كثيراً ما
يستكثر أصحاب الرؤى المادية علي المؤمنين إيمانهم بعالم الغيب كالملائكة
والجن…مدعين بأن سبب امتعاضهم واستنكارهم لسلوك المؤمن أنهم لا يمكن لهم
رؤية هذا العالم ولذا فهم يعيبون علي من آمن بهذا الغيب إيمانه ، مدعين بأن
العلم الحديث والذي ما طفقوا يحاولون أقناعنا أنه حجتهم ، قد حسم هذا
الأمر ، ولازال من هؤلاء اليوم من يدعي بأن المؤمن حينما يصدق بوجود عالم
الغيب فإنه يقوم بهذا التصديق دون دليل علمي أو مادي،
وما
أحاول أن أبسط فيه قولاً يسيراً ، ليس له علاقة بمحاولة لم شأفة العلم مع
الأيمان بالغيب إذ إن الأخير واجب التصديق حتى ومع عدم ثبوته مادياً ، لأن
خبر صدقة وقع ضمنا مع ثبوت صحة الرسالة ولذا فهو محل للأيمان الجازم ، ولكن
ما أحاول قولة هو إظهار أزدواجية معايير صاحب الفكر المادي فتارة هو يجد
الحجة للأيمان بالغيب ، وأخري يستكثر علي المؤمن هذا ، فمال هؤلاء كيف
يحكمون ؟
في اقتباس عن أحدي الدوريات التي تعني بأخبار العلوم (أفاق العلم) وفي مجال الحديث عن أبعاد الكون نورد ما يلي:
من
الصعب تخيل فراغ يحتوي على أكثر من ثلاثة أبعاد…و لتخيل هذا، سيكون من
الأسهل رسم مثال عكسي؛ فبدلاً من تخيل عالم به أبعاد أكثر، علينا أن نرسم
صورة لعالم ذي بعدين… فلنرسم في مخيلتنا كائناً ثنائي الأبعاد ( أي أنه
منبسط متواجد في عالم ذي بعدين كورقة الشجر مثلا … لن يكون بإمكان هذا
الكائن رؤيتنا لأن أجسامنا تمتد في بعد إضافي مقارنة معه ؛ على الأكثر سيرى
ظلنا أو أنه سيرى الجزء من جسمنا الذي يخترق عالمه…لهذا السبب أيضاً، لن
يكون بمقدورنا أبداً رؤية كائن رباعي الأبعاد، سنتمكن على الأكثر من إدراك
جزء منه… و لهذا السبب أيضاً، فإن رؤيتنا لكائن كهذا ستصاحبه تجارب يمكننا
تشبيهها بالمعجزات؛ كأن نراه في نقاط مختلفة في الوقت ذاته… ومن الممكن أن
يظهر أمامنا هذا الكائن من العدم، لأنه قد يصل إلى مجال رؤيتنا من بعد خفي
بالنسبة لنا… أو أن يكون بجانبنا دون أن نراه مطلقاً.
في الصورة
العلوية إذا افترضنا وجود كائن حي منبسط العين في الرسم يعيش في عالم ثنائي
الأبعاد (الجزء الأزرق)، و إذا افترضنا وجود فیل ثلاثي الأبعاد يقوم
بالمرور عبر هذا العالم فإن المراقب المنبسط لن یرى فیلاً ثنائي الأبعاد؛
بل سيرى مقطعاً للفیل ذي الأبعاد الثلاثة… أي أنه سيرى تجمعات لبقع لن تبدو
على الإطلاق كأجزاء من كائن حي.
ومن النظريات والأفكار العلمية الحديثة
التي تنادي بأن للكون أكثر من بعد هي String Theory نظرية الأوتار وحسب هذه
النظرية فجميع الجسيمات المعروفة وجميع القوى في الطبيعة تأتي من وحدة
بنائية واحدة هي أوتار متذبذبة…كل الأوتار متساوية إلا أنها تختلف في كيفية
تذبذها الإلكترون يتكافأ مع وتر يتذبذب بصورة ما، و الفوتون مع وتر يتذبذب
بصورة مختلفة وهكذا…وحتى تكون النظرية متماسكة منطقياً، يجب أن تتذبذب
الأوتار في كون ذي أبعاد يصل عددها إلى عشرة بالإضافة إلى الزمن الذي سیكون
هنا البعد الحادي عشر ؛ ولیس في كون ثلاثي الأبعاد كالذي نعرفه.
في
الصورة وللتوضيح فإذا افترضنا بأننا نمشي علي حبل فأن حركتنا تمثل ببعد
واحد للأمام والخلف فقط وستكون الحركة لنملة مثلاً علي نفس الحبل في بعد
أضافي خفي عنا بينما ستكون لكائن أصغر داخل الحبل ضمن ثلاثة أضافه علي
البعد الوحيد الذي نتحرك فيه
شكل
تخيلي للكون عن طريق الحاسوب يظهر الكون بست أبعاد أضافية هذا يعني عشرة
أبعاد مع الأيعاد المكانية الثلاثة والبعد الرابع وهو الزمن ، الخبر وارد
في مجلة أخبار العلوم في الرابط السفلي تحت عنوان : فيزيائيون يجدون طريقة لرؤية ابعاد أضافيه للكون
نهايتاً
وطالما أن خبر الغيب قريب للتصديق وبصوره علمية ، فلماذا يصر المادي علي
إنكار ما لا يمكنه أن يراه ولماذا هذه الازدواجية في المعايير فمره ينكر
الغيب لأنه لا يراه وأخري يصدق بوجود أبعاد تُخفي أجزاء من الكون ؟
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق