الثلاثاء، 31 يوليو 2012

ﺃَﻭَﻟَﻢْ ﻳَﺮَﻭْﺍْ ﺃَﻧَّﺎ ﻧَﺄْﺗِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽَ ﻧَﻨﻘُﺼُﻬَﺎ ﻣِﻦْ ﺃَﻃْﺮَﺍﻓِﻬَﺎ ﻭَﺍﻟﻠّﻪُ ﻳَﺤْﻜُﻢُ ﻻَ ﻣُﻌَﻘِّﺐَ ﻟِﺤُﻜْﻤِﻪِ



ﺃَﻭَﻟَﻢْ ﻳَﺮَﻭْﺍْ ﺃَﻧَّﺎ ﻧَﺄْﺗِﻲ ﺍﻷَﺭْﺽَ ﻧَﻨﻘُﺼُﻬَﺎ ﻣِﻦْ
ﺃَﻃْﺮَﺍﻓِﻬَﺎ ﻭَﺍﻟﻠّﻪُ ﻳَﺤْﻜُﻢُ ﻻَ ﻣُﻌَﻘِّﺐَ ﻟِﺤُﻜْﻤِﻪِ

:( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {41}) (سورة الرعد).
جاءت هذه الآية الكريمة في خواتيم سورة الرعد, وهي السورة الوحيدة من سور القرآن التي تحمل اسم ظاهرة من الظواهر الجوية, وتتحدث تلك السورة عن بعض الظواهر الطبيعيه مثل البرق والرعد والصواعق والمطر

ثم تأتي الآية الكريمة التي نحن بصددها ناطقة بحقيقة كونية يقول عنها ربنا( تبارك وتعالى) أو :( أَوَلَمْ يَرَوْاْ أَنَّا نَأْتِي الأَرْضَ نَنقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللّهُ يَحْكُمُ لاَ مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ {41})
ويتكرر معني هذه الآية الكريمة مرة أخري في سورة الأنبياء والتي يقول فيها ربنا( تبارك وتعالى):( بل متعنا هؤلاء وآباءهم حتى طال عليهم العمر أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون)(الأنبياء:44).

وهنا يبرز التساؤل المنطقي: ما هو معني إنقاص الأرض من أطرافها في هاتين الآيتين الكريمتين؟ وما هو مغزى دلالتها العلمية والمعنوية؟ وقبل الخوض في ذلك لابد من استعراض سريع لشروح المفسرين.
شروح المفسرة لمعني إنقاص الأرض من أطرافها
في تفسير قول الحق( تبارك وتعالى): أولم يروا أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها ذكر ابن كثير قول ابن عباس(رضي الله عنهما): أو لم يروا أنا نفتح لمحمد صلى الله عليه وسلم الأرض بعد الأرض,
وقوله في مقام آخر: إنقاصها من أطرافها هو خرابها بموت علمائها, وفقهائها, وأهل الخير منها

وقال ابن كثير: والقول الأول أولي, وهو ظهور الإسلام علي الشرك قرية بعد قرية, كقوله تعالى :( ولقد أهلكنا ما حولكم من القرى) الآية, وأشار إلى أن هذا هو اختيار ابن جرير.

ولكن هناك تفسير جديد يتضمن العلم وهو ان الارض ككوكب او كيابس تتناقص فعليا من الاطراف.
من الدلالات العلمية لإنقاص الأرض من أطرافها
ترد لفظة الأرض في القرآن الكريم بمعني الكوكب ككل, كما ترد بمعني اليابسة التي نحيا عليها من كتل القارات والجزر البحرية والمحيطية, وإن كانت ترد أيضا بمعني التربة التي تغطي صخور اليابسة. ولإنقاص الأرض من أطرافها في إطار كل معني من تلك المعاني عدد من الدلالات العلمية التي نحصي منها ما يلي:
أولا: في إطار دلالة لفظة الأرض علي الكوكب ككل:
في هذا الإطار نجد ثلاثة معان علمية بارزة يمكن إيجازها فيما يلي:
(أ) إنقاص الأرض من أطرافها بمعني انكماشها علي ذاتها وتناقص حجمها باستمرار:
ويقدر حجم الارض بأكثر من مليون مليون كم3. وتفيد الدراسات أن أرضنا مرت بمراحل متعددة من التشكيل منذ انفصال مادتها عن سحابة الدخان الكوني التي نتجت عن عملية الانفجار العظيم عبر سديم الدخان الذي تولدت عنه مجموعتنا الشمسية, وبذلك خلقت الأرض الابتدائية التي لم تكن سوي كومة ضخمة من الرماد ذات حجم هائل يقدر بمائة ضعف حجمها الحالي علي الأقل,وكانت الارض تتكون من رماد كونى خفيف ولكنها تعرضت لمجموعه من النيازك الثقيله التى اندفعت نحو مركز الارض مكونه سبع أرضين علي النحو التالي:
1-لب صلب داخلى
2ـ نطاق لب الأرض السائل( الخارجي)
3ـ النطاق الأسفل من وشاح الأرض( الوشاح السفلي)
4ـ النطاق الأوسط من وشاح الأرض( الوشاح الأوسط)
5ـ النطاق الأعلى من وشاح الأرض( الوشاح العلوي)
6ـ النطاق السفلي من الغلاف الصخري للأرض
7ـ النطاق العلوي من الغلاف الصخري للأرض( قشرة الأرض):

هذا التاريخ يشير إلى أن حجم الأرض الابتدائية كان علي الأقل يصل إلى مائة ضعف حجم الأرض الحالية والمقدر بأكثر قليلا من مليون مليون وثلاثمائة وخمسين كيلومترا مكعبا وأن هذا الكوكب قد أخذ منذ اللحظة الأولي لخلقه في الانكماش علي ذاته من كافة أطرافه. وكان انكماش الأرض علي ذاتها سنة كونية لازمة للمحافظة علي العلاقة النسبية بين كتلتي الأرض والشمس, هذه العلاقة التي تضبط بعد الأرض عن الشمس, ذلك البعد الذي يحكم كمية الطاقة الواصلة إلينا.زمن هنا, اتضحت لنا الحكمة من استمرارية تناقص الأرض وانكماشها علي ذاتها أي تناقصها من أطرافها. ولو زادت الطاقة التي تصلنا من الشمس عن القدر الذي يصلنا اليوم قليلا لأحرقت الارض ولو قلت قليلاً لتجمدت الارض

ومن الثابت علميا أن الشمس تفقد من كتلتها و للمحافظة علي المسافة الفاصلة بين الأرض والشمس لابد وأن تفقد الأرض من كتلتها وزنا متناسبا تماما مع ما تفقده الشمس من كتلتها
وبذلك تنقص الكرة الارضيه من الاطراف كما تنقص الشمس.
(ب) إنقاص الأرض من أطرافها بمعني تفلطحها قليلاً عند القطبين, وانبعاجها قليلاً عند خط الاستواء:
في زمن الخليفة المأمون قيست المسافة المقابلة لكل درجة من درجات خطوط الطول في كل من تهامة والعراق, واستنتج من ذلك حقيقة أن الأرض ليست كاملة الاستدارة, وقد سبق العلماء المسلمون الغرب في ذلك بثمانية قرون علي الأقل لأن الغربيين لم يشرعوا في قياس أبعاد الأرض إلا في القرن السابع عشر الميلادي, حين أثبت نيوتن نقص تكور الأرض وعلله بان الجاذبيه الناشئه عن دوران الارض منخفضه عند الاستواء ومتزايده عند القطبين مما ادى لتفلطح القطبين ونقص استدارتهما


اذا فالارض تنقص من قطبيها

(جـ) إنقاص الأرض من أطرافها بمعني اندفاع قيعان المحيطات تحت القارات وانصهارها وذلك بفعل تحرك ألواح الغلاف الصخري للأرض:
.تتكون القشرة الارضيه من الواح متراصه الا ان هذه الالواح وجد انها تتحرك متقاربه من بعضها او متباعده عن بعضها

والاشمل انها تتقارب من بعض حتى انها تصطدم ببعظها مؤديه تناقص مساحه الالواح

ويشاهد هذه الظاهرة فى الالواح المحيطيه مما ينتج عنه ظاهرة تسونامى التى تؤدى لتقليص حجم الالواح واختفاء جزر كانت موجوده
قد يحدث هذا التصادم بقوة نشعر بها مثل تسونامى او بقوة ضعيفه لا نشعر بها

اذا فالارض تنقص من اطرافها حيث يقل مساحه الالواح المكونه لقشرة الارض

ثانيا: في إطار دلالة لفظ الأرض علي اليابسة التي نحيا عليها:
في هذا الإطار نجد معنيين علميين واضحين نوجزهما فيما يلي:
(أ) إنقاص الأرض من أطرافها بمعني أخذ عوامل التعرية المختلفة من المرتفعات وإلقاء نواتج التعرية في المنخفضات من سطح الأرض حتى تتم تسوية سطحها:
المعروف عن طوبوغرافيا الارض انها ليست مسطحه بل تعلوها المرتفعات وتحدها المنخفضات
وتتكون المرتفعات من جبال وهضاب
ومن الملاحظ ان حجم هذه المرتفهات يقل بفعل عوامل التعريه مما يؤدى لنقصان حجمها
اذا فالارض تنقص من اطراف مرتفعاتها


(ب) إنقاص الأرض من أطرافها بمعني طغيان مياه البحار والمحيطات علي اليابسة وإنقاصها من أطرافها:
من المعروف قديما ان مساحه اليابسه على الارض كانت عبارة عن كتله واحده تحدها المحيطات من كل الجهات ثم بدات بالانفصال مكونه القارات الموجوده حاليا ولكن وجد ان مساحه المحيطات تزداد حيث وجد ان مساحه البحر الاحمر تزداد بمعدل 2ملى كل عام بينما تزيد مساحه المحيط الاطلنطى بمعدل 12ملى كل عام قد تبدوا هذه النسب بسيطه ولكن بمقارنتها بعمر الارض وجد انها ستؤدى لتاكل القارات من سواحلها

وهذا ما تعانى منه السواحل الامريكيه حاليا

اذا فالارض تتناقص من اطراف سواحلها

ثالثا: في إطار دلالة لفظ الأرض علي التربة التي تغطي صخور اليابسة:
(أ) إنقاص الأرض من أطرافها بمعني التصحر:



هذه المعاني الستة( منفردة أو مجتمعة) تعطي بعدا علميا رائعا لمعني إنقاص الأرض من أطرافها, ولا يتعارض ذلك أبدا مع الدلالة المعنوية للتعبير, بمعني خراب الأرض الذي استنتجه المفسرون, بل يكمله ويجليه. وعلي عادة القرآن الكريم تأتي الإشارة الكونية بمضمون معنوي محدد, ولكن بصياغة علمية معجزة, تبلغ من الشمول والكمال والدقة ما لم يبلغه علم الإنسان, فسبحان الذي أنزل من قبل ألف وأربعمائة سنة هذه الإشارة العلمية الدقيقة إلى حقيقة إنقاص الأرض من أطرافها, وهي حقيقة لم يدرك الإنسان شيئا من دلالاتها العلمية إلا منذ عقود قليلة, وقد يري فيها القادمون فوق ما نراه نحن اليوم, ليظل القرآن الكريم مهيمنا علي المعرفة الإنسانية مهما اتسعت دوائرها, وتظل آياته الكونية شاهدة باستمرار علي أنه كلام الله الخالق, وشاهدة للنبي الخاتم والرسول الخاتم الذي تلقاه بأنه( صلى الله عليه وسلم) كان موصولا بالوحي, ومعلما من قبل خالق السماوات والأرض

تقلص مساحة وحجم الأرض ككل :
يرى العلماء أن الأرض خلال تطورها عانت انكماشا فى باطنها Interior وتقلص فى مساحة القشرة أو الغلاف الصخرى أو السطح بالتبعية وهو ما يقدم تفسيرا لما يسمى مناطق الانضغاط Compression Zones فى القشرة ، وهو ما ينشأ عنه إلتواء أو تشوه فى الغلاف الصخرى ، ويمكن تشبيه ذلك بالتفاحة إذا تركت لتجف وتتقلص withering Apple نتيجة فقدان الرطوبة فإن تقلص باطنها بالنسبة للغلاف أو القشرة يؤدى الى حدوث تجعد wrinkles أو انثناءات فى هذه القشرة ويقلص من مساحتها . وتعطى التقديرات لهذا الانضغاط ، بحسب Quarterly Journal Of Geological Society ، خلال العصور الألبية Alpine والهرسينية Hercynian والكاليدونية Caledonian وكذا على أقل تقدير آخر ثلاث مراحل قبل كامبرية Pre-Cambrian مقادير للإنكماش فى محيط الأرض يقدر بـ 3000 كم أو ربما أكثر

http://wiki.answers.com/Q/Was_the_earth_larger_in_the_past


هناك 3 تعليقات:

  1. بسم الله الرحمن الرحيم
    اللهم صلى على محمد وعلى اله وصحبه وسلم صحيح ان العلماء اختلفوا في تفسير هذه الظاهرة الكونية وهنا احب ان اوضح للجميع عن اسباب تناقص اطراف الارض حيث ان هذا يعود لقوله تعالى ( هو الاول والاخر والظاهر والباطن ....) الحديد : 3 ) فلو نظرنا للكرة الارضية لتبين لنا انه مبارك فيها باسم الله الاعظم ( الله ) في الشام وما حولها ومبارك باسم الله ( اكبر ) في اليمن وما حولها .لهذا فان الارض تتناقص حتى يصل هذا النقصان الى اسم الله الاعظم فهو اخر ما يرفع من الارض وهذا اعلان بنهاية الكون وللمزيد من المعلومات زيارة صفحتنا ( ظواهر القران حجة ) ففيها الكثير من الاسرار الربانية العجيبة فهناك ترابط بين ( الله اكبر ).

    ردحذف
  2. سبحان الله (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى)

    ردحذف
  3. (وما ينطق عن الهوى، إن هو إلا وحي يوحى، علمه شديد القوى)

    ردحذف