض المصادفة وأن المصادفة هي التي تدبره ةتديره وأن جميع ما يحدث فيه يتم بالطريقة العشوائية؟
إننا لنرا أن التطورات الهامة التي تمت في جميع العلوم الطبيعية خلال المائة السنة الأخيرة بما في ذلك الكيمياء قد حدثت بسبب استخدام الطريقة العلمية في المادة والطاقة  وعندما استخدام هذه الطريقة تبذل كل الجهود للتخلص من كل احتمال من الاحتمالات الممكنة التي تجعل النتيجة التي نصل إليها راجعة إلى محض المصادفة وقد أثبتت جميع الدراسات العلمية بصورة ثبتت في الماضي ولا تزال ثابتة في الحاضر أن سلوك أي جزء من أجزاء المادة مهما صغر أو تضاءل حجمه لايمكن أن يكون سلوكاً عشوائياً بل إنه على نقيض ذلك يخضع لقوانين طبيعة محددة وفي كثير من الأحيان يتم اكتشاف القانون قبل اكتشاف أسبابه أو فهم طريقة عمله بفترة طويلة من الزمن ولكن بمجرد معرفة القانون وتحديد الظروف التي يعمل في ظلها يثق الكيمويون فيه كل الثقة ويظل القانون عاملاً  ومؤدياً إلى نفس النتائج
وليس من العقل أن يكون لدى الكيمويين كل هذه الثقة في القوانين الطبيعية لو أن سلوك المادة والطاقة كان من النوع العشوائي الذي تتحكم فيه المصادفة
وعندما يتم أخيراً إدراك الأسباب التي تجعل هذا القانون الطبيعي عاملاً وتفسر لنا حقيقته فإن أي أثر لفكرة العشوائية أو المصادفة في سلوك المادة أو الطاقة سوف يندثر انداثاراً تاماً
ومنذ مايزيد عن مائة سنة تقريباً رتب العالم الروسي مانداليف العناصر الكيموية تبعاً لتزايد أوزانها الذرية ترتيباً دورياً وقد وجد أن العناصر التي تقع في قسم واحد تؤلف فصيلة واحدة ويكون لها خواص متشابهة فهل يمكن إرجاع ذلك إلى مجرد المصادفة ؟
وكذلك تمكن العلماء بفضل هذا الترتيب أن يتنبأوا بوجود عناصر لم يكن البشر قد توصلوا إليها بعد بل أمكن التنبؤ بخصوص هذه العناصر المجهولة وتحديدها تحديداً دقيقاً ثم صدقت نبوءاتهم في جميع الحالات فاكتشفت العناصر المجهولة وجاءت صفاتها مطابقة كل المطابقة للصفات التي توقعوها فهل يبقى بعد ذلك مكان للاعتقاد في أن أمور هذا الكون تجري على أساس المصادفة ؟ إن اكتشاف ماندليف لا يطلق عليه اسم المصادفة الدورية ولكنه يسمى ( القانون الدوري

 وهل يمكن أن نفسر على أساس المصادفة ما وصفه وتوصل إليه العلماء السابقون من تفاعل عنصر (أ) مع ذرات عنصر (ب) وعدم تفاعلها مع عنصر (ج) ؟    الجواب : كلا
إنهم قد فسروا ذلك على أساس أن هنالك نوعاً من الميل أو الجاذبية منعدم بين ذرات عنصر (أ) وذرات العنصر (ج)
وقد عرف العلماء كذلك أن سرعة التفاعل بين ذرات المعادن القلوية والماء مثلاً تزداد بازدياد أوزانها الذرية بينما تسلك عناصر الفصيلة الهالوجينية سلوكاً مناقضاً لهذا السلوك كل المناقضة ولا يعرف أحد سبب هذا التناقض ومع ذلك فإن أحداً لم يرجع ذلك إلى محض المصادفة أو يظن أنه ربما يتعدل سلوك هذه العناصر بعد شهر أو شهرين أو تبعاً لاختلاف الزمان أو المكان أو يخطر بباله أن هذه الذرات ربما لا تتفاعل بنفس الطريقة أو بطريقة عكسية أو طريقة عشوائية

وقد أثبت اكتشاف تركيب الذرة أن التفاعلات الكيموية التي نشاهدها والخواص التي نلاحظها ترجع إلى وجود قوانين خاصة وليست محض مصادفة عمياء
انظر إلى العناصر الكيموية المعروفة التي يبلغ عددها اثنين بعد المائة ولاحظ مابينها من أوجه التشابه والاختلاف العجيبة فمنها الملون وغير الملون وبعضها غاز يصعب تحويله إلى سائل أو صلب وبعضها سائل والآخر صلب يصعب تحويله إلى سائل أو غاز وبعضها هش والآخر شديد الصلابة وبعضها خفيف والآخر ثقيل وبعضها موصل جيد والآخر رديء التوصيل وبعضها مغناطيسي  وبعضها يكون أحماضاً والآخر يكون قواعد وبعضها معمر والآخر لا يبقى إلا لفترة محدودة من الزمان ومع ذلك فإنها جميعاً تخضع لقانون واحد هو القانون الدوري الذي أشرنا إليه

ومع ما يبدو من التعقيد في تركيب كل ذرة من ذرات العناصر العديدة فإنها تتكون جميعاً من نفس الأنواع الثلاثة من الجزيئات الكهربية وهي
البروتونات الموجبة      -     والالكترونات السالبة    - والنيوترونات والتي يعتبر كل منها ناشئاً عن اتحاد بروتون واحد+ إلكترون واحد
وجميع البروتونات والنيوترونات التي بالذرة الواحدة تقع في نواة مركزية
أما الالكترونات فإنها تدور حول محاورها في مدارات مختلفة حول النواة وعلى أبعاد شاسعة منها مكونة ما يشبه مجموعة شمسية مصغرة وعلى ذلك فإن معظم حجم الذرة يعتبر فراغ كما هي الحال في المجموعة الشمسية



ونستطيع أن نبسط الأمر فنقول إن الفرق بين ذرة عنصر معين وعنصر آخر يرجع إلى الفرق في عدد البروتونات والنيوترونات التي بالنواة وإلى عدد وطريقة تنظيم الالكترونات في خارج النواة



وعلى ذلك فإن ملايين الأنواع من المواد المختلفة سواء أكانت عناصر أم مركبات تتألف من جزيئات كهربية ليست في الواقع إلا مجرد صور أو مظاهر من الطاقة والمادة بوصفها تتكون من مجموعات من الجزيئات والذرات والجزئيات و الذرات ذاتها والإلكترونات والنيوترونات التي تتألف منها الذرات والكهرباء والطاقة ذاتها إنما تخضع جميعاً لقوانين معينة وليست وليدة المصادفة بحيث يكفي عدد قليل جداً من ذرات أي عنصر للكشف عنه ومعرفة خواصه وعلى ذلك فإن الكون المادي يسوده النظام وليس الفوضى وتحكمه القوانين وليس المصادفة أو التخبط

فهل يتصور عاقل أو يفكر أو يعتقد أن المادة المجردة من العقل والحكمة قد أوجدت نفسها بنفسها بمحض المصادفة ؟ أو أنها هي التي أوجدت هذا النظام وتلك القوانين ثم فرضته على نفسها؟ لا شك أن الجواب سوف يكون سلبياً بل إن المادة عندما تتحول إلى طاقة أو تتحول الطاقة إلى مادة فإن كل ذلك يتم طبقاً لقوانين معينة والمادة الناتجة تخضع لنفس القوانين التي تخضع لها المادة المعروفة التي وجدت قبلها 

وتدلنا الكيمياء على أن بعض المواد في سبيل الزوال أو الفناء ولكن بعضها يسير نحو الفناء بسرعة كبيرة والآخر بسرعة ضئيلة وعلى ذلك فإن المادة ليست أبدية ومعنى ذلك أيضاً أنها ليست أزلية إذ أن لها بداية وتدل الشواهد من الكيميا وغيرها من العلوم على أن بداية المادة لم تكن بطيئة أو تدريجية بل وجدت بصورة فجائية وتستطيع العلوم أن تحدد لنا الوقت الذي نشأت فيه المواد وعلى ذلك فإن هذا العالم المادي لا بد أن يكون مخلوقا وهو منذ أن خلق يخضع لقوانين وسنن كونية محددة ليس لعنصر المصادفة بينها مكان

فإذا كان هذا العالم المادي عاجزاً عن أن يخلق نفسه أو يحدد القوانين التي يخضع لها فلا بد أن يكون الخلق قد تم بقدرة كائن غير مادي
وتدل الشواهد جميعاً على أن هذا الخالق لا بد أن يكون متصفاً بالعقل والحكمة إلا أن العقل لا يستطيع أن يعمل في العالم المادي كما في ممارسة الطب والعلاج السيكولوجي دون أن يكون هنالك إرادة ولا بد لمن يتصف بالارادة أن يكون موجوداً وجوداً ذاتياً وعلى ذلك فإن النتيجة المنطقية الحتمية التي يفرضها علينا العقل ليست مقصورة على أن لهذا الكون خالقاً فحسب بل لا بد أن يكون هذا الخالق حكيماً عليماً قادراً على كل شيئ حتى يستطيع أن يخلق هذا الكون وينظمه ويدبره ولا بد أن يكون هذا الخالق دائم الوجود تتجلى آياته في كل مكان وعلى ذلك فإنه لا مفر من التسليم بوجود الله خالق  هذا الكون وموجهه كما أشرنا إلى ذلك في بداية هذا المقال
إن التقدم  الذي أحرزته العلوم منذ أيام   لورد كيلفن    يجعلنا نؤكد بصورة لم يسبق لها مثيل ما قاله من قبل من اننا إذا فكرنا تفكيراً عميقاً فإن العلوم سوف تضطرنا إلى الإيمان بالله


رابط الكتاب

http://v1.arabsh.com/vybewuib9j6c.html


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق