الأربعاء، 23 يناير 2013

الجبال أوتاد و توازن الارض




سبحان الله! في كل كلمة من كلمات القرآن نجد معجزة عظيمة، ففي كلمة واحدة لخَّص لنا الله تعالى حقيقة علمية استغرقت مئات السنوات، لنقرأ.....

هذه آية من آيات الله عز وجل، قصيرة بعدد كلماتها ولكنها غزيرة بمعانيها ودلالاتها وإعجازها. تصِفُ الجبال بكلمة واحدة وهي قوله تعالى: (وَالْجِبَالَ أَوْتَاداً) [النبأ: 7]. والسؤال: هل جاء هذا المعنى في تشبيه الجبال بالأوتاد على سبيل المجاز، أم أن الجبال هي فعلاً أوتاد؟

إن كل كلمة من كلمات هذا القرآن هي حقٌ لا ريب فيه من عند الله تعالى. والآن لنتدبر هذه الآية ونسأل: ما هو الوتد وما هي مهمته وكيف يمكن للجبل أن يكون وتداً؟ ماذا يخبرنا العلم بهذا الخصوص وما هي آخر الأبحاث في مجال علوم الأرض  وما هي الحقائق التي توصل إليها العلماء عن الجبال؟

في السنوات الماضية اكتشف العلماء أن كل جبل هو عبارة عن وتد يثبت الأرض في رحلة دورانها. وقد حدث هذا الاكتشاف أثناء دراسة القشرة الأرضية. فتبين أن للجبل كثافة تختلف عن الأرض من حوله، وأننا نرى من الجبال الجزء البارز منها، ولكن معظم أجزاء هذه الجبال تنغرز في باطن الأرض لآلاف الأمتار ولا نراها‍‍!

تماماً كالوتد، معظمُه في الأرض وجزء صغير منه بارز فوقها، هكذا حال الجبال معظم وزنها وحجمها يتركزان في باطن الأرض ولا يبرز منها إلا القليل فوق سطح الأرض. ولولا هذا التصميم للجبل لكان عبئاً على الأرض ولأحدث هزات فيها.

 

هناك حقيقة علمية يعترف بها جميع علماء الجيولوجيا اليوم ألا وهي أن كل جبل له وتد يمتد عميقاً في الأرض، ولولا هذه الأوتاد لم تستقر الجبال ولم تستقر القشرة الأرضية، فالوتد مهمته تثبيت الجبل من جهة وتثبيت القشرة الأرضية من جهة ثانية.

هذه الحقيقة العلمية بدأت تستحوذ اهتمام الباحثين منذ مطلع القرن العشرين، واستغرقت جهود العلماء عشرات السنوات من البحث والتجربة والقياس والتكاليف الباهظة... وبالنتيجة تم إثبات أن جميع الجبال التي نراها لها جذور كالأوتاد تماماً تمتد لمسافات تزيد على ستين كيلو متراً في باطن الأرض!

وهذا نص وجدتُه على موقع هيئة المساحة والجيولوجيا الأمريكية بالحرف الواحد:

It's now known that most mountain ranges are underlain by crustal roots floating atop the hot plastically deforming mantle
.أضغط هنا

أي أنه من المعترف به أن معظم الجبال تمتلك جذوراً تمتد داخل الأرض وتطفو عبر الغلاف الصخري بشكل مرن.

ويقول الدكتور André Cailleux في كتابه "تشريح الأرض" :

The mountains, like pegs, have deep roots embedded in the ground, These roots are deeply embedded in the ground, thus, a mountain have a shape like peg.

أي أن الجبال تشبه الأوتاد فهي تملك جذوراً عميقة في الأرض، هذه الجذور ممتدة بعمق في الأرض ولذلك فإن شكل الجبل يشبه الوتد.

قام العلماء R. Carbonell, A. Pérez-Estaún, J. Gallart, J. Diaz, S. Kashubin, J. Mechie, R. Stadtlander, A. Schulze, J. H. Knapp, A. Morozov بدراسة عام 1996 حول جذور الجبال، وتركزت الدراسة في جبال الألب في أوربا، ووجدوا أن هذه الجبال تمتد عميقاً في الأرض لعشرات الكيلومترات (40-50 كيلو متر) [5].

وفي بحث آخر [6] تم من خلاله إثبات وجود الجذور للجبال، لاحظتُ أن العلماء PEDREIRA D. ; PULGAR J. A. ; GALLART J.  ; DIAZ J  يستخدمون كلمة wedge وهي تعني (وتد) فقد استخدموا هذه الكلمة وهم لم يقرأوا القرآن، لماذا؟ الجواب لأنهم وجدوا أوتاداً حقيقية للجبال، ولذلك وضعوا هذه الكلمة في بحثهم، ولكنهم نسوا أن القرآن سبقهم إلى ذلك بأربعة عشر قرناً!

وسؤالنا لكل ملحد...

لو كان هذا القرآن من تأليف محمد صلى الله عليه وسلم وهو نبي أمّي لم يتلَقَّ العلم ولم يكن في زمنه من العلوم إلا الأساطير التي تُنسج حول الجبال، فكيف عبَّر بدقة متناهية وسمَّى هذه الجبال بالأوتاد؟ إن الذي علَّمه هذا المصطلح العلمي هو ربّ الجبال ومنَزّل القرآن سبحانه وتعالى.

الجبال هي أوتاد، هل هذا الكلام دقيق علمياً؟ لولا الجبال لاضطربت بنا الأرض، هل يقر علماء الغرب بهذه الحقائق اليوم؟ لنقرأ هذه الحقائق الجديدة عن الجبال.....

عندما كشف العلماء أسرار الأرض ودرسوا الجبال وجدوا أن كثافة الجبل تختلف عن كثافة الصخور المحيطة به، ووجدوا كذلك وكأن الجبل عبارة عن أداة ترسو على الأرض فتثبت القشرة الأرضية فلا تسمح لها بالاهتزاز أو الاضطراب، لأن الطبقة التي تلي القشرة الأرضية هي طبقة من الصخور ذات درجة الحرارة العالية والضغط المرتفع ثم تليها طبقة ثالثة أكثر حرارة وأكثر ضغطاً وتعتبر أكثر لزوجة وبالتالي كأن الطبقة الأولى والثانية تسبحان وتعومان على طبقة ثالثة تماماً كأن هناك مجموعة ألواح تطفو على سطح الماء!لنتأمل بعض الآيات التي جاءت في القرآن الكريم عن الجبال:

1- (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15].

2- (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) [الأنبياء: 31].

ويقول: (أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا) [النمل: 61].

3- (وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ بَهِيجٍ) [ق: 7].

4- (وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) [النمل: 88].

5- (يَوْمَ تَرْجُفُ الْأَرْضُ وَالْجِبَالُ وَكَانَتِ الْجِبَالُ كَثِيبًا مَهِيلًا) [المزمل: 14].

هذه الآيات تقرر حقائق في علم الجبال لم يكتشفها العلم إلا حديثاً، فقد اكتشف العلماء أن الجبال تثبت ألواح الأرض ولولا ذلك لاضطربت القشرة الأرضية واهتزت وكثرت الزلازل. واكتشفوا أيضاً أن هذه الجبال ليست ثابتة بل تتحرك بشكل طفيف لا يمكن إدراكه ولكن يمكن حسابه بالأرقام.

كذلك وجد العلماء أن شكل الجبال وكثافتها يشبه إلى حد بعيد الجليد الذي يطفو على سطح الماء من حيث الشكل والكثافة، واكتشفوا أيضاً أن ألواح الأرض تتحرك حركة مستمرة وتمتد، ولذلك أسموا هذه الحركة بتمدد ألواح الأرض.

سوف نعيش في هذا البحث مع بعض الحقائق العلمية عن الجبال، وكيف يتحدث القرآن عن هذه الحقائق بدقة مذهلة.

طبقات الأرض

القرآن هو أول كتب على وجه الأرض يتحدث عن طبقات للأرض بل ويحدد عددها بسبع طبقات، لنتأمل الشكل الآتي:

 

رسم تمثيلي للكرة الأرضية تبين وجود طبقات لهذه الأرض، فالطبقة الخارجية وهي القشرة الأرضية تطفو على طبقة ثانية من الصخور الحارة المضغوطة وهذه أيضاً تعوم على طبقة ثالثة أكثر حرارة ولزوجة وأكثر ضغطاً وهكذا، ولذلك فإن هذه الطبقات الخارجية بحاجة لشيء يثبتها ولذلك خلق الله الجبال لتثبت هذه الألواح الأرضية. نلاحظ أن العلماء اليوم يقسمون طبقات الأرض إلى سبع طبقات، وهي 1- القشرة (بنوعيها القارية والقشرة تحت المحيطات)، 2- طبقة الصخور التي تحت القشرة، 3- طبقة أثينوسفير، 4- طبقة الوشاح الأعلى، 5- طبقة الوشاح الأدنى، 6- طبقة النواة الخارجية السائلة، 7- طبقة النواة الداخلية الصلبة. وهنا نتذكر قول الحق تبارك وتعالى يؤكد أن الأرض سبع طبقات مثل السموات السبع: (اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ سَبْعَ سَمَوَاتٍ وَمِنَ الْأَرْضِ مِثْلَهُنَّ يَتَنَزَّلُ الْأَمْرُ بَيْنَهُنَّ لِتَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ وَأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَاطَ بِكُلِّ شَيْءٍ عِلْمًا) [الطلاق: 12].

الحمم المنصهرة تحت سطح الأرض

وبسبب التيارات الحرارية القوية الموجودة تحت القشرة الأرضية تتولد قوى هائلة تؤدي إلى دفع كميات كبيرة من الحمم المنصهرة لتخترق قمة الجبل أحياناً مشكلة فوهة بركان.

 

 

حمم منصهرة تتدفق من بركان كراتلا، في شهر أكتوبر عام 1980، المصدر www.usgs.gov

وتختار البراكين المكان المناسب لها وغالباً ما تكون سلاسل الجبال، والسبب لأن الجبل هو أكثر المناطق مرونة في القشرة الأرضية وهو في حالة حركة مستمرة، ويكون عادة غير مستقر، فهو مثل الوتد المغروس في الأرض يتحمل الضغوط الهائلة على أطرافه وبخاصة على جذره، ولذلك يعمل عمل الموازن لألواح الأرض.

 

فوهة كبيرة أحدثها أحد البراكين، التقطت في فبراير 1994 في أثيوبيا. ويعتبر هذا البركان أحد البراكين النشطة في شرق أفريقيا. المصدر www.usgs.gov

 يقول تعالى: (أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ) [الملك: 16]. ففي هذه الآية إشارة إلى احتمال أن تضطرب القشرة الأرضية وتتحرك مثل سفينة توشك على الغرق، وهذا هو المعنى اللغوي لكلمة (تَمُورُ)، وهي كلمة تعبر تماماً عن حقيقة الألواح الأرضية، وحركتها واحتمال أن تضطرب في أي وقت وتهتز مثل السفينة التي تغرق في البحر. إذن القرآن دقيق جداً في تعابيره العلمية، حتى عندما يحذرنا من عذاب الله تعالى يستخدم لغة الحقائق العلمية.

جذور الجبال

إن مصطلح "جذر الجبل" أصبح من المصطلحات العلمية الشائعة في كتب الجيولوجيا، لأن العلماء وجدوا أن لكل جبل جذر عميق يمتد في الأرض لعشرات الكيلومترات، وهذا ما حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ: 6-7]. فلم يقل القرآن (والجبال كالأوتاد) بل اعتبرها أوتاداً حقيقية، ولو تأملنا شكل أي جبل وطبيعة عمله، رأيناه يعمل عمل الوتد المثبت في الأرض.

 

يتخيل العلماء اليوم الجبل على أنه وتد مغروس في الأرض، حيث يغوص معظمه في القشرة الأرضية والطبقة التي تليها (طبقة الوشاح)، ولذلك فهو يعمل على تثبيت القشرة الأرضية، وإلا فإنها ستضطرب وتهتز وتكثر الزلازل والهزات الأرضية.

إن القشرة الأرضية تطفو على سائل لزج وحار جداً، ولذلك يمكن تشبيه الجبال وكأنها كتل جليدية تطفو على سطح الماء. فإذا ما وضعنا كتلة من الجليد على الماء فإن هذه الكتلة سوف تطفو وسوف يغوص جزء منها في الماء ويبرز جزء للأعلى.

إن الجزء الذي غاص في الماء سوف يزيح كمية من الماء تساوي حجم هذا الجزء الغائص. فإذا أخذنا كأساً صغيراً من الماء حجمها 100 سنتمتر مكعب سوف نجد أن وزنها هو 100 غرام، وإذا أخذنا كأساً من الجليد بنفس الحجم فسنجد أن وزن هذا الجليد هو 90 غرام، ولذلك فإن كثافة الجليد 90 بالمئة من كثافة الماء.

وهكذا فإن هذه الكتلة من الجليد لدى وضعها على الماء فإن 90 بالمئة منها سيغوص تحت سطح الماء ويبرز 10 بالمئة منها. ولذلك فإن أخطر شيء في الجبال الجليدية هي جذورها التي تمتد عميقاً في الماء وتتسبب بالحوادث الكثيرة للسفن لأن هذه الجذور تكون غير مرئية ولا يحس بها قبطان السفينة.

وهنا ندرك أن الجبال التي نراها في الحقيقة لا نرى إلا جزءاً ضئيلاً منها، أما معظم الجبل فيكون ممتداً عميقاً في الأرض، وذلك لأن كثافة الجبل أقل من كثافة طبقة الوشاح الذي يتوضع عليه، ويشبه إلى حد كبير السفينة التي تتحرك على مياه المحيط.

إن كثافة الجبل لا تتجاوز الـ 85 بالمئة من كثافة طبقة الوشاح، ولذلك فهو أخف منها وبالتالي يطفو على سطحها تماماً كقطعة الجليد! وهكذا بنتيجة الحسابات الرياضية يتبين أنه عندما ننظر إلى جبل ارتفاعه 5000 متر، فإن لهذا الجبل جذراً يمتد لعمق 28000 متر.

 

رسم يمثل خريطة العالم، وقد رُسمت بألوان تعبر عن ارتفاع اليابسة، فاللون الأصفر يشير إلى المناطق المنخفضة، واللون الأحمر يشير إلى المناطق متوسطة الارتفاع، واللون الرمادي يشير إلى سلاسل الجبال العالية. الحرف F يشير إلى سلسلة جبال الهملايا، والحرف G يشير إلى جبال الألب. والحرف D يشير إلى سلسلة جبال الأنديز غرب أمريكا. المصدر National Geophysical Data Center

إن كثافة الجبل تختلف عن كثافة الأرض المحيطة به، وهذا بسبب أنه عندما تشكلت الجبال بطريقة الانتصاب وذلك بعد تصادم الألواح الأرضية بعنف خلال ملايين السنين، عندها أصبحت مادة الجبل أخف من مادة الصخور المحيطة به، وذلك بسبب التشوهات الكبيرة التي حصلت في الجبال أثناء تشكلها مما أدى إلى اختلاف تركيبها الجزيئي.

إذن نستطيع أن نستنتج أن الجبل له بنيه تختلف عن بنيه الأرض وكذلك كثافة تختلف عن كثافة الأرض، ولذلك نجد أن القرآن يعتبر أن الجبل شيء والأرض شيء آخر، ويذكرنا دائماً بنعمة الله علينا أن سخر هذه الجبال لتكون مثل الأثقال في أسفل السفينة والتي تعمل على تثبيت السفينة لكي لا تميل وتنقلب في الماء فنجدها ترسو على سطح الماء. ولو أن هذه الجبال لم تكن موجودة لأصبحت القشرة الأرضية والتي تعتبر رقيقة بالنسبة للطبقة التي تليها من طبقات الأرض، لأصبحت هذه القشرة الرقيقة ضعيفة جداً مثل قطعة خشبية تطفو على سطح الماء فتجدها تتحرك وتميل ولا تستقر، فإذا ما ثبتنا فيها وتداً يخترقها ويغوص في الماء فإن هذا الوتد حسب قوانين ميكانيك السوائل سيعمل على تثبيت القطعة الخشبية واستقرارها.

ويقول العلماء اليوم بالحرف الواحد: "إن وجود جذور للجبال لا يسمح للقشرة الأرضية أن تغوص في طبقة الوشاح أو تنقلب، وذلك لأن الجبال تثبت هذه القشرة لأنها تمتلك جذوراً عميقة تخترق طبقة الوشاح ومادة هذه الجذور أخف من مادة الوشاح.

ولذلك قال تعالى: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15]. فقد اعتبر القرآن أن الجبال هي الرواسي التي تثبت الأرض تماماً كما يثبت الثقل الموضوع أسفل السفينة هذه السفينة ويجعلها تستقر على الماء.

نشوء الجبال

أثبت العلماء أن الألواح الأرضية تتحرك وتحرك معها الجبال باستمرار، إذن القشرة الأرضية مع الطبقة التي تليها والتي تسمى lithosphere تتفاعل وتتحرك بمرور الزمن وهذه الحركة تتسبب في حدوث الزلازل البراكين.

ومن أهم نتائج هذه الحركة نشوء الجبال بسبب التصادمات بين الألواح الأرضية، إذن هناك مدّ للأرض ثم نشوء الجبال، ونشوء الوديان وامتلائها بالأنهار، وهنا تتجلى عظمة القرآن عندما لخص لنا هذه الحقيقة بكلمات قليلة، يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) [الرعد: 3]. حتى إن العلماء يستخدمون كلمة SPREAD للتعبير عن امتداد الألواح الأرضية وهي تعنى (مدَّ) وهي الكلمة التي ساقها القرآن قبل ذلك بقرون طويلة. مثلاً يتحرك قاع المحيط الهادئ متجهاً نحو أمريكا بمعدل 9 سنتمتر كل سنة.

 

يوضح هذا الشكل أن الكرة الأرضية منقسمة إلى ألواح وهذه الألواح في حالة حركة دائمة منذ خلقها، ولاتزال تتباعد وتتمدد حتى يومنا هذا. وهنا قد نجد صدى لقول الحق عز وجل: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا وَمِنْ كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) [الرعد: 3].

وقد تبين من الملاحظات التي لاحظها العلماء على القشرة الأرضية تحت المحيطات وكيف تتصدع هذه القشرة وتتباعد الألواح عن بعضها أو تتقارب لتشكل سلاسل جبلية تمتد لآلاف الكيلو مترات في أعماق المحيطات، وأثناء تباعد الألواح تتدفق الحمم المنصهرة من باطن الأرض لترتفع وتتبرد بالماء وتشكل سلاسل من الهضاب أو الجبال.

 

نهر يمر بين جبلين، يقول العلماء إن إن حركة ألواح الأرض وتشكل الجبال فسح المجال أمام المياه لتتدفق وتشكل الأنهار، يقول تعالى: (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا).

وربما نتذكر كيف حدثنا ربنا تبارك وتعالى عن البحر المسجور أي المحمَّى بفعل هذه الحمم المنصهرة، فكما أن هذه الحمم لا يمكن لشيء أن يردها على الرغم من أن ضغط الماء فوقها أكبر بمئات المرات من الضغط الجوي، وعلى الرغم من برودة الماء إلا أن الحمم تندفع وتتابع نشاطها خلال ملايين السنين، كذلك عذاب الله سوف يقع ولن يرده أحد، يقول تعالى: (وَالْبَحْرِ الْمَسْجُورِ * إِنَّ عَذَابَ رَبِّكَ لَوَاقِعٌ * مَا لَهُ مِنْ دَافِعٍ) [الطور: 6-8].

 

صورة تظهر الألواح الأساسية التي تشكل الغلاف الصخري للأرض، ونرى بأن هناك تصدعات أو تشققات واضحة بين هذه الألواح وجميعها يرسم صدعاً واحداً متصلاً وهذه الصفة هي أهم ما يميز الغلاف الصخري للأرض، ولذلك أقسم الله بهذه الظاهرة أن القرآن هو قول فصل فقال: (وَالْأَرْضِ ذَاتِ الصَّدْعِ * إِنَّهُ لَقَوْلٌ فَصْلٌ) [الطارق: 12-13]، ألا تعبر هذه الآية عن حقيقة ما يراه العلماء اليوم؟1

الأرض أصغر...

العلماء الألمان اكتشفوا أيضاً أن قطر الأرض أصغر مما كان يعتقد العلماء، وقد حسبوا هذا القطر بدقة مذهلة بالاعتماد على الأشعة الراديوية المستقبلة من النجوم البعيدة من خلال 70 مرصداً تتوضع في مختلف دول العالم، فوجدوا أن قطر الأرض أصغر بعدة مليمترات من الرقم السابق.

 

الأرض أصغر مما كان العلماء يظنون: هذا آخر اكتشاف علمي صرح به علماء ألمان منذ أيام من تاريخ كتابة هذا البحث، فهل يمكن أن يكون هناك تناقص في حجم الأرض من أطرافها؟

إذن هناك تناقص في قطر الأرض، هل هو ناتج عن عدم دقة أجهزة القياس أم أن هذا النقصان هو حقيقي، وأن قطر الأرض يتضاءل ويصغر مع مرور الزمن؟ من هنا أحبتي في الله خطرت بالي آية يؤكد فيها رب العزة تبارك وتعالى أنه ينقص الأرض من أطرافها، يقول تبارك وتعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [الرعد: 41].

 

صورة الأقمار الاصطناعية لأحد الأنهار عند منطقة المصب في البحر، ويظهر عليها الترسبات الكبيرة الناتجة عن تآكل اليابسة حيث تُساق هذه المواد عبر النهر لتترسب في قاع البحار، إن هذا التناقص في أطراف الأرض والتآكل الكبير حدثنا عنه القرآن بقوله تعالى: (أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا نَأْتِي الْأَرْضَ نَنْقُصُهَا مِنْ أَطْرَافِهَا وَاللَّهُ يَحْكُمُ لَا مُعَقِّبَ لِحُكْمِهِ وَهُوَ سَرِيعُ الْحِسَابِ) [الرعد: 41]. المصدر www.nasa.gov

إنها حقائق تشهد على أن القرآن لا يناقض العلم، ونقول لأولئك الذين يدعون أن الإعجاز العلمي هو "أسطورة" لا أكثر ولا أقل، نقول لهم: هل لديكم كتاب واحد يشبه القرآن في حقائقه العلمية والطبية واللغوية....

يقول تعالى: (قُلْ فَأْتُوا بِكِتَابٍ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ هُوَ أَهْدَى مِنْهُمَا أَتَّبِعْهُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (49) فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ) [القصص: 49-50].

ــــــــــــ

شبهات حول الاعجاز الواضح لكل منكر

يقول صاحب الشبهة هداةالله

" إن كانت الجبال أوتاد وتُثّبِت الأرض فكيف هي ثابتة رغم إزالة الكثير من الجبال عن وجهها بواسطة الإنسان .. لماذا لا تميد بنا الأرض ؟"

الرد بعون الله

لكي يتم الرد على هذا الكلام يجب أن نوضح حقائق علمية ونرى إن كانت الجبال أوتاد أو وبعدها سنجد الرد على تلك المقولة أعلاه .

الرد الجبال تثبت الأرض : ( أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) سورة النبأ 6،7

1- قال ابن الجوزي : ( وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) للأرض لئلا تميد. (زاد المسير )

2- وقال الزمخشري: ( وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) أي : أرسيناها بالجبال كما يرس البيت بالأوتاد . (كتابه الكشاف )

3- وقال القرطبي : ( وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا)أي : لتسكن ولا تتكفأ بأهلها.( الجامع لأحكام القرآن .)

4- وقال أبو حيان : ( وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) أي : ثبتنا الأرض بالجبال كما يثبت البيت بالأوتاد.( ] البحر المحيط )

5- وقال الشوكاني: ( وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) الأوتاد : جمع وتد أي جعلنا الجبال أوتاداً للأرض لتسكن ولا تتحرك كما يرس البيت بالأوتاد. (فتح القدير)



فما هو الوتد ؟

الوتد هو ما غُرِسََ في الحائِط أَو الأَرض للتثبيت , ويكون الغائب منه أضعاف ما ظهر . أي يكون منه جزء ظاهر على سطح الأرض ، ومعظمه غائر فيها ، ووظيفته التثبيت لغيره .

"وَأَلْقَىَ فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ" النحل 15

جاء في اللسان: ومادَ الشيءُ يَمِيدُ مَيْداً: تحرّك ومال. وفي الحديث: لما خلق اللَّهُ الأَرضَ جعلتْ تمِيدُ فَأَرْساها بالجبال.

وفي حديث ابن عباس: فدَحَا اللَّهُ الأَرضَ من تحتها فمادَتْ. وفي حديث علي: فَسَكَنَتْ من المَيَدانِ بِرُسُوبِ الجبال، وهو بفتح الياء، مصدر مادَ يَميدُ.

وفي حديثه أَيضاً يَذُمُّ الدنيا: فهي الحَيُودُ المَيُودُ، قَعُولٌ منه.

ومادَ السَّرابُ: اضطَرَبَ: ومادَ مَيْداً: تمايل. ومادَ يَمِيدُ إذا تَثَنَّى وتَبَخْتَرَ. ومادت الأَغْصانُ: تمايلت. وغصن مائدةٌ وميَّاد: مائل.

والمَيْدُ: ما يُصِيبُ من الحَيْرةِ عن السُّكْر أَو الغَثَيانِ أَو ركوب البحر، وقد ماد، فهو مائد، من قوم مَيْدى كرائب ورَوْبى.

أَبو الهيثم: المائد الذي يركب البحر فَتَغْثي نَفسُه من نَتْن ماء البحر حتى يُدارَ

بِهِ، ويَكاد يُغْشَى عليه فيقال: مادَ به البحرُ يَمِيدُ به مَيْداً.

وقال أَبو العباس في قوله: أَن تَميدَ بكم، فقال: تَحَرَّكَ بكم وتَزَلْزَلَ. قال الفراء: سمعت العرب تقول: المَيْدى الذين أَصابهم المَيْدُ من الدُّوارِ.

وفي حديث أُمّ حَرامٍ: المائدُ في البحر له أَجْرُ شهيد؛ هو الذي يُدارُ برأْسه من ريح البحر واضطراب...

الجبال من الناحية العلمية

إن جميع جبال الدنيا تمتد عميقاً في الغلاف الصخري للأرض، ويبلغ عمق هذه الجذور عشرات الكيلو مترات، ونجد أن عمق جذر الجبل يزيد على ارتفاعه فوق سطح الأرض بأكثر من عشرة أضعاف!!! وهذا ما نجده في الوتد. فالوتد من الناحية الهندسية وحتى يؤدي مهمته في التثبيت يجب أن يغوص في الأرض لعدة أضعاف الجزء البارز منه. فسبحان الذي سمى الجبال (أوتاداً) وهذا التشبيه أفضل تشبيه من الناحية العلمية.

ثم إن جميع العلماء يؤكدون اليوم بأن الجبال لها أوتاد تمتد في الأرض وتغوص لعشرات الكيلو مترات وتعمل على توازنها

يمكنكم مراجعة الرابط

http://rst.gsfc.nasa...2/Sect2_1a.html

جاء في كتاب "الأرض" (Earth, Frank Press, 3rd ed., P. 435, 1982) إن الجبال الضخمة لا ترتكز على قشرة صلبة، وإنما هي تطفو على بحر من الصخورالأكثر كثافة، وبمعنى آخر: "إن للجبال جذوراً أقل كثافة من طبقة السيما تساعد هذهالجبال على العوم".

ويقول العالم Van Anglin C.R. في كتابه "Geomorphology" الصادر في عام 1948 (ص:27): "من المفهوم الآن أنه من الضروري وجود جذر في السيمامقابل كل جبل فوق سطح الأرض".

وهنالك علم قائم بذاته يدرس هذا التوازن الأرضي. وهذه أحد الأبحاث التي تدرس في جامعة هاواي للتوثيق ..

http://honolulu.hawa...g/program8.html

ولم تكتشف هذه الحقيقة إلا في النصف الأخير من القرن التاسع عشر عندما تقدم السيرجورج ايري بنظرية مفادها أن القشرة الأرضية لا تمثل أساساً مناسباً للجبال التي تعلوها، وافترض أن القشرة الأرضية وما عليها من جبال لا تمثل إلا جزءاً طافياً على بحر من الصخور الكثيفة المرنة ، وبالتالي فلا بد أن يكون للجبال جذور ممتدة داخل تلك المنطقة العالية الكثافة لضمان ثباتها واستقرارها.

وقد أصبحت نظرية ايري حقيقة ملموسة مع تقدم المعرفة بتركيب الأرض الداخلي عن طريق القياسات الزلزالية، فقد أصبح معلوماً على وجه القطع أن للجبال جذوراً مغروسة في الأعماق ويمكن أن تصل إلى ما يعادل 15مرة من ارتفاعاتها فوق سطح الأرض، وأن للجبال دوراً كبيراً في إيقاف الحركة الأفقية الفجائية لصفائح طبقة الأرض الصخرية. هذا وقد بدأ فهم هذا الدور في إطار تكوينية الصفائح منذ أواخر الستينيات . " ( الفكرة الجيولوجية عن الجبال في القرآن / الدكتور زغلول النجار ص3 (بالإنجليزية) ، 1992 )

صورة مرسلة

وهنا أطرح السؤال : أليست الجبال أوتاداً ؟

أخالك تقول بلى

وفي آية أخرى يقول الله تعالى (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15].

فتعالوا نرى ماذا قال العلم عن الجبال والتوازن الأرضي

"التوازن الأرضي هو توازن لبنات القشرة الأرضية العائمة على الغلاف الصخري للأرض. الجبال تملك جذوراً تمتد إلى داخل الغلاف الصخري بهدف تأمين التوازن".

ويمكن قراءة التفصيل في هذا البحث

http://highered.mcgr.../student_view0/

ويعرف الدكتور زغلول الجبال في ضوء المعلومات الحديثة فيقول إن الجبال ما هي إلا قمم لكتل عظيمة من الصخور تطفو في طبقة أكثر كثافة كما تطفو جبال الجليد في الماء.

إذا كان القرآن العظيم يستخدم تشبيهاً للجبال بالسفن التي ترسو في الماء، وإذا كان العلماء حديثاً يستخدمون تشبيهاً لتوازن الجبال كقطعة خشب تطفو على سطح الماء ويغوص منها جزء كبير لضمان توازن القطعة الخشبية، ويشبّهون توازن الجبل بتوازن هذه القطعة الخشبية في الماء، أي يستخدمون نفس التشبيه القرآني

شاهد هذا الفديوا

فالجبال تثبت القشرة الأرضية على الحمم المتحركة وطبقة السيام وحتى يتبين الامر انظر

صورة مرسلة

لو فرضنا أن هذه هي طبقات الأرض والقشرة الأرضية تنزلق وتتحرك على الطبقة المنصهرة فتأتي الجبال لتمنع هذه القشرة من أن تترنح وتتمايل على هذه الطبقة المنصهرة

صورة مرسلة

فلولا الجبال لكانت القشرة الأرضية بألواحها كبقع الزيت على الماء تتمايع وتتمازج وتنفصل وتتحرك وهذا قول الله تعالى "وَأَلْقَىَ فِي الأرْضِ رَوَاسِيَ أَن تَمِيدَ بِكُمْ" النحل 15

اذا كنت أجلس أمامك في الطائرة وهي طائرة في الجو هل ستراني ثابت أم متحرك ؟

بالتأكيد ثابت وذلك لحركتك معي وهذا ما يحدث بالنسبة للإنسان والجبال فنرى الجبال نحسبها ثابتة على الرغم من انها تتحرك بحركة الكرة الأرضية ولكننا نراها ثابتة لأننا نتحرك معها بنفس السرعة ولننظر ماذا قال القرآن في ذلك ..

(وَتَرَى الْجِبَالَ تَحْسَبُهَا جَامِدَةً وَهِيَ تَمُرُّ مَرَّ السَّحَابِ صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ إِنَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَفْعَلُونَ) سورة النمل الآية 88

ولم يكن الأنسان يعلم هذه الحقيقة قبل القرن السابع عشر بعد ان وضع كيبلر نظريته التي كسرت نظريات الفلكيون القائلة بأن الأرض ثابتة في مركز الكون وأن الأجرام هي التي تدور حول الأرض ..

كان هذا الإكتشاف في القرآن قبل 1400 سنة تقريباً

فكيف علم محمد صلى الله عليه وسلم هذه الحقائق ؟

"وَمَا يَنطِقُ عَنِ الْهَوَى * إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى"

من يشك الآن في أن الله تعالى صدق حين قال : وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (15)النحل

ولكن كيف تصبح الجبال أوتادا كما قال القرآن الكريم ؟وما الذي يجعل الجبال ذات جذور تصل إلى باطن الأرض وأعماقها؟

يشرح الموقع طريقة تكوين الجبال ولنرى كيف تكون الجبل واين بدايته وأين نهايته

إن الجبال تُبنى بعمليات تكتونية تتسبب في ارتفاع القشرة الأرضية ، تتسبب هذه العمليات المثارة في هروب الحرارة من داخل الأرض مما يسبب ارتفاع النشاط البركاني ،وبتحرك تلك الحمم البركانية إلى أعلى تباعاً تتشكل الجبال

Mountains are built by tectonic processes that cause portions of the Earth's crust to rise. These processes are fueled by the escape of heat from the interior of the Earth, causing crustal uplift by volcanic activity and by movement along faults that, in turn, is responsible for the formation of mountains.

ويُعرف الآن أن أكثر السلاسل الجبلية مثبتة أسفل قشرة الأرض بجذور تعوم أعلى طبقة plastically ذات درجة الحرارة العالية تَنْمو الجذورُ كنتيجة للضغطَ أثناء تقاربِ صحنِ.

It's now known that most mountain ranges are underlain by crustal roots floating atop the hot plastically deforming mantle. The roots grow as a result of compression during plate convergence

تعوم قشرة الأرض أعلى العباءة - إحدى طبقات الأرض - وهذا يشبه البحر حيث تعوم الجبال الثلجية الكبيرة على سطح البحر

بنفس الطريقة الجبال الطويلة لها جذور تمتد إلى أعماق الأرض أكثر من الجبال المنخفضة

The floating of Earth's crust atop the mantle is termed "isostasy". This is similar to what happens at sea, where large icebergs float with more ice extending beneath the surface than small ones do. In the same way, tall mountains usually have roots extending deeper into the Earth than low mountains made up of the same rock type

وبهذا اختفت وجهة النظر الكاذبة القائلة بأن الجبال كانت تنمو فقط على السطح

In both cases, far more mass lies hidden from view than can be seen at the surface.

عندما تريد بناء سلاسل جبال عالية أنت مسؤول أن يكون عندك جذر كبير لها تحت سطح الأرض والكثير من المواد لترفع بها الجبل على مستوى عالي عن سطح الأرض ، وإن لم يكن عندك مكونات كافية لبقائه عالياً سوف يؤدي ذلك إلى ميله لكي يتوازن مع المناطق الجذبية حوله

When you build up a large mountain range, you're liable to have a root underneath and a lot of material piled up high on the Earth's surface, and, ultimately, if you don't have forces to keep it piled up, that is going to tend to want to equilibrate and float in gravitational equilibrium with the other areas around it.

المصدر

http://walrus.wr.usgs.gov/infobank/programs/html/school/moviepage/06.01.25.html

وفي مختبر Isostasy lab

يوضح تجارب لقياس الكثافة ويشير إلى أن جذور الجبال تمتد في أعماق القشرة الأرضية

http://maps.unomaha...../isostasy.html

إذاً فللجبل جذور تخرج مكوناته الصخرية من باطن الأرض عن طريق ما يقذفه البركان تباعاً إلى أعلى وبعد أن يبرد هذا البركان يظل الجبل ظاهراً منه جزء على سطح الأرض وباقي الجبل مرتبط بباطن الأرض وما احتوته من حمم بركانيه توالت في الاندفاع إلى أن تكون الجبل ،هذا بالإضافة إلى الجبال الرسوبية وكل هذا تكون قبل ظهور الإنسان على الأرض من بلايين السنين

وتعوم القشرة الأرضية على طبقة العباءة تماماً مثلما يعوم جبل الثلج على البحر ولكن الجبال تمتد جذورها إلى أعماق الأرض

وهذه الجبال كما سبق وأشرنا بالإضافة إلى cratons تعمل على استقرار الأرض وهي دروع للقارات وتنتشر في جميع قارات العالم

أليس هذا هو إشارة إلى أن للجبل جذور والجذور ما هي إلا أوتاد؟

ولكي نقطع أمر كل مشكك هذه دراسة فرنسية تقول : عمق جذور الجبال في باطن الأرض يصل إلى ضعفي ارتفاعها عن سطحها

" بينت دراسة علمية فرنسية أن الجبال على سطح الارض لا تظهر في واقع الامر سوى ثلثها الاخير في حين يبقى ضعفاها منغمسان في عمق الارض وهو ما يدعى بالجذر الفخذي للجبال مثل قمة جبال المون بلان الفرنسية وحتى قمم جبال الافريست.

هذه الدراسة التي قام بها فريق علمي من المكتب الوطني الفرنسي للبحوث والدراسات العلمية على مرتفعات جبال البيرنيه (جنوب فرنسا) التي وصلت مع جذورها الى أكثر من 6000 متر في واقع الامر وليس كما هو معروف الى ما بين 2000 الى 3404 أمتار في أعلى مرتفعاتها عن سطح الارض.

ولاحظ فريق الدراسة أن الأرضية الباطنية لسفوح جبال البرينيه الفرنسية التي تحاذي الحدود الاسبانية غالباً ما تتعرض للزلازل لا سيما ان التركيبة غير العادية لأرضيتها تمتد الى عمق 100 كيلومتر في باطن الارض.

ويشير بيير فاشير من مختبرات جامعة نانت الجيوديناميكية الذي يتفق مع هذا الافتراض قائلاً: «إن هذا العمق يشرح الدفع القائم للصفيحة الجيولوجية الاسبانية الباطنية الكثيفة باتجاه الشمال تحت الصفيحة الاوروبية، وهذا الدفع المتواصل يشرح التسبب بموجات الزلازل التي تعصف بتلك المنطقة الجبلية الفرانكو إسبانية». وحول بنية الجذور الجبلية فإنها كذلك تلعب كذلك دوراً مهما، وتبين المؤشرات الدراسية لسفوح البيرنيه أن قوة الجاذبية الارضية تقل بنسبة 1 في المائة بالمقارنة مع مناطق الهضاب والسفوح العادية المجاورة لها وذلك بسبب التركيبة البنيوية للصخور الباطنية الكثيفة. "

http://www.aawsat.co....0&issueno=8469

وهذا الدكتور FRANK PRESS

The following interview was conducted with Dr. Frank Press on April 15, 1983, at

the National Academy of Sciences, as part of the Caltech Archives’ Oral History

Project. Dr. Press was director of Caltech’s Seismological Laboratory from 1957

to 1965. In 1965 he left Caltech to head the Earth and Planetary Sciences

Department of the Massachusetts Institute of Technology. From 1977 to 1981, he

was science adviser to President Jimmy Carter, and from 1981 to 1993 served as

president of the National Academy of Sciences and chairman of the National

Research Council. Since 1993, Dr. Press has been a visiting professor at Cornell,

Caltech, Stanford, and Indiana University, and he is currently a principal of the

Washington Advisory Group. In this interview, he recalls his work with Maurice

Ewing at Columbia’s Lamont Geological Observatory; his directorship of

Caltech’s Seismological Laboratory and colleagues Charles Richter, Beno

Gutenberg, and Hugo Benioff; his work on the free oscillations of the earth; and

his part in establishing the worldwide network of seismographs for the detectionof nuclear weapons testing.

يقول في كتاب "الأرض" (Earth, Frank Press, 3rd ed., P. 435, 1982) إن الجبال الضخمة لا ترتكز على قشرة صلبة، وإنما هي تطفو على بحر من الصخور الأكثر كثافة، وبمعنى آخر: "إن للجبال جذوراً أقل كثافة من طبقة السيما تساعد هذه الجبال على العوم".

وتقول "نظرية التوازن الهيدروستاتي للأرضي" للجيولوجي الأمريكي " داتون Duttn" سنة 1889 والتي تنص على أن المرتفعات تغوص في الماء بمقدار يتناسب طرداً مع ارتفاعها وعلوّها، كما جاءت نظرية "بنائية الألواح الأرضية" التي طرحت عام 1969 لتبيّن أن الجبال تقوم بحفظ توازن القشرة الأرضية وتوضح هذه النظرية التي تم التأكد منها بواسطة صور الأقمار الاصطناعية بأن القشرة الأرضية ليست جسماً مُصْـمتاً بل إنها عبارة عن ألواح (صفائح) أرضية تفصل بينها حدود، وهذه الصفائح تتحرك إما متقاربة أو متباعدة بحيث تكون الجبال غير الرسوبية عبارة عن أوتاد تحافظ على توازن هذه الألواح الأرضية أثناء حركتها. "

والآن هل يوجد لدى أحدكم دليل على أن الجبال ليست أوتاداً ولها جذور عميقة تحت سطح الأرض؟

وهل عند أحدكم دليل على أن الـ cratons - الأرصفة القارية والجبال - ليست رواسي تعمل على استقرار الأرض؟

وقال سبحانه وتعالى : أَمَّنْ جَعَلَ الْأَرْضَ قَرَارًا وَجَعَلَ خِلَالَهَا أَنْهَارًا وَجَعَلَ لَهَا رَوَاسِيَ وَجَعَلَ بَيْنَ الْبَحْرَيْنِ حَاجِزًا أَءِلَهٌ مَعَ اللَّهِ بَلْ أَكْثَرُهُمْ لَا يَعْلَمُونَ (61)النمل

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

للمزيد من المراجع : Dayton, Gene. (2006) "Geological Evolution of Australia." Sr. Lecturer, Geography, School of Humanities, Central Queensland University, Australia. [1]

Hamilton, Warren B. (1999) "How did the Archean Earth Lose Heat?." Department of Geophysics, Colorado School of Mines, Journal of Conference Abstracts, Vol. 4, No. 1, Symposium A08, Early Evolution of the Continental Crust. [2]

Stanley, Steven M. Earth System History. New York: W.H. Freeman and Company, 1999. ISBN 0-7167-2882-6 p. 297-302

وليس هذا فحسب فالذي لا تنكره أنت بعقلك ولا ينكره العلم حقيقة أن الجبال هي أساس تكوين الأنهار فبعد مد الأرض وتصادم الألواح و نشوء الجبال تتشكل الأنهار فانظر إلى هذا التتابع في قول المولى عز وجل (وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الْأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَارًا) [الرعد: 3].

(وَجَعَلْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ شَامِخَاتٍ وَأَسْقَيْنَاكُمْ مَاءً فُرَاتًا) المرسلات27

فهل تنكرون هذه الحقائق الآن ؟!!

صدقاً لن ينكر هذه الحقائق بعد كل هذه الأدلة إلا جاحد لا يبحث عن الحق بقدر ما يضمر للحق العداء .


 

في هذه المقالة سوف نلقي الضوء على حقيقة علمية لم تُكتشف إلا في السنوات القليلة الماضية، وهي أهمية الجبال في حفظ التوازن الأرضي....

هذا ما يعتقده علماء الغرب اليوم حول الجبال، هذا ما يدرِّسونه لطلابهم من أشياء يعدّونها حقائق facts  وإليك عزيزي القارئ ما اكتشفه هؤلاء العلماء وهم من غير المسلمين:

"التوازن الأرضي هو توازن لبنات القشرة الأرضية العائمة على الغلاف الصخري للأرض. الجبال تملك جذوراً تمتد إلى داخل الغلاف الصخري بهدف تأمين التوازن" [1].

 

قطعة الجليد أو الخشب تطفو على سطح الماء ولكن هنالك جزء منها يغوص داخل الماء لتحقيق التوازن، وبغير هذا الجزء لا يتحقق التوازن لقطعة الخشب. وهذا ما يحدث بالضبط في الجبال فجميع جبال الدنيا لها جذور تمتد في الأرض وتعمل على تثبيت الأرض واستقرار الجبال.

وهذا ما نجد وصفاً دقيقاً في كتاب الله تعالى عندما يقول: (وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَأَنْهَارًا وَسُبُلًا لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) [النحل: 15]. إذن سمّى القرآن الجبال بالرواسي تشبيهاً لها بالسفينة التي ترسو ويغوص جزء كبير منها في الماء. وهو ما تفعله الجبال فهي ترسو وتغوص في قشرة الأرض خصوصاً إذا علمنا أن القشرة الأرضية تتألف من مجموعة من الألواح العائمة على بحر من الحمم والصخور المنصهرة [4].

ولو بحثنا عن معنى كلمة (رسا) في المعاجم مثل مختار الصحاح نجد معناها (ثبت)، وهذا ما تقوم به الجبال من تثبيت للأرض لكي لا تميل وتهتز بنا. ويؤكد العلماء اليوم أن كثافة الجبال تختلف عن كثافة الأرض التي حولها، تماماً مثل قطعة الجليد العائمة على سطح الماء.

فإذا وضعنا قطعة من الجليد في الماء نجد أن جزءاً كبيراً منها يغوص في الماء ويظهر جزء صغير منها على وجه الماء ولولا ذلك لا تستقر قطعة الجليد وتنقلب وتميل.

ونحن نعلم من هندسة تصميم السفن أن السفينة يجب أن يكون لها شكل محدد لتستقر في الماء ولا تنقلب. والجبال قد صمّمها الله تعالى بشكل محدد فهي لا تنقلب برغم مرور ملايين السنين عليها!! ومن أعجب ما قرأت حول هذه الجبال ودورها في التوازن الأرضي أن العلماء عندما قاسوا كثافة الجبال وكثافة الأرض المحيطة بها وجدوا أن النسبة هي ذاتها كثافة الجليد بالنسبة للماء.

وهنا تتجلّى عظمة القرآن في دقة التشبيه وروعته، ولذلك قال تعالى: (وَجَعَلْنَا فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِهِمْ وَجَعَلْنَا فِيهَا فِجَاجًا سُبُلًا لَعَلَّهُمْ يَهْتَدُونَ) [الأنبياء: 31]. فشبّه الجبال بالسفن الرواسي وهو تشبيه دقيق جداً من الناحية العلمية!! فمن الذي أخبر النبي الأمي عليه الصلاة والسلام بهذه الحقائق؟

 

جميع جبال الدنيا تمتد عميقاً في الغلاف الصخري للأرض، ويبلغ عمق هذه الجذور عشرات الكيلو مترات، ونجد أن عمق جذر الجبل يزيد على ارتفاعه فوق سطح الأرض بأكثر من عشرة أضعاف!!! وهذا ما نجده في الوتد. فالوتد من الناحية الهندسية وحتى يؤدي مهمته في التثبيت يجب أن يغوص في الأرض لعدة أضعاف الجزء البارز منه. فسبحان الذي سمى الجبال (أوتاداً) وهذا التشبيه أفضل تشبيه من الناحية العلمية.

ثم إن جميع العلماء يؤكدون اليوم بأن الجبال لها أوتاد تمتد في الأرض وتغوص لعشرات الكيلو مترات، وهذا ما حدثنا عنه القرآن العظيم بقوله تعالى: (أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا * وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا) [النبأ: 6-7]. فإذا كان القرآن يصرّح بأن الجبال هي أوتاد، والعلماء يقولون إن للجبال جذوراً تثبت الأرض وتعمل على توازنها[5] ، وهنالك علم قائم بذاته يدرس هذا التوازن الأرضي، والسؤال: هل هذه المعجزات هي أكذوبة أم هي حقيقة؟ [2]

وقفة لغوية

 ربما يأتي من يقول بأننا نحمّل هذه الآيات غير ما تحتمل من المعاني، وهذه عادة المشككين بكتاب الله تعالى. ولذلك سوف نقدم من خلال هذه الوِقفة ما فهمه العرب قديماً من هذه الآيات. فلو بحثنا في معجم لسان العرب عن معنى كلمة (رَسَا)، لوجدنا: "رَسَا الشَّيءُ يَرْسُو رُسُوّاً و أَرْسَى: ثَبَتَ، و أَرْساه هو. و رَسَا الـجَبَلُ  يَرْسُو إِذا ثَبَت  أَصلهُ فـي الأَرضُ، وجبالٌ  راسِياتٌ. و الرَّواسِي من الـجبال: الثَّوابِتُ الرَّواسخُ. و رَسَتِ السَّفـينةُ  تَرْسُو رُسُوّاً: بَلَغَ أَسفلُها القَعْرَ وانتهى إِلـى قرارِ الـماءِ فَثَبَتَت وبقـيت لا تَسير، وأَرْساها هو. وفـي التنزيل العزيز فـي قصة نوح علـيه السلام وسفـينته: (وَقَالَ ارْكَبُوا فِيهَا بِسْمِ اللَّهِ مَجْرَاهَا وَمُرْسَاهَا إِنَّ رَبِّي لَغَفُورٌ رَحِيمٌ) [هود: 41]. و الـمِرْساةُ: أَنْـجَرُ السَّفـينة التـي  تُرْسَى بها، وهو أَنْـجَرُ ضَخْمٌ يُشَدُّ بالـجِبال و يُرْسلُ فـي الـماءِ فـيُمْسِكُ السَّفـينة و يُرْسِيها حتـى لا تَسير. قال ابن بري: يقال: أَرْسَيْتُ الوَتِدَ فـي الأَرض إِذا ضَرَبْتَه فـيها".

 

وجاء في هذا المعجم معنى كلمة (وتد): "الوتِدُ، بالكسر، و الوَتْدُ و الوَدُّ: ما رُزَّ فـي الـحائِط أَو الأَرض من الـخشب، والـجمع  أَوتادٌ، قال الله تعالـى: (والـجِبالَ  أَوتاداً) [النبأ: 7]. و وَتَدَ الوَتِدُ وَتْداً وتِدَةً و وَتَّدَ كلاهما: ثَبَتَ، و وَتَدْتُه أَنا  أَتِدُه وَتْداً وتِدَةً وَوَتَدْتُه: أَثْبَتُّه".

ونلاحظ أن العرب فهمت من الآيات ما نفهمه نحن اليوم مع فارق التطور العلمي! فهم فهموا من كتاب الله تعالى أن للجبال أصلاً في الأرض يثبته كما تثبت المرساة السفينة ولذلك سمى الله الجبال بالرواسي، وهذا ما يقوله العلماء اليوم كما نرى من خلال الأبحاث الصادرة حديثاً في علم التوازن الأرضي.

وهنا نود أن نقول: إذا كان القرآن العظيم يستخدم تشبيهاً للجبال بالسفن التي ترسو في الماء، وإذا كان العلماء حديثاً يستخدمون تشبيهاً لتوازن الجبال كقطعة خشب تطفو على سطح الماء ويغوص منها جزء كبير لضمان توازن القطعة الخشبية، ويشبّهون توازن الجبل بتوازن هذه القطعة الخشبية في الماء، أي يستخدمون نفس التشبيه القرآني، والسؤال: لولا أن العلماء وهم من غير المسلمين وجدوا في هذا التشبيه منتهى الدقة العلمية فهل كانوا سيستخدمونه في مراجعهم ويدرسونه لطلابهم في القرن الحادي والعشرين؟

إن هذا يثبت أن القرآن كتاب علم وليس كتاب أساطير كما يدّعي الملحدون، ويثبت أن القرآن معجز من الناحية العلمية ويتضمن سبقاً علمياً في علم الجبال، ويعني أيضاً أننا لا نحمّل النص القرآني أي معنى لا يحتمله، إنما نفهم النص كما فهمه العرب أثناء نزول القرآن، ولكن هم فهموه حسب معطيات عصرهم ولم يكن هنالك مشكلة على الرغم من عدم وجود أي تفسير علمي لجذور الجبال ودورها في التوازن الأرضي، ونحن اليوم نفهمه حسب أحدث المكتشفات العلمية ولا نجد أي مشكلة أيضاً، ألا يدلّ هذا على أن القرآن كتاب صالح لكل زمان ومكان؟!

ــــــــــــ

 

المراجع

  وصلات خارجية

[1] http://highered.mcgraw-hill.com/sites/0072402466/student_view0/

 

[2]http://honolulu.hawaii.edu/distance/gg101/Programs/program8%20MountainBuilding/program8.html

 

[3] http://geosciences.ou.edu/~msoreg/tes/isostasy.html

 

[4] http://maps.unomaha.edu/Maher/ESSlectures/ESSlabs/isostasylab/isostasy.html
[5]http://landsat.gsfc.nasa.gov/education/tutorials.html

http://www.livescience.com/796-land-speed-record-mountain-moves-62-miles-30-minutes.html
1- Underneath the mountains, http://www.geology.wisc.edu/courses/g112/mtn_roots.html

 

2- Mountains Have Thick Crustal Roots, http://walrus.wr.usgs.gov/infobank/programs/html/school/moviepage/06.01.23.html

 

3- André Cailleux, Anatomy of the Earth, McGraw-Hill Book Company, New York - Toronto 1976.

 

4- Mountain, http://en.wikipedia.org/wiki/Mountain

 

5- Crustal Root Beneath the Urals: Wide-Angle Seismic Evidence, www.sciencemag.org

 

6- Seismic evidence of Alpine crustal thickening and wedging from the western Pyrenees to the Cantabrian Mountains, www. cat.inist.fr

 

7- Hemin A. Koyi, A. Geoffrey Milnes, Harro Schmeling , Christopher J. Talbot, Christopher Juhlin & Hermann Zeyen, Numerical models of ductile rebound of crustal roots beneath mountain belts, www3.interscience.wiley.com

 

8- G. F. S. Hills, The roots of mountains, http://www.geoscienceworld.org/

 

9- http://www.nature.com/nature/journal/v417/n6892/fig_tab/417911a_F1.html

 

10- David James, Earth science: How old roots lose their bounce, www.nature.com

11- Underneath the mountains www.geology.wisc.edu

 

 

13- German Scientists: Earth is Smaller than People Think, www.dw-world.de, 06.07.2007.

 

14- Tectonic Plates, National Science Digital Library.

 

15- Allison Macfarlane, Rasoul B. Sorkhabi, Jay Quade, Himalaya and Tibet: Mountain Roots to Mountain Tops, Geological Society of America, 1999.

 

16- Dr. Michael Pidwirny, Introduction to the Lithosphere, University of British Columbia Okanagan.

 

17- Structure of the Earth, www.nasa.gov

 

18- The Earth, www.enchantedlearning.com

 

19- Inside the Earth, www.usgs.gov 

 

20- Scientists Catch Underwater Volcanic Eruption "In Action" in Pacific Ocean Depths, The National Science Foundation, November 27, 2006.
22 http://www.talktalk.co.uk/reference/encyclopaedia/hutchinson/m0006406.html

http://harunyahya.com/en/Miracles-of-the-Quran/27329/the-function-of-mountains

هناك 4 تعليقات:

  1. وفقك الله ......

    و أنار دربك مثل ما أنرت دربي

    ردحذف
  2. نعم وبعدها في سورة الرعد يقول الله وفي الارض قطع متجاورات وهي القارات سبحان الله

    ردحذف
  3. نعم وبعدها في سورة الرعد يقول الله وفي الارض قطع متجاورات وهي القارات سبحان الله

    ردحذف
  4. أزال المؤلف هذا التعليق.

    ردحذف