الكون شاهد على وجود الله
قال الله تعالى : (إِنَّ فِي خَلْقِ
السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَاخْتِلاَفِ اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَالْفُلْكِ
الَّتِي تَجْرِي فِي الْبَحْرِ بِمَا يَنفَعُ النَّاسَ وَمَا أَنزَلَ
اللّهُ مِنَ السَّمَاء مِن مَّاء فَأَحْيَا بِهِ الأرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا
وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٍ وَتَصْرِيفِ الرِّيَاحِ وَالسَّحَابِ
الْمُسَخِّرِ بَيْنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ لآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَعْقِلُونَ )
(سورة البقرة).
لقد قدّر الله سبحانه و تعالى كل شيء في وجوده الأزلي، فكتب في اللوح
المحفوظ، من قبل الخلق، وبأول مخلوقاته "القلم" ، مصير كل هذا الكون وما
يحويه من إنس وجان، حي وجماد، ظاهر ومخفي، مخلوق سماوي أو أرضي، مطيع كان
أم عاصي، وهكذا فقد سنّ سننّا و بعث أنبياء و رسلاّ مبشّرين و منذّرين،
يذكّرون الخلق غاية وجودهم و حجّة خالقهم عليهم، محتجّين بعظمته وحكمته
فيما خلق بدلائل قدرّته، مبلّغين إياهم أنها دار عمل و كّد وما بعدها دار
نعيم أو نكد. فمنهم من آمن بما جاءه من عند الله ومنهم من أخذته العزّة
بالإثم فأضحوا جنّدا من جنود الشيطان يعيثون في سنن ربهم فساداً فحق عليهم
قول خالقهم فأخذهم العذاب بغتة فكان مصيرهم التراب يعرضون على النار
صباحاً و عشياً لا يسمع عذابهم إلا البهائم فساء ما كانوا يعملون فهكذا
كانت سنّة الحكيم - سبحانه - في بعثه لرسلّه موافقة تماماً لسنن الكون
نفسه، فلما كان آل فرعون قوم سحّر وقوّة وجبروت بعث إليهم بموسى - عليه
السلام- بقوة بدنه و معجزّاته التي أبطلت ما كانوا يفعلون، وكذا أيضا بعث
النبيّ سليمان في قوم قد ملئت الملوك أرضهم فسخّر الله بحكمته ملكّا
لسليمان يمتدّ من أدنى الأرض إلى المكان الذي حلّق فيه الهدهد فكان من
الصادقين. وهكذا فلو اتبعنا و تأملنا بما جاء به الرسل إلى أقوامهم
لوجدناها تلائم عصر تواجدها وتوافق حياة وأفكار هذه الأمم، فكانت معجزّة
كلّ نبيّ مرسل تدحض ما كان يعصي القوم الله به وكانت في الوقت نفسه تبهر
وتعجز قوة الأقوام أنفسهم.
فلهذا جاءت معجزة القرآن -الكريم- وفقا للسنّة نفسها ، فلمّا كتب الله عزّ
وجلّ أن الأرض يرثها عباده الصالحون اللذين أصلح بالهم بالقرآن كان ذلك
بمثابة الهديّ الذي ينبغي على البشر الإقتداء به مهما طالت بهم العصور و
مهما اختلفت أمكنتهم و بلغوا من علمهم الدنيوّي مبلغاً عظيماً كما هو الشأن
في عالمنا اليوم. وهكذا ووفقاً لسنّة البعث نفسها فإن الدارس والمتدبر في
آخر معجزة لآخر الأنبياء والرسّل، صلّوات الله عليه، يجدها قد أبهرت وأعجزت
أقواماً قد عمّرت طيلة أربعة عشر قرناً من الزمن. فإذا كانت قريش قد
أقرّت بعجزها وعجز لسانها أمام ما جاء به القرآن بلسان عربي، فهل تقرّ
الإنسانية في عصرنا هذا عن عجز علمها النظري و التجريبي أمام ما جاء به
الفرقان ؟! و هل سيدركون أن الله - سبحانه- وحده دون غيره كان قبل خلق
المكان وسيعيد كل شيء إلى ما كان عليه المكان قبل خلق المكان؟! فهكذا أراد
لحكمته وسنّته أن تكون، فقد خلق الأسباب والمسبّبات والمسبب له وخلق
النتائج سبحّانه له في خلقه شؤون.
ولكن دعونا نتأمل الآن فيما أعجز القرآن عمّا عجز الإنسان عن فهمه، تفسيره
واكتشافه، وعلى سبيل المثال -لا على سبيل الحصر- سنحاول أن نسوق بعض
الأمثلة نبيّن لغيرنا من خلالها أنه الحق من ربنا، أمثلة قلت تجعل القرآن
معجزة دائمة على دهر العصور الغابرة وعلى طول الأزمنة القادمة إلى أن يرث
الله الكون و ما فيه والأرض ومن عليها.
لقد كان يعتقد علماء الفلك القدامى أن الكون وأبعاده ما هو إلا مجموعة
محدودة من كواكب سيارة تدور بشكل منتظم حول الشمس، لكن الاكتشافات التي
جاءت إثر ظهور الثورة العلمية في مطلع القرن العشرين قد أثبتت أن الكون
أبعاده ابعد من ذلك ! فالمجموعة الشمسية ما هي إلاّ جزئ ضئيل من مجرّتنا
أمام كم هائل من المجرّات الأخرى، و تستمر الاكتشافات لتذهل عقولنا
المحدودة و تخبرنا بأنّ هناك مئات من "عناقيد المجرّات" كل عنقود يحوي آلاف
من " أكوام المجرّات" و كل كومة قد تحوي عشرات الآلاف من "المجرّات" و
كل مجرّة متكونة من غازات تقارب درجة حرارتها المئة مليون درجة مئوية، كما
تحوي ملايين الأجرّام السماويّة ومن مجموعات شمسية أخرى قد تكون شمسنا هذه
أصغر الشموس فيها ! و بعبارة إحصائية و لكي يتسنى لنا تخيل مدى عظمة هذا
الكون وعظمة خالقه: فإن نسبة كوكبنا الأرضي إلى نسبة كل الكون كنسبة نقطة
من حرف أبجدي في مكتبة تحوي مليون مجلّد كلّ مجلّد يحوي ألف صفحة !! و
بالحساب التقريبي فإنه يوجد في الكون ما بين 100 و 1000 مليار مجرّة و كل
واحدة منها تحوي ما بين 200 و 500 مليار من النجوم يتراوح حجم النجم الواحد
ما بين العشر(بضمّ العين) و العشرة أضعاف من حجم الشمس. فإذا قمنا بعملية
حسابية بسيطة وقسّمنا مثلا عدد كل المجرّات على كل البشر في هذه المعمورة
فإن كل إنسان على وجه الأرض سيتحصل تقريباً على مئة مجرّة !!
سبحان الله فما أعظم قدرته وما أضألنا، و ما أقواه وما أضعفنا و ما أعظم علمه وما أجهلنا !
ولنا إذاً أن نتصوّر قيمة كل واحد منّا أمام كلّ الكون ! بل أمام مجرّة
واحدة ، أمّا إذا تصوّرنا ضعفنا أمام خالقنا وخالق هذا الكون، فبنفس
الحسابات المنطقية، نجد أننا مفرّطين في عبادته حتى و لو قمنا بتسبيحه و
تهليله و استغفاره عدد كلّ ذرّة من كلّ جرّم من أجرام كونه !! و كيف لا
وعندما يسبّح الواحد منّا يكون قد سبقه في تسبيحه هذا مئات الآلاف من
المليارات من النجوم
عندما غادر الفيزيائي "آلبرت اينشتاين" موطنه ألمانيا، هروباً من خطر
النازية كونه كان يهودياً، متجهاً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وفي
حفل استقبال بهيج سأل أحد الصحفيون هذا العالم عن مفهوم نظريته الجديدة
(النسبيّة) والتي أحدثت ضجّة علمية كبيرة آنذاك، ردّ عليه قائلا: " لا
يزال الناس يعتقدون اليوم أنه إذا قدّر(بضّم القاف) للكون أن يختفي يوماً
فإن الذي سيبقى هو الفراغ و الزّمن، أما وفقاً لنسبيتي فإن الفراغ و الزّمن
يختفيان أيضاً ! لانهما هما اللّذان يحددان الكون !! "(1) ولم يفهم العالم
يومها ما جاء به اينشتاين لأنه كان قد سبق عصره بما يزيد عن خمسين سنة !
فقد أدرك هذا العلم الفيزيائي أن الزمن والفراغ وأبعادهم الأربع ما هما
إلاّ عنصرين مكوّنين للكون وأن الكون لا يقام بالأجرام السماوية فقط بل
ببعديهما أيضاً، ثم بعد هذا جاءت نظرية "الانفجار الكبير" لتدعّم نظرية
النسبية، فقد أشارت هذه الأخيرة أن الكون، قبل ما يقارب الأربعة عشر
مليار سنة، كان عبارة عن نقطة متناهية في الصغر(تؤول إلى العدم) وكانت
المادة و الطاقة محبوستان في هذه النقطة ومكدستان بكثافة و درجة حرارة
هائلة لا يمكن لعقل بشري أن يستوعبها، ثم انفجرت هذه النقطة انفجاراً عظيما
في لحظة زمنية لا يمكن لأيّ قانون فيزيائي- بشريّ أن يقيسها، حيث ولّد هذا
الانفجار طاقة حرارية هائلة و غازات ودخان كثيف و تقول النظرية أنه لا
يمكن بحال من الأحوال تخيّل ما كان حاصل قبل الانفجار لأنه لم يكن هناك
أبعاد ( الوقت والزمن) لكي يحدث بينهما -أو خلالهما- شيء ما، فالوقت
والزمن نتجتا عن الانفجار نفسه، فمرحلة ما قبل الانفجار هي مرحلة لا مفهوم
ولا مدلول لها من الناحية الزمنية، الفيزيائية ولا حتى السببية وخلاصة قول
أنصار نظرية الانفجار الكبير أنّ الأبحاث الحديثة في هذا الصدد تقول أن
الكون في حالته اليوم ، من هندسة و تطور، لا يسمح لنا بأن نستخلص أي نتيجة
أو أن نقترح أيّة نظرية تفسّر لنا مرحلة ما قبل الانفجار، فعلى سبيل المثال
لا يمكننا أن نتصور كيف يمكن لقانون الجاذبية أن يعمل في ظروف الكثافة
والحرارة اللامتناهيتان اللتان كانتا قبل الانفجار، إذ يعتقد أنصار هذه
النظرية أنه لا داعي للتكلم عن مرحلة ما قبل الانفجار لأن الوقت والفراغ
(بأبعادهما الأربع) لم يكونا بعد لكي يحدث خلالهما ظاهرة ما، والسؤال هنا
عن هذه المرحلة هو مضيعة للوقت شأنه شأن السؤال عن وجود الحياة في القطب
الشمالي. و هذا الكلام ليس بجديد لدى علماء الغرب حتى أن إنجيلهم يطرح سؤال
مفاده أنه إن لم يكن هناك زمن أو مكان فأين وفيما كان الله يقضي أوقاته؟
ما هو مقدار حجم الكون ؟
وهكذا فبعد الانفجار الكبير بدأت درجة حرارة الكون تنقص شيئاً فشيئا و
بدأت الغازات الناتجة تتراكم مكوّنة المادة المنشئة للمجرّات كما ساهمت
الطاقة في بدأ توسع الكون، فالإشارة فقط تقول أن بعد مليار سنة من الانفجار
كان الكون لا يزال مجرد غازات ودخان وأنّ كوكبنا الأرضي استغرق تكوينه
أربعة مليارات و خمس مئة مليون سنة . وقد يتبادر في ذهننا سؤال : ما هو
مقدار حجم الكون؟ وللجواب عن هذا السؤال يجب الإشارة إلى أنّ العلماء
يقيسون عمر الكون بطريقتين : إما بطريقة تطوّر النجوم أو حسب وتيرة توسّع
الكون، فحجم الكون و عمره متناسبين طرديّاً، فإذا كان عمر الكون محدد ما
بين 10 إلى 15 مليار سنة شمسية فإن ابعد جرم يكون-نظريًا- مرئي على بعد 10
إلى 15 ميليار سنة شمسية ( سنة شمسية واحدة تقدر ب 9.5 مليار كلم ) ، و
بخلاف كوكبنا الأرضي فإن الكون يملك أفقا لا يمكن إدراكه فهو موجود في محيط
300000 سنّة شمسية بعد الانفجار، إذ أن قبل هذه الفترة كان الفوتونات
الضوئية حبيسة المادة الداكنة (و تسمى أيضاً بالمادة السوداء )، فلقد لاحظ
بعض العلماء أن بعض المجرّات، القريبة من مجرّتنا، تملك سرعة دوران أكبر
مما توحي لنا كتلة مادتها المرئية بل إنهم لاحظوا أن الكتلة الحقيقية لهذه
المجرّات أكبر بعشر مرّات من كتلة النجوم التي تحويها، والفرق في الكتلة
هنا هو "المادة السوداء" فهي موجودة حقا بالاستنتاج حتى ولو لم تكن مرئية
وهي مكونة من نترونات كتلية و من نجوم لامعّة وثقوب سوداء ولكن لا يصدر
عنها أي إشعاع إلكتروماغناطيسي، و هنا نتوقف لنطرح سؤال بريء : كيف لعلماء
الفلك الغربيين أن يستنجوا وجود مادة من غير أن يتمكنوا من رؤيتها؟ ثم
لماذا لا يكون لهم نفس المنطق و يستنتجون وجود قوة خارج كل الحسابات
الكونية والطبيعية تكون قد فجّرت نقطة لتخرج لنا - و تخرجنا- من العدم؟ هذه
القوة ألا تستحق الإيمان بها وبقدرتها على الأقل؟!! ... فسبحان من أشار عن
ذلك في قوله تعالى : (وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا
بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِن لُّغُوبٍ)(2)، فماذا
إذاً ما بين السماوات والأرض إن لم تكن هذه المادة التي إستنجها العلماء؟
وما يصرّح به العلماء اليوم أنه توجد أربع قوى في الكون (الجاذبية،
الكهروماغنطيسية، النووّية الضعيفة و أخيرا النووّية القويّة) ولقد أكد
الملاحظون أن هذه القوى تجعل المادة تنتظم بشكل رائع وبديع من أصغر الذرّات
إلى أكبر المجرّات وهذا دليل على قوّة، عظمة وحكمة واضع هذه القوانين
والسنّن سبحانه لم يشاركه في خلقه أحد غيره. وفي هذا الصدد يقول العالم
الفيزيائي "بول ديفس": " لو كانت قوّة الانفجار الكبير أكثر -أو أقلّ- يجزئ
من المليار في مليار جزئ عند حدوثه لاختل التوازن كله و أنهار الكون قبل
أن يصل إلى ما عليه الآن من تطور، إن الانفجار الكبير للكون لم يكن
اعتياديا بل كان وفقا لعملية محسوبة جيّدا من جميع الأوجه و منظمة
بإحكام"(3).
وهنا نقول: إذا كان الانفجار قد حدث بطريقة دقيقة كما تقولون فإن القوة، التي خططت لهذا، فعلت ذلك قبل ذلك!...
فهي موجودة بالاستنتاج المنطقي والحسابي ! ثم إنها لن تكون إلاّ قوة عظيمة
ما دامت قد أحدثت شيئاً عظيماً ! فلماذا إذاً لا تتساءلون عن ما قبل
الانفجار ؟ و عن محدث الانفجار؟ و عن من وضع هذه الحسابات الدقيقة بأسباب
أخرى ليست بالضرورة الوقت والزمن وأبعادها الأربع؟ بل ربما بأبعاد أخرى
لايمكن إدراكها إلا بالإيمان بها والتسليم لها؟ ثم لمّا تقرّون أن الأبعاد
الأربع للكون قد نتجت مع الكون نفسه أليس من المنطق أن القوة التي خلقت هذه
الأجزاء بإمكانها أن تخلق قوى أقوى منها أو معاكسة لها تماماً ؟ ثم بصيغة
المنطق نصوغ سؤالنا فنقول : بل أو ليست هذه القوة هي التي يجب أن تكون
أزلية الوجود وسرمدية البقاء؟ ثم مالكم تتكلمون عن مرحلة ما قبل الانفجار
كما لو أنكم شهدتم ذلك؟ و بصيغة القرآن الكريم نقول ما قال ربنا : (مَا
أَشْهَدتُّهُمْ خَلْقَ السَّمَاوَاتِ
وَالْأَرْضِ وَلَا خَلْقَ أَنفُسِهِمْ وَمَا كُنتُ مُتَّخِذَ الْمُضِلِّينَ عَضُدًا)(4).
ماذا حدث بعد الانفجار الكبير
و بالموازاة مع نظرية الانفجار الكبير نجد نظرية توسّع الكون والتي لا تقّل
شئناً من سابقتها، إذ تقتضي هذه الأخيرة أن الكون في حالة توسع مستمر
متسارع منذ ستة مليارات من السنين. فلقد قام علماء الفيزياء الفلكية
بتحليلات على الأشعة "أكس " المنبعثة من أطراف 26 كومة من المجرات و
بواسطة تيليسكوب "شاندرا" قاموا باستخلاص المسافات بين الكومة والأخرى
بالنسبة لمختلف عمر الكون، فكانت النتيجة وجود طاقة في الكون معاكسة
تماماً للجاذبية، فهي طاقة تجعل أكوام المجرّات تتباعد بعضها عن بعض و
تدعى بالطاقة "الغامظة" و تكون نسبتها في الكون 75٪ من نسبة الطاقة الكلية،
فالكون فعلاً في حالة توسع ولكن على المستوى الكلي أي أن "أكوام المجرّات"
هي التي تتباعد عن بعضها البعض بينما على المستوى الجزئي فإن مجرّات
الكومة الواحدة لا تتباعد بل بالعكس هي في حالة تقارب كون الجاذبية هي
السائدة في هذا المستوى، و لمّا كان الانفجار بدقّة متناهية كان التوسّع
بنفس الحسابات الدقيقة فلقد قال العالم الكبير في الفيزياء الفلكية
الدكتور"ستيفان هاوكينغ" :"إن الكون يتوسّع بسرعة حرجة للغاية تعجز و تبهر
كل العقول والحسابات البشرية، فلو توسّع الكون بسرعة أكثر بقليل مما هي
عليها الآن لتناثرت المادة وما تمكن من ظهور المجرّات، والعكس أيضاً : فلو
أنطلق الكون بسرعة أقل يجزئ من الميليار من جزئ من الثانية عما أنطلق عليه
في بداية توسّعه لانهار على نفسه - تحت تأثير الجاذبية- قبل أن يصل إلى
ما هو عليه الآن" (5).
فكل شيء محسوب و مقدّر وكل شيء حدث في لحظة واحدة لا أكثر و لا أقل، كيف
لا و قد قال مدبر الحسابات وواضع السنّن والقوانين من قبل حدوث الانفجار:( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ)(6).
هل سيتوقف الكون عن التوسّع يوماً؟
و السؤال الذي يحيّر علماء الفيزياء الفلكية اليوم هو : هل سيتوقف الكون
يوماً ماً عن التوسّع أم لا ؟ فهم يعتقدون أن معرفة إمكانية -أم لا- حدوث
نهاية ذلك متوقف ومرتبط أساساً بالمادة المكونة للكون حيث أن هذه الأخيرة
هي التي تنتج قوة التجاذب الكافية التي ستوقّف (أو لا) توسع الكون، وهنا
لدينا ثلاث فرضيات :
1) إمّا أن المادة ليست كافية لكي تعطي لنا قوة تجاذب قادرة على توقيف توسع
الكون, فسيبقى الكون في أتساع دون توقف و بمرور الزمن تتحلل الطاقة
والمادة الموجودة فيه إلى درجة لا يمكن أن يحدث بهما - أو خلالهما- أي
تفاعل كيميائي أو نووّي ويسمى هذا السيناريو ب: " الموت التيرموديناميكي
للكون"." la mort thermodynamique de l'Univers".
2) في هذه الفرضية يعتقد العلماء أن المادة كافية لكي تولّد طاقة تجاذب
كافية لتوقيف توسع الكون، بل أكثر من ذلك إذ أن قوة التجاذب ستطغى على قوة
التوسّع وسيأخذ الكون منحنى آخر فيبدأ بالانطواء على نفسه حتى يعود إلى ما
كان عليه مجرّد نقطة تؤول إلى العدم، ويسمى هذا السيناريو ب : "الانهيار
الكبير" و هو عكس الانفجار الكبير
3) أما الفرضية الثالثة و الأخيرة تقتضي أن المادة والطاقة سيعطيان قوة
تجاذب متساوية لقوة التوسع و بهذا يستطيع الكون أن يحافظ على توازنه
الأبدي.
و في خضمّ هذه الأطروحات النظرية أجمع علماء الفيزياء الفلكية أن المادة
والطاقة كافيتان لتوقيف توسع الكون وأكثرهم يرجّح فرضية "الانهيار الكبير"
وهنا نسأل لماذا يستعمل علماء الغرب مصطلح "كبير" ( أو عظيم)، عند تكلمهم
أو وصفهم للانفجار أو الانهيار، ولا يستعملون هذا المصطلح على محدّث
الانفجار ؟! ثم إذا كان الانفجار نفسه قد حدث وفقاً لعملية حسابية متناهية
في الدقّة ألا يمكن لمن وضع هذه العمليات الدقيقة أن يضع في الحسبان كمية
الطاقة و المادة اللازمتان لتوقيف اتساع الكون؟!! ثم نسأل : لأيّ حكمة كان
كل هذا الانفجار و التوسع و الانطواء و الخلق من العدم بأعقد الحسابات
وأدقّها ؟ و لو تقرؤون قوله عز وجلّ من صورة الأنبياء إذ قال يَوْمَ
نَطْوِي السَّمَاء كَطَيِّ السِّجِلِّ لِلْكُتُبِ كَمَا بَدَأْنَا أَوَّلَ
خَلْقٍ نُّعِيدُهُ وَعْدًا عَلَيْنَا إِنَّا كُنَّا فَاعِلِينَ)(7 )
ستدركون بمنطقكم أن هذا القرآن ليس من صنع بشر قط، فلا يمكن لبشر عاش منذ
14 قرنا يكون قد سبق نظريتكم هذه التي لم تصلوا إلى نتائجها إلاّ بشق
الأنفس !!؟ أو ليست هذه الآية الكريمة هي فرضيتكم التي تؤيدونها في مصير
الكون و انطوائه على نفسه بعد توقف اتساعه؟ وإن أردتم حججا أخرى فعندنا
مزيد من آيات اللّه بلّغنا بها رسول كريم لا يعرف الكتابة و لا القراءة عاش
في بيئة كان لا يزال الإنسان حينها يعتقد أن الأرض مسطحة.
وهكذا فسيظل الإنسان يقترب من الحقيقة شيئاً فشيئاً ، و بعقله الذي ميّزه
الله عزّ و جلّ عن سائر مخلوقاته، سيتخلى عن تلك النظريات البالية أمثال
نظرية التطور وصدفة نشوء الكون وكل تلك الأطروحات والخزعبلات التي أحطت
بعقل الإنسان ومنطقه فأظلّ بها نفسه وغيره وعطلّ بواسطتها سننّ الخلق التي
سنّها الخالق لخلقه، فمن أراد أن يهتدي فالمعجزة قائمة ها هنا تنوّر كلّ
طريق مظلم و تدحض كلّ باطل مبهم ومن يريد أن يحكّم عقله المحدود أمام حكمة
خالق الكون فلّن يكون له إلا الطريق المسدود، و ستظلّ معجزة القرآن هي
المعجّزة التي جاءت لتخبر أن الله- عزّ و جلّ- قد وعد وقال :(سَنُرِيهِمْ
آيَاتِنَا فِي الْآفَاقِ وَفِي أَنفُسِهِمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَهُمْ
أَنَّهُ الْحَقُّ أَوَلَمْ يَكْفِ بِرَبِّكَ أَنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ
شَهِيدٌ) (8) ونحن نشهد يا ربنا أنك عالم عليم، شاهد وشهيد، قادر وقدي،
وحدك فتقت السماوات والأرض بعدما كانتا رتقا فنزّلت قائلا : (أَوَلَمْ يَرَ
الَّذِينَ كَفَرُوا أَنَّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ كَانَتَا رَتْقًا
فَفَتَقْنَاهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَيْءٍ حَيٍّ أَفَلَا
يُؤْمِنُونَ) (10) .
و ما فتقت ثم وسّعت ثم رتقت السماء و الأرض هكذا باطلا سبحانك فاكتبنا مع الشاهدين.
خلق الكون من العدم والانفجار الكوني الكبير
في حلتها القياسية، تفترض نظرية الانفجار الكبير أن
كل أجزاء الكون بدأت بالتمدد آنياً، ولكن كيف استطاعت كل الأجزاء
المختلفة للكون أن تتواقت في بداية تمددها ؟ من الذي أعطى ذلك الأمر ؟
أندري ليندي أستاذ علم الكون [1]
قبل قرن مضى كان خلق
الكون مفهوماً غامضاً ومهملاً لدى الفلكيين، والسبب في ذلك هو القبول العام
لفكرة أن الكون أزلي في القدم وموجود منذ زمن لا نهائي وبفحص الكون افترض
العلماء أنه كان مزيجاً من مادة ما ويظن أنها لم تكن ذات بداية، كما أنه
لا توجد لحظة خلق . تلك اللحظة التي أتى فيها الكون وكل شيء للوجود .
تتلاءم هذه الفكرة وهي "
سرمدية الوجود " تماماً مع الأفكار الأوربية المقتبسة من الفلسفة المادية،
وهذه الفلسفة نمت وتقدمت أصلاً في العالم الإغريقي القديم .
و تضمنت أن المادة كانت الشيء الوحيد الموجود في الكون، وأن الكون وجد في الزمن اللانهائي، وسوف يبقى إلى الأبد.
هذه الفلسفة عاشت في
أشكال مختلفة خلال الأزمنة الرومانية، لكن في فترة الإمبراطورية الرومانية
القريبة والعصور الوسطى صارت المادية تنحدر نتيجة تأثير الكنيسة
الكاثوليكية والفلسفة المسيحية علي يد رينايسانس ثم بدأت تجد قبولاً
واسعاً بين علماء أوروبا ومثقفيها، وكان سبب ذلك الاتساع هو الحب الشديد
للفلسفة الإغريقية القديمة .
ثم ما لبث الفيلسوف ( إيمانويل كانت )
في عصر النهضة الأوربية أن أعاد مزاعم المادية ودافع عنها، وأعلن ( كانت )
أن الكون موجود في كل الأزمان، وأن كل احتمالية ( إن كانت موجودة ) فسوف
ينظر إليها على أنها ممكنة .
و استمر أتباع ( كانت ) في
الدفاع عن فكرته في أن الكون لا نهائي ومتماشٍ مع النظرية المادية، ومع
بداية القرن التاسع عشر صارت فكرة أزلية الكون وعدم وجود لحظة لبدايته
مقبولة بشكل واسع، وتم نقل تلك الفكرة إلى القرن العشرين من خلال أعمال
الماديين الجدليين من أمثال ( كارل ماركس) و( فريدريك أنجلز ) .
تتلاءم هذه الفكرة عن
الكون اللامتناهي تماماً مع الإلحاد، وليس من الصعب معرفة السبب لأن فكرة
أن للكون بداية تقتضي أنه مخلوق، وطبعاً هذا يتطلب الإقرار بوجود خالق وهو
الله، لذلك كان من الم
المعجزة الكبرى : ظهور الكون نتيجة انفجار عظيم
إنّ الحقيقة المسلّم بها من قبل العلم
الحديث هي ظهور الكون نتيجة انفجار عظيم في نقطة معينة وبعده أخذ في
التوسع حتى أخذ شكله الحالي وهذا الانفجار حدث قبل 15 مليار سنة تقريبا و
الفضاء الكوني و المجرات والكواكب والشمس وأرضنا أو بمعنى آخر كل شيء يتألف
منه الكون ظهر إلى الوجود بعد هذا الانفجار الكبير والذي يطلق عليه اسم BIG BANG واللغز المحير في هذا الموضوع يتلخص فـي مايلي :
كان
من المفروض انتشار الذرات في الفضاء الكوني بصورة اعتباطية بعد حصول
الانفجار الكبير ولكن الذي حدث هو العكس تماما فقد تشكل كون ذو ترتيب
وتنظيم على درجة عالية من الدقة ويشبّه العلماء انتشار المادة في الكون
عشوائيا لتتشكل المجرات والشموس النجوم والمجموعات التابعة لكل منها بكومة
من القمح في صومعة ألقيت عليها قنبلة يدوية واستطاعت هذه القنبلة أن تضع
القمح في بالات منتظمة الشكل مرصوفة وموضوعة فوق الرفوف وفق ترتيب محدد بل
إنّ ترتيب أجزاء الكون أكثر دقة من ترتيب بالات القمح وبصورة غير اعتيادية
ويعبر البروفيسور فريد هوبل prof. Fred Hoyle عن حيرته أمام هذه الظاهرة بالرغم من كونه معارضا لنظرية الانفجار الكبير قائلا :
تؤمن
هذه النظرية بأن الكون وجد بعد حدوث انفجار كبير جدا ومن البديهي أن أي
انفجار يؤدي إلى تشتيت المادة إلى أجزاء بصورة غير منتظمة إلا أن الانفجار
الكبير أدى إلى حدوث عكس ذلك بصورة غامضة فقد أدى إلى تجمع المواد بعضها مع
بعض لتتشكل منها المجرات 5
ولا يمكن تفسير حدوث انفجار كبير جدا
لمادة الكون ونشوء نظام دقيق ذي ترتيب وتنسيق تام بين أجزائه وعلى درجة
كبيرة من الدقة إلا بكلمة المعجزة ويعبر Alan Sandge الأخصائي في الفيزياء الفلكية عن هذه الحقيقة قائلا :
أجد
من الاستحالة أن ينشأ هذا النظام الدقيق اعتباطا فكما أن وجود رب هو لغز
محير بالنسبة إلي إلاّ أن التفسير الوحيد لمعجزاته هو أنه موجود بالفعل 6
والمعجزة
الكبرى كما يعبر عنها العلماء تتمثل في اتحاد الذرات مع بعضها نتيجة
الانفجار الكبير لتأخذ أنسب صورة ممكنة مشكلة مع بعضها الكون المتميّز
بالدّقة والانتظام والذي يتألف بدوره من ملايين المجرات و هذه المجرات
تتشكل من ملايين النّجوم بالإضافة إلى التريليونات من الأجرام السّماوية
فالذي أبدع هذه المعجزات هو الله القادر على كل شيء .
(
الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً
وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ
فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً ) الفرقان 2
المقياس المعجز لسرعة تمدد الكون
إن
سرعة تمدد الكون لها مقدار ثابت لا تحيد عنه ومناسب للشكل الحالي الذي
بلغه الكون فلو كانت هذه السرعة أقل قليلا من هذا المقدار لما استطاعت
المجموعات الشمسية أن تتشكل بل لرجعت كسابق عهدها أي مادة منكمشة ولو كانت
هذه السّرعة أكبر قليلا لما استطاعت المادة أن تتوحد لتشكل المجرات والنجوم
ولاندثرت وتلاشت في الفضاء الكوني وفي كلا الحالتين تصبح استحالة وجود
الحياة ومن ضمنها حياة الإنسان أمرا واردا إلا أن الحالتين لم تحدثا طبعا
وتمدد الكون بسرعة معينة اعتمادا على المقياس الدقيق آخذا شكله الحالي ولكن
ما مدى دقة هذا المقياس ؟
لقد قام البروفيسور بول ديفيس أستاذ
الفيزياء الرياضية في جامعة اديلياد الأسترالية بإجراء أبحاث عديدة للتوصل
إلى إجابة عن هذا السؤال وانتهى إلى نتيجة وهي أنّ أي تغير في سرعة تمدد
الكون مهما كان ضئيلا حتى لو كان بنسبة 1 إلى مليار مليار أو 10/1 قوة 18 لما استطاع الكون أن يظهر إلى الوجود ويمكننا أن نكتب النسبة المئوية السابقة كما يلي 0.000000000000000001 أي أن مجرد حدوث تغيير ولو بهذا المقدار الضئيل جدا يعني عدم إمكانية ظهور الكون ويعلق البروفيسور على هذه النتيجة قائلا :
إن
الحسابات تدل على أنّ الكون يتمدد بسرعة دقيقة للغاية ولو أبطأ الكون في
التمدد قليلا لحدث الانكماش نتيجة قوة الجذب ولو أسرع قليلا لتشتّتت المادة
واندثرت في الفضاء الكوني وإن التوازن الحاصل بين هذين الاحتمالين
الخطيرين يعكس لنا مدى الدقة والحساسية في هذه السرعة فلو تغيّرت سرعة تمدد
الكون بعد الانفجار و لو بمقدار 10/1 قوة 18
لكان ذلك كافيا لإحداث خلل في التوازن لذلك فإن سرعة تمدد الكون محددة
بشكل دقيق إلى درجة مذهلة ونتيجة لهذه الحقيقة لا يمكن اعتبار الـBIG BANG انفجارا عاديا بل انفجارا منظما ومحسوبا بدقة من كافة النواحي 7.
.
.
وتناولت مجلة SCIENCE المشهورة في مقال لها هذا التوازن الدقيق الذي صاحب بداية نشأة الكون كما يلي :
لو
كانت كثافة الكون أكثر قليلا لأصبحت الجسيمات الذرية تجذب بعضها بعضا
وبالتالي لا يستطيع الكون أن يتمدد ويرجع منكمشا إلى نقطته الأصلية وفق
مبادئ نظرية النسبيّة العامة لانشتاين ولو كانت هذه الكثافة أقل قليلا في
بداية تشكل الكون لتمدد بسرعة رهيبة ولما استطاعت الدقائق الذرية أن تجذب
بعضها بعضا و لانعدمت امكانية نشوء النجوم و المجرات ومن الطبيعي لما وجدنا
نحن على وجه الحياة ! ووفقا للحسابات التي أجريت في هذا المجال فإن الفرق
بين كثافة الكون في البداية وكثافته الحرجة أقل من 01.0 مقسوم
على كوادريليون أي أن هذا الفرق يشبه إيقاف قلم على رأسه المدبب كي يظل
واقفا لمدة مليار سنة أو أكثر إضافة إلى ذلك كلما تمدد الكون ازداد التوازن
دقة . 8
.
.
أما Stephen Hawking
الذي اعتبر مدافعا عن نظرية المصادفة في نشوء الكون إلا أنه تحدث في كتابه
التاريخ القصير للزمن عن التوازن الدقيق في سرعة تمدد الكون قائلا إنّ
سرعة تمدد الكون تتسم بالحساسية الفائقة والدقة المتناهية حتى أن هذه
السّرعة لو كانت أقل قليلا عند الثانية الأولى من الانفجار الكبير بمقدار 1 إلى مليون مليار لتعرض الكون إلى انكماش واستحال وصوله إلى صورته الحالية . 9
أما Alan Guth الذي يتبنى نظرية الكون المنتفخ Inflationary universe model
فقد تناول مسألة الانفجار الكبير في السنوات السابقة وأجرى حسابات عن
التوازن الدقيق في سرعة تمدده وقد توصل إلى نتائج مذهلة للغاية إذ توصل إلى
أن الدقة في سرعة تمدد الكون تصل إلى نسبة 1 إلى 10 قوة 55 . 10
ولكن
ما الذي يظهره لنا هذا التوازن الدقيق المذهل ؟ بالطبع لا يمكن تفسير هذه
الدقة الفائقة بكلمة المصادفة ويثبت لنا وجود تصميم خارق ومدهش وبالرّغم من
كون بـول ديفيس متبنيا للمادية إلاّ أنه يعترف بهذه الحقيقة قائلا :
من
الصعوبة أن نعارض فكرة وجود الكون بشكله الحالي بواسطة قوة عقلية دقيقة
خصوصا بهذه الخاصية التي يتميز بها من ناحية الدقة الفائقة تحت أي تغيير
عددي مهما بدا ضئيلا وطفيفا ... وإنّ الموازين العددية الحساسة التي تتصف
بها الطبيعة في كافة أركانها تعتبر دليلا قويا على أن ثمة تصميم خارق لهذا
الوجود . 11
.
.
وهكذا يتضح لنا مدى تأثير هذه الأدلة
العلمية القاطعة في إقناع بول ديفيس المادي الفكر على أن هذا الكون لابد أن
يكون مستندا إلى تخطيط وتصميم خارقين أو بالأحرى أن هناك خالقا له.
5 Fred Hoyle, The Intelligent Universe, London, 1984, pp. 184-185.
6 Willford, J.N. March 12, 1991. Sizing up the Cosmos: An Atronomers Quest. New York Times, p. B9.
7 Paul Davies, Superforce: The Search for a Grand Unified Theory of Nature, 1984, p. 184.
8 Bilim ve Teknik, say. 201, p. 16.
9 Stephen Hawking, A Brief History Of Time, Bantam Press, London: 1988, pp. 121-125.
10
Guth A. H. «Inflationary Universe: a possible solution to the horizon
and flatness problems», in Physical Review D, 23. (1981), p. 348.
11 Paul Davies. God and the New Physics. New York: Simon & Schuster, 1983, p. 189.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق