الصفحات

الأربعاء، 28 نوفمبر 2012

إنهيار الإلحاد -التطور والدارونية

إنهيار الإلحاد -التطور والدارونية



بدأت نظرية النشوء والإرتقاء (التطور)  كفكرة لباحث إنجليزي شاب اسمه تشالز دارون عندما خرج في رحلة حول العالم  على متن سفينة تسمى (بيجل) في رحلة إستمرت خمس سنوات زار خلالها جزرا نائية ولاحظ فيها كائنات جديدة  لم تكن معروفة وإن تشابهت تشريحيا مع كائنات معروفه فإختمرت في رأسه فكرة أن هذه الانواع الجديدة في الواقع نشأت من اسلاف مشتركة مع الكائنات المعروفة ولكنها تطورت بشكل مختلف لإنعزالها في بيئة مختلفة مع تباعد القارات عن بعضها البعض وعبر ملايين السنين تحولت لماهي عليه ...ويكتمل السيناريو بإفتراض أن البداية كانت مجرد أحماض أمينية تفاعلت في الماء عبر ملايين السنين حتى كونت حمض نووي ثم خلية ثم بدايات الكائنات الحية التي مرت بأشكال إنتقالية مختلفة حتى وصلت لماهي عليه الآن .

            


و رغم أنها مجرد نظرية لا أكثرالا أنها لاقت من الحفاوة والدعم مالم تلاقيه نظرية أخري , وفي الواقع كان هذا الدعم لأسباب أيديولوجية في الأساس أكثر منه لأسباب علمية فأوروبا كانت متعطشة وتبحث بكل حماس عن نظريات علمية تدعم توجهها العلماني المناهض للكنيسة بطرح بديل لفكرة الخلق كما وردت في الكتاب المقدس وكانت نظرية دارون بمثابة حجر الأساس والركن الركين لهذا التوجه وأساس من اسس الحضارة الغربية الحديثة.وعليه فقد كان لنظرية التطور تاثير كبير على المجتمع الأوروبي والعالم بأسره فيما بعد, وقد تعامل معها الكثير من المثقفين و العلماء الكبار _ الغير متخصصين في علم الاحياء أو مجال الحفريات - كحقيقه لا جدال فيها متأثرين بمحيطهم الثقافي العلماني و في نفس الوقت مؤثرين في مجتمعهم, بإكساب المزيد من المصداقيه لنظرية التطور بإعتبارهم من المؤمنين بها , فرجل الشارع العادي سيتبع مباشرة ممثل أو صحفي أو عالم فيزيائي شهير في إيمانه بالتطور لأنه من وجهة نظره بالتأكيد يعرف أكثر منه, دون أن يفكر ولو للحظة أن هذا الشخص الشهير غير متخصص وأنه فقط يجاري التوافق الثقافي العام لا أكثر ولا أقل ومن أشهر الأمثله على ذلك الفيزيائي الشهير ستيفن هوكنج  الذي يسوق نظرية التطور كثيرا لتفسير وجود الحياة على الأرض (1) في كتبه  التي تتحدث عن نشأة الكون ككتاب (مختصر تاريخ الزمن) ومثله كارين آرمسترونج الكاتبة والراهبة السابقه التي تصف نظرية دارون بإكتشافات دارون التي قوضت أسس العقيدة المسيحية!!! (2) ...وكلاهما من العقليات المرموقه في إنجلترا لكنهم بكل تأكيد غير متخصصين في علوم الأحياء ويتحدثون عن التطور كما لو كان حقيقة مسلم بها !!!

ومن العجيب أن تجد بروباجاندا الطوفان الاعلامي الكبير الداعم لهذه النظرية قد جعل بعض المتدينين على إختلاف عقائدهم يحاولون التوفيق بينها وبين مايؤمنون به على إعتبار أنها حقيقة قاطعة لاشك فيها فمثلا نجد الرئيس الامريكي جورج دبليو بوش يحاول التوفيق بينها وبين إيمانه المسيحي  فيقول في الثامن من ديسمبر عام 2008 لتلفزيون  (إيه بي سي) أنه يمكنك أن تجمع بين الاثنين إيمانك بالإنجيل ونظرية التطور (3) ولا ندري حتى الآن كيف يتم هذا التوافق العجيب!!, وبالمثل نجد أحد علماء اللغة المسلمين (د.عبد الصبور شاهين) يحاول التوفيق بين نصوص القرآن ونظرية دارون بشكل متكلف و خاطيء تماما ومخالف لكل ماهو متعارف عليه اسلاميا وذلك في كتاب أسماه (أبي أدم) مما أثار حفيظة وانتقادات كل علماء الدين المسلمين غير أنه في الواقع أيضا كان ضحية البروباجاندا المؤيدة لنظرية التطور



اذا من المهم جدا أن نستمع لأحد العلماء المرموقين المتخصصين في هذا المجال مثل اللورد سولي زوكرمان أحد أشهر علماء المملكة المتحدة في الحفريات الذي وضع طيفا للعلوم يمتد من الدراسات العلمية المحترمة التي تعتمد على معلومات ملموسة كالفيزياء والكيمياء الى تلك التي إعتبرها غير علمية (4) والمفاجأة أنه وبعد أن درس المتحجرات والحفريات لسنوات عديدة وضع علم الأنثروبولوجي الذي يفسر متحجرات الإنسان في خانة الدراسات الغير علمية حيث يصبح كل شيء ممكنا بالنسبة للمؤمن-بالتطور- الغيورالذي يمكنه تصديق عدة متناقضات في نفس الوقت(5)


والرجل محق تماما فعلم الأنثروبولوجي يعتمد بشكل كبير على التخمين والظن..فأن تجد بقايا جمجمة مهشمة منذ آلاف السنين وتبني عليها باقي الجمجمه ثم تتخيل شكل الوجه ولون الجلد وملمسه..الخ فأنت تخرج باحتمالات لانهائيه..ولهذا نرى كثيرا أن المتحجرة الواحدة بعد إعادة بنائها يكون لها وجوه كثيره ومختلفة طبقا لخيال النحات الذي أكملها أو لخيال مكتشفها وما يؤمن به ! حيث يمكنك ببساطة أن تجعل الجمجمة المكتشفه شبيهه بالشمبانزي وتكسوها بشعر كثيف أو أن تضفي عليها قسمات الفيلسوف (6)

وهناك مثال بسيط يفهمه طفل صغير هل إذا حدث مثلا وانهار ملعب كرة سلة اليوم ومات كل من فيه وطمر تحت الارض ثم جاء البشر بعد آلاف أو ملايين السنين وإكتشفوا البقايا العظمية لجثة أو اثنتين من لاعبي كرة السلة هل يمكنهم مباشرة الإستنتاج أن الناس حول العالم عام 2011 كانت أطوالهم تتخطى المترين؟!! والعكس هل اذا وجدوا متحجرة لرجل شديد القصر كأقزام غابات أفريقيا يمكنهم الحكم على الناس حول الكرة الأرضية والقول بانهم تطوروا من أسلاف قصيرة ؟؟


إنه خبط عشواء وكلام مبني على الهوي وبعيد عن الدليل القاطع وكلها تعتمد على الظن, ولكننا رغم ذلك نجد قنوات علمية محترمة مثل ناشيونال جيوجرافيك و الاذاعه البريطانيه بي بي سي تعرض أفلاما عن التطور والإنسان البدائي و قد تكتفي باشاره بسيطة أن هذا الذي تعرضه هو نظرية ليس الا..ثم بعد ذلك تأخذ في حشد الأفلام الخيالية الساحرة كيف كان هذا الإنسان البدائي يعيش ويصطاد ويأكل..؟! فيخرج المشاهد مبهورا بما شاهد وفي نفس الوقت متشبعا به ومصدقا له كأنه حقيقة واقعية.


والدفاع المستميت عن نظرية دارون كما اسلفنا هو أساسا بدافع أيديولوجي فهي أساس العلمانية في أوروبا والتفسير الوحيد المطروح امام فكرة الخلق التي تقتضي بالضرورة عندهم العودة للكنيسة وذكريات العصور المظلمة..فإنهيارها يعني إنهيار منظومة حياة كاملة وليس مجرد إنهيار لنظرية علمية.


  


و نظرية التطور تعتمد على خلط بعض الحقائق العلمية بتفسيرات معوجة وتمزج فيها الخيال بالواقع بصورة فجة ..ويجادل الدارونيين بكلام مزخرف براق يخدع العوام لكنه فارغ المحتوى لا يصمد أمام النقاش العلمي المنطقي يقول تعالى


(وَإِنَّ الشَّيَطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَدِلُوكُم)ْ سورة الانعام (121)

  

(شَيَطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ الْقَوْلِ غُرُورًا) سورة الانعام (112)

  

وقد كان الأمل الذي يحدو دارون هو اثبات نظريته مع تقدم العلم واكتمال سجل الحفريات

وكان دارون يطمع أن تكشف الحفريات عن سجل مكتمل لمراحل أو حلقات التطور للكائنات المختلفة..وبالتالي إثبات نظريته غير أن نظريته تعرضت لضربات قاتله مع بدايات القرن العشرين .




إنهيار نظرية التطور في عصر العلم


أولا:اكتشاف الحمض النووي (دي إن إيه) الذي أوضح أن الصفات المكتسبه لا تورث للأبناء ..وببساطة فقطع رجل قط أو شاة  مثلا لايعني أن ذريتها سيولدون بلا أرجل! وعليه فان التحول التدريجي لكائن ما من شكل لآخر وتوريث ذلك لأبنائه شيء غير ممكن ولو حتى بعد مليون سنة وربما لو كان دارون حيا عند اكتشاف الحمض النووي لانتحر كمدا..فحتى الطفرات التي تحدث لاتؤدي إلا إلى سرطانات أو تشوهات..ولا يوجد أحد من دعاة التطور يستطيع إثبات وجود طفرة مفيدة ولو واحدة فقط  فما ظنك بمليارات الطفرات المفترضة..فالإنسان منذ خلق وهو إنسان ولم يكن يوما ما غير ذلك

              


 ثانيا :تعقيد الخلية الحية المعجز الذي يعد أكثر تعقيدا من تعقيد أي جهاز اخترعه الإنسان حتى الآن..ولوأن هذا التعقيد لم يكن مكتشفا أيام دارون لضعف الامكانات العلمية في عصره..ولذلك فظهور الخلية الحية الأولى مع هذا التعقيد وطبقا لنظرية التطور هو نقطة مظلمة بلا إجابة عند دعاة التطور باعترافهم أنفسهم ويقول أحدهم وهو عالم الرياضيات فريد هويل في مقابله مع مجلة الطبيعة* في نوفمبر 1981 إن إحتمال ظهور أشكال الحياة العليا عن طريق الصدفة يقارن بإحتمال قيام إعصار جارف يمر بساحة خردة بتجميع طائرة بوينج حديثة من طراز 747من المواد الموجودة في الساحة(7), ويصرح كلاوس دوز رئيس معهد الكيمياء الحيويه بجامعة جوهانز جوتنبرج في كتابه (اصل الحياه اسئله اكثر من الاجوبة) 1988 أنه بعد ثلاثين عاما من التجارب عن أصل الحياة فإن النهاية هي طريق مسدود أو إعتراف بالجهل. والاجابة الواضحة السهلة المقنعة التي يتغافلون عنها أن هذه الخلية المعقدة خلقت في أجسادنا كماهي بلا تطور ولا غيره


https://fbcdn-sphotos-c-a.akamaihd.net/hphotos-ak-ash4/269999_225787334118594_438876_n.jpg



ثالثا : المفاجئة الصادمة للتطوريين هي ما يعرف بالإنفجار الكامبري, حيث تبين طبقات الارض أن الحياة المعقدة ظهرت فجأة على سطح الأرض أي خلقت ولم تتطور, ففي طبقات الارض للعصر الكامبري أي قبل حوالي 600 مليون سنه ظهرت فجاه ولأول مره معظم مجموعة اللافقاريات الأساسية وقد عثر عليها في شكل كامل و متطور (بعيون مركبة مثلا وليست بسيطة) فيما يعرف بطبقة الصخور الكامبريه وقد اعترف ريتشارد دوكنز اشهر دعاة التطور في العصر الحديث على مضض  أن هذا الانفجار الكامبري هو دليل قوي على الخلق(8), والإنفجار الكامبري ضربة قاتلة لنظرية التطور توقعها دارون في كتابه أصل الأنواع حيث توقع أن ظهور أنواع كثيرة تنتمي لنفس الأجناس أو الفصائل ستكون الضربة القاتلة للتطور لأن ذلك يعني أنهالم تتطور عن بعضها البعض.

 


رابعا : اكتمال سجل الحفريات لدرجة التشبع بلا وجود لأي مخلوقات تمثل مراحل انتقاليه بين الكائنات البدائية والحالية لتمثل التطور التدريجي المزعوم ففي الواقع العكس هو الذي حدث فقد تم اكتشاف آلاف الحفريات القديمة منذ ملايين السنين تماثل نظيرتها في العصر الحاضر فالتمساح كان ومازال تمساح والنحلة كانت ومازالت نحلة والإنسان كان ومازال انسان هكذا خلق, وقد كانت متحجرة الكوليكانث التي يقدر عمرها بنحو 410 مليون سنة, تمثل أملا حقيقيا لدعاة التطور حتي عام 1938حيث كان يعتقد أنها كائن يجمع بين صفات السمكة والزواحف وتمثل الحلقة الانتقالية البرمائية بين الأسماك والزواحف بجهاز للدورة الدمويه جاهز للعمل على اليابسة ورئه بدائية بل ولديها قدره بدائية للمشي وكعادة التطوريين تم التعامل في الأوساط العلمية مع هذا الأمر كحقيقة واقعية لا جدال فيها, حتى حدث اكتشاف مثير جدا وذلك بصيدها حية في المحيط الهندي في عام 1938وكانت سمكة عادية جدا تعيش في أعماق المحيطات ولا تخرج منها أبدا بل لاتقترب حتى من سطح الماء والرئة البدائية التي تخيلوها لم تكن أكثر من مجرد كيس دهني وقد صيدت عدة مرات بعد ذلك.


 


خامسا : السجل الخيالي لتطور الإنسان والذي يفترض عدة مراحل لتطور الإنسان من كائنات تشبه القرود الى الإنسان الحالي المعروف بهومو سابينس والذي ظهر طبقا لنظريتهم فقط قبل عشرات الالاف من السنين هو وهم محض وخيال ليس الا, ففي الواقع تظهر كل يوم اكتشافات تدحض زعمهم هذا تماما, منها مثلا ما تخبرنا به مجلة العالم الجديد –نيو ساينتست- الصادره في 14 مارس 1998ان البشر كانوا يمارسون الملاحه قبل اكثر من 700 الف سنه. أي كحال البشر اليوم (9)


وهناك أيضا ما نشرته جريدة الطبيعة عن وصول البشر لبريطانيا في أقصى الشمال قبل حوالي مليون عام وإستخدامهم النار ومعاطف الفراء وإستخدموا الكهوف والادوات..مما يعني ببساطة أنهم بشر مثلنا تماما..ويعلق على ذلك قائد فريق البحث الدكتور نيك آشتون بأن (المفاجيء في الأمر هو العصر شديد القدم الذي إكتشفنا فيه هذه الآثار..والذي يزيد من غرابة الأمر هو المكان حيث شدة البرودة في هذا الجزء من العالم وكيف تأقلم معها البشر الأوائل) .وفي الواقع كان البشر ومازالوا هم البشر وطبعا لا يجد التطوريون بديلا إلا إختراع وإفتراض أجناس بشرية متطورة جدا شديدة التطور (حتى لو أدى ذلك لتغيير لانهائي في شجرة تطور الإنسان المزعومة)..لكن يقولون انها ليست البشر الحاليين هروبا من فكرة الخلق(10) .

السجل الخيالي بقايا قرود مخلوطة مع اجناس بشرية قديمة


ومنها ما أثبتته الأبحاث أن من يسميهم التطوريين بجماعة النياندرثال (و يزعمون أنهم كانوا حلقة في سلسلة تطور الإنسان وليسوا بشرا) كانوا يدفنون موتاهم ويقومون بشعائر دينيه أي كانوا بشرا عاديين مثلنا ولم يكونوا قرودا أو همج ويستخدمون أدوات شديدة التعقيد (11)..بل وأن جيناتهم تتشابه مع جينات كثير من البشر المعاصرين مما يؤكد تزاوجهم معنا(12) وفي الواقع هم بشر مثلنا وشعوب قديمة ليس إلا كما يتميز الصيني عن الغربي عن الأفريقي عن الأسترالي الأصلي..لكن يظل التفسير الداروني هو الحاكم لكل المكتشفات بعيدا عن قصة الخلق وبعيدا عن الأكروبات الجدلية دفاعا عن الدارونية يقول أحد المعلقين (وهو البروفيسور جون هوكس استاذ الأنثروبولوجي في جامعة ويسكنسون ماديسون عن النياندرتال (إنهم نحن, ونحن هم). وهذا هو الحق يخرج من أفواههم ولكنه الكبر والعناد هروبا من فكرة الخلق



وما أوردته مجلة اكتشف- ديسكفر- في عددها الصادر في ديسمبر 1997 توضح اكتشاف مزلزل بكل معنى الكلمة ,فهولجمجمة طفل في احد كهوف اسبانيا عمرها 800 الف سنة ولكنها تماثل تماما البشر المعاصرين وطبقا لتعبير احد دعاة التطور الذي اكتشفها واسمه فيرارس ان الامر اشبه بالعثور على شرائط كاسيت وجهاز تسجيل قبل مليون عام. فقد كان يتوقع وجود اشباه القرود في هذا الزمن السحيق(13).


 


وهناك الكثير والكثير من أمثلة هذه الاكتشافات التي تهدم التطور من أساسه وتؤكد حقيقة الخلق ولكنها لا تلقى الصدى الاعلامي الكافي ويواجهها دعاة التطور في حينها بالتجاهل أو اظهار التعجب الأبله حتى يطويها النسيان ويعودوا لمجادلاتهم البهلوانيه الأكروباتيه أو يكتفوا بالقول في تصريح خاطف أن هذا كلام غير علمي هكذا فقط! ثم يهربون بعد ذلك من أي نقاش منطقي أو علمي حقيقي ومن ذلك ما إكتشف في بريطانيا من وصول البشر قبل مليون سنة لأقصى شمال العالم حيث البرودة الشديدة وإثبات إستخدامهم الأدوات والكهوف ومعاطف الفراء وإحتمائهم من البرد كالبشر المعاصرين تماما..حتى أن رئيس فريق البحث قال أنه يشعر بالإندهاش لوجود اجناس بشرية حديثة في هذا الزمن السحيق وتعاملها الكامل مع البرودة الشديدة..لكن دهشته سببها انه لاينفصل عن التفسير الداروني لأنه يهرب من فكرة الخلق وان البشر كانوا ومازالوا هم البشر ولاداعي لإختراع اسماء علمية لأجناس وهمية هي في الواقع البشر المعاصرين(14).


 سادسا : فضائح دعاة التطور بالجملة معظمها ناتج عن تزوير وخلط بقايا قرود أو حيوانات منقرضة وإدعاء أنها لأجناس بشرية سابقة تطور عنها الإنسان الحالي ويصاحب ذلك بروباجاندا إعلامية ضخمة وتصديق علمي قاطع لها كحقيقه واقعية لاجدال فيها وكل ذلك للهروب من مواجهة حقيقة الخلق!


- منها مثلا فضيحة انسان بلتداون حيث ادعى الطبيب وعالم متحجرات تشالز داوسون عام 1912 أنه اكتشف جمجمه عمرها خمسمائة الف سنة تعود لأحد أسلاف الإنسان المعاصر حيث أن لها فكا سفليا يشبه القرود أما باقي الجمجمة فهي تشبه الإنسان العادي ,وظلت معروضة في المتحف البريطاني على مدار 40 عاما على أنها الدليل القاطع على تطور الإنسان وكتبت العديد والعديد من الرسائل العلميه داعمه للتطور بناء على هذه الجمجمة وذلك حتى اكتشف كينيث أوكلي عام 1949 أن هذا الفك السفلي يعود لغوريلا دفنت في الارض لعدة سنوات فقط وأنها لا تعود للجمجمة المزعومة التي يقدر عمرها بخمسمائة سنة فقط(15)..وأن عملية تزوير قد تمت لتركيب الفك على الجمجمة وتم اعلان هذا التزوير للعامه عام 1953 بتقرير مفصل , والغريب في الأمر أن كشط الأسنان بأدوات معدنية لتركيب الفك على الجمجمه كان واضحا بالعين المجرده الا أن الكل تجاهل الأمر مندفعا وراء دعم نظرية التطور..على أي حال سحبت هذه العينة من المتحف البريطاني على عجل بعد هذه الفضيحة

وصرحت مجلة الدايلي ميرور أن آلاف الكتب العلمية يجب مراجعتها بعد إكتشاف هذه الفضيحة (16).


- فضيحة أخرى هي فضيحة انسان نبراسكا , ففي عام 1922 أعلن مدير المتحف الامريكي للتاريخ الطبيعي أنه تم العثور على ضرس واحد لكنه غريب الشكل يجمع بين صفات الإنسان والقرد وذهب البعض أنه يعود لما يعرف بانسان جاوه ..وبدأ دعاة التطور في رسم الصور التخيليه لهذا الكائن  بناء على هذا الضرس بل لقد تم رسمه بالكامل هو وعائلته في سلوكهم اليومي لعدة سنوات!! كل هذا بناء على ضرس واحد فقط وعلى أي حال فقد اكتشف في النهاية ماهو الا ضرس لخنزير بري ونشرت تفاصيل هذه المهزلة في مجلة العلوم - ساينس-  وبسرعة تم ازالة صور انسان نبراسكا من النشرات العلمية. وهناك العديد والعديد من الفضائح  والادعاءات مثل ما يعرف بأسم لوسي وغيره.


- وهناك فضيحة تطور الجنين البشري و ادعاء التطوريين وعلى رأسهم الشهير( أرنست هيجل), أن مراحل تكون الجنين في بطن أمه هي تلخيص لتاريخه التطوري و بحيث تمثل كل مرحلة شكل لأحد الأسلاف , كأدعائهم أن للجنين في مراحله الأولى خياشيم كالأسماك وهو ليس في الحقيقة سوى المراحل الأولية لتكون قناة الأذن الوسطى والغدة الجاردرقية, أو ادعائهم أن للجنين ذيلا كالقرود وهو في الحقيقة العمود الفقري الذي يظهر كذيل لأنه يتكون قبل ظهور الأقدام ليس الا, ورغم هذا فقد عمد هيجل الى تحريف رسوم الأجنة لتتطابق مع كلامه, وهو ما أكتشفه العلماء في فضيحة كبرى, و ينقل هيتشنج في كتابه (عنق الزرافة: عندما أخطأ دارون-1982) صفحة 204 تعليق هيجل على هذه الفضيحة بقوله: (كان علي بعد الاعتراف بهذا التزوير أن أعد نفسي مدانا ومنتهيا , لولا انني أجد العزاء في أن أري الى جانبي في قفص الاتهام مئات الجناة من علماء الأحياء المرموقين والباحثين الذين يحظون بأكبر قدر من الثقة)



وفضيحة أوتا بينغا التي تدمي القلب وهو أحد أقزام أفريقيا المعاصرين الموجودون ليومنا هذا في افريقيا الذي أسر كحيوان إنتصار للايديولوجية التطورية المجرمة وكان متزوجا وله أطفال ووضع في قفص على اساس انه حلقه إنتقالية بين الإنسان والقرد حتى إنتحر في النهاية(17)


 



سابعا الزائدة الدودية : من الأدلة التي كان التطوريون يستدلون بها على صحة نظريتهم وجود الزائدة الدودية-ابندكس- في جسم الإنسان حيث كانوا يعتبرونها عضو ضامر في جسم الإنسان كان له فائدة عند الإنسان البدائي وضمر مع التطور لعدم حاجة الإنسان الحديث إليه! وأيضا كانوا يتعاملون مع هذا الموضوع كحقيقة مطلقة ودليل قاطع على التطور   ولكن مرة اخرى يثبت العلم أنهم كانوا على خطأ حيث إكتشف فريق من الأطباء تابع لجامعة ديوك الامريكيه عام  2007 أن هذه الزائدة الدودية مسئولة عن إنتاج وحفظ مجموعة من البكتريا النافعة الموجودة في جسم الإنسان – نورمال فلورا- التي تقوم بدور هام في عملية هضم الطعام وامتصاص الفيتامينات في جسم الإنسان ونشرت الدراسة في مجلة علم الأحياء ال
نظري- جورنال أوف ثيوريتيكال بيولوجي-(18)



في النهاية يجب أن نعي تماما أن المجنون فقط هوالذي يريد أن يعزو كل شيء في هذا الكون الى الصدفة, فتعقيد الخلية الحية في أبسط وحداتها و الإعجاز في شريط الحمض الوراثي (دي ان ايه) وتنظيم الانزيمات في الجسم وضربات القلب و النظام الدقيق المحكم  الذي ينظم الكواكب والنجوم يسحق تماما أي احتمال للصدفه. فلا يمكن حدوث مليارات المليارات من المليارات من الصدف والتوافقات المستمرة واللانهائية!! فنظرية التطور نظرية مضحكة تصلح لأفلام الخيال  والفانتازيا مثل فيلم (كوكب القرود) أو قصص الأطفال المسلية (كالجميلة والوحش)..لكنها لاتصلح أبدا أن تكون عقيدة علمية سليمة والأدلة التي يقدمونها هي أشبه بمن وضع يديه أمام عينيه لتحجب الشمس وقال أنظر إن الدنيا مظلمه فانا لا أرى الشمس فلا هو أدرك الحقيقة ولا هو حجب الشمس, والخلق هو الحقيقة الواقعية التي تظهر كالشمس , و الله سبحانه وتعالى هو من أبدع هذا الكون بتنظيم دقيق معجز يحير العقول وهو سبحانه الذي خلق كل الكائنات و هداها وعلمها الطريقه المثلى التي تحيا بها و في القرآن الكريم حين سأل فرعون عن الله قال موسى عليه السلام


  (ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى)


والهداية هنا هي هداية الفطرة والغريزة التي تعلم الطيور مسارات هجرتها وتعلم النحل كيف تبني بيوتها وتعلم الرضيع أن يبكي عندما يجوع ويضحك سعادة عندما تداعبه أمه,فهذه السلوكيات سببها هداية الله وليس التطور المزعوم..فسبحان الله  وتعالى العلي العظيم.


خاتمة 


كان العلم ومازال هو الأساس الذي قامت عليه الحضاره الحديثه وعليه فلما اختارت أوروبا الإلحاد دعمته بعدد من (النظريات) العلمية , وكان عليها في العقود التالية أن تحاول إثبات صحة هذه النظريات وتحويلهامن ظن غير محقق إلى حقائق ثابتة لإثبات صحة توجهها وأيديولوجيتها, خصوصا أن هذه النظريات تحوي في طياتها العديد والعديد من علامات الاستفهام وكلمات الشك والظن من نوعية (ربما , اظن, من المحتمل , يبدو..الخ) ,لكنها طبعا تتوافق مع (الهوى الأوروبي) الثائر على الكنيسة وتتفق كذلك مع (الهوى الإنساني) الرافض للقيود والمحرمات التي تحد من إستمتاعه بشهواته ورغباته, وهذه الصورة وردت تماما في القرآن الكريم في قوله تعالى


(إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَمَا تَهْوَى الأَنفُسُ  سورة النجم الآيه 23


وربما لم يكن هناك أدنى شك في الغرب أن القرن العشرين و مع الإنفاق المتزايد لمليارات الدولارات لدعم البحث العلمي سيأتي بالمزيد والمزيد من المعلومات التي تدعم الإلحاد عقائديا والعلمانية سياسيا ...لكن المفاجأه الكبرى كانت عكس ذلك تماما, فمع تراكم المعارف الإنسانيه والإكتشافات العلمية بدأ الإلحاد في الانهيار ,و بدأت النظريات التي تدعمه وعلى رأسها نظرية التطور في الانهيار واحده تلو الاخري كقطع الدومينو في مشهد درامي غريب ربما يدعو إلى تأمل قوله تعالى


 ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَة)ً  الانفال الآيه36


والآيه بالطبع وكما هو واضح لاتلوم عليهم انفاق الاموال لطلب العلم  أو لخير البشرية وصلاح الدنيا وإنما تلوم عليهم إتخاذهم من ذلك وسيلة لمحاربة الدين والصد عن سبيل الله.

أخيرا وختاما للموضوع فلنذهب أبعد من ذلك ونسأل تنزلا وجدلا

لوكان التطور صحيحا  (وهو خطأ) فمن الذي أوجد الخامات الأوليه التي بنيت منها الخلية الحية؟؟..

لا مفر من أن للكون خالقا أو جدها وحينها سيكون التطور هو وسيلة الخلق.

ولكن هنا ستظهر هنا جماعات عبادة النجوم المنتشرة في أمريكا وتقول أن كائنات فضائية هي من أحضرت الحمض النووي للكرة الارضية ومن ثم بدأ التطور ويظهر هذا الفكر في هوليوود كثيرا

وهنا نقول حسنا ومن أوجد الكائنات الفضائية ؟ ومن الذي أوجد  الكائنات الفضائية التي قبلها؟؟ بل من خلق هذا الكون ومكوناته لتحيا فيه الكائنات الفضائية؟!




سنعود لنقطة الصفر مرة أخرى ..لتؤكد بما لايدع مجالا للشك أن الخلق حقيقة لامفر منها وأن كل المخلوقات هي من إبداع خالق عليم حكيم سبحانه وتعالى عما يشركون.





References


1- Stephen Hawking, A Brief History of Time,Bantman Books, London, 1988, p.122


2- Karen Armstrong, MUHAMMAD A Biography of the Prophet, Harper Collins Pub.,New York 1998

         (Trans. By Dr.Fatma Nasr & Dr.Mohammad Anany, Sotor publications)


3- http://www.afp.com/


4- Solly Zuckerman, Beyond The Ivory Tower, New York:Toplinger publications,1970


5- Harun Yahya, The Evolution Decit,Arastirma Pub.,Istanbul,2002


6- Harun Yahya, The Evolution Decit,Arastirma Pub.,Istanbul,2002


7- http://en.wikipedia.org/wiki/Fred_Hoyle


8- Richard Dawkins, The Blind Watchmaker, London:W.W.Norton 1986


9- http://www.newscientist.com/article/mg15721250.500-ancient-mariners--early-humans-were-much-

smarter-than-we-suspected.html


10-   http://www.bbc.co.uk/news/10531419


11- http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/7582912.stm


12- http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/8660940.stm


13- http://discovermagazine.com/1996/dec/thefaceofanances1285/?searchterm=IS


14- http://www.bbc.co.uk/news/10531419


15 - http://news.bbc.co.uk/2/shared/spl/hi/sci_nat/03/piltdown_man/html

/

16- http://news.bbc.co.uk/2/hi/science/nature/3285163.stm


17- http://onehumanrace.com/docs/ota_benga.asp


18-  http://www.msnbc.msn.com/id/21153898/ns/health-health_care/t/scientists-may-have-found-appendixs-purpose

هناك تعليقان (2):