الصفحات

السبت، 6 سبتمبر 2014

تناغم(ظبط) الشفرة الجينة الدقيق.


تناغم(ظبط) الشفرة الجينة الدقيق.....

ribosomal frameshift signal.jpg

يعتبر  Francis Crick الشفرة الجينية الموجودة في الطبيعة "حادثة ثابتة". ومع ذلك يوميا تظهر لنا الأدلة التي تشير إلى التناغم الدقيق-المترافق بمميزات توكد لنا ندرة هذه الشيفرة. وعليه أفلا يجب علينا تشريع اعتبار التصميم الذكي بأنه الشرح الأفضل لكيفية ظهور هذه الشفرة إلى الوجود؟


نعرف جميعنا الشفرة الجينية التي يتم ترجمتها من قبل الرنا المرسال المنتسخ إلى ثمالات أحماض أمينية تشكل لنا البروتينات.


تسمى ثلاثيات النكليوتيدات بالكودون—وهي تعمل "كالكلمات في المستوى الجزيئية"، كل منها يحدد حمض أميني معين أو يشكل موقع توقف لقوالب بدء القراءة ORFs. تسمى معقدات الريبوزومات والرنا الناقل للميتيونين ( بالرنا الناقل المحمل بالميتيونين. والذي يرتبط بالقرب من النهاية 5' لجزيئة الرنا المرسال عند كودون البدء AUG ( الذي يحدد الحمض الأمينين الميتيونين) ويبدأ بترجمة تسلسله الريبونيكليوتيدي إلى الأحماض الأمينية المحددة الضرورية لتشكيل البروتين الوظيفي. سيرتبط كل حمض أميني بالنهاية الكربوكسيلية بالطرف 3' من نوع الرنا الناقل الخاص به بواسطة أنزيم يعرف بمركبة الرنا الناقل أمينو أسيل amino-acyl tRNA synthetase..


يوجد موقعان على الريبوزوم خاصين بجزيئات الرنا الناقلة النشطة: الموقع البيبتيدي والموقع الأمينو أسيلي ( الموقع P ، والموقع  A على الترتيب). يدخل كودون البدء " الحامل للميتيونين " إلى الموقع P. يقترن الكودون المقابل الموجود على الرنا الناقل 3' UAC 5' بالكودون المكمل له على الرنا المرسال 5' AUG 3'. ومن ثم يدخل الرنا الناقل الثاني إلى الموقع A. يقوم جزء أنزيمي من الريبوزوم يدعى ناقلة البيبتيديل بإنشاء رابطة بيبتيدية بربط الحمضين الامينيين. وعند تشكيل الرابطة البيبتيدية، تنفصل الرابطة الامينو أسيلية التي تربط الحمض الأميني بالرنا الناقل الخاص به، ومن ثم يصبح الرنا الناقل قادر على مغادرة الموقع P . يتلو هذا الأمر إزفاء " إعادة تموضع" ريبوزومية لوضع كودون جديد في الموقع A الفارغ وليتحرك الرنا الناقل الثاني—الذي يرتبط الآن بثنائي بيبتيد—من الموقع A إلى الموقعP. وهكذا تتكرر الدورة حتى نصل إلى كودون التوقف الذي يمنع أي إطالة تالية للسلسلة. لكي تشاهد تلك العملية وضعنا لك رابط الفليم التالي:(1)



إن العدد الكلي لاحتمالات ترتيب ثلاثيات النكليوتيدات في الرنا تصل إلى 64 كودون. 61 منها يرمز للحموض الأمينية والثلاثة المتبقية تعمل ككودونات أو روامز توقف وهي UAG, UAA و  UG، والتي توقف عملية تركيب البروتين. ولأن هناك 21 حمض أميني في الجسم فهذا يعني أن بعض الكودونات زائدة عن الحاجة. وهذا يعني أن العديد من الكودونات يمكنها أن ترمز لذات الحمض الأميني. إن قمت برسم السبل الخلوية والآليات التي وضعت خرائط توزع احتمالات 64 إلى 20 وفق المنطق الجزيئي لصعقت من الدهشة. وهو الكفيل بإثارة حماس أي مهندس لهذا الأمر. ولكن أمارات التصميم تمتد إلى ماوراء الإبداع الهندسي المذهل لجهاز الترجمة الخلوي. في هذا المقال، سنستعرض العديد من مستويات الإبداع في التصميم المقدمة عبر هذا العمل التكنولوجي النانوي البديع.


كيف للشيفرة الجينية أن تكون بهذا التناغم (الظبط) الدقيق؟؟


كما ذكرنا من قبل، فإن الشفرة الجينية ذات ترميز متراكب. وهذا يعني أن العديد من الكودنات سترمز لذات الحمض الأميني. إن هذه التراكبية تحصل بشكل أساسي بسبب التباينات في الموقع الثالث، والذي يعرف بواسطة النكليوتيد في النهاية 5' على الكودون المقابل (والذي يدعى موضع ووبل wobble). تقول فرضية ووبل بأن النكليوتيدات التي تظهر في هذا الموقع يمكن أن تقوم بتفاعلات غير ممكنة في المواقع الأخرى (بالرغم من أنها تبقي على بعض التفاعلات غير مسموح بها).


ولكن هذا الترتيب بعيد كل البعد عن الاعتباطية و العشوائيه. بالتأكيد، لأن الشيفرة الوراثية الموجودة في الطبيعة مضبوطة بشكل مذهل لكي تحمي الخلية من التأثيرات الضارة لبعض المواد المطفرة. بشكل يسلب الألباب يظهر ترتيب النظام لتلك الكودونات المختلفة في أساس واحد فقط من خلال ترميز ذات الحمض الأميني أو بإعطاء حمض أميني من ذات المجموعة التي ينتمي لها والتي ترتبط مع بعضها بذات الصفات الكيميائية. بكلمة أخرى، إن بينة الشيفرة الجينية معدة بحيث تميع وتخفف تأثير الأخطاء التي يمكن أن تحصل خلال عملية الترجمة (والتي يمكن أن تحصل عندما يتم ترجمة الكودون من قبل الكودون المقابل يجانب الصواب قليلا).


على سبيل المثال، يتم تحديد الحمض الاميني الللوسين بواسطة 6 كودنات. أحدها هو CUU. اذا ما استبدلت طفرة في الموقع 3' الأساس U بالأساس C أو A أو G فإن ناتج التبديل هو كودونات ترمز للوسين أيضا: CUC, CUA  وCUG على الترتيب. في المقابل إذا ما استبدل الأساس C في الطرف 5' بالأساس U فعندئذ يصبح الكودون UUU. وهو محدد للحمض الأميني الفينيل ألانين، حمض أميني ذو خواص مشابهة لخواص اللوسين الفيزيائية والكيميائية. إن الحقيقة التي تحتاج الشرح هنا كيف تعينت ترتيبات الكودونات بطريقة تخفض من تخرب ORF. بالإضافة إلى ذلك، فإن معظم الكودونات تحدد حموض أمينية تمتلك سلاسل جانبية بسيطة. مما يقلل من النزوع إلى الطفرات المنتجة لكودونات مشفرة لتسلسلات حموض امينية متفرقة كيميائيا. أثبت Freeland
(2)
و زملاؤه أن الشيفرة الجينية على أعلى درجات الكفاءة—وبالفعل " فهي أفضل الكودونات الممكنة"—وتعتمد على متثابتين اثنين
: الأول، الارجحية النسبية لحصول الانتقالية و تغير الموقع بين الأسس (تَبْدال:تبادل بين البورين والبريميدين في الدنا) و الثاني هو تأثير الطفرة النسبي.


مشكلة رفض الفاشل:


تم نشر ورقة (3)  بحثية أخرى من قبل Lim  و Curran في عام 2001، تنمذج النوعية المكونة لمزدوجة الكودون والكودون المقابل خلال عملية الترجمة. وفقا لنموذجيهما، لكي يتم رفض المزدوجة الخاطئة من قبل الريبوزوم، فمن الضروري له أن يملك على الأقل رابطة هيدروجينية غير معوضة: وهو معيار يظهر العديد من المشاكل عندما تملك المزدوجة زوجا من البيرميدينات ( أي U أو C) في الموضع الكودوني الثالث أي في موضع ووبل. إن الجزيئات البيرميدينية أصغر نوعا ما من البورينية (G  و A)  ، يمكن لموضع ووبل أن يسمح بأخطاء تطابق معينة في الموضع الثاني فنتج أزوجا من غير أزواج Watson-Crick تعمل على معاوضة الروابط الهيدروجينية المفقودة. وهذا ما ينتج خطأ في الترجمة بسبب عدم رفض خطأ التطابق في الموضع الثاني بشكل جيد.


يمكن لهذه المعضلة أن تزال بواسطة منع بيرميدينات الكودون المقابل في موضع ووبل من تشكيل زوج بيرميديني. ومثل هكذا تعديل يستلزم أن يكون الكودون المقابل المفرد والذي كان قادرا على التعرف على أربع كودونات لا يتعرف الآن إلا على اثنين فقط. ولذا سنحتاج لرنا ناقل واحد لأجل البيرميدينات موضع ووبل ولرنا ناقل أخر للبورينات في موضع ووبل. وهذا ما يشرح لماذا هناك 32 كودون( تلك التي تنته بالأساس A  و G) في الشيفرات الوراثية النموذجية ضمن  "عائلة الصناديق"، و32 أخرى ( تلك التي تنته بالC و U ) ضمن " الصناديق المنقسمة". بالتأكيد، إن انتقاء صناديق الكودونات التي تكون منقسمة أمر محدد من قبل ذات الكيمياء الفراغية التي تكون السبب وراء تحديد أي من أخطاء التطابق في الموضع الثاني معرض لمشكلة رفض الفاشل. لا يمكن للتناسق المشاهد في هذا الموضوع ان يكون اعتباطيا أبدا.


إشارات التوقف المشفرة.


مظهر آخر من مظاهر الروعة في الشيفرة الجينية هو تراكب تسلسلات التوقف مع تلك الكودونات المحددة لأكثر الحموض الامينية وفرة. ذلك يعني أن الشيفرة الجينية ماهي إلا إعداد لتثبيط تأثير طَفْرَةُ انْزِياحِ الإِطار. تحصل طَفْرَةُ انْزِياحِ الإِطار كنتيجة لإدخال أو حذف " إدذف" لعدد من النكليوتيدات بشكل لا يقبل القسمة على ثلاثة. مثل هكذا حدث يسبب انزياح في إطار القراءة، مما يسبب انتاج وتراكم بروتينات ذات انطواء خاطئ. كلما حصل هذا "الأدذف" بشكل مبكر، كلما كان التبدل أكبر والتغير في تسلسل الحموض الأمينية أكبر.


يمكن أن نفكر بأن الشيفرة الجينية تتألف على مجموعات من أربعة كودونات حيث تكون المواضع الأولى ذاتها في جميع الرباعيات (بينما يمكن شغل الموقع الثالث بأي أساس). عندما ترمز الكودونات لنفس الحمض الاميني، يشار إليها بعبارة " عائلة الكودون". تتألف نصف الشيفرة الجينية من هكذا عوائل من الكودونات. في العائلات الكودونية المرمز لها ب AAN وAGN (والتي تنقسم لثلاثيات من Asn/Lys و Ser/Arg على الترتيب)، تتداخل الثلاثيات مع كودونات التوقف UAA و UAG التي تنه عملية الترجمة. إشارات التوقف هذه تساعد في منع تراكم البروتينات ذات الانطواء الخاطئ. كما يشرح Bollenbach وزملاؤه (4)


" يمكن لكودونات التوقف أن تتخفى ضمن تسلسل ما بسهولة. على سبيل المثال، كودون التوقف UGA على بعد انزياح أطاري واحد فقط عن NNU|GAN ، تشفر الكودونات GAN ال Aspو Glu، والتي تكون شائعة جدا في التسلسلات البروتينية. بشكل مشابه يمكن ل UAA و UAG أن يحصل لها انزياح في الإطار لكي تعطي NNU|AAN و NNU|AGN ( ترمز كودونات AAN لل Asn أو ال Lys كما أن الAGN يعطي ال Ser أو (Arg. تعد الاحماض الأمينية Glu, Lys, Asp, Ser,  و  Arg من الحموض الأمينية الشائعة الترميز نسبيا في الحينوم، ولذا فإن احتمال ظهور كودون توقف بسبب خطأ في قراءة الكودون احتمال عال جدا. إن حقيقة أن كودون التوقف يمكن أن "يتختف" بهذه الطريقة مستخدما طَفْرَةُ انْزِياحِ الإِطار يعني أنه يمكن لتسلسل واحد فقط والذي صدف أنه احتوى على كودون التوقف (وهي معضلة في طريقها للظهور حالا أو لاحقا) يمكن أن يشفر ضمن التسلسل البروتيني باستخدام واحدة أو اثنتين من إطارات القراءة والتي يقوم كودون التوقف فيها بالترميز لأحد الحموض الأمينية الشائعة المستخدمة".


بشكل جدير بالانتباه نلاحظ أن نظام التخطيط 64إلى 20 معد وفق ترتيب يقلل فيه من عدد الاحماض الامينية التي تتم ترجمتها من الصور الأصل ذات الأطر المنزاحة وذلك حتى قبل ظهور أحد كودونات التوقف. يمكن للكودونات ذات التكرار العالي ( مثل تلك التي ترمز للأسبارتات أو الغلوتاميك أسيد) أن تكون كودونات توقف في ضوء حصول انزياح الأطر. ولذا، فإن الترجمة في الشيفرة الجينية التقليدية ذات خطأ الانزياح الأطري يوقف بسرعة أكبر من المعدل الوسطي ب 99.3% من الكودنات البديلة وفقا ل( Itzkovitz and Alon, 2007).  (5)


كما قال Itzkovitz  و  Alon بالارتباط مع مقدرة الشيفرة الجينية الشاملة " إن السماح بالتسلسل الاعتباطي للنكليوتيدات ضمن التسلسلات المشفرة أفضل بكثير من أكثرية الشيفرات الجينية الأخرى الممكنة ". حيث يقولان 


"لقد وجدنا أن الشيفرة الجينية الموحدة يمكنها أن تسمح بالتسلسل الاعتباطي للنكليوتيدات ضمن المناطق المشفرة أفضل بكثير من الأغلبية الساحقة من باقي الشيفرات الجينية الممكنة. كما وجدنا أيضا إن القدرة على دعم الشيفرات المتناظرة مرتبط بشدة بخاصية إضافية – تقليل تأثيرات أخطاء ترجمة الانزياحات الأطرية".


 ولذا فإن الشيفرة الجينية على درجة عالية جدة من الكفاءة في تشفير معلومات إضافية تتجاوز تسلسلات الحموض الأمينية المشفرة في التسلسلات المشفرة للبروتينات. تتضمن الأمثلة على ذلك إشارات تضفير الرنا والمعلومات حول المكان الذي على النيلكوزومات ( الجسيمات النووية) أن تتوضع فيه على الدنا، بالإضافة إلى التسلسلات الخاصة بالبنية الثانوية للرنا.


أبجدية الطبيعة ليست بعشوائية:


قام كل من Philip  و    Freeland (6) بأخذ هذه الفكرة الأساسية إلى مستوى أكثر عمقا أيضا، مقترحين أن مجموعة ال20 حمض أميني المستخدمة في الطبيعة في الواقع ليست عشوائيا أبدا. فقد قارن المؤلفان تغطية الحموض الأمينية الأساسية "الأبجدية الأساسية" من حيث " الحجم، الشحنة، الكره للماء، بقيم مكافئة محسوبة بالنسبة لعينة مكونة من مليون مجموعة بديلة (كل مجموعة مقارنة أخرى مكونة من 20 فرد) مسحوبة بشكل عشوائي من مجمع يحوي 50 مرشح ما قبل حيوي معقول". ومن ثم صرح المؤلفان بأن


"الأبجدية الأساسية تبدي تغطية أقوي من غيرها (أي المجال الأوسع، والعدالة التوزيعية الأكبر) من أي مجموعة عشوائية أخرى وذلك لكل من الشحنة والحجم والكره للماء، وبالنسبة لجميع التوليفات. بكلمات أخرى، ضمن حدود افتراضاتنا، فإن المجموعة الكاملة من 20 حمض المرمزة جينيا تطابق معايارنا التلاؤمي المفترض المرتبط بأي شيء يمكن للصدفة أن تكون قد ركبه مما كان متاحا ما قبل الحياة".


 ولذا فإن المؤلفان يستبعدان بسرعة فرضية الصدفة على أنها خيار غير قابل للتطبيق. إن مدلولية هذا يمتد إلى ماوراء ذلك أيضا، فالباحثان تتبعا أثر 8 حموض أمينية ما قبل حيوية محتملة الوجود والتي تتواجد بين ال 20حمض أميني المتواجدة اليوم في بروتيناتنا البيولوجية. فقاموا بمقارنة خصائص تلك الحموض الأمينية بمجموعات أخرى بديلة مكونة من 8  أيضا سحبت بشكل عشوائي، مثبتين وبشكل أساسي —مرة أخرى—الطبيعة غير العشوائية في استخدام تلك الاحماض.


 


انعدام مقدرة الشيفرة الجينية التطورية.


تحدث التغيرات في مهام الكودون آثار مدمرة للخلية لأن هكذا طفرة ستقود في النهاية إلى تغيرات في تسلسل الحموض الأمينية في كل بروتين سينتج من قبل الخلية. وهذا يعني أن أحدما لا يمكنه امتلاك شيفرة جينة متطورة بشكل ملحوظ. بالرغم من -- أننا قد نسلم-- أن هناك واحد أو اثنين من التباينات في الشفيرة الجينية النموذجية. حاول البعض أن يجادل حول هذه النقطة من خلال طرح أن الكودونات الأقل استخداما يمكن أن يعاد تصميمها إلى حموض أمينية مختلفة ولكن قريبة، مما يسمح للشيفرة الجينية أن بالتحسن. على أية حال هناك صعوبات واضحة تواجه هذا الطرح. أحدها، يبدو أنه من غير المحتمل أن هناك قوة لاستبدال بعض الحموض الأمينية المستخدمة الأقل أهمية بالحموض الأمينية القريبة منها والتي يمكن لأحدها أن يصل إلى مستوى التحسين الذي نجده في الشيفرة التقليدية. 


وفوق ذلك سيطرح السؤال التالي بشكل تلقائي بالنسبة لما ستبديه الحموض الأمينية الجديدة من منفعة انتقائية. بالطبع لن يكون لها أي فائدة حتى تتجسد في البروتين. ولكن ذلك لن يحصل حتى تتجسد في الشيفرة الجينية. ولذا يجب أن تركب من قبل الأنزيمات التي تفتقدها. ودعنا لا ننس ضرورة تخصيص جزيئات رنا خاص بها والأنزيمات المحفزة التي سنحتاجها لكي نضمنها ضمن الشيفرة.


هناك صعوبة أخرى مرتبطة بالتفسير التطوري النموذجي وهو أن حوضا من الحموض الأمينية الحيوية أقل بشكل أساسي من 20 حمض عرضة لأن يخفض التباينات البروتينية المصنعة من قبل الريبوزومات بشكل أساسي. ومن غير المحتمل أن يمحص الانتقاء ماقبل الحيوي من العدد التبيايني لهذه الصفة للحموض الأمينية بشكل أمثل قبل نشوء أصل الحياة ذاتية التضاعف ( من عدة جوانب تعتبر عبارة " الانتقاء ماقبل الحيوي" متناقضة، خاطئة التركيب.-كقولك إن الظلام منير-"المترجم").


كما أن هناك معضلة أخرى والتي تتعلق بالتباس تخطيط الكودون. إذا ما قلنا أن 80% من الحالات يكون الكودون نوعيا لحمض أميني واحد و20% من المرات نوعي لحمض آخر، فإن الالتباس في التخطيط سيقود إلى فوضى خلوية.


من خلال مراجعة مستطردة لمحاولات مختلفة في شرح تطور الشيفرة، أحيل القارئ إلى تلك الورقة المنشورة من قبل Eugene Koonin و Artem Novozhilov في 2009.
(7)  لقد ختما مراجعتهما الناقدة من خلال القول التالي


"وفق لرأينا الشخصي، بغض النظر عن توسعه، وفي العديد من الحالات، فإن المحاولات المبذولة لنمذجة عملية تحسين الشيفرة، بالرغم من التنظير الحذق على امتداد خطوط نظرية التطور، والتجارب المهمة، فلم نحصل إلا على القليل من التقدم في سبيل الدفاع عن هذه النظرية".


 في تقرير تال،


"تلخيصا لمستوى التطور في دراسة تطور الشيفرة، لا يمكننا الهروب من الشكوك المعتبرة المحيطة. يبدو أن السؤالين المحوريين هنا هما " لماذا الشيفرة الجينية الموجودة اليوم هي كما هي عليه، وكيف أصبحت كذلك؟" والذين سؤلا منذ أكثر من 50 عاما خلت، في مطلع بزوغ البيولوجيا الجزيئية، والذين قد يستمران حتى 50 عام تالية. إن الخلاصة التي وصلنا لها هي أننا لا يمكننا التفكير في معضلة أكثر محورية من تلك المعضلة في كل أرجاء البيولوجيا".


 وبالرغم من ذلك، حتى وإن ضمنا المقدمة المنطقية التي يمكن من خلالها التعديل على الشيفرة الجينية عبر الزمن، فلا يزال علينا تحديد ما إذا كانت بيدنا مصادر ذات مصدوقية احتمالية كافية لتبرئتها من الطعون الضاربة بمبدأ الصدفة والحتمية. في ضوء أعداد الشيفرات المتصاعدة التي تحتاج للاعتيان والتقييم، يبدو أن السيناريوات التطورية غير محتملة الحدوث.


 


قم بالحساب الرياضي.


جادل عالم الفيزياء الحيوية وواضع نظريات المعلومات  (8)
Hubert Yockey
بأن عدد الشيفرات الجينية المحتملة الوجود من الرتبة
1.40 x 10^70.
قبل 
هيوبرت بالرقم المتحفظ عليه بشدة 6.3 x 10^15 ثانية كوقت مطروح لتطور الشيفرة الجينية. لاحظ أن هذا يفترض ان الشيفرة الجينية لديها من الوقت لتتطور منذ بدء الانفجار الكبير. ولذا كم شيفرة يمكن أن تتطور خلال الثانية الواحدة عليها أن تتطور كي نصادف الشيفرة الكونية الجينية الموجودة في الطبيعة؟ تخبرنا الرياضيات بأن هناك 10^55 شيفرة في الثانية.


فكر في ذلك. حتى وإن وافقنا على هكذا تقدير مناف للعقل – بالسماح بكل الوقت منذ بدء الانفجار الكبير-- سيطلب من الانتقاء الطبيعي أن يطور 10^55 شيفرة جينية في الثانية وذلك لكي تحصل على فرصة معقولة يصادف أنها الشيفرة الجينية المثالية في الطبيعة. تتعاظم تلك العقبة المخادعة عندما يأخذ امرؤ ما تخمينات أكثر معقولية. فسطح الأرض أصبح قابل للحياة منذ حوالي 3.85 مليار سنة خلت، مع وجود علامات على ظهور الحياة منذ 3.8 مليار سنة خلت. هناك تقديرات أكثر واقعية للأزمنة الممكنة والتي تجعل من المعضلة أكثر تثبيطا للهمة. للمزيد من هذا النقاش ، راجع كتاب تصميم الخلية للكيميائي الحيوي Fazale Rana's .(9)


 


الكودونات المتراكبة والانزياح الأطري الريبوزومي:


من خصائص التصميم الأخرى  الملحوظة في الشيفرة الجينية هو قدرتها على أن تكون ذات أطر قراءة متراكبة بحيث يمكن لبروتينين أو أكثر من أن ينتجا من ذات النسخة. تسمى هذه الظاهرة "بالانزياح الأطري الريبوزومي"وهي شائعة الوجود لدى الفيروسات من ضمنها فيروس الشعير الأصفر القزم، وفيروس البطاطا اللاف للأوراق وفيروس القردة الرجعي-1.


يحفز الانزياح الأطري الريبوزومي بواسطة بينة العقدة الكاذبة (الموضحة في الشكل) وبمواقع محددة على الرنا المرسال، والمعروفة بالتسلسلات الزلقة والتي تحتوي عادة بشكل طبيعي على العديد من ثمالات الأدنين . وعندما يحصل هذا، ينزاح الريبوزم إلى الخلف أساس واحدا ومن ثم تتابع قراءة نص الرنا المرسال وفق إطار مختلف. مما يسمح بإنتاج بروتينين مختلفين من ذات النص.


كما ذكرنا، فإن هذا الانزياح الأطري الريبوزومي شائع بشكل أساسي عند الفيروسات، حيث يكون الجينوم صغيرا بسبب الجحم الصغير لغلاف الفيروس.


أصبح من المعلوم اليوم أن الانزياح الأطري الريبوزومي يحدث في جميع مكونات الحياة الأساسية الثلاث. احد الأمثلة في حقيقيات النوى تقدمه لنا خميرة البيرة Saccromyces cerevisia,، والتي تنتج وفق هذه العملية كلا من البروتينين Est3p و Abb140p. (10)


 


الخلاصة:


في ضوء هذه الحقائق المذكورة آنفا، أصبح من الواضح أن الجينوم ثنائي الاتجاه، متعدد الأوجه وذو صفحات بينية في كل زاوية منه.

لا تزال الآليات العشوائية المعتمدة على الصدفة والحتمية تبدي قصورا في تفسير هذه الأعاجيب الهندسية. فهكذا توازن متقن ومتثابتات ذات تناغم دقيق مرتبط بشكل روتيني بهذه الكيانات المفيدة ذات الهدف. إن هذه العوامل وبشكل فريد تمتلك البصيرة و القدرة على الاستبصار، وبالتالي تمتلك القدرة على توضيح وتحقيق نقاط الهدف النهائية المعقدة. إذا ما ربطت هذه الخصائص بشكل تقليدي بأسباب ذكية -- ذكية فحسب-- ، في كل مكان من مجالات

خبرات البشر – ألن يكون من العدل القول بأن هذا النظام أيضا قد وجد تبعا لرغبة وهدف كيان واع؟؟؟....


references

(1)

Protein Synthesis, Translation

https://www.youtube.com/watch?v=D5vH4Q_tAkY

(2)

Early Fixation of an Optimal Genetic Code

mbe.oxfordjournals.org/content/17/4/511.full

(3)

Analysis of codon:anticodon interactions within the ribosome provides new insights into codon reading and the genetic code structure

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pmc/articles/PMC1370147/pdf/11453067.pdf

(4)

Evolution and multilevel optimization of the genetic code


 http://genome.cshlp.org/content/17/4/401.full.pdf

(5)

  The genetic code is nearly optimal for allowing additional information within protein-coding sequences.

http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/17293451

(6)

 
Did evolution select a nonrandom "alphabet" of amino acids
 http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/21434765

(7)

 Origin and evolution of the genetic code: the universal enigma.
http://www.ncbi.nlm.nih.gov/pubmed/19117371

(8)

Information-Theory-Molecular-Biology
http://www.amazon.com/Information-Theory-Molecular-Biology-Hubert/dp/0521350050

(9)

The Cell's Design.
http://www.amazon.com/The-Cells-Design-Chemistry-Creators/dp/0801068274

(10)

Programmed Ribosomal Frameshifting

Goes beyond Viruses

http://www.unav.es/adi/UserFiles/File/80979607/2006%20Nov%20Dimman%20Programmed%20Ribosomal%20Frameshifting%20Goes%20beyond%20Viruses.pdf

ترجمة مؤمن الحسن 

المصدر الاصلي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق